أحدث الأخبار مع #دارالرواد


الوسط
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الوسط
«ليلةُ سُهْدٍ في طرابلس» جديد الكاتبة محبوبة خليفة
نشرت الكاتبة محبوبة خليفة غلاف مجموعتها القصصية الجديدة التي تحمل عنوان «ليلة سهد في طرابلس» التي من المقرر أن تصدر قريباً عن دار الفرجاني للنشر و التوزيع. وكتبت محبوبة عن الإصدار «أطلُّ عليكم هذه المرّة ببعضٍ من التجديد وتجويدٍ في المحتوى وفي البناء الدرامي لحكاياتي التي أعشق سردها، فهي تملكني، وأنا أقرّ بهذا وأحبّه، بعضٌ مني سكبته في هذه المجموعة القصصية الجديدة، وسيدةُ المدن التي أحب (طرابلس) بطلةُ الحكاية الرئيسية، وظلّها يُرى في المجموعة كلّها». و أضافت «ليلة سُهْدٍ في طرابلس ستكون قريباً في مكتبات دار النشر (دار الفرجاني)، سعادتي لا حدود لها، ولا توصيف». محبوبة خليفة كاتبة وشاعرة ليبية درست الفلسفة وعلم النفس بكلية الآداب جامعة بنغازي، صدر لها رواية بعنوان «كُنّا وكانوا» العام 2019 عن دار الرواد في طرابلس، ومجموعة قصصية «سيرة عالية» الصادرة عن دار الفرجاني العام 2020. غلاف المجموعة القصصية للكاتبة محبوبة خليفة (فيسبوك)


الوسط
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الوسط
«أشواق طرابلسية».. قصائد تحتفي بالأماكن وتغازل المدن
داخل أروقة مجمع اللغة العربية شهد يوم الإثنين تنظيم حفل توقيع المجموعة الشعرية «أشواق طرابلسية» الصادرة عن دار الرواد للدكتور سعدون السويح بمشاركة الكتَّاب حسين المزداوي ويونس الفنادي، وتقديم نائب رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور محمد بالحاج. الدكتور بالحاج أوضح أن «أشواق طرابلسية» لها طابع موسيقي خاص وفرادة في الجمل، وأن البيئة ليست طرابلس فقط؛ بل لندن وفاليتا ونيويورك وبرلين وغيرها، وبذا فالنصوص لها دلالة عالمية، فهو ينظر إلى الغيمة يقتبس منها ما يريد ويرسم جمالها بريشة فنان، يستمع إلى إيقاعات العصافير والبلابل فتكون لها مكان عنده. ويمضي بالحاج: ربما نلمح المكان في بعض النصوص أو في قصائد معدودة لكن يبقى المكان في مفهومه الشامل أعمق وأجمل. من جانبه قال رئيس مجلس إدارة دار الرواد للنشر والتوزيع سالم سعدون بطيخ إن عملية النشر في خطر ويجب أن تتكاتف الجهود لإنقاد الكتاب، مضيفاً «قد لا تصدقون أن هذا الديوان أشواق طرابلسية الذي أعتبره عصارة من نفائس الدكتور السايح تطبع منه فقط 100 نسخة وهو ما يعد مؤشراً لأزمة يعيشها الكتاب الليبي». محاولة للتمرد على الشكل ويرى الكاتب حسين المزداوي أن الشاعر يحاول إماطة اللثام عن بعض التداخلات في الديوان بين القصيدة العمودية والقصيدة الحرة وقصيدة النثر ليخبرنا أن كل هذه الاتجاهات شعر، وهو ما يتفق مع ذائقة المزداوي. مضيفا أن الشعر باختصار يتجاوز الشكل. وأردف المزداوي: في هذه المقدمة أظهر الشاعر رؤيته في كون التقسيم الموجود بالديوان من نصوص شعرية ونثرية وومضات هو مجرد فواصل نظرية واصطلاحية، فالشعر عنده أكبر من القصيدة وأعم، فنجده يتمرد على الوزن ويختلس النظر إلى القافية ويضيف قائلا: لذلك قررت ألا أبقى أسير الشكل، فهو يترك للقارئ حرية الاختيار وحرية تصنيفها رغم أنه غارق في عوالم المتنبي وسابح في رهافة شعر صديقه نزار قباني فكأنه هوا هوا أو هما هوا ولكن باستقلال سعدوني تام. ويواصل المزداوي «في غربته النيويوركية لم تغب عنه عوالم المتنبي ولا عبقريته الشعرية كما لم يغب المتلمس ولا امرؤ القيس ولا المعري، مع أن نيويورك الكوزموبوليتانية قادرة على ابتلاع كل الأشكال والألوان في جوفها الواسع». يضيف: «نيويورك التي حيرته حتى في القصيد بوجوهها المتعددة وهو يحاول كتابة قصيدة غزل فيها، فهي ليست باريس التي تفوح من أردانها عطور الدنيا ولا في نظافة جينيف ولا في أرستقراطية لندن التي تتطهر من وزر القرون الوسطى وتقرأ مع تيسر من شكسبير قبل أن تنام، وهي ليست متصابية مثل روما التي تضع مساحيقها ليلاً ونهاراً لتخفي ما أفسده الدهر وأخيراً يبوح العاشق بأنها ليست في سحر طرابلس حين يغازل البحر خلف لحاف الياسمين ولا في دلال القاهرة وهي تلبس عباءة الليل». ويمضي المزداوي: حائر هذا الشعر باحثاً عن مكمن السر فيها هذه المتعددة الواحدة، وإذا كانت عوالم المتنبي ورفاقه الأقدمين واضح حضورها فإن خفقت الآن وأيقوناته بينة من خلال محمود درويش وإدوارد سعيد وعبدالكريم بدر خان؛ بل إن زوربا برقصته الشهيرة لازلنا نشاهده راقصاً في القصيدة ونرى فرنك سيناترا وكازانتزاكي، فمثلما يضم الديوان بين جناحيه القصيدة بكل تمظهراتها فهو يضم كل هذه العوالم القديمة الجديدة، مركزاً كلماته كأنها قطرات رحيق مستخلص الحكمة أو طارحاً لأسئلة وجودية عميقة أو مفارقات غير معهودة مع جمال العبارة التي هي روح الشعر. ويوضح أن السويح تتراوح عتبات نصوصه بين الاختزال إلى عناوين في كلمة واحدة فنجد عشرين عنواناً بكلمة واحدة تنبئ عن الكل أو عما نريد تبيانه وتتعدد العناوين من كلمتين إلى ثلاث حتى نصل إلى ست كلمات في عنوانين أحدهما أرهقته صاحبته نيويورك، والآخر جاء كحكمة لا مفر لكتابتها إلا هكذا (على هذه الأرض ما يستحق الحياة). الكاتب وسطوة الأمكنة أما الكاتب يونس الفنادي فتناول في ورقته العلاقة بين المكان وأبعاده النفسية وتمظهراته الإبداعية، مشيراً إلى أن العلاقة بين المبدع والمدينة: تكتسي تداخلاً ثنائياً شائكاً، ففي الوقت الذي يستلهم المبدع من سطوة الأمكنة والمدن المستوطنة في قلبه والساكنة في ذاكرته الكثير من نصوصه، فإن المدينة أو المكان ذاته يستعيد تفاعله وحياته وجمالياته في نصوص المبدعين، وبالتالي يمكن القول بأن كل واحد منهما يصبح دلالة على الآخر وينصهر في كيانه. ومن ذلك يصل الفنادي إشاراته السابقة بما جاء في نص (أشواق طرابلسية) كونها قصيدة حب ووفاء وافتخار يبرز جانباً من عشقه لفضاء المدينة والمكان الطرابلسي الضارب جذوره في التاريخ والعراقة، تبث كلماته حياة متجددة فيه فتستنطق معالمه وشخصياته وتبعثها مجدداً في نصوص الكتابة الراهنة بشكل يتجاوز المعايير الاصطلاحية الفنية للأجناس الأدبية الشعرية والنثرية، لتؤكد بأنها دفقات محبة شخصية، وإكليل ورد، وعقد معطر بمشموم الفل الطرابلسي الفوّاح يعبق بأنفاس المدينة ويترنم بلحون المالوف الطرابلسي وصدى نغماته لتطال الوطن بكامل ربوعه. ويعتبر الفنادي أن الدكتور سعدون السويح أجاد وضع عنوان العتبة الأولى لإصداره (أشواق طرابلسية) لتكون بسيطة واضحة صريحة تمثل سميفونية عشق وتعبير عن جملة مشاعره وأحاسيسه المليئة بالحنين والأشواق للأمكنة والوطن والمدينة والأهل والأخلاء الخلص، ويبثها عبر أنفاس سطور قصيرة تجاوز بها التصنيف الفني شعراً أو نثراً ليجعلها مصافحة وجدانية رقيقة تتأسس على ركنين إنسانيين هما خصلتا المحبة والوفاء وإن استوطنتها بعض نبرات الشجن والتأسف سواء على فراق بعض الأصدقاء أو على ما ظهر من متغيرات مختلفة، أو ما آلت إليه الأحوال كافةً من تردٍ. جانب من مناقشة المجموعة الشعرية أشواق طرابلسية في مجمع اللغة العربية (الإنترنت) جانب من مناقشة المجموعة الشعرية أشواق طرابلسية في مجمع اللغة العربية (الإنترنت) غلاف المجموعة الشعرية أشواق طرابلسية في مجمع اللغة العربية (الإنترنت)


الوسط
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الوسط
بالصور.. «أشواق طرابلسية» تحت مجهر «اللغة العربية»
نظم مجمع اللغة العربية، الإثنين، حفل توقيع المجموعة الشعرية «أشواق طرابلسية» الصادرة عن دار الرواد للدكتور سعدون السويح، بمشاركة الكاتبين (حسين المزداوي ويونس الفنادي)، وتقديم نائب رئيس مجمع اللغة العربية، الدكتور محمد بالحاج. وأوضح بالحاج أن «أشواق طرابلسية» لها طابع موسيقي خاص وفرادة في الجمل، ولا تنهل مادتها من طرابلس فقط بل من فيض واسع من المدن. من جانبه قال رئيس مجلس إدارة دار الرواد للنشر والتوزيع، سالم سعدون بطيخ، إن عملية النشر في خطر، ويجب أن تتكاتف الجهود لإنقاذ الكتّاب، مضيفا «قد لا تصدقون أن هذا الديوان (أشواق طرابلسية) الذي أعتبره عصارة من روائع الدكتور السايح تطبع منه فقط 100 نسخة وهو ما يعد مؤشرا لأزمة تعيشها الكتاب الليبية». بين عوالم المتنبي وزوربا وأوضح المزداوي، أن الدكتور السويح أظهر رؤيته كشاعر في كون التقسيم الموجود بالديوان من نصوص شعرية ونثرية وومضات هو مجرد فواصل نظرية واصطلاحية، فالشعر عنده أكبر من القصيدة وأعم، فنجده يتمرد على الوزن ويختلس النظر إلى القافية. وأضاف «إذا كانت عوالم المتنبي ورفاقه الأقدمين حضورها واضح، فإن خفقت الآن وأيقوناته بينة من خلال محمود درويش وإدوارد سعيد وعبدالكريم بدر خان. بل إن زوربا برقصته الشهيرة ما زلنا نشاهده راقصا في القصيدة». من جانبه يرى الكاتب يونس الفنادي أن العلاقة بين المبدع والمدينة تكتسي تداخلاً ثنائياً شائكاً، ففي الوقت الذي يستلهم المبدع من سطوة الأمكنة والمدن المستوطنة في قلبه والساكنة في ذاكرته الكثير من نصوصه، فإن المدينة أو المكان ذاته يستعيد تفاعله وحياته وجمالياته في نصوص المبدعين، وبالتالي يمكن القول بأن كل واحد منهما يصبح دلالة على الآخر وينصهر في كيانه. جانب من حضور توقيع المجموعة الشعرية «أشواق طرابلسية». (بوابة الوسط) جانب من حضور توقيع المجموعة الشعرية «أشواق طرابلسية». (بوابة الوسط) جانب من حفل توقيع المجموعة الشعرية «أشواق طرابلسية». (بوابة الوسط) غلاف المجموعة الشعرية «أشواق طرابلسية». (بوابة الوسط) جانب من حفل توقيع المجموعة الشعرية «أشواق طرابلسية». (بوابة الوسط) جانب من حفل توقيع المجموعة الشعرية «أشواق طرابلسية». (بوابة الوسط) الكاتب حسين المزداوي. (بوابة الوسط) الكاتب يونس الفنادي. (بوابة الوسط)


موقع كتابات
١٥-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- موقع كتابات
ديالكتيك الثورة الدائمة
رضا الظاهر .. في كتابه(النسر المحلّق…) يشتغل الكاتب والمترجم رضا الظاهر، في حقله المعرفي اشتغال الكادحين، ويجتهد متفرداً بالبحث والدراسة والتحليل فيتعمق المعنى وتغدو أشجارهُ راياتٍ تثمر جماليات أدراك الضرورة ٍ، ومِن أشجاره الباسقات : (غرفة فرجينا وولف)(الأمير المطرود وشخصية المرأة في الرواية الأمريكية) (الأمير المطرود وشخصية المرأة في الرواية البريطانية)..(أبس.. الحداثة.. الجماليات.. الشخصيات النسائية)( النسر المحلق.. تأملات في مثال روزا لوكسمبورغ) (ماركس هل كان على حق؟) (اضطهاد النساء)..عناوين أعماله تشهد أن المهيمنة المعرفية الثابتة هي تاء التأنيث الفاعلة على كافة مستويات الحياة اليومية، وإذا كان عنوان كتابه عن ماركس خال من النسوية، فأن الظاهر خصص فصلا في كتابه بهذا العنوان(السمة الاجتماعية لاضطهاد النساء وتحريرهن/ ص165). اشتغالي سيكون مع كتابه النسر المحلق.. تأملات في مثال روزا لوكسمبورغ/ دار الرواد المزدهرة/ بغداد/ ط1/ 2010 (*) في عام 1919، اغتيلت روزا، ولكن تركت خلفها إرثًا فكريًا غنيًا. فكرها النير، الذي دافع عن الحرية والعدالة، لا يزال يلهمنا حتى اليوم. إن كتاب الأستاذ الظاهر في 2010 يأتي ليكشف لنا عن عمق هذا الفكر، وليذكّرنا بأهمية استلهام التجارب النضالية: (نحن بأمس الحاجة إلى إعادة قراءة روزا واستيعاب فكرها العميق، وسجل حياتها الساطع. وهذا هو ما نسعى إليه مساهمة متواضعة في إعادة القراءة والتقييم لمثال روزا../ 15/ الظاهر ). كتاب الباحث والمترجم رضا الظاهر (النسر المحلق… تأملات في مثال روزا لوكسمبورغ) يكتنز جهداً جميلا وثمينا، وقد هندس َ الظاهر سِفره ُ بصيغةٍ موسوعية مقتصدةٍ في أسلوبيتها، لم يسهب في القول، بل جعل العناوين الفرعية تشتغل كما الأواني المستطرقة، وبالطريقة هذه، وفّر لنا كل ما يخص روزا وكانت الإحاطة بكل تماساتها المعرفية والميدانية، متناغمة بشكل رشيق وتجعل القارئ منسجما مع المؤلف في مشيداته السردية المشوّقة، يخبرنا الظاهر حين سطع حضور روزا كشخصية ماركسية متفوقة في التنظير و ذات حيوية عالية في المعترك السياسي المحتدم، هاجمتها السيادة المطلقة للذكورة من أجل جعلها هامشا في الحضور (وخلال فترة حياتها، وعلى الرغم من كونها معروفة في اطار الحركة الاشتراكية في العالم، فأنها لم تحصد الشهرة التي تمتع بها الكثيرون من معاصريها../ 10 رضا الظاهر ) لكن بمرور الوقت خفتت أنوارهم وذبلت جهودهم.. وانحسرت هيمنتهم العقائدية (بينما يجتذب اسم روز اهتماما أوسع نطاقا. فقد أصبحت روزا لوكسمبورغ بالنسبة للكثيرين رمزاً لحلم لم يتحقق/ 11 رضا الظاهر ) يبدو أن روزا كانت متمردة على النسق المطمئن في ثوريته وأنها مثل ذلك الطائر الذي وقف فوق رؤوس العمالقة، فاتسعت الرؤية والرؤيا لديه، وتكشفت أمامها بشائر المستقبل. (*) تعالت أصوات المرجفين المنظرين في علم الثورة، فزعموا أن روزا (لم تولِ اهتماما بقضايا النساء/44)!! وفي زعمهم الباطل محاولة لتضيق الفضاء عليها. وقالوا أيضا(أنها كتبت القليل نسبيا عن تحرير النساء)!! المرجفون من الثوريين يخشون ظلها الأخضر ، فيطالبونها أن تشتغل في طريق من ممر واحد، هم يخصصون لها حيزا، وحين لا تصغي لهم يتهمون كتاباتها( غالبا ما تهاجم النسوية البرجوازية) في هذه الفرية يريدونها أن تجامل الفكر البرجوازي ولأنها لم ترد عليهم، لفقوا عنها (أنها لم تكرّس وقتاً كثيراً للاهتمام بالعمل الناشط لصالح حقوق النساء/ 44) في هذا الفصل المعنون (أبعاد نسوية) يرّكز المفكر رضا الظاهر على المضايقات الشائكة التي تعانيها روزا من رفاقها المناضلين الذين يغيظهم تفوقها. السؤال هنا لماذا لا يكلفون غير روزا ؟ أعني بقية المناضلات بهذه المهام ويتركون روزا لفعاليتها المتنوعة في التنظير والحراك السياسي..؟ يجيبنا على هذا السؤال، المفكر رضا الظاهر (رفضت اقتراح عدد من قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في أن تكرس طاقاتها للقسم النسائي للحزب، ذلك لأنه لم يكن لديها استعداد لأن تصبح مهمشّة، ومبعدة عن القضايا الرئيسة التي تجادل فيها القيادة المؤلفة من الرجال../ 44) (*) يخبرنا الكاتب في ص57 عن مبادرتها الشجاعة في الفصل المعنون (كراسة جانيوس) حين يرتد قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لصالح اعتمادات الحرب عند نشوب الحرب العالمية الأولى في الرابع من آب 1914 وبهذا التوقيت حدث انهيار الأممية الثانية، هنا ستقوم روزا بتضميد صدمتها من الخيانة العظمى وبمعونة رفاقها الذين منهم تشكلت (المجموعة الأممية (وأصدروا صحيفة حملت اسم (الأممية)وعلى الرغم من أن نشرها واجه لاحقاً عوائق بسبب الرقابة في فترة الحرب، فقد ساعدت على تحفيز المشاعر المناهضة للحرب ../ 58).. ومن أطيب ثمار هذه الجريدة المناهضة للحرب، بعد عام من صدور الجريدة، تأسس(تشكيل عصبة سبارتاكوس التي ترأسها روزا وليبكنخت)… (*) منذ 1903 علاقة روزا العقائدية، ليست متوازية بل متقاطعة مع لينين فهي تسعى إلى اشتراكية الطبقة، أنها تنظر إلى الطبقة وتنتظرها أن تنضج وتزداد وعيا بهويتها الطبقية، لكي تنجح وتتحرر حتى تصل إلى السلطة. أما لينين فهو يؤيد اشتراكية الحزب الواحد. وروزا ترى أن الحزب لدى البلاشفة ماكنة ينبغي بواسطتها في خضم ثورة ما الاستحواذ على السلطة، والقضاء على كل شرور التاريخ السابق عليها..(*).. 1903 هي الذكرى العشرين لرحيل ماركس استخدمت روزا لوكسمبورغ مصطلحا جديداً وهو(الواقعية السياسية الثورية) وهذا المصطلح لم يشمل فقط بدقة مفهوم ماركس للسياسة ولكن مفهومها الخاص أيضا/ المصدر السابق …وهناك من يرى في القضايا الاقتصادية وخصوصا مشكلة التراكم، أي إعادة انتاج راس المال، أن روزا تجاوزت مفهوم ماركس. وقد وضحّت الحال بشفافية علمية في كتابها(تراكم رأس المال) القول الاقتصادي التالي: أن البلدان الرأسمالية تضطر إلى غزو مناطق أخرى من العالم وإخضاع مجتمعاتها، ذلك لأن في الاقتصاد الرأسمالي يكون الانتاج دائما أكبر مما يمكن استهلاكه/ ص8، وفي حالة اقتصار الدول الرأسمالية على السوق المحلية، فأن هذا الاقتصاد سينهار سريعا، وهنا علينا القول أن روزا أول من أستخلص هذه النتائج، وحتى تحافظ الدول الرأسمالية على هيبتها الاقتصادية، ستتنافس فيما بينها في اجتياح البلدان التي لا رأسمالية فيها لتسويق بضائعها إلى تلك البلدان النامية: المنطقة العربية وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وفي كل مرة تباع البضائع بالدين!! مع توقع عدم امكانية سداد هذه الديون، وهنا تسأل روزا : مِن أين لاقتصاديات هذه البلدان الضعيفة سداد الديون؟ هنا ينشط المكر الاقتصادي الرأسمالية تحصل الشركات على أراض ٍ كتعويض على القروض، التي لم يتم سدادها، وبعد حصول الشركات على هذه الأراضي، يصبح لهذه الشركات نفوذا على التشريع في هذا السياق وهكذا تنجح الدول الرأسمالية في نسف البني التحتية للمجتمعات المستهلكة، وتصبح تلك المناطق تابعة تماما لهذه الشركات، ومن البنى الاجتماعية، تتوسع الشركات وتستقوي دبلوماسياً وعسكرياً، وهكذا تصبح لهذه الشركات مستعمرات خاصة بها. (*) ترى روزا: أن ماركس هو أول من اكتشف أن العمال يشكلون طبقة اجتماعية، تتمتع بشروط وجود تاريخية، كما أن ماركس وهو يرفع هذه الجماهير من الأجيرين إلى منزلة الطبقة، يكلفها بالمهمة التاريخية الخاصة وهي مهمة الاستيلاء على السلطة السياسية من أجل تحقيق التحول الاشتراكي. وهذا الفعل الثوري مرتهن بتحرر العمال من الوصايا السياسية للبرجوازية عليهم.. أن نجاح ماركس منعقد في وضع سياسة الطبقة العاملة على أرض الصراع الطبقي الواعي، وجعلها سلاحا مميتاً في وجه النظام القائم، وذلك لن يكون إلاّ من خلال الوعي السياسي المحدد في الفهم المادي للتاريخ. فقد اكتشف ماركس وانجلز أن تاريخ المجتمعات هو تاريخ علاقات الانتاج والمقايضة، وتتطور المجتمعات ضمن هذه المهيمنة المسيطرة، وهنا تضع روزا أصبعها (أن ماركس أماط اللثام عن المحرك الأساسي الأكثر أهمية للتاريخ، وبهذا نكون قد حصلنا على بداية تفسير للخلل بين الوعي والوجود وبين الرغبة والفعل الاجتماعي وبين النوايا والنتائج في الأفعال الاجتماعية../18/ تراكم الرأسمالية) (*) أن هذه المرأة الشجاعة والموهوبة بتفرد، تستحق أن تتفرغ للنقد الأدبي، فهي تمتلك وعيا نقديا، لا يحيد عن جماليات العقل الماركسي، وبعد نيسان 2003 وتحديدا ً في 2010 أبهجني كتاب الأستاذ رضا الظاهر وتوقفت عميقة هذه السطور ..(ويؤكد اعجاب روزا النقدي ببرنارد شو أحد المعتقدات الأساسية في الجماليات الماركسية التنويرية التي ترفض أن تحكم على العمل الفني عبر الحكم المسبق على وجهة نظر الفنان السياسية، وفرض الأخيرة باعتبارها المعيار الأول والأخير../78/ الظاهر) هذا الموقف الجمالي ما نزال نفتقده في حراك الثقافي العراقي والعربي، أن روزا هنا تهمها كنوز النص الأدبي، بمعزل عن موقف منتج النص، وكانت بصيرتها النقدية تميز بين النفس الملحمي في الرواية وبين المحاولات الملحمية، فرواية دستويفسكي (الأخوة كارامازوف) عمل ملحمي عظيم، أما رواية رومان رولان(جان كريستوف)، فهي(عمل جريء يتسم بنزعة التعاطف.. ولكن شأن كل الكتب التي تنتمي إلى نزعة التعاطف فأنه ليس عملاً فنيا بقدر ما هو كراسة تتخذ شكل كتابة الرسائل..) وروزا مؤهلة لصناعة الشعر الرهيف، بشهادات من تعايشوا معها، وقد كتبت روزا هذا الكلام لصديقها فرونكي في 29 حزيران 1917(السماء التي تتألق زرقتها وتطلق شررها، تحلق تشكيلات من غيوم بيض باهرة بينها كان يسبح هلال شاحب مثل شبح، مثل حلم).. كما أن الكتاب يكشف لنا أبعادا جديدة في عبقرية روزا من ناحية وعيها الشعرية في تناول الحياة اليومية، الذي جعلها تلتقط الممكن، وتتجاوز المستحيل (وبوسعنا أن نقول أن هذه الروح الشاعرية لدى روزا لوكسمبورغ مكنتها من اكتشاف شاعرية الماركسية في مبدئها الثوري وفي التزامها الملهم بمملكة الممكن../ 69/ الظاهر).. ولها قدرة هائلة بتحويل اللغة الغنائية إلى لغة تحد ٍ لا يلين. (*) سعة أفق روزا يجعلها معاصرةً معنا الآن في 2025 ويحق لنا القول أن كل ما كتبته، ما زال ساخنا لليوم. والسؤال هو من أي نهرٍ تغترف وقتا لقراءة الشعر والرواية ومشاهدة المسرح و كتابة النقد الأدبي؟ ربما نجد جواباً أو بعضا من الجواب لدى الأستاذ رضا الظاهر في قوله (إن العلاقة الثلاثية بين الشعر والطبيعة والإنسانية التي شكلها حبها الشامل للجمال والحرية، وتألق الإبداع وروعة الطبيعة، ضمنت ازدهار الشاعرة في داخلها../ 72).. هي تقرأ لكافة أعلام الثقافة، وتجيد عدة لغات، وتكتب مقالاتٍ نقدية عن عمالقة الرواية ثم تصف حالها وهي تخاطب سواها لماذا تكتب عن تولستوي كتابا؟ فهي تفضل أن يطلع القارئ على مؤلفات تولستوي، أما بالنسبة للقراء الذين لا يمكنهم أن يشعروا بحرارة الحياة من كتب تولستوي فأنهم لا يمكن أن يشعروا بهذه الحرارة من تعليقي!! هذا التبرير الذي تقدمه روزا يجعلني كقارئ في مقام الحيرة، ويدفعني لهذا الكلام لو كان كل النقاد استعملوا تبرير روزا لتوارت الحركة النقدية، النقد لا يخاطب جهة واحدة من القراء، بل يضيف أبعاداً جمالية جديدة ً تسر الروائي وتنعش القارئ . روزا تعتبر تولستوي (روح الأدب الروسي) ولينين يرى أن أهمية تولستوي العالمية كفنان وشهرته العالمية كمفكر وواعظ تعكس كل منهما على طريقتها الأهمية العالمية للثورة الروسية ويضيف لينين( أن تولستوي الفنان معروف لدى أقلية ضئيلة فقط في روسيا، ولكي تصبح مؤلفاته العظيمة في متناول الجميع حقا وفعلا، لابد من خوض النضال الدائب ضد هذا النظام الاجتماعي الذي فرض على الملايين وعشرات الملايين من حياة الجهل، والبلادة، والعمل الشاق والبؤس، لا بد من الانقلاب الاشتراكي/ 4/ لينين/ مقالات حول تولستوي/ دار التقدم/ موسكو/ 1968).. لكن الناقدة روزا تنتصر أخير وترفدنا بمقالة نقدية (روح الأدب الروسي) ويرى الأستاذ رضا الظاهرة أن مقالتها (تضارع بغناها ودقتها نصوصاً هامة أخرى مثل مقالة لينين(تولستوي مرآة الثورة الروسية) (*) ضمن أخلاقيات الإبداع، يعلن لنا المفكر رضا الظاهر بطريقة فنية أن العنوان الجمالي لكتابه (النسر المحلّق) اقترضه الظاهر من لينين وهو يرثيها ستظل بالنسبة لنا نسراً محلقا/ 16).. لقد بخل لينين في شهادته هذه حين كانت روزا تحلّق وتقود انساق وأرتال النسور وغير النسور كقارئ أفضل العنوان الثاني، فهو يكتنز بدلالة أجمل يجمع بعد (التأمل) و(المثال) وتوصيف روزا بهذا الوصف أكثر دفئا وصدقا، فهي المثال النضالي الخالد (*) المفكرّ رضا الظاهر، وهو يبذل جهداً معرفيا غزيرا، في كتابه هذا عن روزا، جعل الطريق سالكة أمام قراءة أعمالها الفكرية والأدبية . ) *) نص روزا وهي تنتقد لينين وتروتسكي، لم ينشر إلا في 1991 وقد نشر هذا النص في ألمانيا الديمقراطية في 1974… نقلا من كتاب روزا (الثورة والحزب وأفول الرأسمالية) ترجمه من الألمانية أحمد فاروق، مراجعة محمد أبو زيد/ المحرر يورن شوترومبيف/ منشورات مؤسسة روزا لوكسمبورغ/ برلين/ شباط 2016