logo
#

أحدث الأخبار مع #داربنجوين

مصطفى عبيد يكتب: مذكرات رجال الأعمال في مصر..
مصطفى عبيد يكتب: مذكرات رجال الأعمال في مصر..

البشاير

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البشاير

مصطفى عبيد يكتب: مذكرات رجال الأعمال في مصر..

مصطفى عبيد يكتب: مذكرات رجال الأعمال في مصر.. بدل السكوت [email protected] ثمة مُتغيرات في الذوق العام للقراءة، خاصة فيما يخص المذكرات والسير الذاتية. ففي الماضي، كانت شهادات القادة، واعترافات الزعماء، وأسرار رجال السياسة مساراً رائجاً لكتب السير الذاتية، يضمن زبائنه ويكسب تسابق واهتمام دور النشر للفوز بسيرة فلان أو ترتان. في الإعلان الأحدث على منصة أمازون العالمية لأعلى السير مبيعات يُدهشنا أن نجد كتاب 'الأم القائدة' لتينا نولز، والصادر قبل أسابيع يحتل المرتبة الأولى، فهو سيرة لوالدة المغنيتين الأمريكيتين بينوسيه، وسولانج نولز، وهي قصة إمرأة واجهت الفقر ورفضت التمييز، وكافحت مع ابنتيها الحالمتين لتصنع منهما نجمتين. في المرتبة الثانية يأتي كتاب الفنان الأمريكي جيرمي رينيه، المعنون ' نَفسي القادم' وهو يعرض تجربة عادية جدا لحادث تعرض له نتج عنه تكسر عظامه. يليه كتاب 'دموع في متجر إتش' للموسيقية الأمريكية الكورية ميشيل زونر، والذي تتحدث فيه عن معاناتها مع الحزن إثر وفاة والدتها بالسرطان عام 2014. الملاحظ أن الكتب الثلاث لا تحمل أسرارا كبرى، ولا تشتبك بالشئون السياسية، وتركز على مشاعر الإنسان وأفكاره وتأملاته في الموت والحياة والأزمات والمحن المختلفة. صلاح دياب في العالم العربي خطى مقاربة، فالناس ملت أكاذيب الساسة، وإدعاءات القادة، ولم تعد شغوفة بالأسرار الكبرى التي اكتشفت مع الوقت أنها أكاذيب كبرى. في تصور القراء فإن مذكرات المسئولين والقادة تكذب لأن أصحابها يتصورون أنفسهم استثنائيين، فلتات، مميزين، ومستحقين للريادة والقيادة. من هنا ظهرت مؤخرا مسارات جديدة للسير تُقدم لنا نماذج من فئات المجتمع بخلاف الساسة، مثل الفنانين، الأطباء، ورجال الأعمال. والمدهش أنها لاقت إقبالا واهتماما من جمهور القراءة وهو ما ظهر واضحا في سير مصممة الحلي العالمية عزة فهمي، وطبيب القلوب العظيم مجدي يعقوب، والرسام المبهر محمد عبله. رجال الأعمال هم الآخرون صار لهم حضور قوي في عرض تجارب حياتهم، وهو حضور لم يكن متاحا من قبل. فباستثناء كتاب 'تجربتي' للمقاول الكبير عثمان أحمد عثمان، الذي تضمن حكايات سياسية، لم نقرأ حتى سنوات قريبة سير لرجال أعمال مصريين، واجهوا تحديات كبرى، وتغلبوا على أزمات صعبة، ولديهم دروس إنسانية عظيمة. محمد منصور كان الشعور الغالب لدى الرأي العام بشأن رجال الأعمال، أنهم متعالين، ينفقون ببذخ على متع الحياة، ولا يشعرون بأوجاع الناس، ولا يكترثون لها. غير أن السير الأخيرة لبعضهم بددت هذه الصورة الزائفة ولاقت اهتماما لدى الأوساط الثقافية لعرضها جانبا خفيا من حيوات من العذاب والوجع والهموم والصراع الإنساني اتبدو أشبه بدروس معلمة وتجارب نافعة. ثلاثة سير لرجال أعمال مخضرمين أقف أمامها مُنبهرا بالصدق الإنساني، والبساطة غير المتكلفة، والشعور الدائم بضرورة مراجعة الإنسان ذاته. أما الأولى فهي سيرة رؤوف غبور، رجل الأعمال الراحل، وصدرت عن الدار المصرية اللبنانية عام 2022 وفيها يحكي كيف رفض دراسة الطب من أجل البزنس، وكيف اهتم طوال عمره بجمع المال، ثُم تكشفت له جوانب أهم في الحياة. كما يسرد فيها بصراحة تجربته في السجن، وكيف خرج منه ليبدأ من جديد في قوة واصرار وتحدي حتى استعاد ثروته. وأما الثانية فسيرة محمد لطفي منصور، والتي صدرت قبل عامين بالإنجليزية عن دار بنجوين للنشر بلندن تحت عنوان 'مسيرتي إلى النجاح'، وفيها يحكي كيف كانت رحلته مع الحياة مسيرة من المعاناة والألم، فتعرض لحادث خطير في العاشرة من عمره، جعله طريح الفراش لثلاث سنوات، ثُم صادر عبد الناصر ثروة عائلته وهو يدرس في أمريكا، فاضطر للعمل نادلا ليستكمل تعليمه، وأصيب بعدها بالسرطان، فواجهه بضراوة حتى نجا، وعاد مصر ليؤسس ويطور مع عائلته إمبراطورية أعمال كبرى تعمل في قطاعات السيارات والبناء والوجبات السريعة والتكنولوجيا. وإإف غبور أما الثالثة فسيرة صلاح دياب، الصادرة مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية بعنوان 'هذا أنا' وتحوي من حكايات الطموح والحلم والمغامرة ما يؤسس لمشروعات حياتية لشباب حالم ينظر للغد. لقد فكر صلاح دياب في المستقبل بخياله فوضع تصورات لمشروع لتطهير قناة السويس بهد نصر اكتوبر، ودخل إلى مجالات استثمار لم يكن هناك مَن يفكر فيها مثل الخدمات البترولية، والانتاج الزراعي الحديث، وصناعة الصحف. ثم واجه أزمات شديدة ومحن قاسية وتعرض لتجارب صعبة، واحتك بقادة وساسة ومبدعين، وعاش حياة مليئة بالأحداث والصدمات والنجاحات والإخفاقات، وهو نادم على كثير لكنه ندم مَن كان يعود سريعا ليراجع نفسه ويصحح خطواته. تلك سير مُلهمة تشطب فكرة البطل العظيم، الفرد الصمد، صائب الرأي دائما، الذي لا يندم ولا يعتذر لأنه كان زعيما شعبيا تهتف الجموع باسمه، أو رئيسا، أو مسئولا. فهي حكايات يحبها الناس لأنهم يرون فيها مَن يُشبههم: بشر عادين، مضغوطين، مهمومين، مختبرين، صرحاء، يتعلمون دوما ويُدركون أنهم ليسوا على صواب مُطلق. والله أعلم تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store