logo
#

أحدث الأخبار مع #دارالقصبة،

يوم العلم
يوم العلم

الشروق

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشروق

يوم العلم

بعد يوم سيحيي شعبنا ما اصطلحنا على تسميته 'يوم العلم' (16 أفريل)، وهو اليوم الذي توفى فيه الله إمامنا ابن باديس، الذي وقف نفسه على الإسلام والجزائر. يظن أكثر الناس أن احتفالنا بهذا اليوم بدأ بعد تطهير وطننا من الرجس الفرنسي، ولكن الحقيقة، هي أن هذا الاحتفال بدأ بعيد وفاة الإمام، ردا على ما ظنته فرنسا وأولياؤها من أن 'المشروع الباديسي- دينيا وسياسيا وثقافيا- قد قبر. وهو ما عبر عنه شاعر الإصلاح والمصلحين محمد العيد آل خليفة بقوله: نم هانئا فالشعب بعدك راشد يختط نَهْجَكَ فِي الهُدَى ويسير لا تَخشَ ضَيْعَةً ما تركت لنا سدى فالوارثون لما تركت كثير لقد سنت هذه السنة الحسنة- الاحتفال بيوم العلم- جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فكانت تجند مدارسها ونَوَادِيهَا وَمَسَاجِدَهَا لإحياء هذا اليوم، اعترافا منها وتقديرا لما قام به هذا 'المفرد العلم في ميدان التربية والتعليم'. وهذا، ما شهد به الإمام الإبراهيمي، عندما طلب من أخيه الإمام ابن باديس افتتاح 'مدرسة دار الحديث' في تلمسان، حيث خاطبه قائلا: 'أخي الأستاذ الرئيس، لو علمت في القطر الجزائري، بل في العالم الإسلامي، رجلا في مثل حالتك، له يد على العلم مثل يديكم، وفَضْل مثل فضلكم، لآثرته دونكم، بفتح هذه المدرسة. ولكنني، لم أجد، فباسم تلمسان، وباسم الجمعية الدينية، أناولكم المفتاح، فهل لهذه المدرسة أن تتشرف بذلك؟' (مجلة الشهاب- أكتوبر 1937 ص (351). وبعد 19 جوان، أسندت وزارة التربية إلى الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، نجل الإمام الإبراهيمي، فطلب منه الرئيس بومدين اقتراح تاريخ للاحتفال بالعلم، إشعارا بأهميته، فاقترح تلقائيا يوم 16 أفريل 1940، يوم وفاة ابن باديس.. وهكذا، صدر مرسوم رئاسي بذلك.. (أحمد طالب الإبراهيمي: مذكرات جزائري دار القصبة، الجزء الثاني ص 45). لقد قطعت الجزائر أشواطا عملاقة في نشر العلم، وبذلت في سبيله أموالا طائلة، ونطمع أن تزيد، وسفهت كلام الفرنسيين السفهاء، الذين نشروا الجهل وحاربوا العلم، وزعموا أن العناصر الأهلية- الجزائريين- غير قابلة للتهذيب والتمدين. (مجلة الشهاب- جانفي 1938 ص (499)- وإن الجزائريين اليوم يعلمون الفرنسيين في جميع مراحل التعليم… إن معركتنا اليوم، وغدا، ودائما، هي معركة العلم، ولا سبيل لنا للخروج من التخلف وحماية وطننا، والانتفاع مما فيه من خيرات، والدفاع عنه ضد الأطماع الأجنبية إلا بالإنفاق على العلم، ووضع خطة لاسترجاع طاقاتنا العلمية حيثما وجدت. وكفانا من تبذير مالنا في التفاهات. رحم الله الإمام عبد الحميد بن باديس، الذي كان 'حركة دائمة، ولم يكن بركة نائمة'، وجعل اسمه للخلود ، وروحه للخلد .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store