logo
#

أحدث الأخبار مع #حكومعبدالقادر،

روبورتاج: حاسي الفحل.. "بورصة الدلاع" في الجنوب الجزائري
روبورتاج: حاسي الفحل.. "بورصة الدلاع" في الجنوب الجزائري

الخبر

timeمنذ 4 أيام

  • أعمال
  • الخبر

روبورتاج: حاسي الفحل.. "بورصة الدلاع" في الجنوب الجزائري

على مسافة 700 كلم تقريبا جنوب سهل المتيجة، بولاية البليدة، الممتد إلى ضواحي الجزائر العاصمة وأجزاء من ولاية تيبازة، توجد متيجة ثانية، تسمى حاسي الفحل، بإقليم ولاية المنيعة، التي يسميها تجار خضر وفواكه جزائريون بـ "بورصة الدلاع".. إنها قصة تختصر التحدي الجزائري الذي غيّر شكل الصحراء. نجح فلاحو الجنوب في صناعة معجزة، بعد أن تحولت ولايات جنوبية، منها المنيعة، إلى سلة غذاء للجزائريين. لا يكاد اليوم سوق في كل المدن الجزائرية يخلو من خضر وفواكه قادمة من ولايات الجنوب. في الطرق الرابطة بين الشمال والجنوب، تزدحم الشاحنات القادمة من مزارع الصحراء، وهي تحمل خضراوات مثل البطاطا والجزر والطماطم والفلفل، وفواكه، منها البطيخ بنوعيه، والمشمش والخوخ.. وغيرها. في هذه الأيام تتواصل في أغلب ولايات الجنوب أيضا، حملة الحصاد والدرس لهذا الموسم الفلاحي في محيطات فلاحية عملاقة.. فكل شيء يتم إنتاجه هنا، القمح، والشعير، والذرى، والفواكه والخضراوات، وهذا فضلا عن التمور بكل أنواعها. قبل 16 سنة بدأ إنتاج البطيخ الأحمر في حاسي الفحل بتجارب ناجحة أجراها أحد الفلاحين، وجاءت بنتائج مبهرة في العام 2008. وفي سنة 2009؛ بدأت زراعة الدلاع على نطاق واسع هنا، واليوم تحوّل عدد من الفلاحين إلى أشخاص أثرياء، حيث توفر هذه الزراعة أرباحا قد تصل إلى 500 مليون سنتيم في ظرف 4 أشهر فقط. في السنوات الأخيرة؛ بدأ فلاحو المنطقة في زراعة فواكه أخرى، فقد تخصص صاحب مستثمرة فلاحية كبيرة هنا في زراعة الليمون، فيما تخصصت مستثمرة فلاحية أخرى في زراعة الفراولة، وجاءت النتائج مبهرة. لكن الأفضل من كل شيء؛ هو عنب حاسي الفحل، الذي حقق شهرة وطنية، بل ودولية، ويباع الآن في أرقى محلات الفواكه في المدن الكبرى الجزائرية. تحولت حاسي الفحل من بلدية فلاحية صغيرة، إلى أحد أهم الأسواق الوطنية للخضر والفواكه، في غضون 15 سنة فقط. المنطقة يقصدها يوميا المئات من تجار الخضر والفواكه بين مارس وجوان من كل سنة. وفي باقي السنة يقصدها فلاحون يبحثون عن أراضي للإيجار.. مئات الشاحنات وسيارات النقل تصل هنا يوميا، وتغادر محملة بمختلف أنواع الخضر والفواكه.. حاسي الفحل أضحت سوقا وطنيا كبيرا يقصده تجار الخضر والفواكه لشراء الدلاع والبطيخ الأصفر والعنب، وبعض أنواع الخضراوات، من وسط البلاد وشرقها وغربها. تعد بلديات منصورة، التابعة لولاية غرداية، وحاسي القارة التابعة لولاية المنيعة، وتيميمون، من أهم مناطق الإنتاج الفلاحي الضخمة في الجنوب، لكن سنة بعد أخرى تحولت حاسي الفحل إلى بورصة الخضر والفواكه المنتجة بسبب موقعها في وسط الجنوب، شمال ولاية المنيعة، فأسعار الدلاع والبطيخ الأصفر بالجملة تحدد هنا. يقول السيد حكوم عبد القادر، صاحب مستثمرة فلاحية في حاسي الفحل: "هنا يتم بيع الفواكه أو الخضر بالهكتار، تجار الجملة يجرون عملية تقويم تقديري لكمية إنتاج الهكتار من البطيخ، الغلة تباع بمبالغ تتراوح بين 300 و400 مليون للهكتار في بداية الموسم، ثم تنخفض القيمة إلى ما بين 150 و200 مليون سنتيم، وفي أغلب الأحيان يتم تقدير سعر الخضر المنتجة في الجنوب بناء على سعر البيع في حاسي الفحل، التي تحولت إلى مرجعية". ويضيف حكوم عبد القادر: "هناك عدة أسباب فرضت أن تصبح حاسي فحل في ولاية المنيعة بورصة للفواكه، وعلى رأسها الدلاع، وهي لأنها تتوفر أولا على أفضل الدلاع في الجنوب، وأيضا لأنها تقع في وسط المنطقة بين واد سوف وأدرار مرورا بورڤلة، وأيضا بسبب الإنتاج الضخم والكبير"، مردفا أن "ما لا يعرفه الكثيرون؛ هو أن بعض التجار يجلبون الدلاع من أدرار وتيميمون والمنيعة لبيعه في حاسي الفحل، وقد اقترحنا قبل أكثر من سنة على والي ولاية المنيعة بإنشاء أكبر سوق جملة وطني للخضر والفواكه في حاسي الفحل". ويجري في الوقت الحالي، كما يقول عضو بالمجلس الشعبي لبلدية حاسي الفحل، التحضير لإنجاز مشروع كبير خاص لإقامة مجمع غرف تبريد للخضر والفواكه، وهذا سيعزز مكانة حاسي الفحل كسوق وطني كبير للمنتجات الفلاحية. وتحصي المنطقة في الوقت الحالي حوالي 800 مستثمرة فلاحية كبيرة وصغيرة، بمساحة إجمالية تتعدى نصف مليون هكتار، أغلبها مستغل في إنتاج الحبوب والذرى، والبقية مخصص للخضر والفواكه. في مدخل بلدية حاسي الفحل، تصطف شاحنات من مختلف الأحجام والأشكال والألوان على طرف الطريق الوطني رقم 1 بحثا عن صفقة لشراء كمية من البطيخ الأحمر.. شاحنات وسيارات أخرى يبحث أصحابها عن العنب وعن الفلفل، هنا تتخيل نفسك أنك في مدخل أهم الأسواق الوطنية للخضر والفواكه في بوفاريك أو الروفيڤو أو خميس الخشنة، بالوسط، أو شلغوم العيد بالشرق، لكنك في الجنوب. وتتنقل يوميا ما بين 150 و200 شاحنة، وحوالي 100 سيارة نقل من ولايات الشمال إلى المنيعة، منذ بداية شهر ماي، لشراء البطيخ الأحمر أو الدلاع من فلاحي بلدية حاسي الفحل، حيث بدأ فلاحون من هذه البلدية في جني الدلاع منذ العشر الأواخر من شهر أفريل. ويتميز دلاع حاسي الفحل، الذي صار "ماركة" مسجلة باسم هذه البلدية، بجودته الممتازة. والأمر نفسه بالنسبة لفاكهة العنب، فقد نجح فلاحون في إنتاج أصناف من العنب تنافس الأكثر جودة في العالم، وكل هذا لأن الفلاحين هنا يستعملون مياها معدنية 100 بالمائة في الري الفلاحي، فضلا عن غنى التربة الرملية هنا بالمواد الطبيعية. في حاسي الفحل كما في المنيعة، يبحث فلاحون من ولايات معسكر والمدية وعين الدفلى وسطيف عن إيجار أراضي فلاحية، ليس فقط بسبب المردود الكبير للهكتار، بل أيضا بسبب جودة المحاصيل الفلاحية العالية. ورغم أن تأجير الأراضي الفلاحية المستصلحة في الجنوب ممنوع، إلا أن الكثير من أصحاب المستثمرات الكبيرة في المنطقة يؤجرون أجزاء من المساحة الموجودة تحت تصرفهم، وفلاحون قادمون من ولايات الشمال، يبررون الإيجار بأنه مقابل استغلال مياه الآبار الجوفية. الخيار الثاني لتجار الفواكه والخضر بعد حاسي الفحل، هو المنيعة وحاسي القارة.. هنا تصل إلى حوالي 150 شاحنة يوميا وأكثر من 100 سيارة نفعية، لتحميل البطيخ والدلاع، وحوالي 60 طنا من أجود أنواع العنب تشحن نحو الشمال. وقد تخصص فلاحون من أصحاب المستثمرات الفلاحية الكبيرة في أنواع أخرى من الفواكه، مثل البطيخ الأصفر، والخوخ الذي ينقل إلى أسواق الشمال. والمثير في كل هذا؛ هو أن مشروع إنتاج الفواكه المبكرة كان مشروعا حاول معمرون فرنسيون إطلاقه قبل 80 سنة في المنيعة، حيث ضغطوا على الحاكم الفرنسي العسكري للجنوب عام 1930 لإقامة مطار في المنطقة لتصدير الفواكه، على وجه الخصوص، إلى أوروبا. يتباهى الكثير من باعة الخضر والفواكه في الكثير من مدن شمال البلاد، بأن هذه البطاطا أو الطماطم أو الفلفل جاء من المنيعة أو واد سوف أو أدرار. أما بالنسبة للفواكه، فلا أحد يسأل عن مصدرها في هذه الأيام من السنة، بشكل خاص بالنسبة للبطيخ بنوعيه الأخضر والأصفر. آلاف الشاحنات وسيارات النقل تنقل يوميا مئات آلاف الأطنان من البطيخ الأحمر "الدلاع" المنتج في مزارع المنيعة وأدرار وورڤلة وحاسي الفحل بالمنيعة، ومنصورة بولاية غرداية، وأيضا البطيخ الأصفر من مستثمرات فلاحية في أدرار وتيميمون، والعنب القادم من ولايات غرداية والمنيعة، وتحولت زراعة الفواكه المبكرة في الجنوب في السنوات العشر الأخيرة إلى تجارة مربحة بالنسبة لآلاف الفلاحين. وقد قفزت ولايات المنيعة وأدرار إلى قائمة أفضل 10 ولايات جزائرية إنتاجا للحبوب، بإنتاج متوقع يزيد عن 900 ألف قنطار في الموسم الفلاحي الجاري، وتعد ولاية المنيعة الآن سلة غذاء الجزائريين بامتياز؛ فهي تنتج فضلا عن الحبوب والذرى والخضر والفواكه، ومع استمرار توسع الإنتاج الفلاحي في الولاية، من المتوقع ارتفاع الإنتاج الفلاحي في الولاية، وتحولها بالتدريج لإنتاج الحليب ومشتقاته، مع ارتفاع عدد الأبقار الحلوب سنة بعد أخرى في الولاية. يقول السيد قمري يسين، مستثمر فلاحي من المنيعة: "لدينا إمكانية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الجزائر في أقل 4 سنوات من ولايات الجنوب"، وأضاف المتحدث ذاته "نحتاج فقط للمزيد من المساعدة من الدولة في مجالات مثل القروض الفلاحية، والتسهيلات الإدارية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store