logo
#

أحدث الأخبار مع #داناسترول،

بعد خسارة أوراقها الأخرى.. هل تتخلى إيران عن "الجوكر"؟
بعد خسارة أوراقها الأخرى.. هل تتخلى إيران عن "الجوكر"؟

اليمن الآن

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • اليمن الآن

بعد خسارة أوراقها الأخرى.. هل تتخلى إيران عن "الجوكر"؟

في ملاحظاتها التي قدمتها إلى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، تفنّد دانا سترول، مديرة الأبحاث في معهد واشنطن، الاستراتيجية التي اعتمدتها إيران لبقاء نظامها، وهي تستند إلى ثلاثة مجالات رئيسية، وفق سترول: 1- البرنامج النووي 2- شبكة التهديدات المتمثلة في الجماعات الإرهابية والوكلاء. 3- ترسانتها الصاروخية التقليدية. وبحسب سترول، "استخدمت طهران كل ركيزة من هذه الركائز لتهديد جيرانها، وتحدي وجود إسرائيل، ومحاولة تقويض الوجود الأميركي في المنطقة، وكل ذلك في إطار سعيها لفرض هيمنتها ورؤيتها على الشرق الأوسط". هذا يعني، أن إيران تحمل إلى طاولة المفاوضات أوراق لعب - إذا صح التعبير - بعضها ضعيف وبعضها خسرته، وبعضها الآخر على طريق أن تخسره. لكن البرنامج النووي يعد بمثابة ورقة "الجوكر" التي تستخدمها إيران للتفاوض مع الغرب. "لدى ترامب فرصة للتوصل إلى اتفاق مع إيران"، يقول الكاتبان جون ف. كيري وتوماس س. كابلان في مقال مشترك في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية. المشروع الإمبراطوري ويرسم الكاتبان في مقالهما صورة لوضع إيران الحالي الذي من شأنه أن "يحفّز النظام الايراني على رؤية مصالحه بشكل مختلف"، ويضيفان أن "مشروع طهران الإمبراطوري المزعوم في حالة يُرثى لها". ويعتبران أن "الجمهورية الإسلامية في موقف تفاوضي ضعيف، في الوقت الذي تقترب فيه من امتلاك قنبلة نووية". ويرجع الكاتبان ضعف الأوراق التي تمتلكها إيران إلى "إضعاف حماس وحزب الله بشكل كامل. وسقوط نظام بشار الأسد،" معتبرين أن "المجال الجوي الإيراني أصبح بلا دفاع ضد إسرائيل". لهذا تجد طهران نفسها مضطرة لاستخدام أوراق أخرى لطالما اعتبرتها، ولا تزال، خارج النقاش، مثل ترسانتها الصاروخية، التي جرى اختبارها في قصف إسرائيل، والتي أثبتت بحسب خبراء عسكريين ضعفها. وبالنسبة إلى سترول، فإن "ظهور تحالف دفاع جوي إقليمي بقيادة الولايات المتحدة في أبريل 2024"، بالإضافة إلى "تصدي إسرائيل لهجوم صاروخي باليستي واسع النطاق في أكتوبر، أثبت أن الهجمات التقليدية المعقدة لإيران وتهديداتها الصاروخية يمكن مواجهتها بفعالية"، وهذا يضعف مجالا مهما من المجالات الاستراتيجية التي تعتمد عليها إيران. وبذلك، يبقى البرنامج النووي هو المطروح بشكل أساسي على طاولة المفاوضات، وهو الذي تهتم له بشكل أساسي الولايات المتحدة. ماذا نعرف عن هذا البرنامج؟ لم يبدأ الاهتمام الإيراني بالتكنلوجية النووية مع مجيئ النظام الحاكم الحالي. إذ بدأت إيران تسعى لامتلاك برنامج نووي في العام ١٩٥٧، حينما زار الشاه محمد رضا بهلوي فرنسا واطّلع على أحد المفاعلات النووية الفرنسية. بحلول العام ١٩٦٠، جرى استحداث برنامج نووي مشترك بين إيران وإسرائيل سُمي "برنامج الزهرة"، واستطاع الشاه في العام ١٩٦٧ الحصول على مفاعل نووي من الولايات المتحدة من طراز TYPE POOL، وكانت تلك خطوات إيران الأولى لإنشاء محطة نووية بحثية لإنتاج الطاقة الكهربائية. في كتابه "البرنامج النووي الإيراني/ تحليل البعدين الداخلي والخارجي"، يشرح الباحث ستار جبار علاي أن برنامج الشاه النووي توقف بعد وصول الخميني إلى السلطة في العام ١٩٧٩، وفي العام ١٩٨٤ بدأت إيران برنامجا نوويا موسعا ركز على دورة الوقود النووي وتخصيب اليورانيوم وإنتاج وفصل البلوتونيوم. وكان الهدف المعلن لهذا البرنامج هو إنتاج الطاقة الكهربائية. وشهد انطلاقته الحقيقة بعد نهاية الحرب الإيرانية العراقية عام ١٩٨٨ بالتزامن مع بدء انهيار الاتحاد السوفياتي ورواج التجارة السرية للمواد النووية، فضلا عن استفادة إيران من التقنية النووية الباكستانية ومن مصادر أخرى. في أغسطس 2010، دشنت إيران محطة الطاقة النووية في "بوشهر". اتفاق 2015 وفي أبريل ٢٠١٥، توصلت إيران ودول الـ"5+١" إلى اتفاق وافقت طهران بموجبه على قبول القيود المفروضة على تخصيب اليورانيوم وتخزينه، وإغلاق أو تعديل منشآت في مواقع نووية عدة، والسماح بزيارات المفتشين الدوليين لها. ونص الاتفاق، في المقابل، على رفع العقوبات المالية والاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من المؤسسات الدولية على شركات وهيئات إيرانية منذ أكثر من عقد في ذلك الوقت. دخل الاتفاق حيز التنفيذ مطلع عام 2016، ورفعت العديد من العقوبات المالية الدولية المفروضة على إيران، لكن الموقف ما لبث أن تدهور بنهاية عام 2017 مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في ولايته الأولى خلفا لباراك أوباما. وفي 8 مايو 2018 أعلن ترامب انسحاب أميركا من الاتفاق وأعاد فرض العقوبات على إيران. "الضغط على دواسة البنزين" وجدت إيران في انسحاب واشنطن من الاتفاق ذريعة للمضي في تخصيب اليورانيوم فوق المستويات المسموح بها بموجب الاتفاق، وقلصت تعاونها مع المفتشين الدوليين. وفي يناير، أعرب رافائيل غروسي، المدير العام لـ "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، عن قلقه البالغ إزاء أنشطة تخصيب اليورانيوم في إيران، مشيرا إلى أنها "تضغط على دواسة البنزين" عبر تسريع التخصيب بشكل كبير إلى مستويات تقترب من تلك المطلوبة لصنع الأسلحة النووية. وأوضح أن إنتاج إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 60% ارتفع من نحو سبعة كيلوغرامات شهرياً إلى أكثر من 30 كيلوغراماً. وأكد أن الجمهورية الإسلامية هي الدولة الوحيدة غير الحائزة على أسلحة نووية التي تنتج اليورانيوم بهذا المستوى المرتفع من التخصيب، واصفا ذلك بأنه "مثير للقلق الشديد"، وهو يعني اقتراب إيران من تصنيع قنبلة نووية. مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير ٢٠٢٥، وضع الرئيس الأميركي برنامج إيران النووي على رأس سلم أولوياته، وخيّر إيران بين التوصل إلى اتفاق، أو مواجهة "الحل العسكري"، وهو ما أعاد عجلة المفاوضات إلى الدوران عبر جولات غير مباشرة تجري بوساطة عُمانية في العاصمة مسقط، فيما ستكون الجولة المقبلة في العاصمة الإيطالية روما. وفي الملاحظات التي قدمتها إلى لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، ترى الباحثة الأميركية دانا سترول وجود فرص حقيقية لمنع إيران من السعي لامتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية، وتعزيز المكاسب العسكرية ضد أنشطتها المزعزعة للاستقرار. وللقيام بذلك، تتابع سترول في إحاطتها، "يجب على الولايات المتحدة أن تستفيد بشكل كامل من جميع عناصر قوتها الوطنية وتوظيفها في الشرق الأوسط: ليس فقط العمليات العسكرية والعقوبات، بل أيضاً برامج المساعدة وتحقيق الاستقرار والدبلوماسية".

استهداف البرنامج النووي الإيراني: تداعيات العمل الوقائي
استهداف البرنامج النووي الإيراني: تداعيات العمل الوقائي

الغد

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الغد

استهداف البرنامج النووي الإيراني: تداعيات العمل الوقائي

في التاسع عشر من آذار (مارس)، عقد "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" منتدى سياسيًا افتراضيًا بمشاركة كل من دانا سترول، وريتشارد نيفو، ومايكل آيزنشتات، وهولي داغريس. اضافة اعلان وتَشغل سترول منصب زميلة أقدم في زمالة "كاسن" ومديرة الأبحاث في المعهد. أما نيفو، فهو زميل مساعد في المعهد وزميل "برنشتاين"، وقد شغل سابقاً منصب نائب المبعوث الخاص لإيران في وزارة الخارجية الأميركية. بينما يشغل آيزنشتات منصب زميل أقدم في زمالة "كان" ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في المعهد، وهو أيضاً مؤلف الورقة البحثية الجديدة "مهاجمة البرنامج النووي الإيراني: الحسابات المعقدة للعمل الوقائي". أما داغريس فتعمل زميلة أقدم في برنامج "فيتيربي" المعني بإيران والسياسة الأميركية في المعهد. وقد استعرض خبراء المعهد التحديات المرتبطة بالتفاوض على اتفاق نووي جديد، وفي حال تعذر ذلك، ما هي خيارات التخطيط لحملة عسكرية تهدف إلى إضعاف البرنامج النووي الإيراني أو تدميره. في ما يلي ملخص لأبرز النقاط التي تناولها المتحدثون خلال المنتدى. *** دانا سترول شهدت الأسابيع القليلة الأولى من عمل إدارة ترامب تطورات مهمة في سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، بما في ذلك إصدار أمر تنفيذي بإعادة تفعيل حملة "الضغط الأقصى"، إلى جانب تصريحات علنية تعكس استعداد الولايات المتحدة لاستخدام القوة العسكرية ضد طهران، مع إبراز الرغبة في التفاوض في الوقت ذاته، فضلًا عن تبادل الرسائل بين الرئيس ترامب والمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي. تعتقد واشنطن أن طهران قد تكبدت خسائر كبيرة خلال الحرب في غزة، بل إن النظام الإيراني قد يكون أكثر ضعفاً من أي وقت مضى نتيجة انهيار شبكته الإقليمية من الحلفاء، والتعرض لسلسلة من الضربات العسكرية المتتالية داخل أراضيه، مما أضر بدفاعاته الجوية الاستراتيجية وغيرها من الأصول الحيوية. وفي ضوء هذه الهشاشة، يخلص العديد من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين إلى أن الوقت قد يكون مناسباً لاتخاذ إجراء عسكري أوسع نطاقاً ضد إيران. أما في ما يتعلق بالوضع النووي للنظام، فقد فرضت "خطة العمل الشاملة المشتركة" للعام 2015 قيوداً على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف بعض العقوبات. ومنذ انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق في العام 2018، واصلت طهران تطوير برنامجها النووي تدريجياً، وأصبحت الآن أقرب بكثير إلى تجاوز العتبة النووية. *** ريتشارد نيفو أدت العديد من التطورات التقنية، على مدى الأعوام الثمانية الماضية، إلى زيادة خطر أن تكون إيران قادرة على امتلاك سلاح نووي بسرعة إذا اختارت ذلك. ففي العام الماضي، أشار وزير الخارجية الأميركي السابق، أنتوني بلينكن، إلى أن النظام الإيراني يستطيع إنتاج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع قنبلة واحدة في غضون ستة إلى سبعة أيام، وقد يكون هذا الجدول الزمني أقصر من ذلك في الوقت الراهن. ومن أبرز العوامل التي أسهمت في هذا التقدم تنامي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، وهو يقترب بشكل خطير من مستوى التخصيب اللازم للاستخدام في الأسلحة النووية. وبالإضافة إلى ذلك، قامت إيران بنشر أجهزة طرد مركزي متطورة تفوق كفاءتها بثلاثة أضعاف النماذج الأصلية، مما يعزز قدرتها على التخصيب بشكل أسرع وأكثر كفاءة. الخبر السار هو أن إيران ما تزال تسمح لمسؤولي "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" بالوصول إلى البرنامج، مما يمنح المجتمع الدولي بعض القدرة على تحديد ما إذا كان النظام سيقفز إلى إنتاج اليورانيوم بنسبة 90 في المائة (وهي النسبة اللازمة لصنع الأسلحة النووية) ومتى سيقوم بذلك. أما الخبر السيئ فهو أن إيران أصبحت الآن قريبة جداً من تجاوز العتبة النووية لدرجة أن هوامش الرد على مثل هذا القرار ومنع امتلاكها للسلاح النووي أصبحت ضئيلة للغاية. وعلاوة على ذلك، لا شيء يمنع إيران من نقل المواد إلى مواقع سرية لمزيد من التخصيب، ويعود ذلك جزئياً إلى أن طهران كانت أقل شفافية بشأن عدد أجهزة الطرد المركزي التي أنتجتها منذ العام 2021. واصلت إدارة بايدن "حملة الضغط الأقصى" التي أطلقها الرئيس ترامب خلال فترة ولايته الأولى (على الرغم من أن التطبيق كان أقل صرامة). وبناءً على ذلك، يجب على واشنطن أن تكون واقعية في توقعاتها بشأن ما يمكن أن تحققه هذه السياسة -فقد مضى الآن على "الضغط الأقصى" فترة أطول من "خطة العمل الشاملة المشتركة" نفسها، ومن الواضح أن العقوبات وحدها لا يمكنها منع إيران من تطوير أسلحة نووية. فقد اعتاد النظام هذا النوع من الضغط، وبالتالي، فإن الطريقة الوحيدة لزيادة الضغط بشكل ملموس تكمن في اتخاذ تدابير، مثل الضغط على الصين لوقف شراء النفط الإيراني، أو حتى اعتراض شحنات النفط الإيرانية بالقوة. ومن المحتمل أن ينطوي كلا الخيارين على مخاطر كبيرة للتصعيد، في ضوء اقتراب إيران بشكل كبير من تحقيق الاختراق، على الرغم من أنهما قد يؤديان إلى إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات. في نهاية المطاف، يبقى التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض المسار الأكثر استدامة لوقف طموحات إيران النووية. وعلى الرغم من أن التقدم التقني الذي أحرزه النظام منذ العام 2018 قد أضعف العديد من العناصر الأكثر قيمة في "خطة العمل الشاملة المشتركة" (على سبيل المثال، القيود المفروضة على البحث والتطوير النووي وبناء مواقع أجهزة الطرد المركزي)، إلا أن اتفاقاً مختلفاً وأقل شمولاً سيظل ذا قيمة. ويمكن أن تشمل العناصر الرئيسية لاتفاق جديد ما يلي: * توسيع إمكانية وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع الإيرانية ذات الصلة، وخاصة تلك المتعلقة بالتسلح النووي. * فرض قيود على مستويات تخصيب اليورانيوم ومخزوناته. * فرض قيود على عدد أجهزة الطرد المركزي المنشورة. * فرض قيود على انتشار الطائرات من دون طيار والصواريخ. وفي المقابل، ستُصر إيران، بلا شك، على تخفيف كبير للعقوبات، مما يضع واشنطن وحلفاءها أمام خيارين: إجراء تخفيف محدود من النوع المتفق عليه في "خطة العمل الشاملة المشتركة"، الذي يؤثر بشكل أساسي على النشاط التجاري الأجنبي مع إيران؛ أو تخفيف أكثر شمولًا قد يشمل أجزاء كبيرة من عناصر الحظر الأميركي. وستتوقف إمكانية تقديم هذا التخفيف بشكل مباشر على درجة التنازلات النووية والإقليمية التي يمكن للولايات المتحدة انتزاعها. وربما تكون إحدى الأفكار التي قدمها مايكل سينغ، والمتعلقة بصفقات لمدة خمسة أعوام قابلة للتجديد، مغرية لطهران. مع تسارع العد التنازلي العسكري، ما يزال أمام الطرفين بعض الوقت للعمل على هذه القضايا واستكشاف إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن التحرك أو التقاعس على حد سواء ينطويان على مخاطر، وأن الخيارات المتاحة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني ستتقلص تدريجياً مع مرور الوقت. *** مايكل آيزنشتات سيكون الهدف من الضربة الوقائية هو إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالبرنامج النووي وكسب الوقت لتعزيز الدبلوماسية النووية، وردع أو تعطيل محاولات إعادة البناء، وتشكيل ترتيبات إقليمية لاحتواء إيران الضعيفة. ومع ذلك، من شبه المؤكد أن طهران ستحاول إعادة بناء البرنامج باستخدام أي مواد انشطارية وأجهزة طرد مركزي وعناصر تنجو من الهجوم. لذلك، من غير المرجح أن يكون المنع مجرد إجراء وحيد، بل من المحتمل أن يشكل البداية لحملة طويلة الأمد تستهدف منع إيران من إعادة البناء، عبر إجراءات سرية وضربات متتابعة. وإذا شعرت طهران بالقلق من احتمال أن تشمل الهجمات اللاحقة أهدافًا عسكرية واقتصادية وقيادية، فقد تقرر إبطاء جهودها لإعادة البناء. لكي تنجح الضربة الوقائية، سيتطلب ذلك إلى خلق بيئة مواتية للهجمات اللاحقة. ومن شأن ضربة أولى ناجحة أن تسهل تعبئة الدعم المحلي والأجنبي للعمل اللاحق إذا ما اعتُبر ذلك ضروريًا. وبالمثل، فإن تجنب التصعيد سيعزز جهود المتابعة، على الرغم من أن قدرة طهران على التسبب في اضطرابات جيوسياسية قد تضاءلت إلى حد كبير بسبب إضعاف قيادة "حزب الله"، ووجود دفاعات جوية وصاروخية إقليمية قوية، والضرر الذي لحق بقدرة إيران على إنتاج الصواريخ خلال الهجوم الإسرائيلي في تشرين الأول (أكتوبر) 2024. وعلاوة على ذلك، من المرجح أن تقتصر الضربة على منشآت التخصيب الإيرانية (التي تقع بشكل أساسي تحت الأرض)، مما يجنب وقوع كارثة إنسانية من النوع الذي قد يترتب على الهجوم على مفاعل نووي نشط. ولتفعيل حملة طويلة الأمد، قد يكون من الضروري الحفاظ على البنية الاستخباراتية والبيئة الجيوسياسية التي تسهل تنفيذ هجمات مستقبلية على مدار الأعوام المقبلة. هل تستطيع إسرائيل القيام بالمهمة بمفردها؟ بالإضافة إلى الذخائر الخارقة التقليدية التي يمكن استخدامها ضد أهداف مدفونة عميقًا تحت الأرض، من المحتمل أن تكون إسرائيل قد طورت قدرات شديدة السرية لهذه المهمة، ويبدو أنها استخدمت بعضها خلال عمليات سرية في الأعوام الأخيرة. وكما أربكت هجمات أجهزة النداء الإسرائيلية ضد "حزب الله" في أيلول (سبتمبر) الماضي التوقعات بشأن شكل الحرب بين الطرفين، فإن محاولة التكهن بكيفية مهاجمة إسرائيل للبرنامج النووي الإيراني تظل محاولة غير مجدية. على أقل تقدير، من المرجح أن تستفيد القدس من الدعم الاستخباراتي الأميركي والتعاون الأميركي في صد الانتقام الإيراني. ومع ذلك، فإن الهجوم المشترك الذي يجمع القدرات العسكرية الأميركية والإسرائيلية سيكون بلا شك أكثر فعالية. *** هولي داغريس وصلت المشاعر الإيرانية السلبية تجاه النظام إلى مستويات غير مسبوقة. ففي حين كان الشعب الإيراني يلوم الغرب في السابق على العقوبات والعزلة الاقتصادية التي فرضها على إيران قبل العام 2015، فإنه أصبح يلوم طهران حالياً على مشاكله. ويبدو أن هذا الشعور المتزايد المناهض للنظام يرتبط أيضاً بتراجع الدعم الشعبي للبرنامج النووي، الذي من المحتمل أن يكون قد تجسد بعد احتجاجات 2017-2018 وبلغ ذروته خلال انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" في العام 2022. كما يعارض العديد من الإيرانيين التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين الولايات المتحدة وإيران، لأنهم يعتبرون ذلك بمثابة إلقاء طوق نجاة لنظام لم يعودوا يرغبون فيه. ومن بين المعسكر المؤيد للنظام، دعا البعض بتحد إلى المضي قدماً في البرنامج النووي، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة انسحبت من "خطة العمل الشاملة المشتركة" وأعادت فرض العقوبات، على الرغم من أن طهران لم تنتهك الاتفاق في ذلك الوقت. غير أن آخرين يأملون في التوصل إلى اتفاق جديد يوفر لهم استراحة من "الاقتصاد المقاوم" -وهو مصطلح صاغه المرشد الأعلى، علي خامنئي، لتمجيد تحايل إيران على العقوبات من خلال جعل اقتصادها أقل اعتماداً على التجارة الدولية. والواقع أن الوضع الاقتصادي على الأرض آخذ في التدهور. فخلال الأشهر القليلة الماضية، على سبيل المثال، شهدت إحدى وعشرون محافظة من أصل إحدى وثلاثين محافظة إيرانية انقطاعات في التيار الكهربائي، وفقد الريال الإيراني نصف قيمته، وارتفعت أسعار البطاطا بنسبة 217 في المائة. وعلى الرغم من أن انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" لم تتمكن من إحداث تغيير حقيقي، إلا أن سقوط نظام الأسد في سورية مؤخراً جدد الأمل لدى الإيرانيين الذين يحلمون بأن يشهدوا سقوط الجمهورية الإسلامية في حياتهم. ويشير عجز المؤسسة الدينية عن معالجة سوء الإدارة والفساد والقمع المنهجي إلى أن تجدد الاحتجاجات المناهضة للنظام أصبح وشيكاً. ولسوء الحظ، من المرجح أن تواجه طهران هذا الشعور بتصعيد القمع، لا سيما ضد النساء والفتيات والأقليات، الذين تحملوا دائمًا العبء الأكبر من هذه السياسات. *دانا سترول: "مديرة الأبحاث" وزميلة أقدم في زمالة "شيلي ومايكل كاسن" في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. *ريتشارد نيفيو: زميل مساعد في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. وقد أمضى جزءاً كبيراً من حياته المهنية في الحكومة الأميركية في مناصب مختلفة. في الفترة من 2022 إلى 2024، كان أول من شغل منصب "منسق الولايات المتحدة لمكافحة الفساد العالمي" في وزارة الخارجية الأميركية. *مايكل آيزنشتات: زميل أقدم في برنامج الزمالة "كاهن" ومدير "برنامج الدراسات العسكرية والأمنية" في معهد واشنطن، وهو متخصص في شؤون الخليج العربي والشؤون الأمنية العربية - الإسرائيلية. *هولي داغريس: زميلة أقدم في زمالة "ليبيتزكي فاميلي" في معهد واشنطن، ومديرة نشرة "ذا إيرانيست" الإخبارية. اقرأ المزيد في

وول ستريت جورنال: دول الخليج تخشى فشل المفاوضات الإيرانية الأمريكية
وول ستريت جورنال: دول الخليج تخشى فشل المفاوضات الإيرانية الأمريكية

الوطن الخليجية

time١١-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الوطن الخليجية

وول ستريت جورنال: دول الخليج تخشى فشل المفاوضات الإيرانية الأمريكية

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الخطر يكمن في أنه إذا وصلت المحادثات الأمريكية الإيرانية إلى طريق مسدود في وقت كثفت فيه الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة. وبحسب الصحيفة فإنه بينما تبقى إيران ضعيفة بعد أن دمرت إسرائيل دفاعاتها الجوية وحلفاءها العام الماضي، فقد تقرر الولايات المتحدة أو إسرائيل شن ضربة، مما قد يؤدي إلى هجمات انتقامية عبر الخليج. وفي رسالة أرسلها ترامب إلى المرشد الأعلى الإيراني في مارس، حدد الرئيس مهلة مدتها شهران لإنجاح المفاوضات، رغم أنه ليس واضحًا ما إذا كانت المهلة تبدأ من حينها أو عند بدء المحادثات. قالت دانا سترول، مديرة الأبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ونائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابقة لشؤون الشرق الأوسط: 'إذا أعطى ترامب مهلة زمنية للمفاوضات، وقام بهذا الحشد العسكري، ثم لم يصل إلى أي اتفاق جوهري بشأن البرنامج النووي الإيراني ولم يستخدم القوة العسكرية، فسيضر ذلك بسمعة الولايات المتحدة كقوة عظمى إلى الأبد، وسينظر إليها على أنها كانت تخادع'. الأصول العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط: •دييغو غارسيا: ست قاذفات شبحية ثقيلة من طراز B-2، سبع طائرات تزويد بالوقود من طراز KC-135، وطائرة نقل من طراز C-17. •من الولايات المتحدة: مقاتلات شبحية F-35 وطائرات هجومية A-10 Warthogs مع 300 من الطيارين. •من كوريا الجنوبية: أنظمة دفاع جوي، بما في ذلك بطاريتان من طراز باتريوت وبطارية واحدة من نظام ثاد (THAAD). •من غوام: مجموعة حاملة الطائرات كارل فنسون. •البحر الأحمر: مجموعة حاملة الطائرات ترومان. من المتوقع أن يجتمع ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب لشؤون الشرق الأوسط وروسيا، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عمان يوم السبت. شركاء واشنطن العرب المصدرون للطاقة — السعودية، الإمارات، قطر، الكويت، والبحرين — يقيمون على الضفة الأخرى من الخليج الضيق قبالة إيران. لديهم بنية تحتية اقتصادية ومدنية حساسة، ويستضيفون قواعد عسكرية أمريكية يمكن أن تستهدفها إيران أو الميليشيات المتحالفة معها. وكتب مسؤولون أمريكيون سابقون في معهد اليهودية للأمن القومي الأمريكي في تقرير هذا الأسبوع: 'قد يحسب النظام أن المنطقة بأكملها — إسرائيل، والولايات المتحدة، والأهداف العربية على حد سواء — أهداف مشروعة للرد على عمليات واسعة النطاق تهدف إلى تفكيك برنامجه النووي الأساسي'. وفي غضون ذلك، لا تزال دول الخليج تشعر بالمرارة من استبعادها خلال مفاوضات إدارة أوباما مع إيران والقوى الأوروبية التي أفضت إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وفقًا لمسؤول إماراتي. ورغم أن الاتفاق وضع قيودًا مؤقتة على قدرة إيران على التقدم نحو إنتاج قنبلة، إلا أنه أتاح لها أموالًا استخدمتها، بحسب المنتقدين، لتمويل ميليشيات مزعزعة للاستقرار في المنطقة، دون معالجة تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية، والذي يعتبره الجيران تهديدًا أكبر لأمنهم. ويقول المسؤول إن هذه المخاوف يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. وتخشى إسرائيل، التي تحالفت مع الممالك العربية الخليجية لتشكيل جبهة ضد إيران، من أن تكتفي الولايات المتحدة بصفقة لا تفكك البرنامج النووي الإيراني بالكامل. وتفضل إسرائيل أن تتم أي ضربة قريبًا، بينما لا تزال الدفاعات الإيرانية ضعيفة وقبل أن تقترب طهران أكثر من إنتاج قنبلة. وقال ترامب خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إيران ستكون في 'خطر عظيم' إذا فشلت المحادثات. تقدم إيران النووي خلال العقد الماضي قد يجعل التوصل إلى صفقة جديدة أكثر صعوبة. ويقيّم العديد من المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين أن احتمالية شن الولايات المتحدة ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية أعلى مما كانت عليه منذ سنوات. وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن الغارات الجوية الإسرائيلية في أكتوبر الماضي دمرت دفاعات إيران الجوية الاستراتيجية وألحقت أضرارًا بمرافق إنتاج الصواريخ، مما جعلها أكثر عرضة لهجمات مستقبلية. كما أن الحرب الإسرائيلية في لبنان العام الماضي أضعفت بشدة حزب الله، مما جعله غير قادر على شن هجوم كبير على إسرائيل ردًا على ضربة ضد إيران. وفي اليمن، يرزح الحوثيون المدعومون من إيران تحت ضغط متزايد بسبب تكثيف ترامب لحملته الجوية ضدهم. بدأ البنتاغون في الأسابيع الأخيرة توسيع قواته في الشرق الأوسط بسرعة، بإضافة مجموعة حاملة طائرات ثانية، وقاذفات B-2، ومقاتلات F-35، مع تعزيز بطاريات الدفاع الجوي باتريوت لحماية القواعد الأمريكية والدول المستضيفة.

مجلة أمريكية تتحدث عن تصاعد نفوذ الحوثيين كأداة إيرانية وفرصة حاسمة ستعيد تشكيل التوازنات في المنطقة
مجلة أمريكية تتحدث عن تصاعد نفوذ الحوثيين كأداة إيرانية وفرصة حاسمة ستعيد تشكيل التوازنات في المنطقة

اليمن الآن

time٠٢-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • اليمن الآن

مجلة أمريكية تتحدث عن تصاعد نفوذ الحوثيين كأداة إيرانية وفرصة حاسمة ستعيد تشكيل التوازنات في المنطقة

نشرت مجلة "فورين أفيرز" الامريكية، اليوم الاربعاء، مقالا بنوان "الطريق الضيق إلى شرق أوسط جديد" كتبته دانا سترول، سلط الضوء على التغيرات الجذرية في توازن القوى في الشرق الأوسط، مع التركيز على تراجع نفوذ إيران في المنطقة.​ تشير سترول إلى أن النظام الإيراني أصبح أكثر ضعفًا داخليًا وأكثر تعرضًا خارجيًا منذ الثورة الإسلامية عام 1979. تُعزى هذه الحالة إلى عدة عوامل، منها تنفيذ إسرائيل عمليات عسكرية ناجحة أدت إلى تصفية قادة رئيسيين في "محور المقاومة" المدعوم من إيران، وإزالة عشرات الآلاف من المقاتلين المدعومين إيرانيًا من ساحة المعركة، وتدمير ترسانات أسلحة تابعة لهذه الجماعات.​ وأضافت سترول: "وفي ديسمبر 2024، فرار الرئيس السوري بشار الأسد من دمشق أدى إلى فقدان إيران لحليف استراتيجي مهم، مما أثر سلبًا على قدرتها في استخدام سوريا كمنصة لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى وكلائها في المنطقة".​ وتابعت سترول "كما أن محاولات إيران لشن هجمات صاروخية باليستية على إسرائيل في عام 2024 باءت بالفشل، مما أدى إلى تآكل قدرتها على الردع وتراجع مصداقيتها العسكرية."​ فرصة لإعادة تشكيل النظام الإقليمي: وتؤكد سترول أن هذه التطورات توفر فرصة نادرة لإعادة تشكيل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط. تقترح أن تستغل الولايات المتحدة وحلفاؤها هذه اللحظة لتفكيك شبكة التهديدات التي شكلتها إيران، والعمل على بناء شرق أوسط أكثر أمانًا واستقرارًا.​ وبحسب سترول، تسعى إيران إلى تعزيز نفوذها في العراق واليمن، حيث تُستخدم الجماعات المسلحة التابعة لها لتعزيز قوتها الإقليمية. ومع تراجع نفوذ حزب الله، أصبح الحوثيون في اليمن بمثابة "وثيقة تأمين" جديدة لطهران، إذ ربطوا هجماتهم بحملة إسرائيل في غزة، مما زاد من تطور تكتيكاتهم وقدراتهم الصاروخية وحضورهم الإعلامي. وقالت سترول: "لا يزال الحوثيون يسيطرون على صنعاء، حيث يطبعون النقود، يجمعون الضرائب، ويحوّلون المساعدات الإنسانية لأغراضهم الخاصة. كما حصلوا على 500 مليون دولار من السعودية في ديسمبر لدعم الميزانية. على الرغم من الضربات العسكرية الأميركية والإسرائيلية، استمرت هجماتهم البحرية في البحر الأحمر حتى تم تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة في يناير. ومع ذلك، لم تؤدِّ هذه الضربات إلى إضعاف الحوثيين أو قطع الدعم الإيراني عنهم". وأكدت سترول أن قرار إدارة ترامب بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، بعد أن أزال التصنيف في 2021، لن يؤثر فعليًا على قادتهم، الذين لا يسافرون دوليًا ولا يحتفظون بحسابات مصرفية خارجية. ومع ذلك، فإنه سيفاقم الأزمة الاقتصادية في اليمن ويضر بالمدنيين، مما يفتح المجال أمام إيران لتوسيع نفوذها. توصيات استراتيجية ودعت الكاتبة إلى اتباع نهج شامل يتضمن:​ - تعزيز التحالفات الإقليمية: تشكيل تحالفات مع الدول العربية السنية وإسرائيل لاحتواء النفوذ الإيراني والحد من قدرته على التدخل في شؤون الدول الأخرى.​ - دعم الاستقرار الداخلي في الدول المتأثرة: تقديم الدعم للدول التي تعاني من عدم الاستقرار، مثل العراق ولبنان، لتعزيز مؤسساتها الحكومية وتقليل اعتمادها على الدعم الإيراني.​ - مواصلة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي: الاستمرار في فرض العقوبات الاقتصادية والعزلة الدبلوماسية على إيران للحد من قدرتها على تمويل وتسليح وكلائها في المنطقة.​ وخلصت سترول إلى أن هذه اللحظة تمثل فرصة حاسمة للولايات المتحدة وشركائها لإعادة تشكيل التوازنات في الشرق الأوسط، والحد من التهديدات التي تشكلها إيران، وبناء نظام إقليمي أكثر استقرارًا وأمانًا.​

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store