#أحدث الأخبار مع #خالدالباجورىمصرس٢٣-٠٢-٢٠٢٥ترفيهمصرسإطلالة رمضانية على القاهرة الفاطميةحسن علاموالجميل فى تجربة هذا الطبيب الطموح أنه يرتدى «الترنج» فى الصباح داخل دكانه، ويستبدله فى المساء بالبالطو الأبيضأجواء رمضان الجميلة تعيشها قبل حلول الشهر الكريم بمجرد زيارتك لأحياء القاهرة الفاطمية بشوارع الغورية والخيامية والحسين، والتى ازدانت بكل مستلزمات الاحتفال برمضان التراثية، وتشتريها من مصادرها الأصلية، بأسعار أقل بكثير مما تراها فى الأحياء الراقية.دخلت القاهرة الفاطمية مع صديقى اللدود الفنان خالد الباجورى «مدير التحرير ورئيس قسم التصوير الصحفى بمؤسسة أخبار اليوم»، وابن شقيقتى الغالى المحاسب مصطفى ياسر عكة، عن طريق «الدرب الأحمر» من الخلف، تفاديًا لزحام شارع الغورية من ناحية بدايته عند نزلة كوبرى الأزهر، واخترقنا الأحياء العتيقة مرورًا بباب «زويلة»، وصولا إلى شارع السعادة الملقب بشارع رمضان، حيث تشم فيه رائحة التاريخ!وعشت تفاصيل هذه الأحياء الشعبية الفاطمية، التى أطلقت عليها الكثير من الأسماء، فهى مدينة الألف مئذنة، وقاهرة المعز، ومصر المحروسة، لكن الأصل والعراقة تجمعها، إذ تعتبر هذه الأماكن القديمة أقدم عاصمة إسلامية لمصر والعرب، فتأسست فى القرن ال 19، وأصبحت عاصمة للإسلام، فكانت وقتها مركزًا إقليميًا ومركزيًا للعالم الإسلامى لما تحتضنه من معالم إسلامية بارزة ودور للعبادة، وجوامع ومدارس وجامعات ميزتها عن باقى دول العالم.كان الوقت ليلا وشهر رمضان على الأبواب، ومع ذلك فالشوارع هنا مزدحمة للغاية، وعندما يتوه بعضنا عن الآخر كان الاتصال التليفونى يجمعنا فى نقطة محددة نتفق عليها، وكل شوارع الغورية من أولها لآخرها، كلها تعرض مستلزمات احتفالية بالشهر الفضيل من «فوانيس» بأشكال وطرازات مختلفة، وأحجام متفاوتة، ولكل منها زبون، منها الخشبية، والصاج، والديكور، وكلها هذا العام صناعة مصرية أصيلة ولا مكان هنا للمستورد، ومصنعة بأفكار متطورة، وألوان بديعة، وبأشكال زخرفية، ومعظم المشترين يشترونها إما للزينة داخل وخارج بيوتهم، أو للإهداء من خطيب لخطيبته، أو من زوج لزوجته، ولم أر أسرة تشترى لأطفالها لأن شهر رمضان لم يدخل بعد، وسر الزحام أن المشترين يفضلون الشراء مبكرًا للتمتع بالفصال ورخص الأسعار!ثم اتجهت بعد ذلك إلى «الخيامية»، مع تقاطع «الغورية»، حيث ابتكر الصناع المهرة فى تحويل أقمشة الخيام بتصميماتها الإسلامية الزخرفية الجذابة فى كل شيء تحتاجه، مفارش سفرة بمقاساتها المختلفة، وعربات «فول» ديكورية، حتى علب المناديل، وسلال القمامة، مغطاة بقماش الخيامية، حيث تتعانق فيها ألوان «البيج» مع الأحمر أو الأزرق أو الأخضر، والجميع هنا يبيعون زينات رمضان ب «اللمبات» المضيئة المبهجة، والجميع هنا ترتسم على وجوههم السعادة والبهجة والرضا.. بائعين ومشترين. الجمعة:فى بداية عملى الصحفى «منذ ما يقرب من خمسين عامًا» تعاملت مع أول طبيب للغلابة، وتجدد رحيق ذكراه هذا اليوم فقط!إنه اللواء طبيب محمد عبدالسلام خليل الذى اتخذ عيادته فى منطقة شعبية «بالترجمان» على بعد أمتار من مؤسستى الأخبار والأهرام، كانت قيمة الكشف عنده لا تتجاوز جنيهات قليلة رغم أن تلامذته من الأطباء يتقاضون ضعف كشفه، فقد كان متحيزًا للمرضى الفقراء بتكلفة منخفضة للغاية أو «مجانية»، رغم أن قدراته المهنية عالية جدًا، وممرضة عيادته «فهيمة» لديها تعليمات صارمة منه: إذا حضر للعيادة مريض ودفع الكشف «فكة».. أى جنيهات فأقل فهذا يدل على رقة حاله وفقره، وفى هذه الحالة يجب أن ترد إليه قيمة الكشف فورًا!!!كان طبيبًا طيبًا للغاية، طويل القامة، وجهه ينطق بالسماحة والرضا، بل وإذا دخل مريض للكشف وأحس بتواضع حاله، أسرع بإعطائه بعض «عينات» الأدوية، وأحيانا يخرج من جيبه مالا ليشترى به دواء من الصيدليات، أو تكاليف التحاليل والأشعة، وبذلك الكرم دخل قلوب كل فقراء منطقة عيادته، واحتل مكانة إنسانية محترمة عندهم، وأجريت يومها تحقيقًا صحفيًا عن الدكتور محمد عبدالسلام طبيب «الغلابة»، وتوالت السنون ومضى العمر، لأجد أطباء كثيرين اهتدوا بنهجه، وساروا على دربه، لكنه «كما رأيت وشاهدت» كان أول طبيب يحمل هذه السمة الإنسانية!رحل الدكتور محمد عبدالسلام من حوالى عشرين سنة، لكنى تذكرته اليوم، عندما قابلت ابنته «بالصدفة» فى حفلة بدار الأوبرا، وهى الزميلة الإعلامية والمخرجة الكبيرة «ميرفت عبدالسلام» خريجة أول دفعة بكلية الإعلام.الأحد:طرق باب بيتى محصل الكهرباء، تسلمت «الفاتورة» طبقًا لقراءة «العداد»، وسلمته المطلوب، وتسلمت منه الباقى بالعملات الورقية، وما إن انتهيت من اتمام هذه العملية، حتى اتجهت تلقائيًا إلى «الحمام» لأغسل يدى جيدًا بالماء والصابون وأنشفها جيدًا، وهذا الإجراء أكرره يوميًا كلما تعاملت مع هذه العملات ولامستها يدى، لست «وسواساً» إلى هذه الدرجة، ولكن بسبب قراءتى لأكثر من بحث طبى فى دراسات عملية مثيرة عن أمراض النقود الورقية، وبأن 95٪ من هذه النقود مغطاة ببكتيريا ضارة يمكنها التسبب فى الإصابة بالعديد من الأمراض كالالتهابات الرئوية والجلدية «الجمرة الخبيثة» وتؤدى إلى التهابات المسالك البولية، وأقل أضرار هذه الأمراض الإصابة بالإنفلونزا والرشح والالتهابات الصدرية، وخصوصًا أن الكثيرين منا عندما يقوم بإحصاء وعد مبالغ مالية كبيرة يبدأ ب «تبليل» أصابع يده لتسهيل العد، ويبدأ فى ذلك العد حاملا البكتيريا والجراثيم من أوراق الفلوس، ثم تعانق أصابعى شفتىَّ مرة أخرى، وربما مرات ومرات!!!وحل هذه المشكلة من وجهة نظرى أن يسارع البنك المركزى ومصلحة سك العملة بسحب العملات الورقية القديمة والمتهالكة من الأسواق بين حين وآخر، لأنها حاضنة للميكروبات واستبدالها ب «بنكنوت» جديد، والتوسع فى طبع أوراق البنكنوت «البلاستيكية» لأنها أكثر أمانًا من الورقية، وأيضًا التوسع فى نشر ثقافة التعامل ب «الفيزا» فى كل المتاجر والمحلات الصغيرة، ذاك أفضل جدًا، والرائع فعلا أن الكثير من المصالح والهيئات فى مصر تشترط الآن على العملاء دفع مستحقاتهم بكروت الائتمان، والحقيقة منذ شهور قليلة توجهت إلى عربة المرور «المتنقلة» أمام نادى الصيد وهى تجربة ناجحة جدًا، واشترطوا دفع رسوم تجديد سيارتى ب «الفيزا»، وتم ذلك كله فى مدة زمنية لم تتجاوز نصف ساعة!!!الثلاثاء: تسلمت بيد الشكر آخر مؤلفات الزميلة الكاتبة الصحفية الكبيرة سلمى قاسم جودة تحت عنوان: «ذاكرة المتعة»، وتستعرض على صفحته مشوار حياتها بكل حكاياتها وذكرياتها الصادقة، لتنعش الرغبة المهجورة الكامنة فى غياهب نفسها، وترسم ملامح حنينها المتدفق الذى لا تترجمه سوى الكتابة عشقها المتوهج منذ نعومة أظافرها، فهى الترياق الوحيد فى مواجهة هول مأساة الزمن!ذاكرة «سلمي» قوية جدًا، فلم تترك حدثًا صغيرًا أو كبيرًا عاشته إلا وسجلته لينعش نشوة الحواس بفعل اللون، والعطر، النغم والمذاق، وروح الزمان والمكان والبشر على اختلاف طبقاتهم وشرائحهم، ورغم أنها من عائلة أرستقراطية راقية، ووالدها «نقيب الصحفيين الأسبق»، فالكتاب يرصد أحوال المجتمع «المخملى» بكل أطيافه، كما تعيش بعض صفحاته بقاع الأحياء الفقيرة حياة عوام الناس على حد سواء!الخميس:بساطة الحياة، وجمال الكفاح، والسعى إلى تحقيق الأهداف والمكاسب، مع إنكار الذات، حكايات اكتملت فى شخصية طبيب «استشارى أمراض نساء»، توفى والده وترك له مع إخوته، «محل زبد» قديما متخصصا فى بيع الزبدة حلوة المذاق من محافظة المنيا بالصعيد، فيبيع الزبد الصعيدى وكذلك السمن البلدى الأصيل بعد «التسييح».تذوقت هذا المنتج البكر مع جارى وصديقى الحاج هشام خليل «رئيس اتحاد ملاك العمارة التى أسكنها» وكأننا لم نذق مثله أبدًا، والمكان خلف جامع السيدة زينب، ولا بد من الحجز مسبقًا تفاديًا للزحام، والجميل فى تجربة هذا الطبيب الطموح أنه يرتدى «الترنج» فى الصباح داخل دكانه، ويستبدله فى المساء بالبالطو الطبى الأبيض ليكشف، ويشخص، ويحدد تواريخ ومواعيد الولادة داخل المستشفيات المتعاقد معها!!!
مصرس٢٣-٠٢-٢٠٢٥ترفيهمصرسإطلالة رمضانية على القاهرة الفاطميةحسن علاموالجميل فى تجربة هذا الطبيب الطموح أنه يرتدى «الترنج» فى الصباح داخل دكانه، ويستبدله فى المساء بالبالطو الأبيضأجواء رمضان الجميلة تعيشها قبل حلول الشهر الكريم بمجرد زيارتك لأحياء القاهرة الفاطمية بشوارع الغورية والخيامية والحسين، والتى ازدانت بكل مستلزمات الاحتفال برمضان التراثية، وتشتريها من مصادرها الأصلية، بأسعار أقل بكثير مما تراها فى الأحياء الراقية.دخلت القاهرة الفاطمية مع صديقى اللدود الفنان خالد الباجورى «مدير التحرير ورئيس قسم التصوير الصحفى بمؤسسة أخبار اليوم»، وابن شقيقتى الغالى المحاسب مصطفى ياسر عكة، عن طريق «الدرب الأحمر» من الخلف، تفاديًا لزحام شارع الغورية من ناحية بدايته عند نزلة كوبرى الأزهر، واخترقنا الأحياء العتيقة مرورًا بباب «زويلة»، وصولا إلى شارع السعادة الملقب بشارع رمضان، حيث تشم فيه رائحة التاريخ!وعشت تفاصيل هذه الأحياء الشعبية الفاطمية، التى أطلقت عليها الكثير من الأسماء، فهى مدينة الألف مئذنة، وقاهرة المعز، ومصر المحروسة، لكن الأصل والعراقة تجمعها، إذ تعتبر هذه الأماكن القديمة أقدم عاصمة إسلامية لمصر والعرب، فتأسست فى القرن ال 19، وأصبحت عاصمة للإسلام، فكانت وقتها مركزًا إقليميًا ومركزيًا للعالم الإسلامى لما تحتضنه من معالم إسلامية بارزة ودور للعبادة، وجوامع ومدارس وجامعات ميزتها عن باقى دول العالم.كان الوقت ليلا وشهر رمضان على الأبواب، ومع ذلك فالشوارع هنا مزدحمة للغاية، وعندما يتوه بعضنا عن الآخر كان الاتصال التليفونى يجمعنا فى نقطة محددة نتفق عليها، وكل شوارع الغورية من أولها لآخرها، كلها تعرض مستلزمات احتفالية بالشهر الفضيل من «فوانيس» بأشكال وطرازات مختلفة، وأحجام متفاوتة، ولكل منها زبون، منها الخشبية، والصاج، والديكور، وكلها هذا العام صناعة مصرية أصيلة ولا مكان هنا للمستورد، ومصنعة بأفكار متطورة، وألوان بديعة، وبأشكال زخرفية، ومعظم المشترين يشترونها إما للزينة داخل وخارج بيوتهم، أو للإهداء من خطيب لخطيبته، أو من زوج لزوجته، ولم أر أسرة تشترى لأطفالها لأن شهر رمضان لم يدخل بعد، وسر الزحام أن المشترين يفضلون الشراء مبكرًا للتمتع بالفصال ورخص الأسعار!ثم اتجهت بعد ذلك إلى «الخيامية»، مع تقاطع «الغورية»، حيث ابتكر الصناع المهرة فى تحويل أقمشة الخيام بتصميماتها الإسلامية الزخرفية الجذابة فى كل شيء تحتاجه، مفارش سفرة بمقاساتها المختلفة، وعربات «فول» ديكورية، حتى علب المناديل، وسلال القمامة، مغطاة بقماش الخيامية، حيث تتعانق فيها ألوان «البيج» مع الأحمر أو الأزرق أو الأخضر، والجميع هنا يبيعون زينات رمضان ب «اللمبات» المضيئة المبهجة، والجميع هنا ترتسم على وجوههم السعادة والبهجة والرضا.. بائعين ومشترين. الجمعة:فى بداية عملى الصحفى «منذ ما يقرب من خمسين عامًا» تعاملت مع أول طبيب للغلابة، وتجدد رحيق ذكراه هذا اليوم فقط!إنه اللواء طبيب محمد عبدالسلام خليل الذى اتخذ عيادته فى منطقة شعبية «بالترجمان» على بعد أمتار من مؤسستى الأخبار والأهرام، كانت قيمة الكشف عنده لا تتجاوز جنيهات قليلة رغم أن تلامذته من الأطباء يتقاضون ضعف كشفه، فقد كان متحيزًا للمرضى الفقراء بتكلفة منخفضة للغاية أو «مجانية»، رغم أن قدراته المهنية عالية جدًا، وممرضة عيادته «فهيمة» لديها تعليمات صارمة منه: إذا حضر للعيادة مريض ودفع الكشف «فكة».. أى جنيهات فأقل فهذا يدل على رقة حاله وفقره، وفى هذه الحالة يجب أن ترد إليه قيمة الكشف فورًا!!!كان طبيبًا طيبًا للغاية، طويل القامة، وجهه ينطق بالسماحة والرضا، بل وإذا دخل مريض للكشف وأحس بتواضع حاله، أسرع بإعطائه بعض «عينات» الأدوية، وأحيانا يخرج من جيبه مالا ليشترى به دواء من الصيدليات، أو تكاليف التحاليل والأشعة، وبذلك الكرم دخل قلوب كل فقراء منطقة عيادته، واحتل مكانة إنسانية محترمة عندهم، وأجريت يومها تحقيقًا صحفيًا عن الدكتور محمد عبدالسلام طبيب «الغلابة»، وتوالت السنون ومضى العمر، لأجد أطباء كثيرين اهتدوا بنهجه، وساروا على دربه، لكنه «كما رأيت وشاهدت» كان أول طبيب يحمل هذه السمة الإنسانية!رحل الدكتور محمد عبدالسلام من حوالى عشرين سنة، لكنى تذكرته اليوم، عندما قابلت ابنته «بالصدفة» فى حفلة بدار الأوبرا، وهى الزميلة الإعلامية والمخرجة الكبيرة «ميرفت عبدالسلام» خريجة أول دفعة بكلية الإعلام.الأحد:طرق باب بيتى محصل الكهرباء، تسلمت «الفاتورة» طبقًا لقراءة «العداد»، وسلمته المطلوب، وتسلمت منه الباقى بالعملات الورقية، وما إن انتهيت من اتمام هذه العملية، حتى اتجهت تلقائيًا إلى «الحمام» لأغسل يدى جيدًا بالماء والصابون وأنشفها جيدًا، وهذا الإجراء أكرره يوميًا كلما تعاملت مع هذه العملات ولامستها يدى، لست «وسواساً» إلى هذه الدرجة، ولكن بسبب قراءتى لأكثر من بحث طبى فى دراسات عملية مثيرة عن أمراض النقود الورقية، وبأن 95٪ من هذه النقود مغطاة ببكتيريا ضارة يمكنها التسبب فى الإصابة بالعديد من الأمراض كالالتهابات الرئوية والجلدية «الجمرة الخبيثة» وتؤدى إلى التهابات المسالك البولية، وأقل أضرار هذه الأمراض الإصابة بالإنفلونزا والرشح والالتهابات الصدرية، وخصوصًا أن الكثيرين منا عندما يقوم بإحصاء وعد مبالغ مالية كبيرة يبدأ ب «تبليل» أصابع يده لتسهيل العد، ويبدأ فى ذلك العد حاملا البكتيريا والجراثيم من أوراق الفلوس، ثم تعانق أصابعى شفتىَّ مرة أخرى، وربما مرات ومرات!!!وحل هذه المشكلة من وجهة نظرى أن يسارع البنك المركزى ومصلحة سك العملة بسحب العملات الورقية القديمة والمتهالكة من الأسواق بين حين وآخر، لأنها حاضنة للميكروبات واستبدالها ب «بنكنوت» جديد، والتوسع فى طبع أوراق البنكنوت «البلاستيكية» لأنها أكثر أمانًا من الورقية، وأيضًا التوسع فى نشر ثقافة التعامل ب «الفيزا» فى كل المتاجر والمحلات الصغيرة، ذاك أفضل جدًا، والرائع فعلا أن الكثير من المصالح والهيئات فى مصر تشترط الآن على العملاء دفع مستحقاتهم بكروت الائتمان، والحقيقة منذ شهور قليلة توجهت إلى عربة المرور «المتنقلة» أمام نادى الصيد وهى تجربة ناجحة جدًا، واشترطوا دفع رسوم تجديد سيارتى ب «الفيزا»، وتم ذلك كله فى مدة زمنية لم تتجاوز نصف ساعة!!!الثلاثاء: تسلمت بيد الشكر آخر مؤلفات الزميلة الكاتبة الصحفية الكبيرة سلمى قاسم جودة تحت عنوان: «ذاكرة المتعة»، وتستعرض على صفحته مشوار حياتها بكل حكاياتها وذكرياتها الصادقة، لتنعش الرغبة المهجورة الكامنة فى غياهب نفسها، وترسم ملامح حنينها المتدفق الذى لا تترجمه سوى الكتابة عشقها المتوهج منذ نعومة أظافرها، فهى الترياق الوحيد فى مواجهة هول مأساة الزمن!ذاكرة «سلمي» قوية جدًا، فلم تترك حدثًا صغيرًا أو كبيرًا عاشته إلا وسجلته لينعش نشوة الحواس بفعل اللون، والعطر، النغم والمذاق، وروح الزمان والمكان والبشر على اختلاف طبقاتهم وشرائحهم، ورغم أنها من عائلة أرستقراطية راقية، ووالدها «نقيب الصحفيين الأسبق»، فالكتاب يرصد أحوال المجتمع «المخملى» بكل أطيافه، كما تعيش بعض صفحاته بقاع الأحياء الفقيرة حياة عوام الناس على حد سواء!الخميس:بساطة الحياة، وجمال الكفاح، والسعى إلى تحقيق الأهداف والمكاسب، مع إنكار الذات، حكايات اكتملت فى شخصية طبيب «استشارى أمراض نساء»، توفى والده وترك له مع إخوته، «محل زبد» قديما متخصصا فى بيع الزبدة حلوة المذاق من محافظة المنيا بالصعيد، فيبيع الزبد الصعيدى وكذلك السمن البلدى الأصيل بعد «التسييح».تذوقت هذا المنتج البكر مع جارى وصديقى الحاج هشام خليل «رئيس اتحاد ملاك العمارة التى أسكنها» وكأننا لم نذق مثله أبدًا، والمكان خلف جامع السيدة زينب، ولا بد من الحجز مسبقًا تفاديًا للزحام، والجميل فى تجربة هذا الطبيب الطموح أنه يرتدى «الترنج» فى الصباح داخل دكانه، ويستبدله فى المساء بالبالطو الطبى الأبيض ليكشف، ويشخص، ويحدد تواريخ ومواعيد الولادة داخل المستشفيات المتعاقد معها!!!