أحدث الأخبار مع #خالدآيتالطالب،


بالواضح
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- بالواضح
صابري وآيت الطالب يؤكدان أولوية الإنسان والسيادة الصحية لإفريقيا قوية
نظّمت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، فعاليات الدورة الثالثة من 'الأيام الإفريقية للاستثمار والتشغيل'، بمشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء من القارة الإفريقية، شكلت منصة للحوار والتفكير الجماعي في سبل النهوض بإفريقيا قوية، موحدة، ومستقلة في قرارها التنموي والصحي. وفي هذا الصدد، قال هشام صابري، كاتب الدولة المكلف بالشغل، إن إفريقيا تملك فرصة تاريخية لابتكار نموذج اقتصادي شامل ومستدام، قائم على الاستثمار في الرأسمال البشري والشباب. وأكد أن التنمية الاقتصادية للقارة لن تتحقق دون تكامل وتعاون واسع بين البلدان، ولا بدون تسخير الذكاء الجماعي والانفتاح على التكوين، والتكنولوجيا، والابتكار، مضيفا أن الصحة الرقمية لا تقتصر على تحسين جودة الرعاية، بل تفتح آفاقاً واسعة أمام بروز مهن جديدة تلائم حاجيات الشباب الإفريقي، مثل محللي البيانات الطبية، والتقنيين في الرعاية عن بعد، ومهندسي الذكاء الاصطناعي في المجال السريري، ومطوري التطبيقات الصحية. كما شدد المسؤول الحكومي على أهمية تعزيز التكوين المهني والجامعي بالشراكة مع فاعلي قطاع الصحة والتكنولوجيا والابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال في المجال الصحي، من خلال دعم حاضنات جهوية ومنصات خدمات مبتكرة. وأبرز ضرورة إدماج البُعد الأخلاقي والمجالي في هذه المشاريع، مع الحرص على توزيع عادل لفرص الشغل داخل مختلف الأقاليم. مشيرا إلى أن هذا التوجه لا يمكن أن ينجح إلا من خلال ربط الجسور بين التخصصات والبلدان والمؤسسات، وتعزيز البحث المشترك وتقاسم التجارب والخبرات الناجحة. واستحضر في هذا السياق الخطاب الملكي بأبيدجان سنة 2016، مذكّراً بأن شعار 'إفريقيا تثق في إفريقيا' لم يعد مجرد قول، بل صار إطاراً مرجعياً للعلاقات البينية داخل القارة. وشدد كاتب الدولة المكلف بالشغل بالقول: 'إن الاستثمار في التشغيل هو استثمار في السلم والاستقرار والكرامة. عاشت التعاون الإفريقي، عاشت الشباب الإفريقي، وعاش العلم في خدمة التقدم.' من جهته، أكد البروفيسور خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية السابق، أن القارة الإفريقية تعيش اليوم دينامية صحية واعدة، غير أنها تظل في حاجة ماسة إلى خلق مزيد من التآزر والتكامل بين بلدانها من أجل بناء سيادة صحية جماعية قادرة على مواجهة الأزمات الوبائية والصحية. وأضاف أن القارة الإفريقية تعاني من تشتت الجهود بين مناطقها المختلفة، سواء في إفريقيا الشمالية أو الغربية أو الوسطى أو الشرقية، مما يعيق بناء منظومة صحية متكاملة ومتجانسة. مشيرا إلى أن بعض المؤسسات، مثل المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC Africa)، تبذل جهوداً مهمة من أجل تجاوز هذا التشتت وإرساء مقومات التنسيق القاري، خاصة بعد الدروس القاسية التي خلفتها جائحة كوفيد-19، والتي جعلت إفريقيا تشعر بأنها تُركت جانباً ولم تُدرج ضمن الأولويات العالمية. وأبرز آيت الطالب أن جائحة كورونا أظهرت بشكل جلي هشاشة المنظومات الصحية، ليس فقط في إفريقيا، بل حتى في الدول المتقدمة التي تملك بنية تحتية صحية قوية. وشدد على أن المغرب، بفضل الرؤية الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعامل بسرعة وفعالية مع الأزمة الصحية منذ ظهور أول حالة إصابة، من خلال إحداث لجنة قيادة عليا تضم القطاعات الحيوية، وإطلاق صندوق للتضامن، وإنشاء لجنة لليقظة الاقتصادية. وأوضح أن الاستثمار في الصحة أثناء الأزمات يجب أن يركز على دعم البنيات التحتية، وتعزيز قدرات الاستشفاء، وتكوين احتياطيات استراتيجية من الأدوية والمعدات الطبية، مشدداً على أهمية بناء أنظمة للمراقبة والرصد الوبائي تتيح اتخاذ قرارات مبنية على معطيات دقيقة ومحيّنة. وفي السياق ذاته، شدد الوزير السابق على أن السيادة الصحية ليست مسألة وطنية صرفة، بل هي مشروع جماعي قاري يتطلب العمل التشاركي وتوحيد الرؤى والاستراتيجيات، مذكّراً بحالة اليابان، التي رغم إمكانياتها الكبيرة، عجزت عن تلقيح ساكنتها في البداية بسبب نقص في الحقن، نتيجة هيمنة الصين على السوق العالمية. وأكد آيت الطالب أن إفريقيا تتوفر على إمكانيات بشرية وطبيعية هائلة، وأن الاستثمار الأمثل ليس في المعدات فقط، بل في الوقاية، مشيراً إلى أن كل درهم يُستثمر في الصحة الوقائية يُوفر ما لا يقل عن عشرة دراهم من تكاليف العلاج في المستقبل. غير أن التحدي الأكبر، يضيف آيت الطالب، يتمثل في الموارد البشرية، حيث أن مهنيي الصحة في إفريقيا لا يحظون بالتقدير والتحفيز اللازمين، مما يؤثر على جاذبية القطاع وقدرته على الاحتفاظ بالكفاءات، مؤكدا أن المغرب، بتعليمات ملكية سامية، شرع في إصلاح جذري للمنظومة الصحية يرتكز على إعادة الاعتبار للموارد البشرية، وتبني حكامة جديدة، وتحديث البنيات، ومواكبة التحولات العالمية، خصوصاً في ظل دخول الذكاء الاصطناعي والطب التنبؤي كعناصر أساسية في مهن الطب والصحة. وأوضح أن مستقبل الطب لم يعد قائماً على العلاج فقط، بل يتجه نحو التوقع والوقاية من الأمراض عبر تحليل المورثات (الجينوم)، والبيانات البيولوجية (البروتيوم والميتابولوم)، مما يسمح بتطوير نموذج طبي شخصي يُراعي خصوصيات كل مريض، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة في البحث والتطوير. وانتقد آيت الطالب ضعف الاستثمار في البحث العلمي داخل القارة، رغم توفرها على المواد الأولية والموارد البشرية، معتبراً أن هذا الجانب هو الحلقة المفقودة التي تحول دون تحقيق استقلال صحي حقيقي. وشدد على ضرورة تشجيع إنتاج اللقاحات محلياً، مبرزاً أن هناك ثمانية دول إفريقية باتت قادرة على تصنيع اللقاحات، لكنها في حاجة إلى التنسيق والتكامل لكي تصبح قادرة على تأمين حاجيات القارة دون اعتماد مفرط على الخارج. ودعا خالد آيت الطالب إلى جعل هذا اللقاء منطلقاً لقرارات ملموسة تُترجم إلى سياسات عملية تُعرض على صناع القرار بالقارة، من أجل بناء منظومة صحية إفريقية قوية وعادلة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، مؤكداً أن الأمل معقود على شباب القارة وإمكانياتها الاستراتيجية، داعياً إلى التفاؤل والاستمرار في العمل الجماعي.


بديل
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- بديل
صابري وآيت الطالب.. نحو نموذج إفريقي يُكرّس السيادة الصحية ويثمّن الرأسمال البشري مستلهم من الرؤية الملكية
نظّمت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، اليوم الثلاثاء 8 أبريل الجاري، فعاليات الدورة الثالثة من 'الأيام الإفريقية للاستثمار والتشغيل'، بمشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء من القارة الإفريقية، شكلت منصة للحوار والتفكير الجماعي في سبل النهوض بإفريقيا قوية، موحدة، ومستقلة في قرارها التنموي والصحي. وفي هذا الصدد، قال هشام صابري، كاتب الدولة المكلف بالشغل، إن إفريقيا تملك فرصة تاريخية لابتكار نموذج اقتصادي شامل ومستدام، قائم على الاستثمار في الرأسمال البشري والشباب. وأكد أن التنمية الاقتصادية للقارة لن تتحقق دون تكامل وتعاون واسع بين البلدان، ولا بدون تسخير الذكاء الجماعي والانفتاح على التكوين، والتكنولوجيا، والابتكار، مضيفا أن الصحة الرقمية لا تقتصر على تحسين جودة الرعاية، بل تفتح آفاقاً واسعة أمام بروز مهن جديدة تلائم حاجيات الشباب الإفريقي، مثل محللي البيانات الطبية، والتقنيين في الرعاية عن بعد، ومهندسي الذكاء الاصطناعي في المجال السريري، ومطوري التطبيقات الصحية. كما شدد المسؤول الحكومي على أهمية تعزيز التكوين المهني والجامعي بالشراكة مع فاعلي قطاع الصحة والتكنولوجيا والابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال في المجال الصحي، من خلال دعم حاضنات جهوية ومنصات خدمات مبتكرة. وأبرز ضرورة إدماج البُعد الأخلاقي والمجالي في هذه المشاريع، مع الحرص على توزيع عادل لفرص الشغل داخل مختلف الأقاليم. مشيرا إلى أن هذا التوجه لا يمكن أن ينجح إلا من خلال ربط الجسور بين التخصصات والبلدان والمؤسسات، وتعزيز البحث المشترك وتقاسم التجارب والخبرات الناجحة. واستحضر في هذا السياق الخطاب الملكي بأبيدجان سنة 2016، مذكّراً بأن شعار 'إفريقيا تثق في إفريقيا' لم يعد مجرد قول، بل صار إطاراً مرجعياً للعلاقات البينية داخل القارة. وشدد كاتب الدولة المكلف بالشغل بالقول: 'إن الاستثمار في التشغيل هو استثمار في السلم والاستقرار والكرامة. عاشت التعاون الإفريقي، عاشت الشباب الإفريقي، وعاش العلم في خدمة التقدم.' من جهته، أكد البروفيسور خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية السابق، أن القارة الإفريقية تعيش اليوم دينامية صحية واعدة، غير أنها تظل في حاجة ماسة إلى خلق مزيد من التآزر والتكامل بين بلدانها من أجل بناء سيادة صحية جماعية قادرة على مواجهة الأزمات الوبائية والصحية. وأضاف أن القارة الإفريقية تعاني من تشتت الجهود بين مناطقها المختلفة، سواء في إفريقيا الشمالية أو الغربية أو الوسطى أو الشرقية، مما يعيق بناء منظومة صحية متكاملة ومتجانسة. مشيرا إلى أن بعض المؤسسات، مثل المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC Africa)، تبذل جهوداً مهمة من أجل تجاوز هذا التشتت وإرساء مقومات التنسيق القاري، خاصة بعد الدروس القاسية التي خلفتها جائحة كوفيد-19، والتي جعلت إفريقيا تشعر بأنها تُركت جانباً ولم تُدرج ضمن الأولويات العالمية. وأبرز آيت الطالب أن جائحة كورونا أظهرت بشكل جلي هشاشة المنظومات الصحية، ليس فقط في إفريقيا، بل حتى في الدول المتقدمة التي تملك بنية تحتية صحية قوية. وشدد على أن المغرب، بفضل الرؤية الاستباقية للملك محمد السادس، تعامل بسرعة وفعالية مع الأزمة الصحية منذ ظهور أول حالة إصابة، من خلال إحداث لجنة قيادة عليا تضم القطاعات الحيوية، وإطلاق صندوق للتضامن، وإنشاء لجنة لليقظة الاقتصادية. وأوضح أن الاستثمار في الصحة أثناء الأزمات يجب أن يركز على دعم البنيات التحتية، وتعزيز قدرات الاستشفاء، وتكوين احتياطيات استراتيجية من الأدوية والمعدات الطبية، مشدداً على أهمية بناء أنظمة للمراقبة والرصد الوبائي تتيح اتخاذ قرارات مبنية على معطيات دقيقة ومحيّنة. وفي السياق ذاته، شدد الوزير السابق على أن السيادة الصحية ليست مسألة وطنية صرفة، بل هي مشروع جماعي قاري يتطلب العمل التشاركي وتوحيد الرؤى والاستراتيجيات، مذكّراً بحالة اليابان، التي رغم إمكانياتها الكبيرة، عجزت عن تلقيح ساكنتها في البداية بسبب نقص في الحقن، نتيجة هيمنة الصين على السوق العالمية. وأكد آيت الطالب أن إفريقيا تتوفر على إمكانيات بشرية وطبيعية هائلة، وأن الاستثمار الأمثل ليس في المعدات فقط، بل في الوقاية، مشيراً إلى أن كل درهم يُستثمر في الصحة الوقائية يُوفر ما لا يقل عن عشرة دراهم من تكاليف العلاج في المستقبل. غير أن التحدي الأكبر، يضيف آيت الطالب، يتمثل في الموارد البشرية، حيث أن مهنيي الصحة في إفريقيا لا يحظون بالتقدير والتحفيز اللازمين، مما يؤثر على جاذبية القطاع وقدرته على الاحتفاظ بالكفاءات، مؤكدا أن المغرب، بتعليمات ملكية سامية، شرع في إصلاح جذري للمنظومة الصحية يرتكز على إعادة الاعتبار للموارد البشرية، وتبني حكامة جديدة، وتحديث البنيات، ومواكبة التحولات العالمية، خصوصاً في ظل دخول الذكاء الاصطناعي والطب التنبؤي كعناصر أساسية في مهن الطب والصحة. وأوضح أن مستقبل الطب لم يعد قائماً على العلاج فقط، بل يتجه نحو التوقع والوقاية من الأمراض عبر تحليل المورثات (الجينوم)، والبيانات البيولوجية (البروتيوم والميتابولوم)، مما يسمح بتطوير نموذج طبي شخصي يُراعي خصوصيات كل مريض، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة في البحث والتطوير. وانتقد آيت الطالب ضعف الاستثمار في البحث العلمي داخل القارة، رغم توفرها على المواد الأولية والموارد البشرية، معتبراً أن هذا الجانب هو الحلقة المفقودة التي تحول دون تحقيق استقلال صحي حقيقي. وشدد على ضرورة تشجيع إنتاج اللقاحات محلياً، مبرزاً أن هناك ثمانية دول إفريقية باتت قادرة على تصنيع اللقاحات، لكنها في حاجة إلى التنسيق والتكامل لكي تصبح قادرة على تأمين حاجيات القارة دون اعتماد مفرط على الخارج. ودعا خالد آيت الطالب إلى جعل هذا اللقاء منطلقاً لقرارات ملموسة تُترجم إلى سياسات عملية تُعرض على صناع القرار بالقارة، من أجل بناء منظومة صحية إفريقية قوية وعادلة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، مؤكداً أن الأمل معقود على شباب القارة وإمكانياتها الاستراتيجية، داعياً إلى التفاؤل والاستمرار في العمل الجماعي.


برلمان
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- برلمان
خالد آيت الطالب: السيادة الصحية في إفريقيا رهينة بالتكامل والتنسيق القاري
الخط : A- A+ إستمع للمقال أكد البروفيسور خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية السابق، أن القارة الإفريقية تعيش حالياً دينامية صحية واعدة، لكنها ما تزال في أمسّ الحاجة إلى تعزيز التكامل والتآزر بين دولها من أجل إرساء سيادة صحية جماعية قادرة على التصدي للأزمات الوبائية والصحية. وفي مداخلته خلال فعاليات الدورة الثالثة للأيام الإفريقية للاستثمار والتشغيل، المنعقدة بالرباط، شدّد آيت الطالب على أن التشتت الجغرافي والمؤسساتي بين مناطق إفريقيا – شمالاً، غرباً، وسطاً وشرقاً – يُعد عائقاً حقيقياً أمام بناء منظومة صحية متجانسة وفعالة، رغم الجهود المبذولة من طرف مؤسسات مثل 'CDC Africa' لتجاوز هذا التشتت عبر تعزيز التنسيق القاري، خصوصاً بعد الدروس المؤلمة التي خلفتها جائحة كوفيد-19، حينما شعرت إفريقيا بأنها مهمشة وخارج دائرة أولويات العالم. وأشار الوزير السابق إلى أن الجائحة عرّت هشاشة المنظومات الصحية عبر العالم، بما فيها تلك الموجودة في دول متقدمة ذات بنية تحتية متطورة، مضيفاً أن المغرب، بفضل التوجيهات الاستباقية للملك محمد السادس، تعامل مع الأزمة الصحية بكثير من الحزم والنجاعة من خلال إحداث لجنة قيادة عليا تضم القطاعات الحيوية، وإنشاء صندوق للتضامن، وتشكيل لجنة لليقظة الاقتصادية. وأوضح آيت الطالب أن الاستثمار خلال الأزمات ينبغي أن يركز على تقوية البنيات التحتية، ورفع قدرات الاستشفاء، وبناء احتياطيات استراتيجية من الأدوية والمستلزمات الطبية، مبرزاً أهمية تطوير منظومات للرصد الوبائي تعتمد على معطيات آنية ودقيقة تسهم في اتخاذ قرارات فعالة. وفي هذا السياق، أكد الوزير السابق أن السيادة الصحية ليست مجرد خيار وطني، بل ضرورة قارية جماعية تتطلب توحيد الرؤى والاستراتيجيات، مستشهداً بحالة اليابان التي رغم تطورها، واجهت صعوبات في تلقيح مواطنيها بسبب نقص عالمي في الحقن نتيجة سيطرة الصين على سوق الإنتاج. كما لفت إلى أن القارة الإفريقية تتوفر على مؤهلات بشرية وطبيعية هائلة، داعياً إلى الاستثمار في الوقاية أكثر من العلاج، مذكّراً بأن كل درهم يُضخ في مجال الوقاية يوفّر ما لا يقل عن عشرة دراهم في كلفة العلاج مستقبلاً. وأضاف أن التحدي الأبرز أمام القارة يكمن في ضعف الاهتمام بالعنصر البشري، حيث لا يحظى العاملون في قطاع الصحة بالتقدير والتحفيز اللازمين، ما يضعف قدرة القارة على الحفاظ على كفاءاتها، مؤكدا في هذا السياق أن المغرب أطلق، بتعليمات ملكية سامية، ورشاً كبيراً لإصلاح المنظومة الصحية يرتكز على تأهيل الموارد البشرية، وتعزيز الحكامة، وتحديث البنيات، والانفتاح على التحولات التكنولوجية، لاسيما الذكاء الاصطناعي والطب التنبؤي. وتوقف آيت الطالب عند أهمية الانتقال من النموذج العلاجي الكلاسيكي إلى نموذج استباقي يعتمد على تحليل المورثات والبيانات البيولوجية من أجل تقديم علاجات شخصية تأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل مريض، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة في البحث العلمي والتطوير. وفي هذا الإطار، انتقد الوزير السابق محدودية الاستثمار في البحث العلمي داخل القارة، رغم توفرها على ثروات طبيعية وبشرية كبيرة، معتبراً أن ضعف هذا الجانب يمثل الحلقة المفقودة في مسار بناء استقلال صحي حقيقي. ودعا إلى ضرورة توطين صناعة اللقاحات داخل القارة، مشيراً إلى أن ثمانية دول إفريقية أضحت قادرة على إنتاج اللقاحات، لكنها تحتاج إلى التنسيق فيما بينها لضمان الأمن الصحي دون الاعتماد المفرط على الخارج. وفي ختام مداخلته، شدّد خالد آيت الطالب على ضرورة الخروج من هذا اللقاء بتوصيات عملية قابلة للتنفيذ، تُعرض على صناع القرار الأفارقة من أجل بناء منظومة صحية إفريقية قوية، عادلة، ومهيأة لمجابهة التحديات المستقبلية، مؤكداً أن مستقبل القارة بيد شبابها وبفضل مؤهلاتها الاستراتيجية، داعياً إلى المزيد من التفاؤل ومواصلة العمل الجماعي.


برلمان
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- برلمان
إشادة واسعة بخالد آيت الطالب خلال الأيام الإفريقية وتكريمه تقديراً لإسهاماته في القطاع الصحي (صور)
الخط : A- A+ إستمع للمقال شهدت الدورة الثالثة للأيام الإفريقية للاستثمار والتشغيل، المنظمة يومي 8 و9 أبريل الجاري بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – السويسي التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، لحظة استثنائية كان بطلها وزير الصحة السابق، البروفيسور خالد آيت الطالب، الذي لفت الأنظار بمداخلته القيمة حول مستقبل الأنظمة الصحية بإفريقيا. المداخلة التي ألقاها آيت الطالب أمام ثلة من المسؤولين والخبراء وصناع القرار، قوبلت بإشادة كبيرة من قبل الحاضرين، لما تميزت به من عمق في الطرح، ودقة في تحليل التحديات التي تواجه المنظومة الصحية بالقارة، إضافة إلى استشرافه الذكي للآفاق الممكنة، في ضوء التحولات العالمية والرهانات الإفريقية المشتركة. وقد شكل هذا التقدير الجماعي تجسيدًا لمكانة الوزير السابق كأحد أبرز الأسماء ذات الكفاءة العالية في مجال الصحة العمومية، خاصة بعد التجربة التي راكمها على رأس وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في واحدة من أدق الفترات التي شهدها المغرب والعالم، خلال جائحة كوفيد-19. وتوجت هذه اللحظة المميزة بتوشيح رمزي آيت الطالب خلال الجلسة الافتتاحية من طرف رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط تعبيرًا عن الامتنان لمساهماته وخبراته التي أثرت النقاشات، وعززت من زخم هذا الموعد القاري المهم. وإثر هذا التوشيح، عبّر الوزير السابق خالد آيت الطالب عن شكره وامتنانه للجامعة ورئيسها على هذه التفاتة المعبرة، مؤكدا أن هذا التوشيح موجه في الأصل إلى جلالة الملك محمد السادس لأنه هو من يستحق هذا التقدير، وهو من أشرف بعناية كبيرة على مختلف الأوراش الكبرى والناجحة في هذا القطاع.


هبة بريس
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- هبة بريس
آيت الطالب و صابري يُرافعان من أجل نموذج إفريقي مستلهم من الرؤية الملكية
هبة بريس نظّمت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط، يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، فعاليات الدورة الثالثة من 'الأيام الإفريقية للاستثمار والتشغيل'، بمشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء من القارة الإفريقية، شكلت منصة للحوار والتفكير الجماعي في سبل النهوض بإفريقيا قوية، موحدة، ومستقلة في قرارها التنموي والصحي. وفي هذا الصدد، قال هشام صابري، كاتب الدولة المكلف بالشغل، إن إفريقيا تملك فرصة تاريخية لابتكار نموذج اقتصادي شامل ومستدام، قائم على الاستثمار في الرأسمال البشري والشباب. وأكد أن التنمية الاقتصادية للقارة لن تتحقق دون تكامل وتعاون واسع بين البلدان، ولا بدون تسخير الذكاء الجماعي والانفتاح على التكوين، والتكنولوجيا، والابتكار، مضيفا أن الصحة الرقمية لا تقتصر على تحسين جودة الرعاية، بل تفتح آفاقاً واسعة أمام بروز مهن جديدة تلائم حاجيات الشباب الإفريقي، مثل محللي البيانات الطبية، والتقنيين في الرعاية عن بعد، ومهندسي الذكاء الاصطناعي في المجال السريري، ومطوري التطبيقات الصحية. كما شدد المسؤول الحكومي على أهمية تعزيز التكوين المهني والجامعي بالشراكة مع فاعلي قطاع الصحة والتكنولوجيا والابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال في المجال الصحي، من خلال دعم حاضنات جهوية ومنصات خدمات مبتكرة. وأبرز ضرورة إدماج البُعد الأخلاقي والمجالي في هذه المشاريع، مع الحرص على توزيع عادل لفرص الشغل داخل مختلف الأقاليم. مشيرا إلى أن هذا التوجه لا يمكن أن ينجح إلا من خلال ربط الجسور بين التخصصات والبلدان والمؤسسات، وتعزيز البحث المشترك وتقاسم التجارب والخبرات الناجحة. واستحضر في هذا السياق الخطاب الملكي بأبيدجان سنة 2016، مذكّراً بأن شعار 'إفريقيا تثق في إفريقيا' لم يعد مجرد قول، بل صار إطاراً مرجعياً للعلاقات البينية داخل القارة. وشدد كاتب الدولة المكلف بالشغل بالقول: 'إن الاستثمار في التشغيل هو استثمار في السلم والاستقرار والكرامة. عاشت التعاون الإفريقي، عاشت الشباب الإفريقي، وعاش العلم في خدمة التقدم.' من جهته، أكد البروفيسور خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية السابق، أن القارة الإفريقية تعيش اليوم دينامية صحية واعدة، غير أنها تظل في حاجة ماسة إلى خلق مزيد من التآزر والتكامل بين بلدانها من أجل بناء سيادة صحية جماعية قادرة على مواجهة الأزمات الوبائية والصحية. وأضاف أن القارة الإفريقية تعاني من تشتت الجهود بين مناطقها المختلفة، سواء في إفريقيا الشمالية أو الغربية أو الوسطى أو الشرقية، مما يعيق بناء منظومة صحية متكاملة ومتجانسة. مشيرا إلى أن بعض المؤسسات، مثل المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC Africa)، تبذل جهوداً مهمة من أجل تجاوز هذا التشتت وإرساء مقومات التنسيق القاري، خاصة بعد الدروس القاسية التي خلفتها جائحة كوفيد-19، والتي جعلت إفريقيا تشعر بأنها تُركت جانباً ولم تُدرج ضمن الأولويات العالمية. وأبرز آيت الطالب أن جائحة كورونا أظهرت بشكل جلي هشاشة المنظومات الصحية، ليس فقط في إفريقيا، بل حتى في الدول المتقدمة التي تملك بنية تحتية صحية قوية. وشدد على أن المغرب، بفضل الرؤية الاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعامل بسرعة وفعالية مع الأزمة الصحية منذ ظهور أول حالة إصابة، من خلال إحداث لجنة قيادة عليا تضم القطاعات الحيوية، وإطلاق صندوق للتضامن، وإنشاء لجنة لليقظة الاقتصادية. وأوضح أن الاستثمار في الصحة أثناء الأزمات يجب أن يركز على دعم البنيات التحتية، وتعزيز قدرات الاستشفاء، وتكوين احتياطيات استراتيجية من الأدوية والمعدات الطبية، مشدداً على أهمية بناء أنظمة للمراقبة والرصد الوبائي تتيح اتخاذ قرارات مبنية على معطيات دقيقة ومحيّنة. وفي السياق ذاته، شدد الوزير السابق على أن السيادة الصحية ليست مسألة وطنية صرفة، بل هي مشروع جماعي قاري يتطلب العمل التشاركي وتوحيد الرؤى والاستراتيجيات، مذكّراً بحالة اليابان، التي رغم إمكانياتها الكبيرة، عجزت عن تلقيح ساكنتها في البداية بسبب نقص في الحقن، نتيجة هيمنة الصين على السوق العالمية. وأكد آيت الطالب أن إفريقيا تتوفر على إمكانيات بشرية وطبيعية هائلة، وأن الاستثمار الأمثل ليس في المعدات فقط، بل في الوقاية، مشيراً إلى أن كل درهم يُستثمر في الصحة الوقائية يُوفر ما لا يقل عن عشرة دراهم من تكاليف العلاج في المستقبل. غير أن التحدي الأكبر، يضيف آيت الطالب، يتمثل في الموارد البشرية، حيث أن مهنيي الصحة في إفريقيا لا يحظون بالتقدير والتحفيز اللازمين، مما يؤثر على جاذبية القطاع وقدرته على الاحتفاظ بالكفاءات، مؤكدا أن المغرب، بتعليمات ملكية سامية، شرع في إصلاح جذري للمنظومة الصحية يرتكز على إعادة الاعتبار للموارد البشرية، وتبني حكامة جديدة، وتحديث البنيات، ومواكبة التحولات العالمية، خصوصاً في ظل دخول الذكاء الاصطناعي والطب التنبؤي كعناصر أساسية في مهن الطب والصحة. وأوضح أن مستقبل الطب لم يعد قائماً على العلاج فقط، بل يتجه نحو التوقع والوقاية من الأمراض عبر تحليل المورثات (الجينوم)، والبيانات البيولوجية (البروتيوم والميتابولوم)، مما يسمح بتطوير نموذج طبي شخصي يُراعي خصوصيات كل مريض، وهو ما يتطلب استثمارات ضخمة في البحث والتطوير. وانتقد آيت الطالب ضعف الاستثمار في البحث العلمي داخل القارة، رغم توفرها على المواد الأولية والموارد البشرية، معتبراً أن هذا الجانب هو الحلقة المفقودة التي تحول دون تحقيق استقلال صحي حقيقي. وشدد على ضرورة تشجيع إنتاج اللقاحات محلياً، مبرزاً أن هناك ثمانية دول إفريقية باتت قادرة على تصنيع اللقاحات، لكنها في حاجة إلى التنسيق والتكامل لكي تصبح قادرة على تأمين حاجيات القارة دون اعتماد مفرط على الخارج. ودعا خالد آيت الطالب إلى جعل هذا اللقاء منطلقاً لقرارات ملموسة تُترجم إلى سياسات عملية تُعرض على صناع القرار بالقارة، من أجل بناء منظومة صحية إفريقية قوية وعادلة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية، مؤكداً أن الأمل معقود على شباب القارة وإمكانياتها الاستراتيجية، داعياً إلى التفاؤل والاستمرار في العمل الجماعي.