#أحدث الأخبار مع #خينسينالوسط٢٩-٠٤-٢٠٢٥منوعاتالوسطزلزال بورما يُدمّر تراثًا دينيًا عريقًا ويترك القلوب محطّمةعندما ضرب زلزال مدمر بورما، دُمّر تراث ديني يعود إلى قرون، من تماثيل بوذا إلى مباني ستوبا، وصولًا إلى المعبد الأبيض الذي اعتادت خين سين (83 عامًا) الصلاة فيه. في 28 مارس، دمّر زلزال بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر معبد ناغايون في ماندالاي (وسط البلاد)، إلى جانب مواقع تاريخية أخرى منتشرة في شوارع آخر عاصمة ملكية لبورما.وأطاح الزلزال برأس تمثال «الثعبان المقدّس»، رمز الحماية في الأساطير البوذية، وفقا لوكالة «فرانس برس». قالت خين سين: «صرختُ وصلّيتُ لمعبد ناغايون لينقذني عندما بدأ الزلزال. لكن ابني أخبرني أن المعبد قد انهار». وأضافت، والدموع تملأ عينيها خلال تجولها في الموقع الذي اعتادت الصلاة فيه لأكثر من نصف قرن: «لا أعتقد أن أي بناء أو مهندس معماري يستطيع إعادة بنائه كما كان». وتابعت: «أريد أن يعود المكان إلى حالته الأصلية، لكنني أعلم أن ذلك مستحيل». - - - وأسفر الزلزال، الذي يُعدّ الأقوى في البلاد منذ عقود، عن مقتل أكثر من 3700 شخص، وترك أكثر من مليوني شخص في حالة «عوز شديد»، وفق تقديرات الأمم المتحدة، في بلد مثقل أصلًا بصراعات داخلية اشتعلت عقب انقلاب فبراير 2021. وبحسب المجلس العسكري، أدى انزلاق صدع ساغاينغ، الذي يعبر بورما من الشمال إلى الجنوب، إلى تدمير أكثر من 3000 دير، وقرابة 5000 معبد. ونظرًا لأن عددًا كبيرًا من هذه المواقع عبارة عن مبانٍ حديثة، يصعب تقدير حجم التراث التاريخي الذي فُقد تحت الأنقاض. قلبٌ «محطّم» تُعد ماندالاي العاصمة الثقافية للبلاد، إلى جانب مدينتي ساغاينغ وإينوا المجاورتين، وهي جميعها قريبة من مركز الزلزال، وتشكل مراكز قوة قديمة شاهدة على عظمة النظام الملكي البورمي. وكان آخر ملوك بورما قد حكم من ماندالاي حتى ضمّها البريطانيون في العام 1885، أما إنوا، المعروفة سابقًا باسم آفا، فكانت عاصمةً للبلاد لما يقرب من 360 عامًا، حتى أجبرها زلزال العام 1839 (بقوة 8.2 درجات) على نقل البلاط الملكي. وأفادت السلطات بأن ثلاثة أرباع المباني التاريخية المدرجة ضمن «منطقة التراث الثقافي القديم» قد تضررت بسبب هزات العام 2025. جاء ثو ناندا لزيارة ما تبقى من دير مي نو، الذي بُني من الطوب العام 1818، حيث دُمّرت أجزاء كاملة من الجناحين الشمالي والغربي، وغمرتها المياه بين أكوام من الطوب بلون الطين. يقول الراهب البالغ من العمر 49 عامًا: «الأشياء القديمة هي الأثمن»، مضيفًا: «فقدان التراث التاريخي يحطم قلوبنا». ويتابع: «حتى لو استطعنا ترميمه، فلن يشعر الناس بالشعور نفسه كما لو كان أصليًا. لا يمكننا استعادة الطابع العريق للمكان». نجاة تمثال بوذا يبدي الراهب اعتقاده بأن «فقدان تراثنا لا يؤثر فقط على بلدنا، بل على العالم كله». ومن المتوقع أن تعقّد الأمطار الموسمية المرتقبة عملية البحث عن رفات تحت الأنقاض، وهي أولوية للسلطات، في حين لا يزال مصير إعادة الإعمار موضع نقاش. ويُعرف عن البورميين صمودهم في وجه الدمار، من الغارات الجوية إلى حصار المدن، وسط حرب أهلية خلّفت آلاف القتلى وأكثر من 3.5 ملايين نازح. ومع ذلك، يقول ثين مينت كو، بينما يتفحص ما تبقى من معبد لوكا ثارافو الذي يعود تاريخه إلى ثلاثة قرون: «لم أشهد مأساة كهذه في حياتي». وتشقّق الستوبا المذهبة، في حين يواصل العمال الحفر بين ركام لا ينتهي. ويضيف: «أنا مُدمَّر». لكن وسط الخراب، ظهر بصيص أمل: تمثال بوذا الرخامي الضخم، بارتفاع ثمانية أمتار، نجا بأعجوبة. فقد تحطّمت هالته الذهبية وتصدّعت قاعدته، لكن تعابيره الهادئة لم تتأثر. ويُعلّق رجل كان يزيل الأنقاض عند قاعدته قائلًا: «لم يُصب أحد بأذى، ونجا تمثال بوذا. هذا الباغودا مباركٌ للغاية».
الوسط٢٩-٠٤-٢٠٢٥منوعاتالوسطزلزال بورما يُدمّر تراثًا دينيًا عريقًا ويترك القلوب محطّمةعندما ضرب زلزال مدمر بورما، دُمّر تراث ديني يعود إلى قرون، من تماثيل بوذا إلى مباني ستوبا، وصولًا إلى المعبد الأبيض الذي اعتادت خين سين (83 عامًا) الصلاة فيه. في 28 مارس، دمّر زلزال بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر معبد ناغايون في ماندالاي (وسط البلاد)، إلى جانب مواقع تاريخية أخرى منتشرة في شوارع آخر عاصمة ملكية لبورما.وأطاح الزلزال برأس تمثال «الثعبان المقدّس»، رمز الحماية في الأساطير البوذية، وفقا لوكالة «فرانس برس». قالت خين سين: «صرختُ وصلّيتُ لمعبد ناغايون لينقذني عندما بدأ الزلزال. لكن ابني أخبرني أن المعبد قد انهار». وأضافت، والدموع تملأ عينيها خلال تجولها في الموقع الذي اعتادت الصلاة فيه لأكثر من نصف قرن: «لا أعتقد أن أي بناء أو مهندس معماري يستطيع إعادة بنائه كما كان». وتابعت: «أريد أن يعود المكان إلى حالته الأصلية، لكنني أعلم أن ذلك مستحيل». - - - وأسفر الزلزال، الذي يُعدّ الأقوى في البلاد منذ عقود، عن مقتل أكثر من 3700 شخص، وترك أكثر من مليوني شخص في حالة «عوز شديد»، وفق تقديرات الأمم المتحدة، في بلد مثقل أصلًا بصراعات داخلية اشتعلت عقب انقلاب فبراير 2021. وبحسب المجلس العسكري، أدى انزلاق صدع ساغاينغ، الذي يعبر بورما من الشمال إلى الجنوب، إلى تدمير أكثر من 3000 دير، وقرابة 5000 معبد. ونظرًا لأن عددًا كبيرًا من هذه المواقع عبارة عن مبانٍ حديثة، يصعب تقدير حجم التراث التاريخي الذي فُقد تحت الأنقاض. قلبٌ «محطّم» تُعد ماندالاي العاصمة الثقافية للبلاد، إلى جانب مدينتي ساغاينغ وإينوا المجاورتين، وهي جميعها قريبة من مركز الزلزال، وتشكل مراكز قوة قديمة شاهدة على عظمة النظام الملكي البورمي. وكان آخر ملوك بورما قد حكم من ماندالاي حتى ضمّها البريطانيون في العام 1885، أما إنوا، المعروفة سابقًا باسم آفا، فكانت عاصمةً للبلاد لما يقرب من 360 عامًا، حتى أجبرها زلزال العام 1839 (بقوة 8.2 درجات) على نقل البلاط الملكي. وأفادت السلطات بأن ثلاثة أرباع المباني التاريخية المدرجة ضمن «منطقة التراث الثقافي القديم» قد تضررت بسبب هزات العام 2025. جاء ثو ناندا لزيارة ما تبقى من دير مي نو، الذي بُني من الطوب العام 1818، حيث دُمّرت أجزاء كاملة من الجناحين الشمالي والغربي، وغمرتها المياه بين أكوام من الطوب بلون الطين. يقول الراهب البالغ من العمر 49 عامًا: «الأشياء القديمة هي الأثمن»، مضيفًا: «فقدان التراث التاريخي يحطم قلوبنا». ويتابع: «حتى لو استطعنا ترميمه، فلن يشعر الناس بالشعور نفسه كما لو كان أصليًا. لا يمكننا استعادة الطابع العريق للمكان». نجاة تمثال بوذا يبدي الراهب اعتقاده بأن «فقدان تراثنا لا يؤثر فقط على بلدنا، بل على العالم كله». ومن المتوقع أن تعقّد الأمطار الموسمية المرتقبة عملية البحث عن رفات تحت الأنقاض، وهي أولوية للسلطات، في حين لا يزال مصير إعادة الإعمار موضع نقاش. ويُعرف عن البورميين صمودهم في وجه الدمار، من الغارات الجوية إلى حصار المدن، وسط حرب أهلية خلّفت آلاف القتلى وأكثر من 3.5 ملايين نازح. ومع ذلك، يقول ثين مينت كو، بينما يتفحص ما تبقى من معبد لوكا ثارافو الذي يعود تاريخه إلى ثلاثة قرون: «لم أشهد مأساة كهذه في حياتي». وتشقّق الستوبا المذهبة، في حين يواصل العمال الحفر بين ركام لا ينتهي. ويضيف: «أنا مُدمَّر». لكن وسط الخراب، ظهر بصيص أمل: تمثال بوذا الرخامي الضخم، بارتفاع ثمانية أمتار، نجا بأعجوبة. فقد تحطّمت هالته الذهبية وتصدّعت قاعدته، لكن تعابيره الهادئة لم تتأثر. ويُعلّق رجل كان يزيل الأنقاض عند قاعدته قائلًا: «لم يُصب أحد بأذى، ونجا تمثال بوذا. هذا الباغودا مباركٌ للغاية».