logo
#

أحدث الأخبار مع #خالدالحمداني

الجبور في البحرين ورعاية قوافل الحج: رسالة وأمان
الجبور في البحرين ورعاية قوافل الحج: رسالة وأمان

الوطن

timeمنذ 12 ساعات

  • سياسة
  • الوطن

الجبور في البحرين ورعاية قوافل الحج: رسالة وأمان

د. خالد الحمداني مع انطلاق موسم الحج هذا العام1446هـ/2025م، تستحضر الذاكرة البحرينية والخليجية الدور التاريخي المشرّف الذي قامت به دولة الجبور، إحدى أبرز الكيانات العربية المحلية التي حكمت البحرين، وأصبح لها نفوذ كبير في الجزيرة العربية واسع في الجزيرة العربية والخليج العربي، والتي أسهمت في تنظيم وتأمين قوافل الحجيج على مدى قرون، خاصة خلال فترة حكم الدولة الجبرية (820هـ–931هـ / 1446م–1525م). كانت طرق الحج في العصور الماضية محفوفة بالمخاطر، حيث يتم قطعها أحياناً من قبل قطاع الطرق وربما تكون للخلافات السياسية أثر في ذلك، ما جعل وجود تنظيمات قوية ضرورة لا غنى عنها. وقد برزت دولة الجبور خلال هذه المرحلة كمكون رئيس في ضمان أمن الحجاج، لا سيّما عبر طريق الأحساء والقطيف بعد اضطراب أوضاع الخلافة العباسية في بغداد وتوقف قوافلها لعدة سنوات. لم يكتفِ أمراء دولة الجبور بتوفير الحماية فقط، بل تولوا بأنفسهم الإشراف على تأمين طرق البحرين المرتبطة بجنوب العراق من جهة والمتجهة نحو الأماكن المقدسة في الحجاز من جهة أخرى، علاوة على قيادة بعض أمرائهم شخصياً قوافل الحجيج، ويعكس ذلك حرصهم على حماية طريق الحاج هذا الطريق الحيوي، خصوصاً وأن قوافل الحجيج كان يرافقها عدد غير قليل من المحاربين لحراستها أدركنا أنّ أمراء الجبور كانوا في الواقع يقومون عند مرافقة قافلة الحج باستعراض مظاهر قوة دولتهم العسكرية والسياسية لردع المعارضين وقطاع الطرق، وهو ما يعكس مدى التزامهم الديني وحرصهم السياسي على ترسيخ الأمن والهيبة. من أبرز هؤلاء القادة الأمير أجود بن زامل الجبري، الذي نال شهرة واسعة في حماية الحجيج، حتى أن وزير الدولة البهمنية في الهند خاطبه في رسالة رسمية بلقب «مفتخر حجاج بيت الله الحرام»، مشيداً بشجاعته وعدله في تأمين قوافل الحج. وفي هذا الصدد يذكر أن الشيخ راشد بن مغامس وهو أحد سلاطين دولة الجبور، قاد قافلة الحج بنفسه سنة 931هـ /1525م، وكان برفقته أكثر من خمسة آلاف حاج، ممّا يدل على ضخامة التنظيم وعدد المشاركين آنذاك. وكانت قوافل الحج التي تسيرها دولة الجبور تتسم بالتنظيم العالي، إذ كانت تضم آلاف الحجاج، ويرافقها فرق من المحاربين والحرس، لتكون بمثابة مظاهرة عسكرية تبث الطمأنينة في نفوس الحجاج وتردع المعتدين. كما تميزت هذه القوافل بالبذل والعطاء، حيث كان يتم توزيع الطعام والهبات على الفقراء والمحتاجين على امتداد الطريق، في مشهد يجمع بين الإيمان والكرم، والشهامة العربية. وسارت على ذلك المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، إذ نذر ملوكها أنفسهم في خدمة ضيوف الرحمن، والتي وصلت ذروتها في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. وفي ذات الوقت تستمر مملكة البحرين وقيادتها الرشيدة وبتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في السير على خطى هذا التاريخ المشرّف، حيث تولي حكومة المملكة ممثلة بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف اهتماماً بالغاً بحجاجها، من خلال بعثات رسمية متكاملة تُعنى بكل تفاصيل رحلة الحج، من التوجيه الديني إلى الرعاية الصحية، مروراً بالتسهيلات الإدارية وخدمات التنقل والإعاشة، بما يضمن لحجاج البحرين أداء مناسكهم في أجواء من الراحة والسكينة. بما يمثل تجسيداً مستمراً لرسالة هذه الأرض في خدمة الحجاج واحتضان القيم الإسلامية النبيلة. باحث في التاريخ وأكاديمي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store