logo
#

أحدث الأخبار مع #دبلوماسية_التسهيل

حافظ الأسد وأحمد الشرع بين هنري كيسنجر وأندريه غروميكو
حافظ الأسد وأحمد الشرع بين هنري كيسنجر وأندريه غروميكو

العربية

timeمنذ 4 أيام

  • سياسة
  • العربية

حافظ الأسد وأحمد الشرع بين هنري كيسنجر وأندريه غروميكو

زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع للمملكة العربية السعودية ولقاؤه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مدى خمس وثلاثين دقيقة، برعاية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أنعشا الذاكرة حول الدور المحوري لسوريا بين النظام الراحل والنظام القائم. الرئيس حافظ الأسد كان يمارس "دبلوماسية الإرهاق" سواء مع خصومه أو مع حلفائه. وزير الخارجية الأميركي اللامع، هنري كيسنجر، الذي لُقِّب بأنه "عقل الدبلوماسية الأميركية"، لم يتوانَ عن القول، بعد اجتماعات ماراتونية مع حافظ الأسد، والتي لم توصِل إلى نتيجة: "سامحني يا الله، إنني أحترم هذا الرجل". كان حافظ الأسد، حين يريد إفشال أي محادثات، يخاطب محاوره بالقول: "وأين القضية الفلسطينية في كل ما ناقشناه"؟ كان هذا السؤال بمثابة الخاتمة السلبية لأي محادثات. والغموض الذي كان يمارسه مع خصومه، مارسه أيضاً مع الحلفاء، يروي أندريه غروميكو، وزير الخارجية في الاتحاد السوفياتي، في ستينات وسبعينات القرن الماضي، في مذكراته التي تحمل عنوان "من الذاكرة"، أن بلاده عرفت بالدخول السوري إلى لبنان، في خريف العام 1976، من الأميركيين علماً أنه كان يجدر بالرئيس الأسد، حليف الاتحاد السوفياتي، أن يُبلغهم بالأمر. وعلى عكس حافظ الأسد، يمارس الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، "دبلوماسية التسهيل"، وقد نجحت هذا الدبلوماسية، في بدء نقل سوريا من معسكر الحرب إلى جبهة السلم التي ستقود إلى السلام والتطبيع. ويبدو أن المجتمع السوري بات يشكِّل "بيئة حاضنة" لهذا الخيار، بدليل البهجة التي عمَّت الشارع السوري بعد إعلان الرئيس الأميركي قرار رفع العقوبات عن سوريا. لم يتوقف المجتمع السوري كثيراً عند المطالب الأميركية التي وافق عليها الرئيس الشرع، لأنه يعتبر ان استراتيجية "سوريا أولاً" تحتم القبول بهذه المطالب، ولم يقل الرئيس الشرع ما كان يردده الرئيس حافظ الأسد عند انتهاء أي محادثات:"وأين القضية الفلسطينية"؟ انطلاقاً من هذه الواقعية، لا يضع الشرع "رِجلاً" عند الأميركيين، و"رِجلاً" عند الروس، بل ينتهج سياسة المرور في الرياض للوصول إلى تحقيق أهدافه. وهذه الدبلوماسية الواضحة، البعيدة عن المناورات، التي كان ينتهجها حافظ الأسد، وبعده نجله بشار الأسد، يبدو أنها خط مستقيم يوصِل بسرعة إلى الهدف، بعكس الخط المتعرج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store