أحدث الأخبار مع #خدومةعشاشي،

الشروق

الممثلة دوجة.. 50 سنة من الكاريزما

ممثلة قديرة، ذات كاريزما، اشتهرت بأدوار الأم الصارمة القوية، وأحيانا العنيدة المتمردة، صوتها كان سلاحها في المسرح والتلفزيون والسينما، أيقونة حية من أيقونات الزمن الجميل للتلفزيون والعصر الماسي للسينما الجزائرية، لم يعرفها الجمهور باسمها الكامل، بل بدوجة فحسب. الشروق العربي، تذكر هذا الممثلة الجزائرية، أطال الله في عمرها، ونروي قصة حياتها وعشقها لمهنتها . دوجة، واسمها الحقيقي خدومة عشاشي، هي ممثلة جزائرية، ولدت في الشلف بالجزائر، يوم 24 أوت 1921. في سن مبكرة، وضبت حقائبها في طريقها إلى العاصمة، حيث استقبلتها عمتها. عملت في البداية في عدة وظائف صغيرة، قبل أن تقع عيناها على أضواء الفن. أول ضوء غمرها، كان ضوء الباليه الوطني، الذي نشأ للتو، بعد الاستقلال مباشرة، حينها كانت دوجة في العشرين من عمرها. اكتشافها الركح غير مجرى حياتها. لم تنتظر طويلا، قبل أن يعرض عليها أول دور في مسيرتها، فوافقت دونما تفكير، لأن شيئا ما كان يدغدغ مشاعرها، ويحرك قلبها.. إنه الفن. كان ذلك في ستينيات القرن الماضي، وكانت دوجة تدير مغسلة ملابس لفترة. في أثناء مرورها بالباليه، عرض عليها نادر روماني وإبراهيم بهلول الانضمام إلى أول فرقة باليه وطنية، وهي فرقة 'المنار' حديثة التأسيس. فذهبت لمشاهدة هذه الفرقة، فوقعت في غرامها. بعد ذلك، التحقت بدورة تدريبية قصيرة في مركز شباب برج الكيفان. بدأت دوجة، مثل معظم زملائها، في المسرح الوطني الجزائري، عندما تم إنشاؤه بعد الاستقلال مباشرة. كان من المفترض أن تقدم أول عرض لها في سويسرا، في الأول من نوفمبر! للأسف، مرضت مرضا خطيرًا، وبقيت في المستشفى لمدة شهرين في سويسرا. ومع ذلك، لا تزال ذكرياتها عن فترة مرضها رائعة. في عام 1981، تعرضت لحادث خطير في أثناء توجهها إلى غليزان، لتصوير فيلم 'الرفض'. لم تصور أي مشهد من هذا الفيلم، لأنها كانت في غيبوبة لنحو عشرين يومًا. في ذلك الوقت، كان لخضر حامينا مسؤولًا، فبقيت تتقاضى أجرها كل فترة استشفائها. من يقرأ سيرة دوجة، يشعر بأنها كانت مصابة بالحظ العاثر، لكن إيمانها بالله وبأنه كان يخبئ لها خيرا، كان أقوى من مرض أو حادث. طوال مسيرتها الفنية الدولية الغنية، واصلت لعب الأدوار في السينما والتلفزيون. اليوم، وبعد مسيرة فنية تفوق نصف قرن، أصبحت دوجة عشاشي أيقونة من أيقونات السينما الجزائرية والعربية عموما. ظهرت دوجة في أعمال كثيرة، أهمها 'ريح الجنوب'، الرواية التي شهدت ميلاد الرواية الجزائرية الناضجة، للكاتب عبد الحميد بن هدوقة. ولعبت في هذا العمل الكبير، إلى جانب الممثلة الراحلة كثلوم والممثلة نوال زعتر، كما شاركت في فيلم 'انتظار النساء'، والعديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.. ومع تقدمها في السن، غابت دوجة، أو غيبت، لا تؤنس وحدتها وعزلتها سوى ذكريات الفن، ورفاق دربها، الراحلين منهم والباقين