أحدث الأخبار مع #دوايتأيزنهاور،


صوت بيروت
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- صوت بيروت
ما وراء فوردو وأراك: هل يكون "قوس قزح" النووي.. السر الذي يهدد بتغيير قواعد اللعبة؟
يومًا بعد يوم، تتكشف على الساحة الإيرانية منشآت نووية جديدة، تسعى لمنافسة المراكز التي اكتسبت شهرة واسعة لقدرتها على تخصيب اليورانيوم، وعلى رأسها 'نطنز' و'فوردو'. تأتي هذه التطورات في سياق تاريخ طويل ومعقد للبرنامج النووي الإيراني، الذي بدأ بدعم أمريكي في خمسينيات القرن الماضي تحت مظلة برنامج 'الذرة من أجل السلام' الذي أطلقه الرئيس دوايت أيزنهاور، وكان الهدف المعلن آنذاك هو الاستكشاف العلمي السلمي. وقد حملت فترة حكم شاه إيران طموحات واسعة في المجال النووي، حيث وافق على خطط طموحة لبناء ما يقارب ثلاثة وعشرين محطة للطاقة النووية بحلول عام ألفين، بهدف إنتاج كمية هائلة من الكهرباء تصل إلى ثلاثة وعشرين ألف ميجاوات باستخدام الطاقة النووية. وقد بدأ التنفيذ الفعلي لهذه الخطط في موقع بوشهر بتولي شركة ألمانية مسؤولية الإنشاء، إلا أن المشروع لم يكتب له الاكتمال بسبب الثورة الإيرانية التي اندلعت عام 1979 وعودة آية الله الخميني من منفاه في باريس. ومع استقرار الأوضاع بعد الثورة، شهد البرنامج النووي الإيراني تحولًا، حيث توقف التعاون الدولي القائم. لكن إيران استأنفت برنامجها النووي ببطء خلال عقد الثمانينات، لتبرز لاحقًا العديد من المنشآت التي أثارت قلقًا متزايدًا لدى المجتمع الدولي بشأن أهداف طهران النووية. من بين هذه المنشآت، يبرز اسم 'نطنز' كمركز رئيسي لتخصيب اليورانيوم، و'فوردو' كموقع تخصيب آخر يقع في عمق الأرض بالقرب من مدينة قم. كما يثير مفاعل أراك (المعروف أيضًا باسم خنداب) مخاوف بشأن إمكانية إنتاج البلوتونيوم. بالإضافة إلى ذلك، هناك مواقع أخرى مثل مجمع أصفهان للتكنولوجيا النووية، ومركز الأبحاث في طهران، وموقع بارتشين الذي تحوم حوله الشكوك بشأن طبيعة الأنشطة التي تجري فيه، ومحطة بوشهر التي تعد أول محطة طاقة نووية إيرانية تعمل بكامل طاقتها بمساعدة روسية. ومؤخرًا، وفي مايو من العام الجاري 2025، تصدر اسم موقع جديد هو 'قوس قزح' واجهة الأخبار بعد مزاعم من المعارضة الإيرانية بأنه منشأة سرية مخصصة لإنتاج التريتيوم، وهو نظير مشع يمكن استخدامه في تعزيز القدرات التسليحية النووية. وقد أثارت هذه المزاعم صدمة وقلقًا واسعًا في المجتمع الدولي، على الرغم من عدم وجود تأكيد مستقل لهذه الادعاءات من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو وكالات الاستخبارات الكبرى حتى الآن. قبيل ساعات من انعقاد مؤتمر المعارضة الإيرانية في الولايات المتحدة الأميركية، تم تسريب المعلومات حول منشأة 'قوس قزح' لصحيفة 'فوكس نيوز الأميركية'. هذا الكشف الجديد قد تكون له تداعياته على المفاوضات الأميركية الإيرانية في حال تم التأكد من قدرات هذه المنشأة وخطورة ما يتم إنتاجه داخلها. تحت عنوان 'إيران تحت المجهر: كشف مشروع نووي سري يهدد العالم'، عقد المجلس الوطني للمقاومة الإيراني مؤتمرًا صحافيًا في العاصمة الأميركية واشنطن في 8 مايو 2025، كشف فيه عن معلومات جديدة حول المنشآت النووية السرية للنظام الإيراني حصلت عليها منظمة 'مجاهدي خلق الإيرانية' من داخل إيران. كشف مشروع أسلحة نووية سري في إيران وقدمت السيدة سونا صمصامي، مسؤولة مكتب المقاومة الوطنية الإيرانية في الولايات المتحدة، والسيد علي رضا جعفرزاده، نائب مسؤول المكتب، إفادات مفصلة حول مواقع نووية سرية تابعة للنظام الإيراني. يأتي هذا الكشف في وقت حساس، تزامنًا مع المفاوضات النووية الدقيقة بين إيران والولايات المتحدة، مقدمًا أدلة مقلقة على سعي إيران لتطوير أسلحة نووية متطورة، مما يثير تساؤلات جدية حول النوايا الحقيقية لبرنامجها النووي وتأثيره على الاستقرار الإقليمي والعالمي. وفق المعلومات الجديدة التي حصلت عليها المعارضة الإيرانية حول المشروع السري لتطوير أسلحة نووية في إيران، فهو يُدار من قبل معهد الابتكار والبحوث الدفاعية (SPND) منذ عام 2009 في منطقة إيوانكي، بمدينة كرمسار، بمحافظة سمنان. هذه المنشأة، التي تحمل الاسم الرمزي 'قوس قزح'، تمتد على مساحة تقارب 1000 هكتار (حوالي 2500 فدان) وتعمل ظاهريًا تحت غطاء شركة كيميائية تُدعى 'ديبا إنرجي سينا'. يأتي هذا الكشف في وقت حساس، تزامنًا مع المفاوضات النووية الدقيقة بين إيران والولايات المتحدة، مقدمًا أدلة مقلقة على سعي إيران لتطوير أسلحة نووية متطورة، مما يثير تساؤلات جدية حول النوايا الحقيقية لبرنامجها النووي وتأثيره على الاستقرار الإقليمي والعالمي. تفاصيل مشروع 'قوس قزح' ودور التريتيوم يُعد مشروع 'قوس قزح' مصممًا لتطوير أسلحة نووية معززة يمكن تركيبها على صواريخ باليستية بمدى يتجاوز 3000 كيلومتر، مما يشكل تهديدًا محتملاً لأوروبا وحتى الولايات المتحدة. يركز المشروع بشكل أساسي على استخراج التريتيوم، وهو نظير مشع يعزز بشكل كبير القوة التفجيرية للأسلحة النووية، خاصة في الأجهزة الانفجارية (من نوع الانفجار الداخلي)، ويُمكّن من إنتاج قنابل هيدروجينية. على عكس اليورانيوم المخصب، فإن التريتيوم له تطبيقات مدنية محدودة للغاية، مما يضع ادعاءات إيران حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي موضع شك كبير. منذ عام 2013، قام معهد الابتكار والبحوث الدفاعية بنقل خبراء في الاندماج النووي والتريتيوم من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى المعهد بسرية تامة، مع إصدار تعليمات صارمة بعدم نشر أي أبحاث متعلقة بهذا المجال. هيكلية وأمن المنشأة. بدأ بناء منشأة 'قوس قزح' في عام 2009 وأصبحت جاهزة للعمل في عام 2013، وتتكون من ثلاثة أقسام منفصلة تشمل مرافق شبيهة بالمصانع، ومقرًا مركزيًا، ونقطة تفتيش عند المدخل. تقع المنشأة في وادٍ قريب من جبل كلراز، في منطقة الجبل الأبيض، وصُممت بحيث تكون أجزاء منها مخفية تحت الجبال لتجنب رصدها عبر الأقمار الصناعية. يوفر سلاح الجو الفضائي التابع للحرس الثوري الإيراني حماية مشددة للموقع من خلال نشر رادار 'قدير' المتطور ونظام دفاع صاروخي قريب. يعكس هذا المستوى من الأمن الأهمية الاستراتيجية للمنشأة. يخضع طريق الوصول إلى الموقع، المتفرع من الطريق السريع بين طهران وسمنان، لسيطرة عسكرية صارمة، ويُمنع دخول المدنيين. الشركات الوهمية ودور وزارة الدفاع تُعد شركة 'ديبا إنرجي سينا' واحدة من خمس شركات وهمية تدار من قبل مجموعة 'رواد التنمية الصناعية آريا راضي'، التي تعمل ظاهريًا في الصناعات الكيميائية والبتروكيميائية، لكنها في الواقع تلعب دورًا محوريًا في دفع مشاريع معهد الابتكار والبحوث الدفاعية النووية. كانت هذه المجموعة تُدار في البداية من قبل العميد ناصر مالكي، نائب رئيس منظمة الفضاء بوزارة الدفاع آنذاك، والذي أُدرج في قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي في عام 2007 بسبب أنشطته الصاروخية والنووية. أعضاء مجلس الإدارة الأوائل، بمن في ذلك أشخاص لهم خبرة في منظمة الفضاء وإنتاج صواريخ شهاب-3 (القادرة على حمل رؤوس نووية)، يكشفون عن العلاقة الوثيقة بين هذا المشروع وبرنامج الصواريخ الإيراني. يُخفى المشروع تحت غطاء برنامج إطلاق الأقمار الصناعية، والذي يُعد جزءًا من جهود تطوير صواريخ مسلحة برؤوس نووية. الخلفية التاريخية وفشل المشاريع السابقة بدأ هذا المشروع بعد توقف خطة 'آماد' في عام 2003، التي رُسمت لتصنيع خمس رؤوس نووية لصواريخ شهاب-3. بعد الكشف عن مواقع مرتبطة بخطة 'آماد' في شرق طهران، غيّر النظام الإيراني استراتيجيته، وأنشأ شبكة من المواقع الجديدة في محافظة سمنان، التي أُعلنت منطقة عسكرية. تم تطوير مواقع في إيوانكي، كرمسار، شاهرود، وسمنان منذ عام 2009، وأصبحت جاهزة للعمل في عام 2013. يعكس هذا التحول في المواقع واستخدام الشركات الوهمية جهود النظام لخداع الجهات الرقابية الدولية، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية. التداعيات الدبلوماسية والإقليمية ما كشفته المعارضة الإيرانية في المؤتمر المذكور، والذي ننشر مضمونه، يشير إلى أن المشروع الذي كُشف عنه ووُصف بالسري يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والعالمي، ويحمل هذا الكشف تداعيات عميقة على الدبلوماسية النووية والأمن العالمي. أولاً، إنتاج التريتيوم وتطوير أسلحة نووية متطورة يُشكل انتهاكًا صارخًا لالتزامات إيران بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT). يجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي انتقدت مرارًا عدم تعاون إيران، أن تطالب فورًا بتفتيش منشأة 'قوس قزح'. قد يؤدي رفض إيران إلى تصعيد العقوبات، أو الهجمات السيبرانية، أو حتى العمليات العسكرية. ثانيًا، يعزز هذا المشروع قدرة إيران على تهديد دول بعيدة، مما يزيد من قلق دول الخليج والقوى الغربية. تتعرض المفاوضات النووية الجارية، التي تُجرى بوساطة عُمان، للخطر أيضًا. الثقة بإيران، التي كانت بالأصل متآكلة بسبب غياب الشفافية، ستتضاءل أكثر مع هذا الكشف. بدون ضمانات صلبة، تشمل وقف جميع الأنشطة المتعلقة بالتريتيوم، والتفتيش المفاجئ، وتدمير المواقع السرية، سيكون أي اتفاق جديد هشًا. قد يؤدي هذا الوضع أيضًا إلى تفاقم الانقسامات الداخلية في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يطالب البعض باتباع نهج أكثر صرامة تجاه إيران. الحلول المقترحة يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لمواجهة هذا التهديد، وعليه فإن الحلول المقترحة بالنسبة للمعارضة الإيرانية هي كالتالي: •تفتيش فوري من الوكالة: يجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية إطلاق تحقيق شامل حول منشأة 'قوس قزح'، والمطالبة بالوصول الكامل إلى المنشأة. •تشديد الضغوط: يجب على المفاوضين فرض شروط أكثر صرامة، بما في ذلك وقف أي أنشطة تخصيب أو أنشطة متعلقة بالتريتيوم. •تفعيل العقوبات: ينبغي تفعيل آلية العودة إلى عقوبات مجلس الأمن الدولي (snapback) قبل انتهاء مدتها خلال الأشهر القادمة. •مواجهة البرنامج الصاروخي: يجب إيقاف البرنامج الصاروخي الإيراني، الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من مشروع الأسلحة النووية. ومع ذلك، يكمن الحل النهائي لإنهاء التهديد النووي الإيراني في إسقاط النظام الحالي. هذا النظام، الذي وثقت تقارير الأمم المتحدة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وأعدم أكثر من 1200 شخص منذ تولي رئيسه الجديد منصبه، يسعى لامتلاك أسلحة نووية فقط لضمان بقائه. إن دعم حق الشعب الإيراني في مقاومة الحرس الثوري وإنهاء حكم رجال الدين، دون الحاجة إلى تدخل عسكري خارجي، يمكن أن ينقذ المنطقة والعالم من هذا التهديد. يجب على المجتمع الدولي الاعتراف بهذا الحق ودعم جهود الشعب الإيراني لتغيير النظام، قبل أن يتحول التهديد النووي إلى واقع لا مفر منه.


وكالة أنباء براثا
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- وكالة أنباء براثا
60 مليون دولار تحت الماء.. تحطم طائرة أمريكية في البحر الأحمر
كشفت مصادر مطلعة لشبكة "سي إن إن" أن طائرة أمريكية من طراز إف-18 سوبر هورنيت سقطت في البحر الأحمر أثناء محاولتها الهبوط على حاملة الطائرات "دوايت أيزنهاور"، نتيجة خلل فني في نظام الإقلاع، ما أدى إلى انزلاقها وسقوطها في المياه قبالة اليمن وتم إنقاذ الطيارَين وهما مصابان بجروح طفيفة، بينما لم تُنتشل الطائرة حتى الآن، ولا تزال التحقيقات جارية. وتعد هذه الحادثة الثانية خلال أقل من أسبوعين لطائرة من نفس الطراز تسقط من على متن "أيزنهاور"، حيث سقطت الأولى خلال طلعات روتينية قبالة جيبوتي. وفي سياق منفصل، أفادت مصادر بأن جماعة "الحوثيين" أطلقت النار على حاملة طائرات أمريكية ثالثة، رغم إعلان وقف لإطلاق النار من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل ساعات من الهجوم ولم يُعرف بعد إن كانت الحادثتان مرتبطتين. وتُقدّر تكلفة الطائرة إف-18 سوبر هورنيت بأكثر من 60 مليون دولار. وتشهد منطقة البحر الأحمر تصعيداً حوثياً مستمراً منذ نوفمبر 2023، تخلله استهداف متكرر للسفن الأمريكية ، بما فيها حادثة عام 2024 حين اقترب صاروخ كروز حوثي إلى مسافة ميل من مدمرة أمريكية تصدت له بمنظومة "فالانكس".


العين الإخبارية
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
أول «إير فورس وان».. طائرة الرؤساء الأربعة و«إدارة الأزمات»
لطالما كانت طائرة "إير فورس وان" رمزًا للقوة والهيبة الرئاسية في الولايات المتحدة، فهي ليست مجرد وسيلة نقل، بل مكتب رئاسي طائر. من بين الطائرات التي حملت هذا الاسم الشهير، تبرز الطائرة "SAM 970" بوصفها أول طائرة نفاثة استخدمها رئيس أمريكي للسفر، حيث خدمت أربعة رؤساء خلال فترة عملها الطويلة، بحسب تقرير لموقع "بيزنس إنسايدر". ووفق التقرير، فإن الولايات المتحدة شهدت في عام 1959، نقلة نوعية في مجال النقل الرئاسي عندما استقل الرئيس دوايت أيزنهاور الطائرة النفاثة SAM 970، التي عُرفت لاحقًا باسم "إير فورس وان". وأصبح بذلك أول رئيس أمريكي يسافر بطائرة نفاثة بعد عقود من الاعتماد على الطائرات ذات المحركات المروحية مثل "سي-121 سي سوبر كونستلاشن". وجرى تطوير الطائرة من طراز "بوينغ 707-153" خصيصًا لتلبية احتياجات الرئيس وطاقمه، حيث ضمت تعديلات فريدة شملت جناحًا رئاسيًا مزودًا بغرفة نوم وحمام فاخر، وغرفة مؤتمرات مجهزة بأحدث أجهزة الاتصال، ومقاعد مريحة للصحفيين، بالإضافة إلى خزنة سرية لحفظ أكواد الأسلحة النووية. من أيزنهاور إلى نيكسون على مدار ثلاثة عقود، حملت الطائرة "SAM 970"، أربعة رؤساء أمريكيين، بدءًا من دوايت أيزنهاور، مرورًا بجون كينيدي الذي أضاف لمسات جمالية لها عبر زوجته جاكي كينيدي، وليندون جونسون الذي ارتبطت فترة رئاسته بحكايات طريفة عن تعديلات خاصة لراحته، وصولًا إلى ريتشارد نيكسون الذي استخدمها خلال زيارته الشهيرة للصين عام 1972. وعلى الرغم من استبدالها عام 1962 بطائرة "VC-137C" أكثر تطورًا، واصلت "SAM 970" لعب أدوار ثانوية كنقل نواب الرؤساء والوفود الرسمية حتى تقاعدها النهائي عام 1996، لتصبح بذلك شاهدًا على أحداث سياسية وعسكرية فارقة، من إدارة أزمات الحرب الباردة إلى مفاوضات السلام الدولية. التصميم الداخلي تميزت الطائرة بتصميم داخلي فريد يجمع بين الرفاهية والأمان. ففي قمرة القيادة، كان يجلس الطيار ومساعده ومهندس الطيران أمام لوحات تحكم تعكس تكنولوجيا الستينيات، مع سرعة قصوى بلغت 590 ميلًا في الساعة، أقل من سرعة الطائرة الرئاسية الحالية التي تبلغ سرعتها 630 ميلًا/ساعة. أما أنظمة الاتصالات فكانت ثورية في عصرها، مكَّنت الرئيس من التواصل المباشر مع غرفة العمليات بالبيت الأبيض والمركز العسكري للقيادة الوطنية، حتى في حالات الطوارئ النووية. وفي الجزء الخلفي من الطائرة، وُضعت خزنة فولاذية تحتوي على "الحقيبة النووية" الشهيرة (كرة القدم النووية)، التي حملت رموز إطلاق الضربات النووية وأكواد الاتصال السرية مع القيادة العسكرية، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من تراث الرئاسة الأمريكية منذ أيزنهاور. الجناح الرئاسي: قصص الفخامة والطرائف صُمم الجناح الرئاسي ليحاكي رفاهية البيت الأبيض، حيث ضم حمامًا فاخرًا بمساحة تفوق حمامات الطاقم بثلاث مرات، وغرفة اجتماعات أُطلق عليها "المكتب البيضاوي الطائر" لدورها المحوري في إدارة الأزمات الدولية. لكن التصميم لم يخلُ من الطرائف، مثل الباب الصغير المُضاف لكلاب الرئيس جونسون التي كانت تعوي إذا تُركت خارج الغرفة. كما لجأ الطاقم إلى حيلة ذكية لتهدئة جونسون، الذي كان يشكو دائمًا من ارتفاع درجة حرارة المقصورة، عبر تركيب لوحة تحكم وهمية لدرجة الحرارة تُظهر له إمكانية ضبط درجة الحرارة، بينما كان القبطان يتحكم بالحرارة فعليًا دون علم الرئيس! تفاصيل الحياة اليومية على متن الطائرة شملت الخدمات اللوجستية على متن الطائرة مطبخين متكاملين (أمامي وخلفي) مجهزين بأفران وثلاجات وموزعات للمشروبات، مع تحذير أمني صارم على هواتف الطاقم يُنبه بعدم مناقشة المعلومات السرية. أما أماكن الجلوس فقُسمت وفق الرتبة: حيث جلس كبار الشخصيات في مقاعد فسيحة مع طاولات لعقد الاجتماعات، بينما حُجزت مقاعد شبيهة بدرجة الاقتصاد في المؤخرة للصحفيين، مع إتاحة تحديثات الرحلة عبر مكبرات صوت صغيرة. لمسات فنية وحكايات إنسانية تركت الشخصيات الرئاسية بصماتها على الطائرة، بدءًا من جاكي كينيدي التي اختارت تزيينها بألوان أنيقة تجمع بين الأزرق السماوي والأبيض واللمسات المعدنية، وصولًا إلى الرئيس دونالد ترامب الذي اقترح عام 2018 تغيير ألوان الطائرة الرئاسية الجديدة إلى مزيج من الأحمر والأبيض والأزرق الداكن. لكن الفكرة واجهت رفض القوات الجوية بسبب التكلفة العالية ومخاطر تأثير الألوان الداكنة على أنظمة التبريد، مما أدى إلى تأجيل تسليم الطائرة المُحدثة حتى عام 2027. aXA6IDI0LjE5Mi4xMzYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز US


العين الإخبارية
٠٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
«إير فورس تو».. تعرف على طائرة «الرجل الثاني» بأمريكا
عندما ينتقل نائب رئيس الولايات المتحدة عبر الجو لأداء مهامه الرسمية، تحمل الطائرة التي تُقلّه تلقائياً الاسم الرمزي "إير فورس تو"، ما يعكس الدور المميز الذي تلعبه كوسيلة نقل مُخصصة لثاني أعلى منصب في البلاد. وعلى عكس "إير فورس وان" الشهيرة التي تحيط بها هالة من الغموض والتقدير، فإن تسمية "إير فورس تو" لا ترتبط بطراز محدد للطائرة، بل تُطلق على أي طائرة تنقل نائب الرئيس، سواء كانت مروحية أو طائرة نفاثة. ويُسلط هذا الاختلاف الضوء على طبيعة المنصب نفسه، الذي يجمع بين الأهمية الاستراتيجية والمرونة التشغيلية، وفقاً لموقع "بيزنس إنسايدر". من البدايات إلى التطور الحديث: رحلة تاريخية تعود أولى الرحلات الدولية الرسمية لنائب رئيس أمريكي على متن طائرة نفاثة إلى عام 1959، عندما زار ريتشارد نيكسون، نائب الرئيس دوايت أيزنهاور، الاتحاد السوفياتي في مهمة دبلوماسية حساسة. استخدم نيكسون آنذاك طائرة "بوينغ VC-137A ستراتولاينر"، التي أصبحت لاحقاً جزءاً من أسطول الطائرات الرئاسية. بمرور الوقت، تطورت المواصفات الفنية للطائرات المُخصصة لنواب الرؤساء، حيث شهدت سبعينيات القرن الماضي تحولاً كبيراً مع اعتماد طائرة "DC-9" كوسيلة نقل رسمية ابتداءً من عهد نائب الرئيس نيلسون روكفلر عام 1975. وتميزت هذه الطائرة بتصميم داخلي فاخر، ليضم مقصورة VIP مخصصة لاجتماعات العمل، إلى جانب مساحة تتسع لـ32 مقعداً من الدرجة الأولى لمرافقي الوفد. واستمر استخدام "DC-9" لثلاثة عقود، قبل أن تُستبدل عام 2005 بطائرة "C-32"، وهي نسخة عسكرية مُطورة من طراز "بوينغ 757-200"، مزودة بأنظمة اتصالات متقدمة وغرفاً مُخصصة للراحة. بروتوكولات صارمة وعلامات احترام تحرص الإجراءات الأمنية الأمريكية على منع سفر الرئيس ونائبه معاً على متن الطائرة نفسها، وذلك لتجنب أي مخاطر محتملة قد تؤثر على استمرارية السلطة في حال وقوع كارثة. هذا الحظر، الذي تُفصّله صحيفة "نيويورك تايمز"، يفرض على نائب الرئيس الاعتماد على "إير فورس تو" حتى في الرحلات المشتركة مع الرئيس، حيث تُقل كل منهما طائرة منفصلة. وعلى صعيد آخر، تُظهر التقاليد العسكرية الأمريكية تفصيلاً لافتاً في التعامل مع نائب الرئيس: فبينما يُلزم الجنود بالتحية العسكرية للرئيس بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، فإن تحية نائبه تظل عملاً اختيارياً يعكس الاحترام الشخصي أكثر من كونه التزاماً رسمياً. مع ذلك، تشير وكالة "أسوشيتد برس" إلى أن العسكريين يحرصون عادةً على تحية نائب الرئيس كتعبير عن التقدير لمنصبه. مساحة للعمل واللمسات الإنسانية تحولت مقصورة "إير فورس تو" مع مرور الوقت إلى مكتب متنقل يعكس شخصية من يشغلها. فخلال فترة نائب الرئيس آل غور، في عهد الرئيس بيل كلينتون (1993–2001)، زُينت الجدران بصور عائلية ووُضعت ساعة خاصة تُظهر توقيت واشنطن العاصمة مع توقيت الوجهة، في إشارة إلى انشغال غور بقضايا التوقيت العالمي المرتبطة بتغير المناخ. أما جو بايدن، نائب الرئيس باراك أوباما، فقد فضّل تعليق خريطة عالمية في مكتبه الجوي لتتبع تحركاته التي تجاوزت مليون ميل خلال ولايته. ولا تقتصر الاستخدامات على الجانب الرسمي؛ ففي عام 2017، استغل موظفو نائب الرئيس مايك بنس الرحلة الجوية للاحتفال بعيد ميلاده باستخدام بالونات وزينة ملونة، بينما احتفلت كامالا هاريس في 2021 بعيد ميلاد أحد مستشاريها بتوزيع الكعك والغناء الجماعي. مزايا تكنولوجية وخدمات للصحافة لا تقل "إير فورس تو" عن نظيرتها الرئاسية من حيث التجهيزات التكنولوجية، حيث تحتوي الطائرة الحديثة على مركز اتصالات يستطيع التعامل مع حالات الطوارئ، بالإضافة إلى غرفة نوم مُزوّدة بسرير قابل للطي. وفي الجزء الخلفي من الطائرة، تُخصص مساحة لـ32 صحفياً من وسائل الإعلام المرافقة، مع توفير مقاعد مريحة من درجة رجال الأعمال وشاشات تلفاز لبث القنوات الإخبارية. وغالباً ما تُستخدم هذه الرحلات لإجراء حوارات غير رسمية بين نائب الرئيس والصحفيين، تُعرف باسم "اللقاءات الجوية"، والتي تتيح مناقشة القضايا السياسية في أجواء أقل رسمية. قصص لا تُنسى وشهدت الطائرة أحداثاً غير تقليدية، مثل استخدام دوغ إيمهوف، زوج كامالا هاريس، لها خلال رحلة إلى لاس فيغاس عام 2021 لملء استمارات بطولة كرة السلة الجامعية "مارتش مادنس"، في خطوة جمعت بين الواجب الرسمي والاهتمامات الشخصية. كما تحولت المقصورة أحياناً إلى منصة للعمل الإبداعي؛ إذ كتب آل غور خطاب قبوله الترشح للرئاسة عام 2000 أثناء تحليقه، مستفيداً من الهدوء النسبي بعيداً عن ضغوط الأرض. رمزية تتجاوز المعدن لا تُختزل أهمية "إير فورس تو" في كونها مجرد وسيلة نقل؛ بل هي تعكس فلسفة الحكم الأمريكي في توزيع الصلاحيات وضمان الاستمرارية الحكومية. ويروي تصميمها المتغير عبر العقود، من طائرات بدائية إلى آلات متطورة، قصة تطور الدبلوماسية الأمريكية نفسها. وفي كل رحلة، تجمع بين ثقل المسؤولية ودفء التفاصيل الإنسانية، لترسم صورة لنائب الرئيس ليس كمسؤول فحسب، بل كشخصية عامة تتنقل بين العالمين السياسي والبشري. aXA6IDE0Mi4xMTEuNDcuOTkg جزيرة ام اند امز US


موقع كتابات
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- موقع كتابات
'تسنيم' تبحث الإجابة .. ماذا تريد الولايات المتحدة الأميركية من المفاوضات ؟
خاص: ترجمة- د. محمد بناية: مؤخرًا أعلن الرئيس الأميركية؛ 'دونالد ترمب'، الحرب النفسية على 'الجمهورية الإيرانية'، بادعاء توجيه رسالة للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، تنطوي على تهديدات تتعلق بتداعيات رفض التفاوض. بحسب ما استهل تقرير أعدته ونشرته وكالة أنباء (تسنيم) الإيرانية. وكان قد سعى قبل أيام إلى ترسيخ ثنائية: 'الخيار العسكري-المفاوضات' في ذهنية الرأي العام الإيراني، بأسلوب غير مباشر ومبَّطن؛ بحيث يضع القدرة الدفاعية للدولة في مواجهة الحياة التقليدية والعادية للشعب الإيراني. لكنه كشف مرتين على الأقل، خلال الأيام الأخيرة، عن شيء ما يتعلق بالعقلية الأميركية؛ فيما يتصل بالمفاوضات، وهو ما حاول غيره من رؤساء 'الولايات المتحدة' إخفاءه بكل قوة. فقال في حوار إلى (فاكس بيزنس)؛ قبيل مؤتمره الصحافي: 'ما نسّعى إليه في المفاوضات مع إيران، هو الحصول على شيء لا يتحقق بالانتصار العسكري'. وهذا التصريح في الواقع هو اعتراف بحقيقة أن الأميركيين لا ينظرون إلى المفاوضات بشكلٍ منفصل عن الضغط أو المواجهة العسكرية؛ لقد كانت سياسة 'الولايات المتحدة' في المفاوضات دائمًا تسعى من خلال الحوار إلى تحقيق نفس الأهداف التي تسعى إليها في المواجهة العسكرية، وهذا النهج لا يقتصر على؛ 'دونالد ترمب'، فقط. ماذا تريد الولايات المتحدة من المفاوضات ؟ في علم النفس السياسي؛ تنقسّم المباحثات إلى قسمين، الأول: المباحثات القائمة على حسَّن النية، والثاني: المباحثات القائمة على سوء النية. اقترح 'أوله هالستي'؛ عالم في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في جامعة (ديوك)، نموذج المفاوضات سيئة النية بشكل خاص لتوضيح الآليات المدرجة في الحوارات بين الجهات الفاعلة المعادية؛ (وليس الأطراف ذات المصالح المتوافقة). ووفقًا لذلك النموذج؛ قد يتظاهر طرف واحد أو عدة أطراف، في المفاوضات سيئة النية، بالرغبة في إلى تسوية وفهم مشترك حول قضية ما، لكن الأمر ليس كذلك، وإنما تتعارض نواياهم مع المعلن. وقدم 'هالستي' هذا النموذج، للتعرف على طريقة تفكير؛ 'جون فوستر دالاس'، وزير الخارجية الأميركي في إدارة 'دوايت أيزنهاور'، تجاه 'الاتحاد السوفياتي'، ومنذ ذلك الحين، تم استخدام نموذجه مرارًا وتكرارًا لتفسّير المفاوضات بين الأطراف المعادية. تقسيّم وتدمير النظام الفكري للطرف المقابل.. في مجال العلاقات الدولية، ربما لا يمكن العثور على دولة تعتمد ثقافتها التفاوضية على سوء النية مثل 'الولايات المتحدة'؛ إذا يستخدم الأميركيون دائمًا يستخدمون الدبلوماسية ليس بغرض تسوية الخصومات أو تخفيف الضغوط، ولكن كأداة لتعزيز الضغوط وإجبار الدول على الاستسلام. وتقديم عرض المفاوضات من منظور الأميركيين؛ (كما يعترفون هم أنفسهم علانية). بالتوازي مع ممارسة الضغوط، هو بمثابة استراتيجية تخلق من ناحية انقسامًا داخليًا للطرف المقابل، وتضعه من جهة أخرى تحت ضغط إضافي من الرأي العام. والتفاوض، بالنسبة للعديد من أعضاء المؤسسة الأميركية الحاكمة، مع دولة أو طرف غير متوافق، يجب أن يؤدي إما إلى تفكك كامل للنظام الفكري للطرف المقابل ومواءمته التامة مع مصالح 'الولايات المتحدة'، أو أن يكون بمثابة اعتراف بالطرف المعادي؛ وبالتالي يكون باطلًا تمامًا. تجربة 'خطة العمل المشتركة'.. يمكن تتبع هذه النظرة في نوعية الجدال السياسية بين الحزبين الحاكمين في 'الولايات المتحدة'؛ فيما يتعلق 'خطة العمل المشتركة'، فقد انتقد 'ترمب'، خلال فترته الرئاسية الأولى 'الاتفاق النووي' الإيراني، وتساءل: لماذا تم التوصل إلى اتفاق مع 'إيران' على وثيقة لا تتضمن خططًا لتقيّيد جميع عناصر قوة 'الجمهورية الإيرانية'، بما في ذلك البرنامج الصاروخي، والقوة الإقليمية، والتفسّيرات غير الغربية لحقوق الإنسان، وبشكل عام: 'الجمهورية الإسلامية بما هي جمهورية إسلامية' ؟ ما معنى اتفاق لا يزال يمنح 'الجمهورية الإيرانية' القوة الفكرية لإلهام معارضي 'أميركا'، سوى إضفاء الشرعية على هذا الفكر ؟ لذلك؛ عندما يتعلق الأمر بالتفاوض مع 'الولايات المتحدة'، يجب دائمًا أن نأخذ في الاعتبار ما إذا كانت تسعى بالفعل للتوصل إلى اتفاق مع 'إيران' بشأن قضية محددة وقابلة للتفاوض؛ (مثل الخلافات الإدراكية حول القضية النووية)، أم أنها تسعى إلى تحقيق أهدافها في قضايا غير قابلة للتفاوض تحت ذريعة التوصل إلى اتفاق بشأن قضية قابلة للتفاوض. تُشير السوابق السلوكية لـ'الولايات المتحدة' في العالم، إلى أنها تلعب دائمًا دور الجهة ذات النوايا السيئة، ولا تسعى أبدًا للتوصل إلى اتفاق بشأن قضية محددة والوفاء بالتزاماتها. الاستسلام هو المطلب الذي يتجاوز الأحزاب بالنسبة للنخبة الحاكمة في 'الولايات المتحدة'؛ في أي موضوع تفاوض، وطالما لم يتم التخلي عن هذه الرؤية، فإن التفاوض مع أي من حكومات هذا البلد لن يؤدي فقط إلى عدم تحقيق أي فائدة، بل سيكون خسارة محضة.