logo
#

أحدث الأخبار مع #دارمسكلياني،

"صلاة القلق".. رفضته دور نشر مصرية وفاز بجائزة كبرى
"صلاة القلق".. رفضته دور نشر مصرية وفاز بجائزة كبرى

الشرق السعودية

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الشرق السعودية

"صلاة القلق".. رفضته دور نشر مصرية وفاز بجائزة كبرى

أثار فوز "صلاة القلق" للكاتب المصري محمد سمير ندا، بالجائزة العالمية للرواية العربية، لغطاً لم ينته بعد. ولعل السؤال الأوّل يتعلق بجدارتها في الفوز من بين عشرات الروايات العربية التي تتقدّم سنوياً. كما أثيرت بعد الفوز، مسألة أن الكاتب مصري والناشر تونسي (دار مسكلياني)، واتّسم النقاش بحساسية مبالغ فيها، لكن اللافت هو الكلام عن رفض أربعة دور نشر مصرية العمل. فهل يرجع ذلك لتحفّظات رقابية وسياسية، أم لعيوب جمالية في النص، أم لأن الكاتب مازال شاباً ولن يحقّق مبيعات مرتفعة، وكيف يتم رفض الرواية بما يشبه الإجماع ثم تفوز بجائزة عربية كبرى؟ وكان بيان التحكيم أوضح أن رواية "صلاة القلق" فازت "لأنها تنجح فى تحويل القلق إلى تجربة جمالية وفكرية، يتردّد صداها في نفس القارئ، وتوقظه على أسئلة وجودية ملحّة". أضاف: "يمزج الكاتب بين تعدّد الأصوات والسرد الرمزي بلغة شعرية آسرة.. يتجاوز نجع المناسي، المكان المتخيّل، كونه قرية في صعيد مصر، ليغدو استعارة عن مجتمعات محاصرة بالخوف والسلطة، ما يمنح الرواية أبعاداً تتخطى الجغرافيا وتلامس الإنساني والمشترك". ثمّة مستوى آخر من التقييم سوف يعبّر عنه القرّاء وحجم المبيعات والمراجعات النقدية، بمعنى أن هناك روايات فائزة واصلت حضورها ورسّخت مكانتها مثل: عزازيل، دروز بلغراد، موت صغير، دفاتر الورّاق، وساق البامبو، في حين أن روايات أخرى كانت أقل حظاً في الحضور النقدي والجماهيري. تسييس الفوز ارتبط الإعلان عن الجائزة بحالة تسييس للفرحة، ولتفسير النص، وهذا أداء كلاسيكي في الوسط الثقافي المصري، فمن ينسى معركة فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل والأصوات اليسارية والإسلامية التي طعنت في الفوز، ثم طُعن الرجل نفسه بعد ذلك. ولا يُخفى أن وراء التسييس أحياناً، شبكات مصالح ونفوذ أو ما يسمى "الشلة". تضاعف هذا التسييس لعاملين: أولهما طبيعة الاحتقان الذي يعاني منه المجتمع المصري عموماً منذ ثورة يناير، وثانيهما أن الرواية نفسها مسيّسة بامتياز، فحتماً سوف تثير جدلاً لن ينتهي. مدوّنة النكسة يعدّ تصنيف النص مدخلاً أساسياً في قراءته، والملاحظ أن الجائزة مالت في معظم ترشيحاتها للأدب المتعلق بالحروب والمآسي في المنطقة، وما حدث ويحدث في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان. ومن بين كل المنجز الروائي المصري طوال خمسة عشر عاماً، ذهبت الجائزة إلى نص يتناول نكسة يونيو التي وقعت قبل ولادة الكاتب نفسه. بالتالي تنتمي "صلاة القلق" إلى مدوّنة أدب النكسة التي تشمل روايات مصرية كثيرة منها: "الحب تحت المطر" لنجيب محفوظ، "بيوت وراء الأشجار" لمحمد البساطي، "الصيف السابع والستون" لإبراهيم عبد المجيد، "67" لصنع الله إبراهيم، "الأسرى يقيمون المتاريس" لفؤاد حجازي. عشرات الروايات المصرية (عدا عن العربية)، تناولت النكسة من شتى الزوايا، فلا أظن أن هناك ما كان يمنع نشر "صلاة القلق" في مصر رقابياً، لأن موضوعها قُتل سردياً، وربما لم يعد ثمّة جديد يُقال. هجاء عبد الناصر إجمالاً تعدّ الرواية هجائية صريحة لنظام عبد الناصر، بدءاً من اكتشاف الخوجة أن تمثاله في باحة داره انشطر نصفين، والإشارة إلى أن الناس كانوا يطوفون حول تلك البقعة السحرية يومياً، حتى ظن بعضهم أنه "أحد تماثيل الفراعين"، مع الإشارة إلى "تفرّغ المصابين لنحت التماثيل لمن زجّ بهم في الحرب" (ص18 و 19). يضاف إلى ذلك، سقوط النيزك أو الجسم الغريب على نجع "المناسي" عام 1977، كحافز للاستيقاظ من الأوهام، ما يعني أنه لا شيء تغيّر في المشهد السياسي، فالحرب في وعي أهالي النجع مازالت مستمرة، ولم يحدث نصر، ولم يتغيّر نظام سياسي. هذا التصوّر تؤيّده نبذة الغلاف الخلفي للكاتب عيسى الجابلي، حيث يشير إلى "عشرية قاسية تمتدّ من نكسة حزيران. أما قاع الرواية، فمساءلة سردية للنكسة وما تلاها من أوهام بالسيادة والنصر". إذا كان النجع أمثولة ترمز إلى مصر، وإدانة لعبد الناصر، أليس ثمّة تناقض هنا في الخطاب السياسي للرواية؟ تأييد السادات؟ فعادة من يدين عبد الناصر وحروبه، يؤيد شجاعة السادات في إقامة السلام، لكن خلاصة المتن، والنبذة، تمدّ "العشرية القاسية" لتشمل الرجلَين رغم الاختلاف الجذري في توجّهاتهما. حيث نقرأ في النبذة التعريفية: "وما الذي يوقظه فينا العام 1977، موت المعنى والفن أم عبث المصير والسلام الزائف؟" عام 1977 لم يكن اعتباطاً كزمن صفري لإطلاق السرد، لأنه سنة زيارة السادات للقدس والتمهيد لمعاهدة السلام، وأيضاً وفاة عبد الحليم مطرب ثورة يوليو الأشهر، حيث استهل المؤلف فصوله بمقاطع من أغانيه السياسية والعاطفية والدينية، كإشارة إلى دوره في التضليل العاطفي ربما، أو لانفصال الأغاني عن واقع الناس، واللجوء إلى عبد الحليم ليس جديداً كمرثية ونقد لزمن ولّى، فمثلاً استعمله محمد خان في فيلمه "زوجة رجل مهم". النجع مغلق إلى جانب موضعة الرواية ضمن مدوّنة أدب النكسة، فهي أيضاً رواية "ديستوبيا" بامتياز، أي المدينة الفاسدة والموبوءة والملعونة، كتلك التي نراها في "1984". أحياناً لا تؤطر رواية "الديستوبيا" زمكانية معيّنة، بل تعالج المأزق الإنساني فلسفياً، لتبقى استعارة للعالم كله. أما "صلاة القلق" فاخترعت "نجع المناسي" ربما في دلالة على البشر المنسيين، في حقبة زمنية محدّدة تمتد لعشر سنوات بين عهدي عبد الناصر والسادات، أو امتداد تخييلي لوهم النصر عقب النكسة خاص بنجع متخيّل. عموماً تشترك نصوص أدب "الديستوبيا" في انغلاق المجتمع على شروط فساده وتحلله، وإعادة إنتاج المخاوف والأوهام ذاتها، وهذا يتوفّر بجلاء في أبناء النجع المنخرطين في حرب لا يعرفون أسبابها ولا متى تنتهي، والخاضعين لتلاعب مستمر من قِبل "الخوجة" (ممثل السلطة)، وفي وجود الشيخ "أيوب المنسي" (ممثل السلطة الدينية). ربما يعيب أدب "الديستوبيا" قتامته، وتنميط شخصياته، ووقوعه تحت هيمنة الفكرة الذهنية للمؤلف، وافتقاده لروح المرح والدعابة، والأمل، ما يجعل القارئ يشعر أنه يتحرك عبر السطور كأنه يحمل فوق ظهره صخرة سيزيف. تتكشف شخصيات هذا النجع المغلق، والمنهار، من خلال لعبة تعدّد الأصوات تحت عناوين مثل: الجلسة الأولى، الجلسة الثانية، وصولاً إلى الجلسة الثامنة، وكل جلسة تخصّ إحدى الشخصيات: نوح النحّال، محروس الدباغ، وداد، عاكف الكلاف، محجوب النجار، شواهي، زكريا النساج، وجعفر الوالي. كان يمكن أن يستثمر المؤلف تلك "البوليفونية"، لكنه قطعها بفصول أخرى تحت عناوين مثل: "سهم الله في عدو الدين"، و"مناسك صلاة القلق"، "الثورة تلتهم الثوار"، "استشارة طبية"، "هوامش كاتب الجلسات"، ثم "تقرير حالة". أي أن النص توزّع بين أبطال ساردين لفصولهم، وسارد كلّي مضطرب نفسياً، هو حكيم نجل الخوجة. بلاغة من الماضي في الحالتين لم نر تعدّد أصوات بالمعنى الدقيق للمفهوم، لأن الشخصيات كلها تتكلم بالمستوى اللغوي ذاته. ويكفي أن أشير إلى بعض العبارات من فصول متفرقة: "تسرّبت السنون على ضفاف حكايات الخوجة" (ص52)، "أطلقت سراح الجواد الهرم في صدري"، "مراد متحصنًا خلف متاريس الغياب". (ص61)، "أسقط في بئر عميقة من الوحشة" (101)، "تتكاثف أصداء السؤال" (ص294)، "محرر ألسنة الصامتين" (310)، "خفتت ريح الزمن" (ص313). تلك البلاغة تجاوزها الأدب المصري منذ زمن بعيد، وجاءت فائضة عن حاجة النص، وأفقدت الشخصيات حيويتها. كما أثّرت تلك التقنية سلباً على الوصف، بسبب استطراد الحكي والاجترارات الذاتية المطوّلة. لذلك لا نرى النجع بصرياً ولا الشخصيات في أماكنها. على مستوى السارد المؤطر للحكاية، وبرغم اضطرابه النفسي، لا نلمس ذلك في حكيه، بل استمرت اللغة بالمستوى ذاته، فنقرأ عبارات مثل أن الشيخ "أدرك أن خللاً حلّ بنسق الحياة في النجع" (ص3) مثل هذه العبارات تعبّر عن لغة المعجم المعيارية، أكثر مما تعبّر عن نجع معزول ولا خطابات شخصيات متباينة ومقهورة تعيش فيه. لمسة فانتازية يُفتتح السرد بحدث هائل ومريب، هو سقوط نيزك تسبب في وباء عم النجع المحاصر بحزام من الألغام، وتسبّب في أمراض غريبة جعل رؤوس الناس أشبه بالسلاحف (ص23) هذه اللمسة المستلهمة من الواقعية السحرية، تذكرنا ببلدة "ماكوندو" في رواية ماركيز "مئة عام من العزلة"، لكن المؤلف لم يستثمرها واكتفى بإشارات مقتضبة جداً أجهضت تلك الإمكانية. بالنظر إلى إشارات المؤلف في نهاية الرواية، بأنه تأثّر بكتاب للصحافي اللبناني بشير عزام بعنوان "حين حدث ما لم يحدث"، ومن وحيه كتب قصيدة بالعامية هي "يوم مشهود"، ثم بمرور الوقت طوّرها إلى رواية، واشتغل طوال أربع سنوات على ثماني مسودّات لها، فهذا يفسّر الطموح الذهني الكبير للمؤلف، والإصرار، ورغبته في تجريب كل الحيل الممكنة: الديستوبيا، الواقعية السحرية، الراوي المجنون مبتور اللسان، تعدّد الأصوات، استهلالات أغاني عبد الحليم. لكن هذه الحيل كلها أثقلت النص، أكثر مما يجب، لغة وبناء.

رواية صلاة القلق ل محمد سمير ندا.. قراءة جديدة لأحداث ماضية
رواية صلاة القلق ل محمد سمير ندا.. قراءة جديدة لأحداث ماضية

مصرس

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

رواية صلاة القلق ل محمد سمير ندا.. قراءة جديدة لأحداث ماضية

فازت رواية صلاة القلق للكاتب المصري محمد سمير ندا بجائزة الرواية العربية (البوكر) 2025، والرواية تعيد قراءة تاريخ مصر المعاصر بكن بصورة مختلفة، وزاوية مغايرة. وقد كتبت عنها مقالة بعنوان "صلاة القلق.. رواية ضد الوهم":انتهيت من رواية "صلاة القلق" للكاتب محمد سمير ندا، الصادرة عن دار مسكلياني، والمرشحة في القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية (البوكر)، وقد أكدت لي الرواية تفضيلي للكتابة التي تدفع القارئ إلى التفكير، وتجعله يبذل جهدًا كي يتواصل مع الإبداع، وتدفعه لطرح الأسئلة أو البحث عن الإجابات.من البداية سنعرف أن دخول عالم "صلاة القلق" يحتاج يقظة، فهي لن تمنحك نفسها بيسر، وذلك لكونها تعيد تفسير كل ما نعرفه عن النصر والهزيمة، عن علاقة الإنسان بنفسه وغيره، عن الأنا والآخر، عن السلطة والشعب.كما تعمل الرواية على توظيف أيقونات مهمة في حياتنا التاريخية والثقافية مثل الزعيم جمال عبد الناصر والفنان عبد الحليم حافظ، وأحداث لا تنسى مثل هزيمة يونيو وما يجري في فلسطين.كما تكشف الرواية طرقًا من التفكير تتعلق بأنماط الشخصيات التي قدمتها مثل (الشيخ أيوب، جعفر الولي، خليل الخوجة، نوح النحال، محروس الدباغ، وداد، عاكف الكلاف، محجوب النجار، زكريا النساج، وداد، شواهي، وحكيم) وهي أنماط فكرية لو تأملناها سنجدها موجودة حولنا، بل نحن جزء منا بكل تأكيد.وتنشغل الرواية التي تدور في نجع المناسي المعزول بالصعيد، والذي يهدده الخوف من الحرب المشتعلة منذ سنوات طويلة ولا تبدو هناك أي بادرة لانتهائها (فلا يزال الأبناء يذهبون للحرب، ولا يزال المواطنون يدفعون جزءا من قوتهم لنفقات القتال)، إنها حرب أكلت الأخضر واليابس وأثارت القلق والرعب في النفوس، ذلك القلق الذي يزيد من اشتعاله "خليل الخوجة" الرجل الغريب الغامض الذي لا نعرف له أصلًا ولا فصلًا، بل هو ابن الاحتمالات الكثيرة، رجل مسيطر على جميع الأطراف بقدرته على صناعة الوهم، والذي أقنع الجميع بأن قريتهم محاطة بالألغام، لذا لم يجربوا الخروج، وأوهمهم أن الحرب لا تزال دائراة مع إسرائيل وأن انتصاراتنا تتواصل وها نحن على شفا تحرير فلسطين، وفعل في ابنه حكيم من الأذى ما لم يفعله إنسان.إنها رواية تقول لنا انتبهوا لكل حياتكم، وأعيدوا النظر، هي إذن رواية ضد الوهم، ذلك الذي يمثل قدرًا كبيرًا من أفكارنا، ويحتاج بالفعل إلى كشفه وتحليله، وهو ما سعى إليه نوح النحال، لكن لأن الوهم دائرة تتسع بسبب انتشار الجهل لم يستطع أن يخلص الناس منه.صلاة القلق رواية يقوم بناؤها على شخصيات مستقلة، كل منها مكتمل بطريقته، كما تراهن على لغة تمسك برقاب بعضها، ليست سهلة مستباحة، بل مبذول فيها جهد واضح، مما يؤكد لنا إيمان محمد سمير ندا بدور اللغة في الفن، فلا شيء على حساب شيء.لن يغادرك عالم رواية صلاة القلق بسهولة، ستواصل تتبع "حكيم" كلما راح يسترق السمع لكل شخصيات الرواية، قبل أن نعرف نهايته الغريبة، وستتعاطف بصورة كبيرة مع الشيخ أيوب (ماضيه وحاضره)، وتتمنى أن يدفع خليل الخوجة الثمن، وأن يعود الأبناء من الحرب إلى آبائهم، وألا يكون الجنين في بطن زوجة محجوب النجار "وهمًا".

صلاة القلق.. رواية ضد الوهم
صلاة القلق.. رواية ضد الوهم

اليوم السابع

time١٤-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • اليوم السابع

صلاة القلق.. رواية ضد الوهم

انتهيت من رواية "صلاة القلق" للكاتب محمد سمير ندا، الصادرة عن دار مسكلياني، والمرشحة في القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية (البوكر)، وقد أكدت لي الرواية تفضيلي للكتابة التي تدفع القارئ إلى التفكير، وتجعله يبذل جهدًا كي يتواصل مع الإبداع، وتدفعه لطرح الأسئلة أو البحث عن الإجابات. من البداية سنعرف أن دخول عالم "صلاة القلق" يحتاج يقظة، فهي لن تمنحك نفسها بيسر، وذلك لكونها تعيد تفسير كل ما نعرفه عن النصر والهزيمة، عن علاقة الإنسان بنفسه وغيره، عن الأنا والآخر، عن السلطة والشعب. كما تعمل الرواية على توظيف أيقونات مهمة في حياتنا التاريخية والثقافية مثل الزعيم جمال عبد الناصر والفنان عبد الحليم حافظ، وأحداث لا تنسى مثل هزيمة يونيو وما يجري في فلسطين. كما تكشف الرواية طرقًا من التفكير تتعلق بأنماط الشخصيات التي قدمتها مثل (الشيخ أيوب، جعفر الولي، خليل الخوجة، نوح النحال، محروس الدباغ، وداد، عاكف الكلاف، محجوب النجار، زكريا النساج، وداد، شواهي، وحكيم) وهي أنماط فكرية لو تأملناها سنجدها موجودة حولنا، بل نحن جزء منا بكل تأكيد. وتنشغل الرواية التي تدور في نجع المناسي المعزول بالصعيد، والذي يهدده الخوف من الحرب المشتعلة منذ سنوات طويلة ولا تبدو هناك أي بادرة لانتهائها (فلا يزال الأبناء يذهبون للحرب، ولا يزال المواطنون يدفعون جزءا من قوتهم لنفقات القتال)، إنها حرب أكلت الأخضر واليابس وأثارت القلق والرعب في النفوس، ذلك القلق الذي يزيد من اشتعاله "خليل الخوجة" الرجل الغريب الغامض الذي لا نعرف له أصلًا ولا فصلًا، بل هو ابن الاحتمالات الكثيرة، رجل مسيطر على جميع الأطراف بقدرته على صناعة الوهم، والذي أقنع الجميع بأن قريتهم محاطة بالألغام، لذا لم يجربوا الخروج، وأوهمهم أن الحرب لا تزال دائراة مع إسرائيل وأن انتصاراتنا تتواصل وها نحن على شفا تحرير فلسطين، وفعل في ابنه حكيم من الأذى ما لم يفعله إنسان. إنها رواية تقول لنا انتبهوا لكل حياتكم، وأعيدوا النظر، هي إذن رواية ضد الوهم، ذلك الذي يمثل قدرًا كبيرًا من أفكارنا، ويحتاج بالفعل إلى كشفه وتحليله، وهو ما سعى إليه نوح النحال، لكن لأن الوهم دائرة تتسع بسبب انتشار الجهل لم يستطع أن يخلص الناس منه. صلاة القلق رواية يقوم بناؤها على شخصيات مستقلة، كل منها مكتمل بطريقته، كما تراهن على لغة تمسك برقاب بعضها، ليست سهلة مستباحة، بل مبذول فيها جهد واضح، مما يؤكد لنا إيمان محمد سمير ندا بدور اللغة في الفن، فلا شيء على حساب شيء. لن يغادرك عالم رواية صلاة القلق بسهولة، ستواصل تتبع "حكيم" كلما راح يسترق السمع لكل شخصيات الرواية، قبل أن نعرف نهايته الغريبة، وستتعاطف بصورة كبيرة مع الشيخ أيوب (ماضيه وحاضره)، وتتمنى أن يدفع خليل الخوجة الثمن، وأن يعود الأبناء من الحرب إلى آبائهم، وألا يكون الجنين في بطن زوجة محجوب النجار "وهمًا".

من مكتبة الإسكندرية.. البوكر تعلن قائمتها القصيرة
من مكتبة الإسكندرية.. البوكر تعلن قائمتها القصيرة

الدستور

time٠٨-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

من مكتبة الإسكندرية.. البوكر تعلن قائمتها القصيرة

تعلن الجائزة العالمية للرواية العربية 'البوكر' قائمتها القصيرة من مصر، وتحديدا من مكتبة الإسكندرية لدورتها الحالية لعام 2025، وهي الدورة التي وصل إليها 4 روائيين مصريين منهم ثلاثة أعمال صدرت من مصر وعمل واحد من خارج مصر، وذلك يوم الأربعاء 19 فبراير الجاري. الجائزة العالمية للرواية العربية 'البوكر' وكانت الجائزة العالمية للرواية العربية 'البوكر' قد أعلنت قائمتها الطويلة ووصل إلى القائمة أربع روايات مصرية هي، الرواية المسروقة لحسن كمال عن ديوان للنشر، ورواية المشعلجي لأيمن رجب طاهر وصدرت عن كيان للنشر، ورواية صلاة القلق لمحمد سمير ندا وصدرت عن دار مسكلياني، وأخيرا رواية أحلام سعيدة لأحمد الملواني وصدرت عن دار كتوبيا للنشر والتوزيع. روايات مصرية ودورة 2025 وصل إليها لأول مرة كل من أحمد فال ولد الدين، أحمد الملواني، أيمن رجب طاهر، إنعام بيوض، إيمان حميدان، جان دوست، حسن كمال، حنين الصايغ، سومر شحادة، عقيل الموسوي، محمد سمير ندا، ونادية النجار. فيما وصل إليها سابقا كل من، رشيد الضعيف وأزهر جرجيس وسون جميل وتيسير خلف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store