logo
#

أحدث الأخبار مع #حكايات

«حكايات من ذاكرة المكان»... قرية أردنية تختزن الوطن والهوية
«حكايات من ذاكرة المكان»... قرية أردنية تختزن الوطن والهوية

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 أيام

  • ترفيه
  • الشرق الأوسط

«حكايات من ذاكرة المكان»... قرية أردنية تختزن الوطن والهوية

صدر عن «الآن ناشرون وموزعون» الأردن (2025) كتاب «حكايات من ذاكرة المكان» للدكتور بكري العزام بدعم من وزارة الثقافة الأردنية، يقع الكتاب في 318 صفحة، وقدمت له الدكتورة خلود العموش بقولها: «رأينا الدكتور بكري العزام أديباً عاشقاً، ينظر إلى زمن قريته الجميل، وحكايا شخوصها، وأقاصيصهم، وعثراتهم، وإنجازاتهم، وإخفاقاتهم، ونجاحاتهم، ولطفهم، وإنسانيتهم، وضعفهم المشروع كبشر، وقوّتهم التي يستمدّونها من روح الأخوّة والتكافل والوحدة في نموذج القرية الجميل». هذا التقديم يلخّص جوهر التجربة: القرية باعتبار أنها مكان حاضن للكرامة والدفء والتكافل، والمكان الذي يُنتج الأخلاق، والانتماء. والكتاب عمل سردي يستعيد من خلاله الكاتب تفاصيل قريته الواقعة في شمال محافظة إربد، حيث يعيد تشكيل صورة الطفولة، والأسرة، والمجتمع، والطبيعة. وهو يضم 158 فصلاً قصيراً بعناوين مختلفة. المكان في هذا العمل ليس مجرد مسرح للأحداث، بل هو، كما يقول الناشر، «الروح التي تسري في النصوص، تفتح للقارئ أبواب الحنين، وتدعوه إلى اكتشاف القرية باعتبار أنها كيان نابض بالأصالة، عامر بالتفاصيل الحية التي تُعطي للمكان طعمه، ورائحته، ونبضه الخاص. يستحضر العزام شوارع قريته، وحقولها، وسهولها، ومجالسها الشعبية، وأصوات المؤذنين، ووقع الخطى على تراب الأزقة، وصوت المطر وهو يلامس سقوف البيوت الطينية القديمة». ما يميّز هذا العمل كذلك هو استخدام الكاتب للألفاظ العامية، والاصطلاحات المحلية المرتبطة بالمجتمع القروي والزراعي، لا سيّما تلك المتعلقة بالزراعة وتربية المواشي (الغنم والبقر)، فقد استخدم مصطلحاتٍ مثل «البيادر» و«المزاطين» و«الدّوّاج» و«الطفخة» و«يبجبج» و«التَّصميخ»، وغيرها من المفردات التي قد تبدو غريبة على الجيل المعاصر، غير أن الكاتب حرص على تفسيرها، وشرحها ضمن سياقها السردي. كما يركز الكتاب على التفاصيل الحياتية الصغيرة: فطور الأسرة، ركض الأطفال في الحارات، سوق إربد، مواسم الحصاد، طقوس الأفراح، وحكايات الجدّات، والعمل في الحقول، وبسطات الباعة، والعلاقات بين الجيران، وتربية الأولاد، والعقوبات، والأفراح والأحزان التي تتشاركها القرية على أنها جسد واحد، وباعتبارها تشكل «ذاكرة جمعية عابرة للفرد تُجسّد هوية جماعية يُحتفى بها». ورغم الطابع الذاتي للتجربة، فإن الكاتب ينجح في تقديم قريته على أنها نموذج لمجتمعات عربية كثيرة تتشارك في القيم والعادات والروح. وبذلك، منح الكاتب لمكانه الأول «القرية» خصوصية رمزية، فجعل منه الحاضن القيمي والثقافي والتاريخي للإنسان، وفي الوقت ذاته حرص على إبراز بعده الواقعي اليومي. إنه يستحضر المكان «لا بوصفه جماداً، بل ككائن حيّ، ينبض بالمحبة والكرم والبساطة. إنه يؤنسن الأمكنة، ويجعل من شجرة التين، وبئر الماء، والبرندة، والبيت القديم، شخصيات فاعلة في الحكاية. المكان هنا ليس مشهداً خلفيّاً، بل هو الحاضر الأكبر، هو البيت الأول والملجأ الأخير، وهو الكنز الذي نحمله في الذاكرة كلما ابتعدنا عن الجذور، في زمن تتآكل فيه الهويّات أمام طوفان التكنولوجيا والمدن الأسمنتية، فكل بيت صغير، وكل طريق ترابي، وكل حكاية عائلية تشكّل جزءاً من كينونتنا».

دار عوضة حين تتحول الحكايات إلى دروس في الوفاء
دار عوضة حين تتحول الحكايات إلى دروس في الوفاء

عكاظ

time٢٥-٠٧-٢٠٢٥

  • منوعات
  • عكاظ

دار عوضة حين تتحول الحكايات إلى دروس في الوفاء

عندما بدأت شخصية أحمد بن عوضة تتشكل وبدأت ملامح وعيه تتفتح على الحياة لم يجد أمامه إلا إرث والديه ليكون بوصلة أولى. إرث لم يكن مالاً ولا جاهاً بل حكايات صاغتها المواقف وكتبتها دموع الفقد وصبر الصابرين. يقول أحمد عن والده أبي عوضة بن أحمد: «لم يكن مجرد أب بل كان رجلاً يعرفه كل من مر بالقرية بابتسامته وطيبته. عمل في مكتب الإشراف التعليمي وكان يرافق المشرفين إلى المدارس يحمل في قلبه رسالة وفي يديه عطاء، لكنه علمني الدرس الأكبر يوم نزل إلى بئر الحسين لإنقاذ رجل وطفله من قاع البئر، بينما بقي أبي هناك ليرحل شهيد الشجاعة والفداء». وعن والدته يروي: «أمي جمعة بنت مسفر الدحية كانت رمز الطيبة والنقاء. كنت أسمع من جدتي كيف كانت تحمل القربة كل صباح لتملأ الزير أمام دارنا ليشرب منه كل عابر. كانت دعواتها تسبق خطواتها، ورحلت وهي تحاول أن تمنح الحياة لتوأم لم يكتب لهما النجاة. رحلت شهيدة المخاض، وبقي دفء حنانها يسكن كل زاوية من الدار». منذ رحيل والديه أصبحت دار عوضة أكثر من بيت، إذ تحولت إلى حكاية وفاء جمعت أفراد الأسرة حول جدهم مسفر، وخالهم حسن اللذين حملا عبء التربية والحياة، ليكبر أحمد وإخوته في حضن البيت دون أن يشعروا باليتم. اليوم يعيد أحمد النظر إلى دار والديه بعد أن رممها وغرس أشجارها قائلاً: «هذا البيت ليس حجراً وطيناً، بل هو قلب نابض بذكراهم. أردته أن يبقى شاهداً على أن التضحية تصنع حياة، وأن الوفاء هو ما يجعل الحكايات خالدة». دار عوضة لم تعد مجرد بيت بل صارت عنوانا لقصص القرية وتاريخها وذاكرة أجيال تعلمت أن الحب والوفاء أقوى من غياب أصحابه. أحمد بن عوضة بن أحمد القرشي الزهراني أكاديمي وخبير تربوي حاصل على الدكتوراه في القيادة التربوية عام 2010، والماجستير في الإدارة التربوية عام 2006، والبكالوريوس في التعليم الابتدائي عام 2003، شغل عدداً من المناصب القيادية والإشرافية في التعليم وقطاع الأعمال، من بينها مدير عام أكاديمية خبراء الإدارة، ورئيس قطاع الشراكات والاتصال في المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام (إخاء). أسس عدداً من المبادرات والبرامج التربوية، وقدم مئات الدورات التدريبية في مهارات التفكير والقيادة والإبداع، وله إسهامات إعلامية وثقافية بارزة. اليوم تبدو دار عوضة كأنها انعكاس لمسيرة الدكتور أحمد نفسه، فالبيت الذي تأسس على التضحية والوفاء كان منطلقاً لقصة نجاح تجاوزت حدود القرية وصولاً إلى الميادين التربوية والثقافية والإعلامية ليجسد أحمد بروحه وإنجازاته امتداداً لقيم والديه، وتلك الحجارة التي ما زالت تحكي أعظم دروس الحياة. أخبار ذات صلة

بصائرأساطير الأقدمين بين الأوراق
بصائرأساطير الأقدمين بين الأوراق

الرياض

time٣٠-٠٦-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الرياض

بصائرأساطير الأقدمين بين الأوراق

تحدث الراوي بصوتٍ هادئ، ينساب مع روعة الحكايات القديمة التي تتناولها الأوراق، يقدم لنا ببراعة قصصًا عن الأبطال والعظماء الذين تركوا بصماتهم عبر الأزمان. لطالما كانت الأساطير نبض الحياة الذي يحمل في طياته خفايا الوجود وألغاز الكون، فما بين خطوط الكتب العتيقة، وفي أعماق الليل الهادئ، تسكن حكايات الأقدمين، تلك التي ولدت من رحم الحقيقة وتعالت فوق الأساطير. كانت هذه الروايات تُحاك في المجالس، على شفاه الرجالات، وتُنقل إلينا اليوم لتشهد على عراقة الماضي وعظمته، وكيف أن أجدادنا لم يكونوا مجرد أشخاص عاشوا زمنًا بعيدًا، بل كانوا صناع أساطير تخترق أسوار الزمن لتعيش بيننا. كان الحكماء يؤمنون أن كل شيء يمتلك روحًا، من الأشجار العتيقة إلى الجبال الشامخة، وأن الدهشة تسكن في التفاصيل الصغيرة التي نغفل عنها. هذه الأساطير، التي تكمن بين الأوراق المصفرة، خُطّت بدماء الذين عاشوا الحروب والفتوحات، بدموع العشاق الذين فارقوا حبيباتهم، وبحبر العلماء الراسخين في معارفهم. في هذه المرويات نجد أن الأبطال لم يكونوا مجرد محاربين شجعان، بل كانوا أيضًا صناع سلام وحماة للعدل. ولكل بطل أسطورته التي تحتفظ الأوراق بسرّها، تُعلّمنا كيف يمكن لقوة الإرادة وصدق النية أن تُحدِث تغييرات عظيمة. تمتلئ هذه الأوراق بقصص العباقرة الذين نقشوا أفكارهم على جدران الزمن، ليتعلم أحفادهم أن العقل البشري قادر على تجاوز حدود المعقول، وأن الأمل يظل ينبض في النفوس مهما كانت الظروف قاسية. هنالك، بين السطور، تتجلى أساطير العناصر الأربعة: الأرض والماء والنار والهواء، التي كان يعتقد أسلافنا أنها أسس الحياة، وأن توازنها هو ما يحافظ على الوجود في كل شيء حي. كانت الجان والملائكة والشياطين جزءًا لا يتجزأ من هذه الحكايات، حيث تجاوز الخيال كل حدود الممكن ليصور عالمًا موازيًا يتشابك مع واقع البشر ويؤثر فيه. أما رحلات البحارة الذين اكتشفوا أراضي غامضة وواجهوا مخلوقاتٍ أسطورية غريبة، فكانت كفيلة بأن تبعث الحلم في قلوب من يقرؤون عنها، وتدفعهم لاستكشاف عوالمهم الداخلية وتحدي المجهول. وهنا يسدل الراوي الستار على الأساطير التي تفيض بالحكم والعبر، مذكّرًا إيانا أن الأساطير ليست مجرّد قصص من نسج الخيال، بل هي دروس ومعاني دسمة نقتات منها ونستلهم بها خطى الحياة. تلك الأوراق العتيقة تظل شاهدة على تلك الحقب، تروي لنا كيف كان يحيا الأقدمون وكيف كانوا يتصورون العالم من حولهم، وتُثبت أن الأساطير لا تزال حية تتنفس بيننا، تُعلّم وتُلهم وتحفر في قلوبنا نقوشًا من الأمل والإيمان بالإمكان. وهكذا تغلق الحكايات، وتبقى الأساطير خالدة، لتُضاء بها مشاعل الزمن الآتي، مُُضيئة للأجيال دروب المعرفة والابتكار.

ما تراه ليس كما يبدو... مسلسل جديد من 7 حكايات وهؤلاء أبرز أبطاله
ما تراه ليس كما يبدو... مسلسل جديد من 7 حكايات وهؤلاء أبرز أبطاله

مجلة سيدتي

time١٨-٠٦-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مجلة سيدتي

ما تراه ليس كما يبدو... مسلسل جديد من 7 حكايات وهؤلاء أبرز أبطاله

انضم مسلسل " ما تراه ليس كما يبدو" إلى أعمال موسم الأوف سيزون هذا العام، حيث أعلن صناعه في بيان صحفي عن تفاصيله، حيث يضم 7 حكايات مستقلة، يقدم من خلالها نوعية دراما متعددة ومتنوعة تجمع بين الاجتماعي، التشويق، والإنساني، على أن يُعرض العمل خلال موسم صيف 2025 فور الانتهاء من تصويره وجاهزيته للعرض. تفاصيل مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو" مسلسل " ما تراه ليس كما يبدو" من إنتاج كريم أبو ذكري، ومكوّن من 35 حلقة، موزعة على 7 حكايات، بحيث تتكون كل حكاية من 5 حلقات تُعرض بشكل متتابع، وتُقدَّم بفريق عمل مختلف، بما يشمل أبطالها، مؤلفيها، ومخرجيها، في محاولة لتقديم تنوع بصري ودرامي ضمن عمل واحد، يواكب الأذواق المختلفة للجمهور. ويعتمد "ما تراه ليس كما يبدو" على البطولة الجماعية لعدد كبير من النجوم الشباب الذين أثبتوا جدارتهم خلال السنوات الماضية، ومنهم: أحمد خالد صالح ، مريم الجندي، هنادي مهنا، تارا عماد، رنا رئيس، أحمد جمال سعيد، هاجر الشرنوبي، ونانسي هلال، مع استمرار التعاقد مع مزيد من النجوم والمخرجين خلال الفترة المقبلة. مسلسل " ما تراه ليس كما يبدو" يعد استكمالاً لنوعية الأعمال التي تقدم في حكايات منفصلة كل واحدة من 5 حلقات، بعدما شهدت السنوات الماضية عرض مسلسلات " نصيبي وقسمتك" الذي اعتمد هذه النوعية من المسلسلات، وكذلك " ورا كل باب"، وأيضاً " زي القمر" إضافة إلى " في كل أسبوع حكاية" وغيرها من الأعمال التي تم تقديمها في هذا الشكل الذي يتيح طرح أفكار متعددة ومختلفة في كل حكاية. يمكنكِ قراءة.. لماذا تصدر فات الميعاد الترند بعد عرض الحلقات الأولى؟ "الكابتن" آخر أعمال المنتج كريم أبو ذكري يذكر أن المنتج كريم أبو ذكري قدم في موسم دراما رمضان الماضي، مسلسل " الكابتن" من بطولة أكرم حسني ، آية سماحة، سوسن بدر، سامي مغاوري، أحمد عبد الوهاب، عمر شوقي، أحمد الرافعي، ميمي جمال، وضيوف الشرف محمد عبد الرحمن توتا وخالد كمال وإسماعيل فرغلي وتأليف عمرو الدالي، قصة أيمن الشايب، وإخراج معتز التوني، وإنتاج شركة k media كريم أبو ذكري. View this post on Instagram A post shared by Kmedia (@productionkmedia) يمكنك قراءة أيضاً... آخر تطورات الجزء الثاني من وتر حساس.. وهذا موعد انطلاق التصوير مسلسل " الكابتن" دارت أحداثه حول طيار يرتكب خطأ غير مقصود أثناء إحدى رحلاته الجوية يؤدي لسقوط الطائرة، ويكون هو الناجي الوحيد من الحادث، لكن يفاجأ بعدها بظهور أرواح بعض الركاب ويطلبون منه مساعدتهم على إتمام بعض المهام التي لم يتمكنوا من إنجازها قبل وفاتهم، ويُشكلون عليه ضغطاً كبيراً حتى يقوم بتنفيذها. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي ». وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».

الرزق في الحكايات الشعبية يجسده جبل الأرزاق
الرزق في الحكايات الشعبية يجسده جبل الأرزاق

الرياض

time١٥-٠٦-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الرياض

الرزق في الحكايات الشعبية يجسده جبل الأرزاق

في تراثنا الشعبي السعودي حكايات خرافية كثيرة تتصل بموضوع الرزق، وهي حكايات تتراوح فيها نبرة الوعظ بين الارتفاع والانخفاض، كما تركز في مجملها على تعزيز ما ورد في الشريعة الإسلامية من نصوص تتحدث عن تقدير الله -عز وجل- لأرزاق البشر والكائنات القويّ منها والضعيف. ومن بينها حكاية «رزق الدودة» المدونة في كتاب (قالت حامدة: أساطير حجازية) للأستاذ عبده خال، وفيها يتأمل النبي سليمان -عليه السلام- نملةً تحمل حبّة قمح إلى شاطئ البحر ثم تقترب من ضفدعة تفتح فمها لتدخل فيه، وقد تعجّب النبي حين عادت الضفدعة من تحت الماء وفتحت فمها لتخرج النملة من دون حبّة القمح، وحين سألها عن شأنها أخبرته بوجود دودة عمياء داخل صخرة مجوفة في قعر البحر، وأن الله وكّلها بحمل رزقها، وأضافت: «وسخّر الله تعالى هذه الضفدعة لتحملني فلا يضرّني الماء في فيها، وتضع فاها على ثقب الصخرة وأدخلها...»، وأخبرت النبي أن الدودة تُسبّحُ لله وتدعوه قائلة: «يا من لا تنساني في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة برزقك، لا تنسَ عبادك المؤمنين برحمتك». وقد أشار خال إلى الآية التي يبدو أن الحكاية تستلهم دلالتها: «وما مِن دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها». جبل الأرزاق وتتميز حكاية (جبل الأرزاق)، التي دوّنها الأستاذ مفرج السيد في كتابه (قصص وأساطير شعبية من منطقة المدينة المنورة)، بمحاولة الراوي تجسيد مفهوم الرزق، وفيها يعزم الرجل الفقير على الرحيل إلى مكان يُسمى جبل الأرزاق ليطلع على رزقه عن كثب، وعند صعوده للجبل وجد منابع بعضها يتدفق منه الماء بغزارة شديدة، وبعضها متوسط التدفق، فاستفسر عنها فقيل له: «هذه أرزاق فلان، وهذه أرزاق فلان»، وكانت لأشخاص يعرفهم في بلدته، ثم رأى «جحراً صغيراً ضيقاً تخرج منه نقطة ثم يقف ساعة كاملة فينقط نقطة أخرى»، وحين سأل قيل له إن هذا المنبع الضيق هو رزقك، فاستأذن ليعمل على توسيع المنبع ليزيد رزقه فأُذن له، «فأخذ عوداً صغيراً من الشجر وأدخله في الجحر فانكسر العود فيه وتوقفت النقط كلياً»، وبعد ذلك يعبّر الفقير عن حسرته ويأسه من إعادة فتح المجرى الضيق بتمنّي الموت، فيظهر له ملك الموت ضاحكاً مما جرى، ثم يمنحه أداةً عجيبة ويدلّه على طريقة يكسب بها رزقه بواسطتها إلى أن أمسى صاحب شهرة وثروة كبيرة، وفي نهاية الحكاية يعود ملك الموت ثانيةً لقبض روحه. الحكاية، كما يتضح، تؤكد على أن الرزق والأجل أمران قدّرهما الله -جل جلاله- ولا يمكن للإنسان التأثير فيهما مهما احتال أو بذل من وقته وطاقته. إخفاء الرزق وثمة حكايات جميلة يُلمح فيها الراوي إلى مسألة تتعلق بالرزق، وهي أن المرء مُطالبٌ بالحذر وإخفاء مصدر رزقه أو ما يكتسب من أموال لأنها قد تكون عُرضةً للسرقة أو الحسد أو احتيال الآخرين للاستيلاء عليها، ومن تلك الحكايات حكاية موجزة دوّنها السيّد ضمن (قصص المنبهين في ليل النائمين)، وتحكي عن فقيرٍ سمع منبهاً يطلب منه الذهاب إلى مكان محدد، ويخبره بأنه سيجد رزقه وهو عبارة عن «جنيه ذهب موضوع على حجر أملس»، وقد استجاب الرجل لطلب المنبه وصار يذهب إلى ذلك المكان يومياً ليأخذ الجنيه الذهبي ويشتري به ما يحتاج من السوق، وعندما لاحظ الناسُ تغير حاله بحثوا عن السر واستعانوا بأقرب الناس له وهو أخوه لمعرفة الحقيقة، وقد أخبر أخاه، بعد إلحاح شديد، بسر رزقه، وفي اليوم التالي ذهب على عادته لذلك المكان، الذي لا يعرفه أحدٌ غيره، لكنه «لم يجد الجنيه وتردد على المكان عدة مرات ولكن دون فائدة»! السوط السحري كما تُنبّه حكاية خرافية أخرى تشيع لدى كثير من شعوب العالم إلى أهمية حجب سر الرزق عن الآخرين، وقد وردت في عدد من مدونات الحكايات السعودية بصيغ مُتنوّعة، ودوّنها السيّد تحت عنوان (قصة الحطاب)، وفيها يبرز للحطاب الفقير رجلٌ غريب يُبدي انزعاجه من الضوضاء التي يُحدثها يومياً وهو يقطع الأشجار بفأسه، ثم يتفق معه على التوقّف عن الاحتطاب مقابل منحه شاةً يحلب أحد ضرعيها عسلاً والآخر حليباً، وعند عودته إلى بلدته طلب من الراعي أن يأخذها للمرعى وتساهل في إخباره بالمزية العجيبة التي تمتاز بها، فطمع فيها الراعي واستبدلها بشاةً شبيهة لها. وفي المرة الثانية عوّض رجل الغابة الحطابَ بمكيالٍ يمتلئ بالذهب عندما يُطلب منه ذلك، ولكنه سُرق من جارتهم بعد أن أفشت لها زوجة الحطاب سر مكيال الذهب. أما في المرة الثالثة فأعطاه رجل الغابة «سُفرة» يحضر فوقها أي طعام يشتهيه الإنسان بمجرد طلبه، وقد اغتصبها منه والي البلدة حين بلغه خبرها، وخاطب الحطاب الفقير باحتقار: «هذه السفرة تصلح للملوك وليست للصعاليك»! في المرّة الأخيرة عبّر رجل الغابة عن سخطه من التفريط الحاصل ثم منح الحطابَ أداةً سحرية كان لها دور استثنائي مزدوج، إذ أعطاه سوطاً وطلب منه أن يُحكم إغلاق الباب على نفسه ويطلب منه أن يملأ له الغرفة ذهباً، وألا يسمح لأحد بفتح باب الحجرة مهما حدث، فصدّق الحطاب هذا الكلام وحين طلب ملء الغرفة بالذهب تحوّل السوط «إلى مارد كالنخلة السحوق، وأخذ يضرب الحطاب حتى غشي عليه من شدة الضرب وعاد السوط إلى حالته». رغم العقوبة المؤلمة التي تلقاها الحطاب من السوط إلى أنه استفاد منه فائدتين عظيمتين: الأولى أنه فهم «الدرس الذهبي» الذي يجهله وهو ضرورة المحافظة على سر الرزق وعدم مشاركته مع الناس، والفائدة الثانية تمكّنه من استعادة الكائنات والأدوات العجيبة المسلوبة من: الراعي والجار والوالي، وذلك بواسطة السوط السحري نفسه، ثم اتخذ قراراً يثبت أنّه استفاد من الدرس جيداً بالرحيل إلى بلاد بعيدة استمتع فيها بمزايا الأدوات السحرية التي يمتلكها، أما السوط فيخبرنا الراوي في نهاية الحكاية أن الحطاب «وضعه في دولاب وقفل عليه وأخفى مفتاحه في جيبه وقال له: نم هنا يا صديقي لوقت الحاجة»!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store