logo
#

أحدث الأخبار مع #حكيمزاهد،

أفقر رئيس في العالم
أفقر رئيس في العالم

شبكة النبأ

timeمنذ 12 ساعات

  • سياسة
  • شبكة النبأ

أفقر رئيس في العالم

كيف يحارب الدكتاتورية ويأتي بمثلها؟ وقال في إحدى تصريحاته التي ترتقي الى مستوى الحكمة، الفقر من أشكال العبودية الحديثة وأنا غني لأنني لا أحتاج إلى الكثير وقد اخترت حياة بسيطة لأنني أؤمن أن السعادة لا تُشترى ومن هذه الرؤية الثاقبة دعم العمال والفلاحين وحارب تجار المخدرات وسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية... بهدوء يشبه ملامح وجهه كثيراً رحل أفقر رئيس دولة في العالم والفلّاح الذي حكم أورغواي، يوم الثلاثاء الماضي وحيث العالم مشغول بأزماته وحروبه واجتماعات الرؤساء غادر رئيس الأورغواي السابق خوسيه موخيكا هذه الدنيا الى مثواه الأخير راضياً مرضياً غير متبوعٍ باللعنات وغير آسف على سيارته الشخصية القديمة نوع فولكسواگن ولا على القصر الرئاسي الذي رفض الإقامة فيه ولا على راتبه الشهري الذي تبرّع به للفقراء ولمشروع إسكان اجتماعي واكتفى بعشرة بالمئة منه فقط وعاش في مزرعته الشخصية، أي في بيت طابو زراعي، وحكم بلاده خمس سنوات ( 2010-2015) وكان مناهضاً للإفراط في الاستهلاك أي مناهضاً للتبذير والهدر في المال الخاص والعام، (ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) منسجماً مع هذه الآية الكريمة التي تمر علينا نحن المسلمين مراراً وتكراراً منذ نزول القرآن الكريم. والرئيس الذي خلفه قال في برقية التعزية سنفتقدك كثيراً ايها الناشط والمرشد والقائد والعجوز العزيز، أما شخصية هذا الرئيس الفقير فهي خليط من القسوة والمعارضة المسلحة والتعذيب والسجن والوصول لسدة الحكم والسلطة. فقد تزعم حرب عصابات وانضم لحركة يسارية وحمل السلاح ضد الديكتاتورية، ولم تفقده السلطة توازنه ولم يتنكّر لأيام الفقر والحرمان بل حنّ اليها لأنها هي التي صنعت منه الرجل الشجاع الرافض للملذات والاستبداد، فكيف يحارب الدكتاتورية ويأتي بمثلها؟ وقال في إحدى تصريحاته التي ترتقي الى مستوى الحكمة (الفقر من أشكال العبودية الحديثة وأنا غني لأنني لا أحتاج إلى الكثير وقد اخترت حياة بسيطة لأنني أؤمن أن السعادة لا تُشترى) ومن هذه الرؤية الثاقبة دعم العمال والفلاحين وحارب تجار المخدرات وسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية وقاد تحولات كبرى في بلاده ووضعها في مقدمة الدول الديمقراطية المستقرة في امريكا اللاتينية. لكن التقييم النهائي يبقى لسكان البلاد الذين عاشوا تحت حكمه خمس سنوات، مع أنه خرج من قصره ودنياه كأفقر رئيس في العالم وختم حياته بكلمات لاينطق بها إلا حكيم زاهد، جسدي الواهن لم يعد يتحمّل العلاج ومن الواضح أنّني أموت ويستحق المحارب أن يستريح وقد وصفوه وشبّهوه بغاندي ومانديلا لكنه خوسيه موخيكا وحسب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store