#أحدث الأخبار مع #دكتور_مخلص_مزاهرةالغدمنذ 10 ساعاتصحةالغدالعدوى المعوية.. انتشار واسع يرتبط بسلوكيات النظافةديمة محبوبة اضافة اعلان عمان - في أحد المستشفيات المحلية، استقبل الكادر الطبي الأسبوع الحالي عائلة مكونة من خمسة أفراد، جميعهم يعانون من أعراض متشابهة؛ إسهال شديد، غثيان، حمى خفيفة، دوخة متكررة وآلام عضلية في كامل الجسم.ورغم أن الأعراض بدت للوهلة الأولى وكأنها ناتجة عن تسمم غذائي، إلا أن الفحوصات الطبية أكدت أنها عدوى فيروسية حادة في الجهاز الهضمي، ناتجة عن تناول طعام ملوث خلال مناسبة عائلية.هذه الحالة لم تكن الوحيدة، إذ يشهد هذا الوقت من السنة تزايدا ملحوظا في الإصابات بالفيروسات المعوية، خاصة مع تغير الفصول، حيث تصبح الأجواء بيئة خصبة لانتشارها بين الأطفال والبالغين على حد سواء.ويقول طبيب الطوارئ د. أحمد مصطفى، إن عدد الحالات المصابة بهذه الفيروسات يرتفع خلال فترات الانتقال الموسمي، نتيجة عوامل بيئية وسلوكية متداخلة، من أبرزها تفاوت درجات الحرارة، ازدياد التجمعات، وتراجع الوعي بنظافة الطعام والماء في بعض البيئات.ويؤكد أن هذه الفيروسات لا تقتصر على فئة عمرية دون غيرها، فهي تنتقل بسهولة لأي شخص يتناول طعاما ملوثا، أو يشرب مياها غير آمنة، أو يلمس سطحا ملوثا ثم يضع يده على فمه أو أنفه.من جانبه، يوضح اختصاصي الطب العام د.مخلص مزاهرة، أن هذه الفيروسات متعددة المصادر، لكنها تتشابه في سرعة انتشارها، لا سيما في البيوت المكتظة، والمدارس، والمطاعم، مما يجعل السيطرة عليها تحديا يتطلب وعيا فرديا وجماعيا.بينما تشير الدراسات العالمية إلى أن من أكثر الفيروسات شيوعا ذلك الذي يعرف باسم نوروفيروس، ويعد المسبب الأول لالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي في العالم، إذ يكفي عدد ضئيل جدا من الجزيئات الفيروسية لإحداث عدوى، وقد ينتقل عبر الطعام، المياه، أو حتى الهواء في بعض الحالات المغلقة.كما تعد فيروسات الأدينو من المسببات الشائعة أيضا، خصوصا لدى الأطفال، لكنها لا تستثني البالغين، وتؤدي إلى أعراض حادة تستمر لأيام، بينما تنتشر أستروفيروسات بشكل أكبر بين الرضع وكبار السن، وتسبب حالات إسهال حادة مع ارتفاع حرارة وإرهاق شديد.ويوضح مزاهرة أنه بالرغم أن بعض حالات العدوى لا يحدد فيها نوع الفيروس بدقة، إلا أن التشخيص غالبا ما يبنى على الأعراض والسياق الوبائي، وعادة ما تبدأ الأعراض بعد يوم أو يومين من التعرض للفيروس، وتشمل إسهالا متكررا، غثيانا أو قيئا، ألما في البطن، وارتفاعا في درجة الحرارة، وقد تترافق أحيانا مع صداع أو ألم عضلي.ووفق قوله، فإن خطورة الفيروسات لا تكمن فقط في الأعراض المباشرة، بل في احتمالية حدوث الجفاف السريع، خصوصا لدى الأطفال الصغار، كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.ويضيف أن فقدان الجسم للسوائل من دون تعويض كاف يؤدي إلى تدهور سريع في حالة المريض، وتظهر علامات الجفاف في صورة جفاف في الفم، قلة التبول، تسارع في ضربات القلب وشعور عام بالإعياء والخمول.ورغم أن الكثير من الحالات تشفى من تلقاء نفسها خلال يوم أو يومين، إلا أن الرعاية الصحية السريعة تؤدي دورا حاسما في الوقاية من المضاعفات. والعلاج لا يستهدف الفيروس بحد ذاته، إذ لا توجد أدوية مضادة فعالة، وإنما يركز على تعويض السوائل والأملاح، سواء عبر محاليل الإماهة الفموية أو في الحالات المتقدمة، من خلال المحاليل الوريدية.ويلفت الدكتور مزاهرة إلى خطأ شائع يرتكبه بعض الناس عند اللجوء إلى المضادات الحيوية، إذ لا تجدي نفعا في هذه الحالات وقد تؤدي إلى نتائج عكسية، مضيفا أن الراحة وتناول الطعام الخفيف، إلى جانب شرب السوائل، هي السبيل الأفضل للتعافي.وينصح بعدم نسيان الوقاية، فهي حجر الأساس في تجنب الإصابة، كغسل اليدين بالماء والصابون بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام، التأكد من نظافة مصادر المياه، طهو الطعام جيدا وعدم استهلاك أي وجبات جاهزة ظلت مكشوفة لفترات طويلة، تعقيم الأسطح المشتركة، وتجنب مشاركة أدوات الطعام، كلها خطوات أساسية لكنها فعالة جدا في الحد من انتقال العدوى.وبالرغم من توفر لقاح خاص ضد بعض أنواع الفيروسات المعوية للأطفال، مثل اللقاح المضاد لفيروس الروتا، إلا أن اللقاحات لا تشمل جميع الفيروسات، ولا تعطى للبالغين عادة، ما يجعل الوعي السلوكي والاهتمام بالنظافة الشخصية الخيار الوحيد المتاح للجميع.وأخيرا، وبعد ازدياد حالات الزائرين لغرف الطوارئ وتزايد حالات الإعياء في البيوت، تبدو الفيروسات المعوية ضيفا ثقيلا يصعب التخلص منه من دون وعي صحي شامل، خصوصا في ظل غياب علاج مباشر، فتظل الوقاية الحل الأكثر واقعية لحماية الأسر من دوامة أعراض تبدأ فجأة، لكنها ترهق الجسد لأيام، وربما تهدد الحياة إن لم يؤخذ الأمر على محمل الجد.
الغدمنذ 10 ساعاتصحةالغدالعدوى المعوية.. انتشار واسع يرتبط بسلوكيات النظافةديمة محبوبة اضافة اعلان عمان - في أحد المستشفيات المحلية، استقبل الكادر الطبي الأسبوع الحالي عائلة مكونة من خمسة أفراد، جميعهم يعانون من أعراض متشابهة؛ إسهال شديد، غثيان، حمى خفيفة، دوخة متكررة وآلام عضلية في كامل الجسم.ورغم أن الأعراض بدت للوهلة الأولى وكأنها ناتجة عن تسمم غذائي، إلا أن الفحوصات الطبية أكدت أنها عدوى فيروسية حادة في الجهاز الهضمي، ناتجة عن تناول طعام ملوث خلال مناسبة عائلية.هذه الحالة لم تكن الوحيدة، إذ يشهد هذا الوقت من السنة تزايدا ملحوظا في الإصابات بالفيروسات المعوية، خاصة مع تغير الفصول، حيث تصبح الأجواء بيئة خصبة لانتشارها بين الأطفال والبالغين على حد سواء.ويقول طبيب الطوارئ د. أحمد مصطفى، إن عدد الحالات المصابة بهذه الفيروسات يرتفع خلال فترات الانتقال الموسمي، نتيجة عوامل بيئية وسلوكية متداخلة، من أبرزها تفاوت درجات الحرارة، ازدياد التجمعات، وتراجع الوعي بنظافة الطعام والماء في بعض البيئات.ويؤكد أن هذه الفيروسات لا تقتصر على فئة عمرية دون غيرها، فهي تنتقل بسهولة لأي شخص يتناول طعاما ملوثا، أو يشرب مياها غير آمنة، أو يلمس سطحا ملوثا ثم يضع يده على فمه أو أنفه.من جانبه، يوضح اختصاصي الطب العام د.مخلص مزاهرة، أن هذه الفيروسات متعددة المصادر، لكنها تتشابه في سرعة انتشارها، لا سيما في البيوت المكتظة، والمدارس، والمطاعم، مما يجعل السيطرة عليها تحديا يتطلب وعيا فرديا وجماعيا.بينما تشير الدراسات العالمية إلى أن من أكثر الفيروسات شيوعا ذلك الذي يعرف باسم نوروفيروس، ويعد المسبب الأول لالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي في العالم، إذ يكفي عدد ضئيل جدا من الجزيئات الفيروسية لإحداث عدوى، وقد ينتقل عبر الطعام، المياه، أو حتى الهواء في بعض الحالات المغلقة.كما تعد فيروسات الأدينو من المسببات الشائعة أيضا، خصوصا لدى الأطفال، لكنها لا تستثني البالغين، وتؤدي إلى أعراض حادة تستمر لأيام، بينما تنتشر أستروفيروسات بشكل أكبر بين الرضع وكبار السن، وتسبب حالات إسهال حادة مع ارتفاع حرارة وإرهاق شديد.ويوضح مزاهرة أنه بالرغم أن بعض حالات العدوى لا يحدد فيها نوع الفيروس بدقة، إلا أن التشخيص غالبا ما يبنى على الأعراض والسياق الوبائي، وعادة ما تبدأ الأعراض بعد يوم أو يومين من التعرض للفيروس، وتشمل إسهالا متكررا، غثيانا أو قيئا، ألما في البطن، وارتفاعا في درجة الحرارة، وقد تترافق أحيانا مع صداع أو ألم عضلي.ووفق قوله، فإن خطورة الفيروسات لا تكمن فقط في الأعراض المباشرة، بل في احتمالية حدوث الجفاف السريع، خصوصا لدى الأطفال الصغار، كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.ويضيف أن فقدان الجسم للسوائل من دون تعويض كاف يؤدي إلى تدهور سريع في حالة المريض، وتظهر علامات الجفاف في صورة جفاف في الفم، قلة التبول، تسارع في ضربات القلب وشعور عام بالإعياء والخمول.ورغم أن الكثير من الحالات تشفى من تلقاء نفسها خلال يوم أو يومين، إلا أن الرعاية الصحية السريعة تؤدي دورا حاسما في الوقاية من المضاعفات. والعلاج لا يستهدف الفيروس بحد ذاته، إذ لا توجد أدوية مضادة فعالة، وإنما يركز على تعويض السوائل والأملاح، سواء عبر محاليل الإماهة الفموية أو في الحالات المتقدمة، من خلال المحاليل الوريدية.ويلفت الدكتور مزاهرة إلى خطأ شائع يرتكبه بعض الناس عند اللجوء إلى المضادات الحيوية، إذ لا تجدي نفعا في هذه الحالات وقد تؤدي إلى نتائج عكسية، مضيفا أن الراحة وتناول الطعام الخفيف، إلى جانب شرب السوائل، هي السبيل الأفضل للتعافي.وينصح بعدم نسيان الوقاية، فهي حجر الأساس في تجنب الإصابة، كغسل اليدين بالماء والصابون بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام، التأكد من نظافة مصادر المياه، طهو الطعام جيدا وعدم استهلاك أي وجبات جاهزة ظلت مكشوفة لفترات طويلة، تعقيم الأسطح المشتركة، وتجنب مشاركة أدوات الطعام، كلها خطوات أساسية لكنها فعالة جدا في الحد من انتقال العدوى.وبالرغم من توفر لقاح خاص ضد بعض أنواع الفيروسات المعوية للأطفال، مثل اللقاح المضاد لفيروس الروتا، إلا أن اللقاحات لا تشمل جميع الفيروسات، ولا تعطى للبالغين عادة، ما يجعل الوعي السلوكي والاهتمام بالنظافة الشخصية الخيار الوحيد المتاح للجميع.وأخيرا، وبعد ازدياد حالات الزائرين لغرف الطوارئ وتزايد حالات الإعياء في البيوت، تبدو الفيروسات المعوية ضيفا ثقيلا يصعب التخلص منه من دون وعي صحي شامل، خصوصا في ظل غياب علاج مباشر، فتظل الوقاية الحل الأكثر واقعية لحماية الأسر من دوامة أعراض تبدأ فجأة، لكنها ترهق الجسد لأيام، وربما تهدد الحياة إن لم يؤخذ الأمر على محمل الجد.