logo
#

أحدث الأخبار مع #حسنقبيسي

حسن قبيسي... كاتبُ اللامرئي والمُهمل والمَنسيّ
حسن قبيسي... كاتبُ اللامرئي والمُهمل والمَنسيّ

المدن

timeمنذ 19 ساعات

  • سياسة
  • المدن

حسن قبيسي... كاتبُ اللامرئي والمُهمل والمَنسيّ

يأتي التذكير اليوم بالراحل الدكتور حسن قبيسي، الكاتب والباحث الرصين الذي فرض وجوده، ومكانته العلمية في المحيط الفكري لسنوات طويلة، وكشخص متميز، في غمرة ما نعانيه اليوم من الطفح المَرضي، وانتشار الطفيليات على سطح الثقافة الأكاديمية في الجامعة اللبنانية الوطنية، بعدما غرست السياسةُ المذهبية والحزبية مخالبها الملوّثة في جسدها وهيكلها الإداري والتعليمي، وأشبعته نهشاً وتمزيقاً. كان تميّز قبيسي في العصر الذهبي الذي عاشته الجامعة، حالة من حالات السويّة والانفتاح التي تمتّعت بها في ذاك الحين معظم كلياتها، قبل اشتعال الحرب الأهلية. وطبعاً، كان المناخ الثقافي في تلك الحقبة، أوسع وأرحب بما لا يُقاس عليه اليوم، من تزمّت ظاهري أو خفي، ومن زبائنية مفضوحة تغشى الحقول كافة. انخرط الدكتور قبيسي في العمل السياسي بدايةً، متاثراً بالفكر الماركسي، شأنه في ذلك شأن مجايليه، وأقرانه من اليساريين مثل: وضاح شرارة، وأحمد عبد اللطيف بيضون، وفواز طرابلسي، الذين ساهموا في تأسيس منظمة العمل الشيوعي. بيد أن الداعي الفكري والأكاديمي، لدى حسن قبيسي كان أقوى من بريق التنظيم السياسي المحض. فآثر التخلي عن المشاحنات السياسية والإيديولوجية، وسلك مسلك البحث والتنقيب في موضوعات ثقافية شتى، وبعض منها لم يلتفت إليها الأكاديميون العرب، باعتباره من النوافل أو سقط المتاع التي لا تستحق الوقوف عليها ومعاينتها، أو التبحّر في دلالاتها ومعانيها. لم تثنِ العقبات، قبيسي، عن مطاردة الأسئلة الملحاحة التي اجتذبته، من دون أن يقف عند الحدود بين قديمها وحديثها، أو بين عربيّها وأجنبيّها. شتغل على الهوامش الصغيرة المهملة والمنسية واللامرئية، كما اشتغل على المتون والأفكار الرزينة والمهمة. قراءاته، وترجماته الدقيقة لمؤلفات كلود ليفي ستروس عن البنيوية، الدارجة حينذاك، وما ابتكرته من مصطلحات إناسية جديدة نشأت معها، وطوّعها قبيسي، وخرطها في قوالب اللغة العربية كأحد المبدعين، كانت معيناً له في استلهام روح العصر المتألق الذي بدأ بتحديث آلياته الفكرية ومناهجه، على ضوء ما استولده من طرائق ومقاربات، اتسمت بداية بالصبغة الفرنسية، باعتبار جلّ روادها من الفرنسيين. كما كان لتعرّفه، أثناء بحوثه، على المؤرخ والفيلسوف الديني الروماني ميرسيا إلياد، وترجمة شطر من كتبه الى العربية، عاملٌ أساس في تعريف القراء والباحثين على دور الدين في المجتمعات القديمة والحديثة. واستوحى من إلياد المددَ والاسترشاد المنهجي في إعداد أطروحة الدكتوراه الجامعية حول مكسيم رودنسون، في كتابه عن النبي محمد، بإشراف الأب الدكتور فريد جبر، فتوقف عند النواحي النقدية، بعدما تَزوّد من معين إلياد، بما أمكنه من مقارعة هذا المستشرق الماركسي الشهير، وتفكيك نظرته التاريخية المعتمدة على التحليل المادي للدين الإسلامي والذي غض فيه الطرف عن جوانب كثيرة من السيرة النبوية. وتصدى له قبيسي بأدوات البحث الإناسي كما صاغها ستروس. وكان المعين، أو المدماك الثاني لقبيسي في بناء اعتراضاته على رودنسون، هو تبنيه لمنحى ميرسيا إلياد في تفكيكه رموز الأديان، وقراءته للأساطير، من خلال بنية الوعي الديني، وتحليل مفهوم hiérophanie (التجلّي) أي التجربة المعاشة لقوة مفارقة ومتعالية داخل عقل الإنسان. وفي ذكرياته عن التعليم الجامعي، يتطرق الدكتور علي زيعور إلى أطروحة حسن قبيسي للدكتوراه، ويصف القسم التحليلي منها، بأنه ثاقب النظرة في مقاضاته الحرة لتفسير العامل الاقتصادي، وجريء في اختراقه الكثافة الأسطورية للسيرة. ويوافق زيعور، كأحد أعضاء المناقشة غير المعلَنين، على مضمون ترجمة قبيسي لكتاب "محمد" لمكسيم رودنسون، إلى اللغة العربية، رغم موقفه غير المتعاطف مع صاحب السيرة. وتحفَّظ على نشر كتاب "محمد" لمكسيم رودنسون الذي ترجمه قبيسي، العديد من دور النشر اللبنانية والعربية. أما الأطروحة الجامعية فسلكت طريقها منذ زمن بعيد. وعن أطروحة قبيسي يقول زيعور: "إنها مرّت مرغوبة لكن مرعبة". ومن نتائجها أنها أشهرت تفسيرات إناسية لمفاهيم كانت غائبة عن العقل العربي. وكان ثمة خيط جمع زيعور بقبيسي، إذ إنّ كلاهما نقّب وحفر واستنبش ما خفي، من نزعات إيمانية وحدسية ومتخيّلة ورمزية واعتقادية. وكلاهما صاغ مصطلحات، ونحت مفردات ذات أصول تراثية بلغة عصرية. وإذا كان زيعور كأستاذ علم نفس، تنبّه إلى اللاواعي والمرضي واللاسوي والمنسي، فإنّ حسن قبيسي حفَل بالمختلف اجتماعياً أو دينياً، وباللامرئي، واللاملحوظ، والمهمل. ومن الموضوعات التي قلما يلتفت الناس إلى مغزاها وأبعادها، اختلاف الهيئة الجسدية أو الأزياء بين مجتمع وآخر، وبين أفراد وآخرين من المجتمع ذاته. ويُدعى هذا التمايز: الإيثوس (ethos) أي السمات المميزة الفردية أو المكتسبة، والمتعلقة بالأخلاق والسلوك، وطريقة الكلام والجلوس، وأساليب الاقتناع. وخصّص قبيسي حيّزاً مهماً للقضايا المتعلقة بمظاهر وعادات وسلوكيات اجتماعية، ينسبها البعض إلى صلب الدين وأساسياته، في حين تبدو للعقل التعليلي تصورات غيبية خالية من المعنى، بل ربما كانت أقرب إلى الترّهات والأباطيل. ومع ذلك ينتزعها حسن قبيسي من أصولها اللاهوتية، ويُلبسها ثوبها الناسوتي الاجتماعي والسياسي. وفي مقاله المهم " في أصول مخالفة اليهود - دراسة ناسوتية" نكتشف كيف أنّ لمنظومة الأوامر والنواهي الدينية، وظيفة اجتماعية وسياسية، تؤدي في المجتمعات المعنية دوراً رئيساً في تثبيت قواعد السلوك الجسدي، وتميّزه عن سواها. ذلك أنّ الفوارق تتعيّن بها كل دلالة لغوية أو اجتماعية، على ما يذهب إليه العلّامة عبد الله العلايلي. والبحث الناسوتي يعاين كيف أنّ البنية المجتمعية تطبع الأفراد بطابعها الخاص، من خلال تربية حاجاتهم ونشاطاتهم الجسدية، قبل كل شيء. ويتمّ ذلك بفبركة الأجساد، بموجب السنن المناسبة لتاريخ الجماعة، وحياة أفرادها. وهذه التقنيات تقتضي الدُربة والمعاناة لترسيخها في نفوس الجماعة وسلوكها. وعلى ذلك فإنّ الرسول حضّ المسلمين، حين آيس من رغبة اليهود في تقبّل دينه ورسالته، وحثّ على مخالفتهم في التوجّه إلى قِبلتهم كما كان سائداً، ومخالفة العديد من طقوسهم، وطرائق عباداتهم، لا سيما في مظهرهم الخارجي، كالشعر واللحية والشوارب واللباس، وفي قواعد النظافة، مروراً بالمعاملات التجارية، وشعائر الولادة والموت والدفن. وقد مثّلت الوثيقة بين المسلمين ويهود الأوس والخزرج، ما يمكن اعتباره دستوراً بين الطرفين، يتضمن ممارسات وحقوقاً متشابهة. وقد اقتضى تنصّل الجماعة الإسلامية من تأثير اليهود الذين زعموا رسوخهم في علوم الدين، وفي الزراعة، وفي صيانة الآبار، والتحكّم في المطر، ليتمايزوا عنهم، ويحافظوا بذلك على مصالحهم، وعلى عوائدهم، لا سيما أنّ اليهود، وفق حسن قبيسي، ما كانت معتقداتهم وطقوسهم أكثر من طقوس سحرية، خدعوا بها المسلمين، وخلبت ألبابهم.

دعوةٌ من نائب "أمل" للبنانيين: "تمسّكوا بصبركم"
دعوةٌ من نائب "أمل" للبنانيين: "تمسّكوا بصبركم"

القناة الثالثة والعشرون

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • القناة الثالثة والعشرون

دعوةٌ من نائب "أمل" للبنانيين: "تمسّكوا بصبركم"

في كلمة ألقاها خلال احتفال تأبيني في بلدة القصيبة في قضاء النبطية، أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب حسن قبيسي أن التضحيات التي قدمها اللبنانيون والشهداء لا تساوي شيئًا مقارنة بما يواجهونه من "ذل وركوع" أمام بعض الزعماء الذين يسعون للسيطرة على البلاد والمنطقة. وأشار إلى أن مسيرة المقاومة لا يمكن الحفاظ عليها إلا من خلال التضحية والفداء، مؤكداً أن الهدف الأسمى هو الحفاظ على الوطن. وأضاف قائلاً: "الإعتداءات الإسرائيلية مستمرة على بلدنا رغم إتفاق وقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أن عمليات الاغتيال والاعتداءات لا تتوقف ضد شباب المقاومة على الأراضي اللبنانية. وذكر أن "مسؤولية الدفاع عن الوطن كانت دائماً على عاتق المقاومة، ولكن بعد اتفاق وقف إطلاق النار أصبحت الدولة اللبنانية والجهات الراعية لهذا الاتفاق مسؤولين عن حماية الوطن"، مؤكداً أن الجنوب وأهله لن يتحملوا المزيد من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. النائب قبيسي انتقد أيضاً محاولات إسرائيل التبرير للاعتداءات تحت مسميات واهية، مثل "استهداف سلاح المقاومة". وأوضح: "هذا شأن لبناني داخلي، والدولة اللبنانية هي المسؤولة عن حماية شؤونها الداخلية"، مشددًا على أن أي محاولة للمساس بأسلحة المقاومة هي اعتداء على السيادة اللبنانية. وأكد قبيسي أن لبنان لا يقبل الضغوطات الغربية التي تطالب بسحب الأسلحة من المقاومة، بل يرى أن الدولة يجب أن تتولى حماية الحدود وتعزيز قدرات الجيش اللبناني. وأضاف: "المسؤولية اليوم تقع على عاتق الجميع من الساسة والمسؤولين، لتعزيز قدرات الجيش اللبناني ليتمكن من حماية الحدود وأهلنا في الجنوب، سواء كانوا مقاومين أو مدنيين". وأردف قائلاً: "اليوم، إن تعزيز الجيش وحماية الحدود هي أولوية وطنية، ولابد من اتخاذ قرار سياسي قوي من أعلى الهرم لتسليح الجيش وتمكينه من مواجهة أي اعتداءات إسرائيلية". وفي ختام كلمته، دعا قبيسي إلى أن "يتمسك اللبنانيون بصبرهم وتحملهم"، مؤكداً أن "المؤتمرات التي تُحاك ضد لبنان يجب أن تسقط، ونحن قادرون على الدفاع عن حقوقنا وسيادتنا". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store