logo
#

أحدث الأخبار مع #حكايتي

سنوات النمش لوحيد طويلة.. وليلة سقوط البيبي دول عن قرية البراري
سنوات النمش لوحيد طويلة.. وليلة سقوط البيبي دول عن قرية البراري

24 القاهرة

timeمنذ يوم واحد

  • ترفيه
  • 24 القاهرة

سنوات النمش لوحيد طويلة.. وليلة سقوط البيبي دول عن قرية البراري

قصتي مع وحيد طويلة: بدأت حكايتي مع روايات وحيد طويلة في عام 2016 ميلاديا. كنت حينها قد تخرجت حديثا من مرحلة التمهيدي للماجستير، بعد أن حصلت على الليسانس في اللغة العربية وآدابها عام 2013. كنت ابنة لتلك السنوات التي تقاطعت فيها التحولات السياسية مع ملامح الوعي الأول، فقد عايشت عن قرب أزمنة عصيبة مرت بها مصر، خاصة ما جرى في ميدان العباسية وساحة قصر الزعفران من مظاهرات. ما زلت أذكر كيف كان الحديث في السياسة أمرا مألوفا، بل يوميا، في ظل زخم الثورتين: 25 يناير و30 يونيو. بعد التخرج، انغمست في تحضير رسالة الماجستير، التي حملت عنوانا يحمل قدرا من الجرأة والاختراق: (ثالوث المحرمات في الرواية العربية بين الذكورة والأنوثة) كانت فكرة المقارنة هي العمود الفقري لعملي البحثي؛ ففي كل فصل، كنت أضع عملا روائيا لامرأة في مقابل عمل لرجل، لا لأقيم، بل لأفهم، وأحلل، وأصل للنتائج التي هي صلب العملية البحثية. ففي الفصل الثاني تحديدا، والذي جاء بعنوان (السرد النسوي والإيديولوجيا السياسية)، اخترت عملا نسائيا لكاتبة جزائرية، لكنني وقفت طويلا أمام سؤال صعب: أي رواية يكتبها رجل تحمل من العمق السياسي والوعي الجندري ما يوازي هذا النص؟ وقد تناولت في الفصل السابق مركزية الجسد والهوية النسوية، وأشرت إلى مصطلحات مثل (عشق المثيل)، و(دونية المرأة)، وفي قلب هذه الإشكالية، كنت أطرح سؤالا لا يهدأ داخل رأسي الملغم بالتساؤلات: إذا كانت المرأة قد عبرت عن هويتها الجسدية والجنسية، فهل يسمح لها أيضا بالتعبير عن ذاتها ثقافيا وسياسيا، بوصفها كائنا إنسانيا كاملا؟ وقد كانت إجابتي آنذاك، بوصفي باحثة، تتشكل رويدا رويدا، من خلال البحث والتنقيح، والتأمل واضحا، ومتجليا في بحثي العلمي. ومع ذلك، بقي العمل الروائي للكاتب غائبا، وكانت الساعة تقترب من موعد تسليم الفصل للمشرف. كنت جالسة أمام مسرح الجامعة، أنهكني التفكير، حينها اقترب مني صديق يدعى حسام،وسألني:- هل وجدت ضالتك؟ هل اخترت الرواية؟، نظرت إليه بيأس، وقلت:- للأسف، يا حسام... لم أوفق بعد، والمشرف ينتظر. ابتسم، ومد يده نحوي برواية، قائلا:- ضالتك بين يديك. هذه الرواية لن تخذلك. تناولت الكتاب، قرأت الاسم الذي يحمل عنوان ( باب الليل)، وقلت بدهشة وفرحة مفاجئة : - وحيد طويلة!! بالطبع أعرفه... قرأت له مائة غمزة بالعين اليسرى، رد بثقة:- لن تخذلك هذه الرواية، صدقيني هي رواية سقوط الأقعنة. قضايا أدبية في أدب وحيد طويلة: تدور رواية سنوات النمش في الإطار الملحمي نفسه الذي يميز أعمال وحيد الطويلة، حيث ينحاز دوما إلى القضايا الإنسانية والاجتماعية، وعلى رأسها قضايا المرأة والميراث ومحاولات تهميشها، والنظرة الذكورية لاستعلاء النساء مستغلين التشريع الديني الخاطئ، والرمزية السياسية للأنظمة السياسية واستعراض أطماعهم من خلال الشخصيات التي يغزل رسمها الطويلة بقلمه الإبداعي، والألفاظ الشعبية والمواويل التي تعود للقرية المصرية الضاربة في أعماق الصعيد البعيد. في هذا العمل، كما في غيره من أعماله، يوظف الطويلة رمزية سياسية كثيفة، تعكس الأنظمة الحاكمة لا بوصفها سلطة مباشرة، بل كأطماع متراكبة تتجسد في الشخصيات، وفي البنى التي تشكل وعيهم. فالشخصيات ليست مجرد أدوات سردية، بل كائنات تحمل تشققات زمنها، ترسمها يد الكاتب بعناية فائقة، في مشاهد تنبض بالحياة وتفضح الزيف المتخفي خلفها. يأتي استخدام الألفاظ الشعبية، والمواويل المتجذرة في الذاكرة الجمعية للقرية الصعيدية بالأخص (قرية البراري)، ليمنح الرواية بعدا صوتيا وروحيا يجعلها تنتمي بصدق إلى الأرض، وتستمد طاقتها التعبيرية من الموروث الشعبي، لا بوصفه حنينا، بل كأداة تفكيك لواقع مختل. وفي قلب كل ذلك، يبرز المكان كمحور سردي لا يقل أهمية عن الشخصيات. فالقرية الصعيدية ليست مجرد خلفية للأحداث، بل كيان حي له ذاكرته ومقاومته، تنبع منه ملامح الصراع، وتتكشف من خلاله مفارقات السلطة والجسد والدين. أما النمش الطافح على وجه الراوي، الذي يبلغ القراء بجميع الأحداث داخل العمل، والذي يعبر عن تقاطعات زمنية من هنا وهناك، تجعل القارئ يتعايش مع جميع الأنظمة، وتعرض القضايا المهموم بها الطويلة في عمله، مثلما اهتم بها سابقا، خاصة باب الليل تلك الرواية التي لو كتبت وحدها لكانت كافية لأن تخلد اسمه في تاريخ السرد العربي، بما حملته من جرأة فكرية، وصدق إنساني، وبراعة سردية. شخصية (فريال) المتمردة على نساء قرية البراري، ورغد صدام حسين: يعرض الطويلة على لسان الراوي شخصيات ذكورية عديدة، وقد آثرت لفظ "ذكورية" للتعبير عن مدى سيطرة الرجل في مجتمع البراري على المرأة، بل وممارسته سلطته الأبوية على جميع النساء داخل هذا المجتمع، بهدف الحفاظ على إرث المرأة حتى لا يذهب سدى في ظل ريح عائلة أخرى. فالمرأة الهجالة لا تتزوج بعد وفاة زوجها، فهي امرأة "معيوبة"، لا يهتم الرجال بمشاعرها، فالمتعة خلقت للرجال دون النساء. ويعرف الطويلة، من قاموس التراث الشعبي "الموالي – المواويل"، معنى "الهجالة" قائلا على لسان الراوي: " لا تاخد الهجالة ولو يكون خدها ملعب، تروح وتغيب وهي وركها يلعب، لا تاخد الهجالة ولو يكون خدها تفاح، تعيش ما تعيش بالك مصيره ما يرتاح، لا تاخد الهجالة ولو كانت عينيها رسوم، تشقى ما تشقى والله يرحم المرحوم، لا تاخد الهجالة ولو كانت بنيت الخال، آخر المتمة عويلة ويا دوب تقول موال". يخلق الطويلة من داخل هذا المجتمع الأبوي شخصية "فريال"، عمة الراوي، التي تضرب بأعراف القبيلة الذكورية عرض الحائط، فتقرر أن تطلب من ابن خالتها الزواج. فهي امرأة وشاعرة، تضرب الأمثال، ومن الممكن أن تفضحهم جميعا. تلك الشخصية المضادة تخلق حالة رفض من داخل الطويلة ممتعة، حيث تأخذ حق القارئ المدافع عن هذه الفوضى المجتمعية الضاربة في أوراق النص المقروء، إذ نفهم أن الصيغ المجتمعية المتعلقة بالنظرية الأبوية هي بنية أو صيغة تقوم على التراتيب والتفاضل والسيطرة، بناء على نظام الأسرة؛ بمعنى أن الأب، وهو كبير عائلة البراري، الذي أسماه الراوي "جدي الاحتياطي"، هو من يصدر الأوامر وحده دون الرجوع إلى الزوجة، فيرسخ في ذهن الطفل الناشئ أن هذا هو النظام المعهود والنظري داخل مجتمعه. ورغم أن مبدأ المشاورة هو الأساس، يعتبر هذا هو التفسير الأصح لوجوب الطاعة المؤكل للمرأة. فالرواية في ذاتها تمتد عبر أجيال وأجيال، ومعها تعرض القصص والحكايات. وهذا ما يفسر رضوخ الكثير من النساء إلى العنف الزوجي، وميل الأنظمة القانونية إلى عدم إنصافهن، على اعتبار أن الأسرة مجال خاص، وأن المرأة التي لا تطيع زوجها ناشز، متملصة من واجباتها الزوجية". بمعنى أن القوانين السياسية تعيد صياغة الأعراف الدينية، فتدين المرأة بدلا من الوقوف إلى جانبها، أو إصدار ما يسمى بـ "حسن المعاشرة"، بدلا من الجبر وانتهاك الحقوق. تلك من القضايا الإنسانية التي تخص الذكورة والأنوثة، والتي اهتم بها طويلة في سنوات النمش. كما يعرض الطويلة، برمزية دقيقة، صورة لصدام حسين من خلال استدعاء حادثة محاولة الانقلاب عليه من قبل زوج ابنته رغد، ليجعل منها مرآة لممارسات السلطة على المستوى المحلي. ويربط بين هذا الحدث وبين سلوك حكام القرية الذين يرفضون تزويج بناتهم، لا بدافع الحماية، بل خشية فقدان السيطرة. فالبنت هنا تتحول إلى امتداد رمزي للسلطة، والزواج منها ينظر إليه كخطر محتمل على توازن النفوذ الذكوري داخل البنية الأبوية:" لا تعرف إن كنا مجانين أم متحفظين، ويبدو أن ذلك لا يحدث عندنا فقط، حدث في اللحظة التي أعقبت زواج بنت صدام حسين، كان صدام يدلل رغدة بنته البكرية وحين خطبت للرجل الذي تآمر عليه من بعد فقتله، أرسلهما إلى الكويت، انتقيا شبكة للعروس بميزانية جمهورية جزر القمر وقتها، فرحة كبيرة بالزواج، في الصباحية كانت وجوه عدي وقصي مكفهرة كأنهما هزما في معركة، كأن زوج أختهما اعتلاهما هما، على حين ظهر صدام أقوى منهما بعض الشيء وإن غشاه بعض الأسى، آثار هزيمة داخلية، فيما كان وجه الزوج مفعما بالانتصار". حكاية عن صاحب الخواتم الأربعة (شيخ بدرجة خباص): يعرض الطويلة، من خلال شخصية شيخ البلد (مديرون المقدس)، نموذجا فجا لاستغلال السلطة الذكورية في المجتمعات الريفية. فذلك الرجل لم يكن مجرد شيخ بلد، بل كان يتحايل على القانون والأعراف، فيلفق التهم للأزواج ليدخلهم السجن، ثم يتزوج نساءهم مستغلا غيابهم. هذه الشخصية تكشف عن بنية فاسدة يتحالف فيها النفوذ مع الشهوة، حيث تختزل المرأة إلى غنيمة تنتقل من يد إلى أخرى. يتدخل الراوي بوعي نقدي لتحليل أبعاد تلك الشخصية، كاشفا كيف تتحول السلطة الأبوية إلى أداة للقهر والهيمنة المقننة. أما (مديرون المقدس) هو توصيف رمزي نقدي يطلق على شيخ القرية الذي يمارس نفوذه الدينية والاجتماعية لفرض هيمنة ذكورية على النساء، تحت غطاء من القداسة المزيفة. فالمصطلح يشير إلى من "يديرون المقدس" بما يخدم مصالحهم، أي من يحتكرون تفسير الدين ويوظفونه لتكريس التفاضل بين الجنسين، مستندين إلى قيم دينية وثقافية واجتماعية متأصلة. ورغم أننا أوضحنا الجوانب الثقافية والاجتماعية لهذا التفاضل، فإن الخطر الأكبر يكمن في الخطاب الديني الذي يصدره هؤلاء "المديرون"، حيث يقوم على أسس متشددة لا تتلاءم مع طبيعة المجتمع المتغيرة. وفي ظل هذا الخطاب، تدان المرأة إذا اعترضت على هذه الأعراف أو على الفتاوى التي تفرض باسم الدين، فتوصف بالناشز، غير السوية، الضعيفة، أو حتى غير العاقلة، في محاولة ممنهجة لنزع أهليتها المجتمعية والإنسانية. ويصف الراوي حال الخباص:" أبدلك الله خيرا من أبي سلمة، وضع خاتما رابعا في إصبعه، تزوجها دون أن يطلقها زوجها، رفع لها قضية طلاق بعد أن رفعها وهي تحته، ولم يعرف أحد هل تطلقت أم لا، كان الواقع أقوى من القانون، القانون يضعه صاحب خواتم أربعة أو تضعه امرأة عشقت أو رضخت لا أحد يعرف. الأيام كحكايات الليل تمضي بسرعة، في يوم لم تطلع له شمس عاد زوجها، وجدها في وكر الأصابع السمينة، هاج، صرخ وبكى ولم الناس، انتهى رأي الحرامية الكبار إلى نتيجة واحدة، تجاوزوا أنها لم تتطلق رسميا وأنه تزوجها عنوة على مذهبه مذهب الشيطان خارج القانون والأعراف. فلتختر المرأة من تريد وينتهي الموضوع". الشيخ أحمد (رمزية للعداء بين العرب): رمزية جديدة يرسمها وحيد الطويلة من خلال شخصية "الشيخ أحمد"، ذلك الشاب الذي يهرب ليلة عرسه، لا من زوجة، بل من قدر محدود رسمته له القرية، باحثا عن سلطة ومال في فضاء آخر في لبنان. هناك، ينخرط في صراعات القوات الفلسطينية واللبنانية، الحرب التى لا ناقة له فيها ولا جمل، ويصبح جزءا من حرب تتجاوز حدود الجغرافيا، لكنه يعود في النهاية إلى قريته الصعيدية "سد الخميس"؛ تلك البلدة التي تكاد تخلو من سكانها الأصليين، ويقطنها فقط العابرون والصنايعية. رحل الشيخ أحمد سعيا وراء وهم السلطة، الذي لا ينفصل في بنية السرد عن المال؛ فهما وجهان لعملة واحدة في منطق الهيمنة. يرينا الطويلة من خلال هذه الشخصية كيف يتشابك السياسي بالاقتصادي، وكيف تتحرك الذكورة داخل هذا النسق، في سعي دائم لانتزاع مكانة في عالم مأزوم لا يعترف إلا بالقوة والمكسب". خرج أثناء حرب، وعاد وقامت حرب، القوات الفلسطينية واللبنانية دكت بعضها، وقعت القذائف فوق رأسه وحده، تهاوت الليرة اللبنانية، وتهاوى هو على أصوات سقوطها، مليون ليرة أصبحت بملاليم، أصبح فقيرا مرة واحدة، في يوم وليلة، طلع في الشوارع، هج من المكان، يردد بصوت عال: "كأنك يا أبو زيد ما غزيت". شعور زوجة الزعيم بعد وفاته: يصف الطويلة حالة القرية المعزولة عن عالم البندر بعد وفاة الزعيم عبد الناصر؛ قرية نائية، يطول ليلها، ويغرق أهلها في انتظار عودته من الموت، كأن الخبر لم يكن إلا إشاعة عابرة. في هذا الانتظار تتجلى رمزية عميقة لفكرة "الرجوع"، التي تعكس في ذاتها تصور الشعوب الأولي للحاكم، بوصفه إله، أو كائن فوقي لا يموت، ولا يستبدل، ولعل عزرائيل يمر في تلك الليلة، فيستعطفه أهل القرية، أو ربما يتجرأون عليه فيقبضون عليه وهو الملاك المأمور من الإله!، أو علهم يسترجعون روح الزعيم الذي اختلط في وجدانهم بين الأب والمخلص والقدر. وقد حدث ذلك عندما استعطفه الشعب للرجوع عن خطاب التنحي، فلابد على ناصر إنقاذ شعبه فالنمش نط على وجوه الخلق. وفي الفصل التالي بعد علو صوت الرئيس السادات؛ ليعلن خبر وفاة جمال عبد الناصر، يعبر عن هزيمة صاحبة السلطة زوجة الزعيم، وبعدها عن الساحة، يصف الحال الرمزي للبشرية التي تبحث عن السلطة، كأنها عملية تنتقل من شخص لأخر فالسلطة لا تدوم لأحد ". ربما أوجعها الموت، لكن ما أوجعها أكثر غيابه عن مقعده أسفل كنبة الزعامة، غاب شعبها مرة واحدة، ربما أول شعب في التاريخ يرحل ويترك زعيمه، تفيق من النوم لعله كان كابوسا ومضى، تنسى ما حدث وتصعد فوق الكنبة، لا تسمع هتافات، لا تسمع تصفيقا ولا ترى سوى أشباح أحلامها. تكاد تجن، تستعيد كل اللحظات، تفرد كفها وهي تجلس وحدها أو وهي بين الناس، تجدها فارغة. غاب الشعب وضاع الميكروفون." وفي قراءة النص صعوبة شديدة؛ لفهم المفردات المادية التي يعنيها الطويلة في عمله الإبداعي، فرمزية المكروفون تذكرنا بمشاهد ناصر الزعامية، كأنه يقول للقارئ: من السهل أن يكون الرجل رئيسا، لكن من الصعب أن يصبح زعيما. لذا، أطرح السؤال على وحيد الطويلة: هل أنت ناصري، أم أهديت للمعنى الأكبر؟ والمعنى الذي اقصده في النهاية هو (الوطن)!. القذافي والعكش صورة مصغرة عن وطن عربي كبير: يصف رمزية سياسية من خلال شخصية القذافي القروي والعكش داخل قرية البراري، ويعبر عن رفضه الداخلي على النظام الكبير للعالم؛ حيث يقول على لسان الرواي مجهول الاسم حتى نهاية الرواية " القرى الصغيرة كالبلاد الكبيرة، من يملك المال والقوة يطمح للسلطة، يتجه إليها بغريزة الديكتاتور مهما حدث من خسائر ومهما وقع من قتلى، وبعد ذلك يبدأ الزحف المقدس على النساء". وينتقل إلى الفصل (22) ويصف وضع العالم العربي الذي طفح النمش على وجهه، كأن النمش لعنة سماوية على ما اقترفوه العرب في حق أنفسهم:" وانقلبت الدنيا. إذا كنت تتخيل أن النمش مرحلة ومرت فأنت واهم، النمش ليس جينا ولا قدرا، النمش ضرورة كي يعيش هذا المكان دوما على حافة الهاوية، بشر إن لم يجدوا من يتعاركون معه تعاركوا مع بعضهم، كأنها تسلية، لكنها تسلية بالدم، تحتاج لأعصاب من حديد وقلوب ميتة، وربما لا يحتاجون لأعصاب من أصله، بشر جلدهم سميك وقلوبهم شتى". في ختام مقالتي المرهقة، لأن قراءة وحيد طويلة تعمل العقل حد الإرهاق؛ حيث تفكيك الرموز، وفهم ربط الكاتب لرمزية "النمش" في رواية سنوات النمش بما هو أبعد من حدود القرية والقراءة الشخصية، ليحيله إلى صورة مكثفة لوطن عربي معني بالهيمنة والاضطراب. يتقاطع مصير الشخصيات من القذافي القروي، إلى العكش، إلى زوجة الزعيم في سرد يعري بنية السلطة، ويفضح العلاقة بين المال، والذكورة، والسيطرة لقرية خلقت على نظام السطوي واسست مدرسة لها (مدرسة المكاوية لتخريج الصعاليك والأوباش)، لا سيما ظهور الميكروفون، في نهاية المطاف، لا كأداة ناصرية فحسب، بل كرمز ضائع للشرعية والزعامة والتمثيل الشعبي، بينما تذوب السلطة في وهم الخلود السياسي. في النهاية، "النمش" ليس جينا عابرا، بل لعنة مستمرة، تتغذى من انقسامات الذات العربية، وتبقي المكان على حافة الغليان حيث سقوط البيبي دول عن قرية البراري؛ ليظهر عهرها المجتمعي... حيث لا شيء يحل، وكل شيء يتكرر.

شقراء وبغاية الجمال.. ابنة فيفيان انطونيوس تلفت الأنظار تعرفوا إليها (فيديو)
شقراء وبغاية الجمال.. ابنة فيفيان انطونيوس تلفت الأنظار تعرفوا إليها (فيديو)

ليبانون 24

time٠٧-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • ليبانون 24

شقراء وبغاية الجمال.. ابنة فيفيان انطونيوس تلفت الأنظار تعرفوا إليها (فيديو)

نشرت الممثلة فيفيان انطونيوس فيديو عبر حسابها الخاص على تطبيق انستغرام. وأطلت فيفيان في الفيديو برفقة ابنتها "تمار" وهما ترقصان وتقومان بتحد على تطبيق "تيك توك". ولفت المتابعون جمال "تمار" فهي شقراء وبعينين ملونتين. يُذكر ان "تمار" مثلت مع والدتها في مسلسل "حكايتي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store