#أحدث الأخبار مع #دارالفرجانيللنشر,«نهاراتلندنية»,جمعةبوكليب,منصوربوشناف،الوسط٣٠-١٠-٢٠٢٤ترفيهالوسطبوكليب: مغادرة طرابلس كانت أهم وأنجح قرار اتخذته في حياتيصدرت المجموعة القصصية للكاتب الليبي جمعة بوكليب «مناكفات الربع الأخير» فى العام 2023، عن دار الفرجاني للنشر والتوزيع، وصف المجموعة الكاتب والروائي المسرحي منصور بوشناف، قائلًا، «في هذه القصص يزفر جمعة بوكليب سطور منفاه، منفاه الطرابلسي الليبي، ومنفاه العالمي في لندن وسويسرا وفرنسا وإنجامينا. إنها ملحمة المنفى والاغتراب، حيث يتحول اليومي إلى أوديسا تبدأ كل مرة من جديد». وكان لـ«الوسط» لقاء مع الكاتب والقاص جمعة بوكليب للحديث عن الكتاب. - هل ما زالت طرابلس غير مبالية بك؟ المدن لا تقسو إلا مجازًا، المقصود بالقسوة واللامبالاة في طرابلس قسوة تقاليدها الاجتماعية ولامبالاة حكوماتها بالشباب، وما تضعه من عراقيل أمامهم أو تجاهل متطلباتهم. - هناك حس ساخر في وصف عجائب طرابلس.. هل تترك فيك المدينة روح التساؤل أم روح الغربة؟ الغربة أكثر من التساؤل. الغربة نتاج ثقافة مغلقة على ذاتها، وتعيد إنتاج نفسها. وهي بذلك تؤسس أو تخلق فواصل بين المجتمع والحياة. لا فسحة للذات الإنسانية للتعبير عن نفسها أو الاختلاف مع السائد. - من أفقد المدينة عذريتها؟ التاريخ أم من مروا بها؟ المدن يحدد سماتها أشياء أخرى، أهمها العلاقات البشرية بين سكانها، وثقافتها، وموروثها التاريخي والحضاري مدى انفتاحها على العالم. الذين مروا بها ظلوا في خلفية اللوحة العامة. أسوأهم المستبدون الذين حرموا الشعب الليبي بكل أطيافه حق الحياة، وعاملوه بدونية. -ألم تفكر يومًا في التخلي عن القصة القصيرة والاتجاه إلى الرواية؟ أعتقد أني حاولت ذلك، من خلال روايتي الأولى المعنونة «نهارات لندنية». لكني ما زلت أكتب القصة القصيرة، كونها الفن الإبداعي الأحب إلى نفسي. هناك مشروع لرواية جديدة في البال. لكني لم أجد الوقت اللازم للكتابة. انشغالي بكتابة المقالات الأسبوعية في أكثر من موقع وجريدة حال بيني وبين كتابتها. -هل تجربة السجن أصلحت ما أفسدته الحياة؟ لا أعتقد أن تجربة السجن تصلح أي شيء، فما بالك ما خسرت في حياتي. ما ضاع لن يعود. وليس في السجون عمومًا ما يفيد سوى مراكمة الحزن في النفوس على ضياع الفرص الحياتية التي كانت متاحة أمامي وتلاشت. - هل ندمت في أي وقت على مغادرة طرابلس؟ لعل مغادرة طرابلس كانت أهم وأنجح قرار اتخذته في كل حياتي. ربما ندمت لأني لم أغادرها مبكرًا وتركت ذلك إلى ما بعد خروجي من السجن. لم ولن أندم على المغادرة. لأنها كانت مفيدة، وتعلمت منها الكثير على كافة المستويات. ولو بقيت في طرابلس لربما أصبت بالجنون. -هل سرق السجن منك الحياة؟ أم كان تجربة شكلت ما أنت عليه الآن؟ السجن مفسدة للروح والعقل والبدن. ليس في السجون الليبية على وجه خاص إلا المفاسد والفظاظة والقذارة والبذاءة. وتأسست بغرض إنزال العقاب وليس الإصلاح. -هل ما زالت روح الحنين للرحيل بداخلك؟ روح الحنين للرحيل لا تموت ولا تُفنى. لكنها في مرحلة عمرية معينة تخفت استجابة لما استجد على البدن والعقل من تغيُّرات فرضتها الشيخوخة. - هل ما زلت تقمع فضولك؟ لا أعرف كيف يمكن قمع الفضول، ولا يمكنني ذلك. محاولاتي في قمعه كما تجلت في قصة أنا وصديقي وفضولي باءت بالفشل. قمع الفضول يعني قمع التعلم والمعرفة. ربما حاولت قمع فضولي في مناطق حياتية معينة وعلى سبيل المثال، حاولت قمع عادة تقييد أحوال الناس. وهي عادة ليبية سيئة. وفي الواقع فُرض عليَّ ترك تلك العادة في مجتمع آخر، عشت به ردحًا من الزمن. - هل ما زلت تجمع المزهريات؟ كم مزهرية مرت في حياتك ورحلت أو اختفت؟ أعشق المزهريات لكني أحيانًا أتخلى عنها راضيًا حين لا يكون في الإمكان اقتناء واحدة. عرفت أشكالًا وأنواعًا عديدة من المزهريات، وأغلبها تعرض للكسر أو الضياع، وأجملها أهديته لأصدقاء وأحباء عرفتهم. - هل شعرت بالحزن يومًا عندما تقوم برمي الأزهار القديمة في القمامة كجثة بعد انتهاء دورها واستبدالها بأخرى؟ لم أفكر في الأمر، وبالتأكيد لم أشعر بحزن، لأني أعرف أن باقة أخرى مليئة بالحياة والجمال في انتظار أن تأخذ مكانًا ما فقد رونقه. - لماذا أهل الجن لم يعيدوا المزهرية في رأيك؟ ليتك تسألينهم. فهم كما تعرفين يتسمون بالشقاوة. - لماذا التنقل في الكتاب بين صوت الراوي وصوت الراوي العليم على الرغم من أن كل القصص عنك؟ قد تندهشين إذا قلت لك أنني لا علم لي بذلك. القصة عندي تأخذ راحتها وتختار الطريق التي تحب والشكل الذي تريد. أنا كاتب بعلي كما أصف نفسي، لا أحبذ التخطيط والتصميم، بل أترك نفسي على سجيتها وعفويتها. لذلك تميزت قصصي وتميزت أنا ككاتب قصة قصيرة. -هل قصة «لا تلعب بالنار» مستوحاة من كتاب «نيران صديقة» لعلاء الأسواني؟ لا علاقة لقصتي بأجواء الروائي علاء الأسواني من بعيد أو قريب. قرأت له روايتين فقط. أجواء قصصي لا تعبر إلا عني كذات إنسانية، وترصد همومي وأفراحي وأحزاني وتجاربي. - كم مرة تغافل الحب عن عنوانك؟ من دون عدد. دوخني وبهدلني، وما زال يتغافل، لكنه حتما سيطرق على بابي ذات يوم قبل أن أودع هذه الدنيا. - هل كانت الحياة في لندن باردة؟ على العكس من ذلك تمامًا. دافئة جدًا رغم برودة الطقس وخاصة في السنوات العشر الأولى. - قصة حلم هل لها معنى خفي يلقي بظلاله على تجربة السجن؟ أعتقد أن المعنى يتجاوز السجن ليطال الغربة في الحياة. - هل وجدت بابًا للخروج؟ الأبواب كثيرة، لكن الباب الذي أبحث عنه لم يقابلني بعد ربما بإمكانك مساعدتي.
الوسط٣٠-١٠-٢٠٢٤ترفيهالوسطبوكليب: مغادرة طرابلس كانت أهم وأنجح قرار اتخذته في حياتيصدرت المجموعة القصصية للكاتب الليبي جمعة بوكليب «مناكفات الربع الأخير» فى العام 2023، عن دار الفرجاني للنشر والتوزيع، وصف المجموعة الكاتب والروائي المسرحي منصور بوشناف، قائلًا، «في هذه القصص يزفر جمعة بوكليب سطور منفاه، منفاه الطرابلسي الليبي، ومنفاه العالمي في لندن وسويسرا وفرنسا وإنجامينا. إنها ملحمة المنفى والاغتراب، حيث يتحول اليومي إلى أوديسا تبدأ كل مرة من جديد». وكان لـ«الوسط» لقاء مع الكاتب والقاص جمعة بوكليب للحديث عن الكتاب. - هل ما زالت طرابلس غير مبالية بك؟ المدن لا تقسو إلا مجازًا، المقصود بالقسوة واللامبالاة في طرابلس قسوة تقاليدها الاجتماعية ولامبالاة حكوماتها بالشباب، وما تضعه من عراقيل أمامهم أو تجاهل متطلباتهم. - هناك حس ساخر في وصف عجائب طرابلس.. هل تترك فيك المدينة روح التساؤل أم روح الغربة؟ الغربة أكثر من التساؤل. الغربة نتاج ثقافة مغلقة على ذاتها، وتعيد إنتاج نفسها. وهي بذلك تؤسس أو تخلق فواصل بين المجتمع والحياة. لا فسحة للذات الإنسانية للتعبير عن نفسها أو الاختلاف مع السائد. - من أفقد المدينة عذريتها؟ التاريخ أم من مروا بها؟ المدن يحدد سماتها أشياء أخرى، أهمها العلاقات البشرية بين سكانها، وثقافتها، وموروثها التاريخي والحضاري مدى انفتاحها على العالم. الذين مروا بها ظلوا في خلفية اللوحة العامة. أسوأهم المستبدون الذين حرموا الشعب الليبي بكل أطيافه حق الحياة، وعاملوه بدونية. -ألم تفكر يومًا في التخلي عن القصة القصيرة والاتجاه إلى الرواية؟ أعتقد أني حاولت ذلك، من خلال روايتي الأولى المعنونة «نهارات لندنية». لكني ما زلت أكتب القصة القصيرة، كونها الفن الإبداعي الأحب إلى نفسي. هناك مشروع لرواية جديدة في البال. لكني لم أجد الوقت اللازم للكتابة. انشغالي بكتابة المقالات الأسبوعية في أكثر من موقع وجريدة حال بيني وبين كتابتها. -هل تجربة السجن أصلحت ما أفسدته الحياة؟ لا أعتقد أن تجربة السجن تصلح أي شيء، فما بالك ما خسرت في حياتي. ما ضاع لن يعود. وليس في السجون عمومًا ما يفيد سوى مراكمة الحزن في النفوس على ضياع الفرص الحياتية التي كانت متاحة أمامي وتلاشت. - هل ندمت في أي وقت على مغادرة طرابلس؟ لعل مغادرة طرابلس كانت أهم وأنجح قرار اتخذته في كل حياتي. ربما ندمت لأني لم أغادرها مبكرًا وتركت ذلك إلى ما بعد خروجي من السجن. لم ولن أندم على المغادرة. لأنها كانت مفيدة، وتعلمت منها الكثير على كافة المستويات. ولو بقيت في طرابلس لربما أصبت بالجنون. -هل سرق السجن منك الحياة؟ أم كان تجربة شكلت ما أنت عليه الآن؟ السجن مفسدة للروح والعقل والبدن. ليس في السجون الليبية على وجه خاص إلا المفاسد والفظاظة والقذارة والبذاءة. وتأسست بغرض إنزال العقاب وليس الإصلاح. -هل ما زالت روح الحنين للرحيل بداخلك؟ روح الحنين للرحيل لا تموت ولا تُفنى. لكنها في مرحلة عمرية معينة تخفت استجابة لما استجد على البدن والعقل من تغيُّرات فرضتها الشيخوخة. - هل ما زلت تقمع فضولك؟ لا أعرف كيف يمكن قمع الفضول، ولا يمكنني ذلك. محاولاتي في قمعه كما تجلت في قصة أنا وصديقي وفضولي باءت بالفشل. قمع الفضول يعني قمع التعلم والمعرفة. ربما حاولت قمع فضولي في مناطق حياتية معينة وعلى سبيل المثال، حاولت قمع عادة تقييد أحوال الناس. وهي عادة ليبية سيئة. وفي الواقع فُرض عليَّ ترك تلك العادة في مجتمع آخر، عشت به ردحًا من الزمن. - هل ما زلت تجمع المزهريات؟ كم مزهرية مرت في حياتك ورحلت أو اختفت؟ أعشق المزهريات لكني أحيانًا أتخلى عنها راضيًا حين لا يكون في الإمكان اقتناء واحدة. عرفت أشكالًا وأنواعًا عديدة من المزهريات، وأغلبها تعرض للكسر أو الضياع، وأجملها أهديته لأصدقاء وأحباء عرفتهم. - هل شعرت بالحزن يومًا عندما تقوم برمي الأزهار القديمة في القمامة كجثة بعد انتهاء دورها واستبدالها بأخرى؟ لم أفكر في الأمر، وبالتأكيد لم أشعر بحزن، لأني أعرف أن باقة أخرى مليئة بالحياة والجمال في انتظار أن تأخذ مكانًا ما فقد رونقه. - لماذا أهل الجن لم يعيدوا المزهرية في رأيك؟ ليتك تسألينهم. فهم كما تعرفين يتسمون بالشقاوة. - لماذا التنقل في الكتاب بين صوت الراوي وصوت الراوي العليم على الرغم من أن كل القصص عنك؟ قد تندهشين إذا قلت لك أنني لا علم لي بذلك. القصة عندي تأخذ راحتها وتختار الطريق التي تحب والشكل الذي تريد. أنا كاتب بعلي كما أصف نفسي، لا أحبذ التخطيط والتصميم، بل أترك نفسي على سجيتها وعفويتها. لذلك تميزت قصصي وتميزت أنا ككاتب قصة قصيرة. -هل قصة «لا تلعب بالنار» مستوحاة من كتاب «نيران صديقة» لعلاء الأسواني؟ لا علاقة لقصتي بأجواء الروائي علاء الأسواني من بعيد أو قريب. قرأت له روايتين فقط. أجواء قصصي لا تعبر إلا عني كذات إنسانية، وترصد همومي وأفراحي وأحزاني وتجاربي. - كم مرة تغافل الحب عن عنوانك؟ من دون عدد. دوخني وبهدلني، وما زال يتغافل، لكنه حتما سيطرق على بابي ذات يوم قبل أن أودع هذه الدنيا. - هل كانت الحياة في لندن باردة؟ على العكس من ذلك تمامًا. دافئة جدًا رغم برودة الطقس وخاصة في السنوات العشر الأولى. - قصة حلم هل لها معنى خفي يلقي بظلاله على تجربة السجن؟ أعتقد أن المعنى يتجاوز السجن ليطال الغربة في الحياة. - هل وجدت بابًا للخروج؟ الأبواب كثيرة، لكن الباب الذي أبحث عنه لم يقابلني بعد ربما بإمكانك مساعدتي.