logo
#

أحدث الأخبار مع #دعبدالحميدالعواك

دحض ادعاء لجنة صياغة 'الإعلان الدستوري' في سوريا
دحض ادعاء لجنة صياغة 'الإعلان الدستوري' في سوريا

حزب الإتحاد الديمقراطي

time١٥-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • حزب الإتحاد الديمقراطي

دحض ادعاء لجنة صياغة 'الإعلان الدستوري' في سوريا

برادوست ميتاني ــ لكي يبرر المتحدث باسم لجنة صياغة الإعلان الدستوري 'د.عبد الحميد العواك' ما يصبو إليه هو واللجنة المشكلة والبطانة التي شكلتها أهدافهم القومية والدينية المتشددة قال خلال مؤتمر صحفي أن اسم سوريا هو 'الجمهورية العربية السورية' وأنهم لم يغيروا في اسم الدولة وهويتها شيئاً. إذ أنهما محددان منذ دستور عام 1920 وقد استمر ذلك منذ بناء الدولة وحتى اليوم. بالطبع أن هذا الكلام يفتقر إلى الحقيقة، فمن يرجع إلى البحث عن حقيقة ذلك ويقلب جميع الدساتير السورية منذ تشكيل الدولة وخاصة في عام 1920م وحتى عام 1958م ويمعن باسم الدولة فسيجد الحقيقة المنافية لادعائه حيث أن الاسم لم يحتوي على صفة العربية – مع احترامنا للأخوة العرب الذين نتعايش معاً في وطن واحد. لتعلم اللجنة أن اسم الدولة حمل منذ 1920 طابعاً وطنياً يعبر عن جميع القوميات والمكونات مستمراً حتى عام 1958م ولم يتم إدراج كلمة العربية فيه إلا عندما تم تشكيل الوحدة السورية المصرية على يد الرئيس المصري ذو الفكر القومي المتشدد الراحل 'جمال عبد الناصر' باسم الجمهورية العربية المتحدة حيث أن اسم سوريا قبل ذلك وفي جميع دساتير تلك المرحلة السابقة يكتب بصيغ لا تمت بأية قومية فكان مثلاً يحمل اسم الدولة السورية وأيضاً في عام1922م كانت تحمل اسم الاتحاد السوري وكذلك منذ عام 1949م أخذت الدولة تحمل اسم الجمهورية السورية وقد استمر هذا الاسم حتى زمن الوحدة كما أسلفنا وسيطرة التيار القومي العربي المتعصب منذئذ وحتى سقوط نظام البعث في الآونة الأخيرة . للعلم أنه في التاريخ البعيد وفي مراحل عديدة كان اسم سوريا يتمسك بنفسه فمثلاً كان خلال علاقات الحوريين(الخوريين) في الألف الثالث قبل الميلاد والميتانيين والهيتيين في الألف الثاني قبل الميلاد الذين يشكلون اسلاف الآريين ومنهم الشعب الكردي بالفراعنة المصريين كان اسمها بلاد خورو أو سورو أي بلاد الشمس وكذلك خلال الآشوريين في الثاني و الألف الأول قبل الميلاد ومن ثم تحول اسم سورو إلى سريان واستمر الاسم خلال ذلك حتى صار سوريا مع الضمور أحياناً خلال الدول: الساسانية والرومانية والإسلامية والأيوبية والمملوكية والعثمانية. في بداية تأسيس سوريا الحديثة أضيفت صفة العربية إلى اسم سوريا وذلك خلال اتيان الفرنسيين والإنكليز بالسيد 'فيصل بن الحسين' من خارج سوريا بعد طردهما للألمان والعثمانيين في الحرب العالمية الأولى وجعله ملكاً على سوريا 1918-1920م باسم المملكة السورية العربية، وذلك لما كان يحمله الملك فيصل من فكر عشائري عربي صرف، ولكن بإخراجه من سوريا على يد البريطانيين رجع اسم سوريا إلى طبيعته الأصلية وصار اسم الدولة: الدولة السورية الدلائل كثيرة إذ ثمة وثائق عديدة تعود إلى الفترة السورية من عام 1920 حتى عام 1958م سنذيل موضوعنا هذا ببعض منها تحمل اسم سوريا دون صفة أية قومية فيها منها ما كانت طوابع وعملة نقدية ورقية أو معدنية وورقيات منتشرة على كافة الأرض السورية، منها في الجزيرة السورية وثائق صادرة عن الدولة السورية عام 1949م خاصة بملكية السادة 'آل عبدالغني' في مدينة ديرك وقد أمدني بها لإغناء هذا الموضوع مشكوراً (أ. تمر أحمد عبد الغني) وهي وثائق مختومة بختم رسمي حيث أن العائلة من مؤسسي مدينة ديرك وهي تحوي الاسم الكردي ديرك قبل أن يُعرَّب الاسم إلى اسم المالكية وخاصة فيها اسم الدولة الذي هو الجمهورية السورية فقط ويعود إلى العام 1949م كما أسلفنا. لم يكن داعياً لتلك اللجنة لكي تبرر عقيدتها القومية الاقصائية وفكرها الأحادي أن تضع نفسها بهذا الخطأ وقد أدركنا لماذا وقعت بذلك المطب لأن المصادر والدلائل جمة كان عليها العودة إليها. مما سبق صار واضحاً أن اسم سوريا منذ عام 1920 حتى 1958م لم يحتوِ صفة العربية ولكن أمام تلك الحقائق أين تكمن المصداقية مع لجنة صياغة الدستور المؤقت وتقول إنهم استمدوا اسم سوريا كجمهورية عربية سورية من الدساتير السابقة الذي إن استمر دستورهم سيعود البلاد إلى عهود الإقصاء والظلم والشمولية وكيف لها أن تبرر هكذا؟ ألا تدرك هذه اللجنة بأن الفكر السياسي المجتمعي والوطني قد تطور وقد وعى السلبيات الناجمة عن تلك الدساتير التي إن أجرينا مقارنة بينها بالرغم من سلبياتها مع دستورهم هذا فأنها تكون أفضل منه كونها لم تحمل اسماً قومياً لسورية كما وضحنا سابقاً. ألا يدرك أصحاب مسودة هذا الدستور الجديد النتائج الهدامة الناجمة عن تلك الدساتير الشمولية والانفراد من قبل طرف واحد بالسلطة؟ ألا يعي أصحاب هذا الدستور لماذا ثار الشعب منذ 2011م وقدّم الشهداء وتحطمت البلاد لكي يعيدوا بنا إلى النمط ذاته في الحكم والسلطة؟ ألا يدرك مَن جمع بنود هذا الدستور الجديد من بنود الدساتير السابقة بأنها كتبت من قبل فئات محددة استحوذت على السلطة وكذلك في ظروف مختلفة من ظروف اليوم لكي يأتون ويقلدونهم؟ أين الفهم للوقائع التي تحوي افرازات حقوقية جديدة في المجتمع السوري الذي تبلور فيه الفكر القومي العام من قبل الكرد والسريان وغيرهم كالأرمن والتركمان والجركس وآخرين وكذلك بالنسبة للفكر الديني والمذهبي لكي يثيرونها هكذا بعقلية دينية وقومية كلاسيكية باتت منبوذة في الوعي الشخصي. ألا يستوعب أصحاب هذا الدستور الكلاسيكي بأن الشعب السوري تواق إلى الديمقراطية وقدَّم تضحيات جسام في المال والأرواح لكي يتخلص من الذهنية الانفرادية الاستبدادية الساعية إلى السيطرة على السلطة والانتقال نحو وطن ديمقراطي لتكون له مكانة آمنة؟ ألا يعلمون بأن نسخهم لبنود الدساتير السابقة يعني البعد عن الحداثة وما أتى به الفكر الحديث من الوعي القومي والوطني الديمقراطي؟ ألا يحسون بسلكهم لطريق من سبقهم من نمط الحكم البالي في سوريا للوصول إلى السلطة هو ما دفعته سوريا الآن من هذه الضريبة المدمرة. ألا يقول الشعب السوري بأن هدف القائمين على هذه الثورة بإنهاء نظام الأسد والبعث كان فقط الوصول إلى السلطة ولا فرق بينهم وبين غيرهم ممن حلوا محلهم في إدارة الدولة؟ في الختام نقول: إن الله عز وجل قال: وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم. فكلنا أخوة تحت سقف هذا الوطن ولا يجب حكره على قومية واحدة بل أنه لكل القوميات والمكونات وأن يكون اسمه وهويته يعبران عنهم جميعاً. فالوطن عنوان لنا جميعاً بمختلف الألوان كحديقة موردة وفيها كل الزهور وبعطر مختلف. علينا أن نحافظ عليه كما هو ولكن إن استمرت هذه الثقافة هكذا مثلما تم فيما سمي بالحوار الوطني أو تشكيل لجنة دستورية أو تأسيس مجلس الأمن القومي وأخيراً في مسودة الدستور هذه ويتم الاعتماد على شريحة واحدة ومن أيديولوجية أحادية الفكر فأن مصير الوطن سيكون معهم المصير ذاته مثلما حدث مع من سبقهم. وذلك ما لا نتمناه. 14-3-2025م.25-12-2636كردي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store