logo
#

أحدث الأخبار مع #دفاتر_مايا

"ذكرى النور".. معرض عن بيروت التي لا نراها
"ذكرى النور".. معرض عن بيروت التي لا نراها

الشرق السعودية

timeمنذ 12 ساعات

  • ترفيه
  • الشرق السعودية

"ذكرى النور".. معرض عن بيروت التي لا نراها

ينثر المخرجان السينمائيان جوانا حاجي توما وخليل جريج، الضوء على خبايا بيروت، على باطن مدينة تعبت من حروبها، كاشفاً عمّا دُفن أو تمّ نسيانه أو إخفاؤه، في رحلة مذهلة عبر مخطوطات الزمن، وذلك في معرضهما "ذكرى النور" في متحف سرسق، بيروت. يجمع المخرجان أعمالهما على مدى عشر سنوات تقريباً، ويوزّعانها على 14 قسماً، بين مقاطع فيديو، ومنسوجات، ومجسّمات زجاجية، أتربة وأحجاراً، صوراً فوتوجرافية، وأشعاراً على الجدران. أين عقلي.. حدّقت في الجمال مطوّلًا يعرض مخرجا فيلم "دفاتر مايا" (2021)، فيديو عن مجسّمات رأوها في متاحف زاروها، بلا أيدي ولا رؤوس كأنما بترت هويتها عنها. يوثقان أبياتاً للشاعر اليوناني جورج سفيريس بين تلك المجسّمات لكن بشيفرات غير مقروئة، كأنها كودات، في انعكاس للخوارزميات التي يشهدها عصرنا، يرى فيها الفنانان تضييقاً على الحرية الفردية وقدرتها على الحلم بحرية سياسياً وشاعرياً، وخصوصاً تحت أطر نظم الحماية والإيديولجيا، ما يقلص رؤية الإنسان بدلاً من توسّعها. خيام.. ومقاومة الزمن في قسم "خيام" يتم عرض 50 دقيقة من مقابلات مع أسرى لبنانيين محررين من معتقل "الخيام"، أثناء فترة سجنهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان قبيل التحرير عام 2000. يوثق القسم أعمال الأسرى "سهى بشارة وصونيا وعفيف ورجائي وكفاح ونعمان"، ويعرض صوراً تمّت إعادة تركيبها، عن أعمال يدوية فنية وإبداعية، صنعها الأسرى في المعتقل، مثل مسابح وقلادات وأساور، رسموا عليها لوحات بما وجدوه واخترعوه في سجنهم من أدوات متاحة. كانوا يقومون بذلك "كإستراتيجية للبقاء والعصيان وطريقة للحفاظ على إنسانيتهم وحريتهم التي حاول السجّانون محوها". ويذكرون أنهم لا يرون أنهم فنانين ولم يصبحوا فنانين بعد أن تحرّروا من الاعتقال. كانت إبداعاتهم محاولة للبقاء على قيد الحياة بطريقة أو بأخرى. "ثلاثيات".. ما يكمن تحت أقدامنا كبسولات شفافة زجاجية معلّقة تحتوي مواداً ترابية وأحجاراً استُخرجَت من جوف الأرض، وتحديداً من وسط بيروت، من حي سرسق، وتحت حي إليوناس في مدينة أثينا اليونانية. جمّد الفنانان هذه المواد في كبسولات تبدو أنها تطفو في سائل ما داخلها لكنها ليست كذلك. ووثقوها بصور فوتوجرافية أعاد رسمها فنانون أركيولوجيون، لأن هذه النماذج ترسل للتدمير. والمثير للاهتمام، أن كل فنان أركيولوجي لديه نمطه الخاص به، لذا لا تبدو الرسمات مطابقة تماماً للصور الأصلية، وهم أثناء رسمهم لها، يفضّلون الإضاءة على جزء معيّن منها. وأخيراً الجزء الثالث من هذه الثلاثية، هو "السردية المحتملة"، وهي مهمّة لأن الفنانان كما عبّرا ليسا عالِمَين، هما فقط ينظران إلى هذه الاستخراجات ويحاولان من خلال المعلومات التي لديهما، بناء سردية ممكنة أو متخيّلة عما يمكن لهذه المواد أن تكون عاشته أو مرّت به. ملانكوليا المتحف ناووس العشاق شهد لبنان عام 2022 انقطاعاً للتيار الكهربائي، أغرق لبنان في ظلام دامس. ورغم ذلك، قرّر المتحف الوطني حينها أن يبقى مفتوحاً أمام زوّاره. وجد الفنانان أن الكثير من الزوّار صاروا يستخدمون أضواء هواتفهم ليروا الآثار المعروضة، من دون أن يُعرِضوا عن زيارة للمتحف. إصرارهم على استكشاف مكنوناته ألهمتهما، فوثّقاها من خلال مقاطع فيديو. "ذكرى النور" من هنا جاء عنوان المعرض "ذكرى النور"، حيث يشارك الفنانان ظاهرة علمية، بعيداً عن اليابسة في جوف البحر. إذ يتغيّر الإدراك الحسّي بالألوان كلما ازداد عمق المياه، وقاما بتجربة ذلك من خلال استخدام عَلَم ملوّن أغرقاه في المياه وصوّرا كيف تغيّرت ألوانه. كما استعانا بغوّاصين ممثّلين، ارتدوا ألوان العلم نفسها، كي يؤكدا اختفاء الألوان في أعماق المياه. واكتشفوا أنقاضاً وبقايا مدن ومخلّفات حروب، كدبابة لا تزال تعكس الضوء الذي يصلها إلى القعر. يستحضر هذا الفيديو قصص اللاجئين الذين يعبرون البحر، معرّضين حياتهم للموت أملاً في الوصول إلى حياة أفضل. دليل التنهدات يستقبل المعرض زائريه بصور فوتوجرافية لأعين أشخاص مع رمز تحتها، يتم مسحه فنمسع تنهّداتهم. سألت "الشرق" الفنانان عن الفكرة وكيف استلهماها فأجابا:" التنهّدات هي تعبير جسدي عن المشاعر، نَفَس يفلت من السيطرة، لحظة ارتخاء أو توتر". واعتبرا أن التنهدات "حاضرة في الموسيقى العربية، كما في الطرب، وفي أغنية " الأطلال" لأم كلثوم مثلًا. نستكشف التنهّد كاستجابة شعرية للفوضى. عندما نعجز عن الكلام، يمكننا أن نشارك تنهداتنا. إنه فعل بسيط، لكنه مليء بالمعاني. ينقل ما لا يُقال، ما لا يُرى. يجسّد هذه الهشاشة التي نحاول إظهارها، تلك الإنسانية التي تصمد في وجه الشدائد، بل وتُقاوم أيضاً". يتيح هذا القسم من المعرض للزوّار تسجيل تنهداتهم، حيث سيجمعها توما وجريج لتقديمها في حفل تنهدات يُقام في الصيف. مخرجا الفيلم الوثائقي Lebanese Rocket Society" (2012)" يقولان: "نحن لا نسعى لتصوير المأساة أو تمثيلها. ما نفعله هو التوثيق، السرد، ومحاولة نقل الواقع الذي نعيشه، ولكن أيضاً إيجاد شكل شعري يساعدنا على تحمّله وتجاوزه، من دون نسيانه". وعلى الرغم من أن المخرجان يقيمان في باريس، لكن بيروت لهما هي "نقطة الارتكاز" كما يصفانها. بالنسبة لهما فهي "مدينة طبقات، انقطاعات، محو، وولادات متكررة. تحمل في طياتها جراحاً عميقة، ولكن أيضاً قدرة مذهلة على استعادة الحياة. إنها مدينة تقاوم، تبتكر، وتلهم، رغم الألم". "ذكرى النور" شعاع أضاءه الفنانان ليستكشف الزائرون بيروت الكامنة تحت أقدامهم، بتاريخها وقسوتها وجمالها وعنفها، على مهل وبشاعرية. يستمر المعرض حتى الرابع من سبتمبر 2025.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store