#أحدث الأخبار مع #دريةشفيقبوابة الأهراممنذ 3 أيامترفيهبوابة الأهرامقبل إحياء ذكرى رحيلها الـ 50 وفى انتظار فيلمه عنها.. التونسى وليد الطايع: درية شفيق أنقذتنى من الإحباطثلاث سنوات عاشها الكاتب والمخرج السينمائى التونسى وليد الطايع يقتفى أثر المناضلة المصرية الراحلة درية شفيق (1908 - 1975). قرأ كتبها ورواياتها المكتوبة بالفرنسية. زار القاهرة أربع مرات، آخرها قبل أيام، التقى ببناتها، وبحث عن بيتها وقبرها، ثم انتهى به المطاف فى «أرشيف الأهرام» ليجمع كل ما كتب عنها على مدار حياتها. فى لقاء سريع بأحد مقاهى القاهرة، وبعد حديث جانبى عن معشوقته «أم كلثوم»، حكى المخرج وليد الطايع أنه يزور مصر بشكل متكرر لإتمام مشروعين: الأول كتاب عن رائدات الحركة النسوية فى العالم العربى والتى بدأت فى مصر وبلاد الشام أواخر القرن التاسع عشر قبل بداية الحركة النسوية فى تونس والمغرب العربى بسنوات عديدة. ويرى وليد أن الكتاب هو بمثابة توثيق لكفاح ودور المناضلات وأثرهن الممتد فى الفكر العربى مثل المصريات الرائدات عائشة التيمورية، وملك حفنى ناصف التى طالبت بحق المرأة فى التعلم، ومعهن نبوية موسى، وسيزا نبراوي، ومى زيادة ودرية شفيق، والتى ينسب لها فضل إقرار حق المرأة المصرية فى الانتخاب والترشح وفقا إلى دستور عام 1956. أما المشروع الثاني، فهو فيلم وثائقى إبداعي، على حد وصفه، بعنوان «الصعود إلى الحلبة»، والمقصود هو حلبة الملاكمة أو تحديات الحياة كما يرويها، وفقا لتجربته الشخصية كمخرج عربى يكتب ويخرج أفلاما مستقلة ويعانى من الصورة والموضوعات النمطية التى تريد أن تفرضها جهات التمويل الدولية على المخرجين العرب مثل الفقر، والإرهاب، وقهر المرأة فى العالم العربى وما إلى ذلك. ويقول : « للأسف فإن عدم الانصياع لتلك الرؤية الضيقة باهظ جدا، لعدم توفر مصادر دعم خارج تلك القصص النمطية. تلك الحالة هى وضع سائد لكافة المخرجين المستقلين العرب بدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» . ويكمل «نتيجة لتلك المحاولات الفاشلة لتنفيذ أفلامي، أستعرض تجارب الإحباط المتتالية التى مررت بها إلى أن تأتى شخصيات نسائية فى حياتى تنتشلنى وتدفعنى للأمام للمحاولة من جديد. أولى تلك الشخصيات جدتى (زهرة) والتى عاشت تجربة صعبة جدا فى ستينيات القرن الماضى عقب استقلال تونس وجلاء المستعمر الفرنسي. فى تلك الفترة توفى جدي. واضطرت جدتى أن تعمل ممرضة كى تنفق على أطفالها السبعة. السيدة الثانية فهى والدتى (جليلة) والتى أعتبرها من المناضلات الصامتات حيث شجعتنى أن أكمل مشوارى السينمائى برغم كل الصعوبات. أما السيدة الثالثة فهى المناضلة المصرية الراحلة درية شفيق والتى تعرفت على مؤلفاتها صدفة خلال سنوات وباء كوفيد». ويوضح: «فى تلك الفترة كنت أعانى من إحباط نفسى كبير، توقفت عن العمل السينمائى وامتهنت وظيفة إدارى فى متحف أورسى للفن التشكيلى فى باريس. فى يوم ما بعد نهاية ساعات العمل وأثناء مرورى على بائع كتب قديمة بجوار نهر السين، جذب انتباهى اسم رواية باللغة الفرنسية بعنوان (الجارية السلطانة) للكاتبة المصرية درية شفيق، والتى تتناول سيرة شجر الدر. وعندما قرأت الرواية انتابنى الفضول الشديد للتعرف على درية شفيق، حيث قرأت سيرة حياتها كما روتها الكاتبة الأمريكية سينثيا نيلسون، وللحق فإن مسيرتها مازالت تذهلني، أو كما يقول الشاعر التونسى الصغير أولاد أحمد «هذه المرأة تسكنني، صباحا، مساءً، ويوم الأحد». درية شفيق.. أيقونة ملهمة الدكتورة درية شفيق التى رحلت عن العالم فى 20 سبتمبر قبل خمسة عقود، حصلت على الدكتوراة من «السوربون» فى الفلسفة برسالة موضوعها «المرأة فى الإسلام». كتبت الأدب والشعر باللغة الفرنسية، وأسست «مجلة بنت النيل». قادت المظاهرات المطالبة بمنح المرأة حقوقها السياسية. تلك الجرأة والروح المقاتلة هى أكثر ما أسر وليد الطايع. وساهمت درية شفيق بتأسيس مدارس محو الأمية. ويقول الطايع: « هناك مواقف كثيرة فى حياة درية شفيق تستحق التأمل بدءا من سفرها لفرنسا لدراسة الدكتوراة حين أصرت على أن تكون رسالة الدكتوراة فى الفلسفة وليس الجغرافيا، كما أوصى مسئول مكتب البعثات فيما تمسكت برأيها وأرسلت خطابا للدكتور طه حسين تطالب بحقها فاستجاب ودعمها. ومن أهم أقوالها الدالة على شخصيتها والتى كتبت على قبرها:» إذا كنت تريد وتجرؤ فلا تتردد، فلا تتردد أبدا بالتصرف عندما يجتاحك شعور الظلم.» يرى المخرج وليد الطايع أن فيلمه الوثائقى هو بمثابة طاقة أمل استقاها من نساء حياته، ويأمل أن تنتقل للجميع. ويؤكد أننا بحاجة إلى درية شفيق اليوم لمجابهة التبلد الذهني، لذا فهو يعمل حاليا على مونتاج الفيلم، والذى من المتوقع أن يرى النور خريف هذا العام ويأمل أن يعرضه بمصر والبلاد العربية. وتتصدر إضراب الخمسينيات طلبا لحق المرأة فى الانتخاب -«تصوير ـ آرشاك مصرف» قبل أن أودعه ربت وليد الطايع على كتفى مرددا «مصر عظيمة بنسائها وليس فقط برجالها. يجب أن تكونوا فخورين بشخصيات نسائية عاشت بينكم مثل درية شفيق».
بوابة الأهراممنذ 3 أيامترفيهبوابة الأهرامقبل إحياء ذكرى رحيلها الـ 50 وفى انتظار فيلمه عنها.. التونسى وليد الطايع: درية شفيق أنقذتنى من الإحباطثلاث سنوات عاشها الكاتب والمخرج السينمائى التونسى وليد الطايع يقتفى أثر المناضلة المصرية الراحلة درية شفيق (1908 - 1975). قرأ كتبها ورواياتها المكتوبة بالفرنسية. زار القاهرة أربع مرات، آخرها قبل أيام، التقى ببناتها، وبحث عن بيتها وقبرها، ثم انتهى به المطاف فى «أرشيف الأهرام» ليجمع كل ما كتب عنها على مدار حياتها. فى لقاء سريع بأحد مقاهى القاهرة، وبعد حديث جانبى عن معشوقته «أم كلثوم»، حكى المخرج وليد الطايع أنه يزور مصر بشكل متكرر لإتمام مشروعين: الأول كتاب عن رائدات الحركة النسوية فى العالم العربى والتى بدأت فى مصر وبلاد الشام أواخر القرن التاسع عشر قبل بداية الحركة النسوية فى تونس والمغرب العربى بسنوات عديدة. ويرى وليد أن الكتاب هو بمثابة توثيق لكفاح ودور المناضلات وأثرهن الممتد فى الفكر العربى مثل المصريات الرائدات عائشة التيمورية، وملك حفنى ناصف التى طالبت بحق المرأة فى التعلم، ومعهن نبوية موسى، وسيزا نبراوي، ومى زيادة ودرية شفيق، والتى ينسب لها فضل إقرار حق المرأة المصرية فى الانتخاب والترشح وفقا إلى دستور عام 1956. أما المشروع الثاني، فهو فيلم وثائقى إبداعي، على حد وصفه، بعنوان «الصعود إلى الحلبة»، والمقصود هو حلبة الملاكمة أو تحديات الحياة كما يرويها، وفقا لتجربته الشخصية كمخرج عربى يكتب ويخرج أفلاما مستقلة ويعانى من الصورة والموضوعات النمطية التى تريد أن تفرضها جهات التمويل الدولية على المخرجين العرب مثل الفقر، والإرهاب، وقهر المرأة فى العالم العربى وما إلى ذلك. ويقول : « للأسف فإن عدم الانصياع لتلك الرؤية الضيقة باهظ جدا، لعدم توفر مصادر دعم خارج تلك القصص النمطية. تلك الحالة هى وضع سائد لكافة المخرجين المستقلين العرب بدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» . ويكمل «نتيجة لتلك المحاولات الفاشلة لتنفيذ أفلامي، أستعرض تجارب الإحباط المتتالية التى مررت بها إلى أن تأتى شخصيات نسائية فى حياتى تنتشلنى وتدفعنى للأمام للمحاولة من جديد. أولى تلك الشخصيات جدتى (زهرة) والتى عاشت تجربة صعبة جدا فى ستينيات القرن الماضى عقب استقلال تونس وجلاء المستعمر الفرنسي. فى تلك الفترة توفى جدي. واضطرت جدتى أن تعمل ممرضة كى تنفق على أطفالها السبعة. السيدة الثانية فهى والدتى (جليلة) والتى أعتبرها من المناضلات الصامتات حيث شجعتنى أن أكمل مشوارى السينمائى برغم كل الصعوبات. أما السيدة الثالثة فهى المناضلة المصرية الراحلة درية شفيق والتى تعرفت على مؤلفاتها صدفة خلال سنوات وباء كوفيد». ويوضح: «فى تلك الفترة كنت أعانى من إحباط نفسى كبير، توقفت عن العمل السينمائى وامتهنت وظيفة إدارى فى متحف أورسى للفن التشكيلى فى باريس. فى يوم ما بعد نهاية ساعات العمل وأثناء مرورى على بائع كتب قديمة بجوار نهر السين، جذب انتباهى اسم رواية باللغة الفرنسية بعنوان (الجارية السلطانة) للكاتبة المصرية درية شفيق، والتى تتناول سيرة شجر الدر. وعندما قرأت الرواية انتابنى الفضول الشديد للتعرف على درية شفيق، حيث قرأت سيرة حياتها كما روتها الكاتبة الأمريكية سينثيا نيلسون، وللحق فإن مسيرتها مازالت تذهلني، أو كما يقول الشاعر التونسى الصغير أولاد أحمد «هذه المرأة تسكنني، صباحا، مساءً، ويوم الأحد». درية شفيق.. أيقونة ملهمة الدكتورة درية شفيق التى رحلت عن العالم فى 20 سبتمبر قبل خمسة عقود، حصلت على الدكتوراة من «السوربون» فى الفلسفة برسالة موضوعها «المرأة فى الإسلام». كتبت الأدب والشعر باللغة الفرنسية، وأسست «مجلة بنت النيل». قادت المظاهرات المطالبة بمنح المرأة حقوقها السياسية. تلك الجرأة والروح المقاتلة هى أكثر ما أسر وليد الطايع. وساهمت درية شفيق بتأسيس مدارس محو الأمية. ويقول الطايع: « هناك مواقف كثيرة فى حياة درية شفيق تستحق التأمل بدءا من سفرها لفرنسا لدراسة الدكتوراة حين أصرت على أن تكون رسالة الدكتوراة فى الفلسفة وليس الجغرافيا، كما أوصى مسئول مكتب البعثات فيما تمسكت برأيها وأرسلت خطابا للدكتور طه حسين تطالب بحقها فاستجاب ودعمها. ومن أهم أقوالها الدالة على شخصيتها والتى كتبت على قبرها:» إذا كنت تريد وتجرؤ فلا تتردد، فلا تتردد أبدا بالتصرف عندما يجتاحك شعور الظلم.» يرى المخرج وليد الطايع أن فيلمه الوثائقى هو بمثابة طاقة أمل استقاها من نساء حياته، ويأمل أن تنتقل للجميع. ويؤكد أننا بحاجة إلى درية شفيق اليوم لمجابهة التبلد الذهني، لذا فهو يعمل حاليا على مونتاج الفيلم، والذى من المتوقع أن يرى النور خريف هذا العام ويأمل أن يعرضه بمصر والبلاد العربية. وتتصدر إضراب الخمسينيات طلبا لحق المرأة فى الانتخاب -«تصوير ـ آرشاك مصرف» قبل أن أودعه ربت وليد الطايع على كتفى مرددا «مصر عظيمة بنسائها وليس فقط برجالها. يجب أن تكونوا فخورين بشخصيات نسائية عاشت بينكم مثل درية شفيق».