#أحدث الأخبار مع #خليلإبراهيمالقريبيالحدث١٥-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالحدثبينالي: رحلة عبر الزمن والإبداعبقلم ـ خليل إبراهيم القريبي في شمال شرق مدينة جدة النابضة بالحياة، وعلى امتداد عبق التاريخ الذي تحتضنه، استضافت عروس البحر الأحمر معرض ومتحف بينالي للفنون الإسلامية ٢٠٢٥، مُحوِّلاً إياها إلى محطة إشعاع ثقافي عالمي. كانت زيارتي لهذا الحدث الفني الاستثنائي بمثابة رحلة بصرية وروحية عميقة، حيث تلاقت عراقة الماضي الإسلامي الزاهر بإبداعات الحاضر المتجددة، منذ اللحظة التي وطأت فيها قدماي أرض المعرض، استقبلتني أجواء روحانية هادئة، عزَّزتها التصاميم المعمارية الأنيقة التي استلهمت روح الفن الإسلامي الأصيل مع لمسة عصرية جذابة. كان التنظيم الاحترافي للمعرض الذي استقطب مشاركات واسعة من مؤسسات دولية مرموقة وفنانين من شتى بقاع الأرض، دلالة واضحة على الأهمية الكبيرة التي يحظى بها هذا الحدث في المشهد الثقافي المحلي والعالمي. أثار إعجابي التنوُّع الغني في الأعمال الفنية المعروضة، التي شملت مختلف تجليات الإبداع الإسلامي عبر العصور، فتجلَّى جمال الخط العربي في لوحات آسرة تحمل بين طياتها آيات الذكر الحكيم وأبيات الشعر الرصين، بينما أسرتني دقة الزخارف الهندسية التي عكست براعة الفنان المسلم في التجريد والتنظيم، ولم تغب فنون الحرف اليدوية الأصيلة، التي تحمل عبق التاريخ وحكايات الأجيال، لتضفي على المعرض لمسة من الأصالة والتراث العريق. إلى جانب هذه الروائع التاريخية، كان الحضور اللافت للفنانين المعاصرين الذين استلهموا من التراث الإسلامي لتقديم رؤى فنية مبتكرة ومعاصرة، من أبرز ملامح البينالي. تَجسَّد هذا الإبداع في المعروضات الفنية الجديدة التي قدمها فنانون من مختلف أنحاء العالم، مستخدمين وسائط فنية متنوعة للتعبير عن مفاهيمهم وأفكارهم المستوحاة من جوهر الثقافة الإسلامية. وقد وُحِّدت هذه الأعمال تحت مظلة عنوان البينالي العميق (وَمَا بَيْنَهُمَا)، المُستوحَى من الآية الكريمة ( وَمَا خَلَقْنَا السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاّ بِالْحَقّ ) التي تصف عظمة خلق الله تعالى، ليُضفي على المعرض بُعداً تأمّلياً وروحياً يدعونا للتفكر في العلاقة بين الخالق والمخلوق وبين الماضي والحاضر. تجلَّى هذا المفهوم بوضوح في مختلف صالات العرض والمساحات الخارجية التي ضمَّت تحفاً وأعمالاً فنية متنوعة، كل منها يحمل في طياته محاولة فريدة لفهم روعة الخلق وعظمة الخالق. ولقد أضافت القطع النادرة التي تزيَّنت بالياقوت والزمرُّد والألماس بُعداً فاخراً واستثنائياً للمعرض، ما عكس مدى الاهتمام بالتفاصيل والحرص على تقديم أجود وأندر التحف. كما لفت انتباهي بشكل خاص قسم الأدوات الحربية والمعارك التاريخية، الذي جَسَّد قوة وبراعة الصناعة الإسلامية في هذا المجال، وبلغت الروعة ذروتها في المعروضات ذات العلاقة بالحضارات المتنوعة وهدايا البلاط الملكي في قرون متعددة من الزمن، حيث تضمنت قطعاً ذات فخامة غير مسبوقة؛ تُجسد أُبَّهة تلك الحقبة وذوقها الرفيع. ومع هذا الثراء الفني والمعرفي، أعترف بأسفي بأنه لم يتسنَّ لي استكمال الجولة الكاملة في أرجاء هذا الصرح الفني الشاسع، فكل عمل فني كان يستوقفني بجماله ودقته، ويستدعي مني التأمُّل والتفكُّر مليّاً. شاركني هذه الرحلة الشيقة ابناي الروائيان، مُهنَّا و غِنَى، اللذان أبديا بدورهما انبهاراً كبيراً لما شاهداه من إبداعات فنية، وتشاركنا أطراف الحديث حول المعاني والأفكار التي أثارتها هذه الأعمال، وأدركنا ثلاثتنا أن بينالي ليس مجرد معرض فني عابر، بل هو تجربة ثقافية وفكرية تستحق التوقف والتأمل في كل زاوية من زواياه. وبذلك؛ تبادلنا الوعود بتكرار الزيارة في أقرب فرصة ممكنة لاستكمال استكشاف ما تبقى من صالات العرض، والانغماس بشكل أعمق في هذا العالم الفني الملهم، قبل انتهاء مدته المقررة في ٢٥ الجاري ٢٠٢٥م. بينالي الفنون الإسلامية ليس مجرد معرض فني، بل هو منصة ثقافية مهمة تعزز تقديرنا للإرث الفني الإسلامي العظيم، وتؤكد على قدرته على التجدد والتأثير في مختلف العصور.
الحدث١٥-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالحدثبينالي: رحلة عبر الزمن والإبداعبقلم ـ خليل إبراهيم القريبي في شمال شرق مدينة جدة النابضة بالحياة، وعلى امتداد عبق التاريخ الذي تحتضنه، استضافت عروس البحر الأحمر معرض ومتحف بينالي للفنون الإسلامية ٢٠٢٥، مُحوِّلاً إياها إلى محطة إشعاع ثقافي عالمي. كانت زيارتي لهذا الحدث الفني الاستثنائي بمثابة رحلة بصرية وروحية عميقة، حيث تلاقت عراقة الماضي الإسلامي الزاهر بإبداعات الحاضر المتجددة، منذ اللحظة التي وطأت فيها قدماي أرض المعرض، استقبلتني أجواء روحانية هادئة، عزَّزتها التصاميم المعمارية الأنيقة التي استلهمت روح الفن الإسلامي الأصيل مع لمسة عصرية جذابة. كان التنظيم الاحترافي للمعرض الذي استقطب مشاركات واسعة من مؤسسات دولية مرموقة وفنانين من شتى بقاع الأرض، دلالة واضحة على الأهمية الكبيرة التي يحظى بها هذا الحدث في المشهد الثقافي المحلي والعالمي. أثار إعجابي التنوُّع الغني في الأعمال الفنية المعروضة، التي شملت مختلف تجليات الإبداع الإسلامي عبر العصور، فتجلَّى جمال الخط العربي في لوحات آسرة تحمل بين طياتها آيات الذكر الحكيم وأبيات الشعر الرصين، بينما أسرتني دقة الزخارف الهندسية التي عكست براعة الفنان المسلم في التجريد والتنظيم، ولم تغب فنون الحرف اليدوية الأصيلة، التي تحمل عبق التاريخ وحكايات الأجيال، لتضفي على المعرض لمسة من الأصالة والتراث العريق. إلى جانب هذه الروائع التاريخية، كان الحضور اللافت للفنانين المعاصرين الذين استلهموا من التراث الإسلامي لتقديم رؤى فنية مبتكرة ومعاصرة، من أبرز ملامح البينالي. تَجسَّد هذا الإبداع في المعروضات الفنية الجديدة التي قدمها فنانون من مختلف أنحاء العالم، مستخدمين وسائط فنية متنوعة للتعبير عن مفاهيمهم وأفكارهم المستوحاة من جوهر الثقافة الإسلامية. وقد وُحِّدت هذه الأعمال تحت مظلة عنوان البينالي العميق (وَمَا بَيْنَهُمَا)، المُستوحَى من الآية الكريمة ( وَمَا خَلَقْنَا السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاّ بِالْحَقّ ) التي تصف عظمة خلق الله تعالى، ليُضفي على المعرض بُعداً تأمّلياً وروحياً يدعونا للتفكر في العلاقة بين الخالق والمخلوق وبين الماضي والحاضر. تجلَّى هذا المفهوم بوضوح في مختلف صالات العرض والمساحات الخارجية التي ضمَّت تحفاً وأعمالاً فنية متنوعة، كل منها يحمل في طياته محاولة فريدة لفهم روعة الخلق وعظمة الخالق. ولقد أضافت القطع النادرة التي تزيَّنت بالياقوت والزمرُّد والألماس بُعداً فاخراً واستثنائياً للمعرض، ما عكس مدى الاهتمام بالتفاصيل والحرص على تقديم أجود وأندر التحف. كما لفت انتباهي بشكل خاص قسم الأدوات الحربية والمعارك التاريخية، الذي جَسَّد قوة وبراعة الصناعة الإسلامية في هذا المجال، وبلغت الروعة ذروتها في المعروضات ذات العلاقة بالحضارات المتنوعة وهدايا البلاط الملكي في قرون متعددة من الزمن، حيث تضمنت قطعاً ذات فخامة غير مسبوقة؛ تُجسد أُبَّهة تلك الحقبة وذوقها الرفيع. ومع هذا الثراء الفني والمعرفي، أعترف بأسفي بأنه لم يتسنَّ لي استكمال الجولة الكاملة في أرجاء هذا الصرح الفني الشاسع، فكل عمل فني كان يستوقفني بجماله ودقته، ويستدعي مني التأمُّل والتفكُّر مليّاً. شاركني هذه الرحلة الشيقة ابناي الروائيان، مُهنَّا و غِنَى، اللذان أبديا بدورهما انبهاراً كبيراً لما شاهداه من إبداعات فنية، وتشاركنا أطراف الحديث حول المعاني والأفكار التي أثارتها هذه الأعمال، وأدركنا ثلاثتنا أن بينالي ليس مجرد معرض فني عابر، بل هو تجربة ثقافية وفكرية تستحق التوقف والتأمل في كل زاوية من زواياه. وبذلك؛ تبادلنا الوعود بتكرار الزيارة في أقرب فرصة ممكنة لاستكمال استكشاف ما تبقى من صالات العرض، والانغماس بشكل أعمق في هذا العالم الفني الملهم، قبل انتهاء مدته المقررة في ٢٥ الجاري ٢٠٢٥م. بينالي الفنون الإسلامية ليس مجرد معرض فني، بل هو منصة ثقافية مهمة تعزز تقديرنا للإرث الفني الإسلامي العظيم، وتؤكد على قدرته على التجدد والتأثير في مختلف العصور.