#أحدث الأخبار مع #دريدإبراهيمالصفّارساحة التحرير٠٧-٠٥-٢٠٢٥ترفيهساحة التحريردريد إبراهيم الصفّار: شهيد المسرح وصوت المهمّشين!وليد الحياليدريد إبراهيم الصفّار: شهيد المسرح وصوت المهمّشين! بقلم البرفيسور وليد الحيالي ولد الفنان المسرحي دريد إبراهيم الصفّار في بغداد، وسط عائلة عراقية كادحة عرفت معنى الكفاح مبكرًا. نشأ في كنف أم مناضلة كانت تعيل وحدها أكثر من عشرة أبناء وزوجًا مريضًا، في وقت كانت الحياة فيه قاسية على الفقراء والمهمشين. عاش دريد جزءًا من طفولته في حي الأمين، ثم انتقل مع عائلته إلى منطقة المشتل، حيث تشكلت بدايات وعيه الاجتماعي والإنساني. لم يكن المسرح بالنسبة لدريد مجرّد فن، بل كان وسيلته للتعبير عن معاناة طبقته وهموم الناس. التحق بـأكاديمية الفنون الجميلة – قسم المسرح، وبرز من خلالها كصوت مسرحي شاب ومبدع، يمتلك حضورًا لافتًا وموهبة فطرية في تجسيد الشخصيات. من أبرز أعماله المسرحية 'الخان' و*'نفوس'*، حيث أبدع في أداء أدوار تنبض بالصدق والوجع، ملامسًا قضايا الإنسان العراقي البسيط. لم يكن غريبًا أن يجد نفسه بين رموز فرقة المسرح الفني الحديث، تلك التي كانت منبرًا للفن الملتزم في وجه القمع والاستبداد. انتمى دريد إلى الحزب الشيوعي العراقي، إيمانًا منه بأن المسرح لا ينفصل عن السياسة، وبأن الفنان الحقيقي لا يمكن أن يقف على الحياد في زمن الظلم. ونتيجة لهذا الموقف، اعتقله النظام البعثي عام 1980، في واحدة من أسوأ الحملات ضد المثقفين والمفكرين. تم تغييب دريد، ثم أُعدم لاحقًا، ومعه اثنان من أشقائه ونسيبه، في جريمة سياسية وإنسانية ظلّت طيّ الكتمان لعقود. لكن ذاكرة الفن والناس لم تنسه. بقي اسمه يتردد في أروقة المسرح وبين رفاقه من المبدعين، كشاهد على زمن كان فيه الفن جريمة، والصدق موقفًا يُعاقب عليه بالإعدام. دريد إبراهيم الصفّار لم يكن نجمًا تلفزيونيًا، ولا عاش حياة الأضواء، بل عاش من أجل الكلمة والحق. رحل باكرًا، لكنه ترك أثرًا لا يُمحى، ورسالة ما زال يحملها كل فنان حر: أن الفن، حين يكون صادقًا، يصبح شهادة. 2025-05-07 The post دريد إبراهيم الصفّار: شهيد المسرح وصوت المهمّشين!وليد الحيالي first appeared on ساحة التحرير.
ساحة التحرير٠٧-٠٥-٢٠٢٥ترفيهساحة التحريردريد إبراهيم الصفّار: شهيد المسرح وصوت المهمّشين!وليد الحياليدريد إبراهيم الصفّار: شهيد المسرح وصوت المهمّشين! بقلم البرفيسور وليد الحيالي ولد الفنان المسرحي دريد إبراهيم الصفّار في بغداد، وسط عائلة عراقية كادحة عرفت معنى الكفاح مبكرًا. نشأ في كنف أم مناضلة كانت تعيل وحدها أكثر من عشرة أبناء وزوجًا مريضًا، في وقت كانت الحياة فيه قاسية على الفقراء والمهمشين. عاش دريد جزءًا من طفولته في حي الأمين، ثم انتقل مع عائلته إلى منطقة المشتل، حيث تشكلت بدايات وعيه الاجتماعي والإنساني. لم يكن المسرح بالنسبة لدريد مجرّد فن، بل كان وسيلته للتعبير عن معاناة طبقته وهموم الناس. التحق بـأكاديمية الفنون الجميلة – قسم المسرح، وبرز من خلالها كصوت مسرحي شاب ومبدع، يمتلك حضورًا لافتًا وموهبة فطرية في تجسيد الشخصيات. من أبرز أعماله المسرحية 'الخان' و*'نفوس'*، حيث أبدع في أداء أدوار تنبض بالصدق والوجع، ملامسًا قضايا الإنسان العراقي البسيط. لم يكن غريبًا أن يجد نفسه بين رموز فرقة المسرح الفني الحديث، تلك التي كانت منبرًا للفن الملتزم في وجه القمع والاستبداد. انتمى دريد إلى الحزب الشيوعي العراقي، إيمانًا منه بأن المسرح لا ينفصل عن السياسة، وبأن الفنان الحقيقي لا يمكن أن يقف على الحياد في زمن الظلم. ونتيجة لهذا الموقف، اعتقله النظام البعثي عام 1980، في واحدة من أسوأ الحملات ضد المثقفين والمفكرين. تم تغييب دريد، ثم أُعدم لاحقًا، ومعه اثنان من أشقائه ونسيبه، في جريمة سياسية وإنسانية ظلّت طيّ الكتمان لعقود. لكن ذاكرة الفن والناس لم تنسه. بقي اسمه يتردد في أروقة المسرح وبين رفاقه من المبدعين، كشاهد على زمن كان فيه الفن جريمة، والصدق موقفًا يُعاقب عليه بالإعدام. دريد إبراهيم الصفّار لم يكن نجمًا تلفزيونيًا، ولا عاش حياة الأضواء، بل عاش من أجل الكلمة والحق. رحل باكرًا، لكنه ترك أثرًا لا يُمحى، ورسالة ما زال يحملها كل فنان حر: أن الفن، حين يكون صادقًا، يصبح شهادة. 2025-05-07 The post دريد إبراهيم الصفّار: شهيد المسرح وصوت المهمّشين!وليد الحيالي first appeared on ساحة التحرير.