أحدث الأخبار مع #دويموي


الجزيرة
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
الحزب الشيوعي الفيتنامي هيئة سياسية تختزل تاريخ دولة
الحزب الشيوعي الفيتنامي هو الركيزة الأساسية للنظام السياسي في جمهورية فيتنام الاشتراكية ، وهو الحزب الحاكم والوحيد، وينظر إليه على أنه قوة قيادية عليا للدولة والمجتمع. تأسس على يد هو شي منه في هونغ كونغ عام 1930. كان له دور محوري في قيادة الثورة الفيتنامية وتحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي وتوحيدها بعد الاستقلال، واستند إلى أيديولوجية الماركسية اللينينية، كما تبنى فكر مؤسسه. من رموز وأعلام الحزب لي دوان وترونغ تشينه وفام فان دونغ ونغوين فو ترونغ وتران فو ولي هونغ فونغ وها هوي تاب. وشهد الحزب الشيوعي الفيتنامي محطات تاريخية عديدة أهمها: حرب الاستقلال ضد الاستعمار الفرنسي، و حرب فيتنام والحرب ضد نظام الخمير الحمر، إضافة إلى حرب حدودية مع الصين. النشأة والتأسيس تأسس الحزب الشيوعي الفيتنامي الاشتراكي في 3 فبراير/شباط 1930 في شبه جزيرة كولون بهونغ كونغ، على يد القائد الثوري هو شي منه، وهو أحد أبرز القادة الثوريين الشيوعيين في القرن الـ20، وأول رئيس لجمهورية فيتنام الديمقراطية بعد استقلالها عام 1945. ولدت فكرة تأسيس الحزب الشيوعي الفيتنامي أثناء فترة الاستعمار الفرنسي لفيتنام، وكان الهدف تشكيل جبهة موحدة لنيل الاستقلال، وأطلق عليه في البداية اسم "الحزب الشيوعي للهند الصينية". تبلورت الفكرة بعد أن عقد هو شي منه اجتماعا سريا في هونغ كونغ، جمع فيه 3 تنظيمات شيوعية كانت تنشط في فيتنام آنذاك، وهي الحزب الشيوعي الهندي الصيني وحزب أننام الشيوعي ورابطة الشيوعيين الفيتناميين، ودعاهم إلى تشكيل قوة سياسية مناضلة موحدة وإنهاء الانقسام. ومن أبرز رواد الحزب الذين أسهموا في تأسيس وتوحيد الحركة الشيوعية وصياغة أيديولوجياتها، المفكر السياسي تران فو، وهو الأمين العام الأول للحزب، وخلفه لي هونغ فونغ، إضافة إلى ها هوي تاب، الذي ترأس أول مؤتمر وطني للحزب في ماكاو عام 1935، وعين أمينا عاما للجنة المركزية في 1936. الفكر والأيديولوجيا استندت أيديولوجية الحزب الشيوعي الفيتنامي إلى مجموعة من المبادئ الماركسية اللينينية التي دعت إلى القضاء على الطبقية وبناء مجتمع اشتراكي كمرحلة انتقالية نحو الشيوعية، إلى جانب تأثيرات فكر هو شي منه. وسعى الحزب منذ بدء نشاطه في الساحة الدولية السياسية إلى تحقيق أهداف إستراتيجية عدة، منها تحقيق الاستقلال الوطني والوحدة، وبرز ذلك في التخلص من الاستعمار الفرنسي وتوحيد فيتنام الشمالية والجنوبية تحت نظام اشتراكي واحد، وقد تحقق ذلك عام 1975. وفي أواخر الثمانينيات، طبق الحزب إصلاحات اقتصادية عرفت "بسياسات دوي موي" أو "التحديث"، وفتحت المجال للسوق الحرة وشجعت على الاستثمار الخاص وتنمية قطاع التجارة. كما عملت على تحفيز الشركات الصغيرة والمتوسطة بعدما كانت الدولة تسيطر على جميع الأنشطة الاقتصادية، مما ساعد في بناء الاشتراكية والتنمية المستدامة. وقد أكد الخبراء الدوليون الذين شاركوا في المنتدى الدولي الـ11 للاشتراكية في فيتنام، أن الحزب الشيوعي الفيتنامي قد طبق الماركسية اللينينية "بشكل مبدع ومرن"، مما جعلها تتناسب مع ظروف البلاد في ذلك الوقت. وقالت البروفيسورة هي تشين من قسم أكاديمي للماركسية في معهد الدراسات المعاصرة للصين التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية، إن فيتنام منذ إطلاق "سياسة دوي موي قد طورت نظرية ماركسية محلية وحديثة تحمل خصائص فريدة للبلاد". وأكدت أن الحزب الشيوعي الفيتنامي قد طور فكر هو شي منه، وقدم حلولا مبتكرة لانتقال فيتنام لدولة القانون الاشتراكية. وعمل الحزب على تحسين الظروف المعيشية لجميع المواطنين عبر تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات الاجتماعية وتوفير فرص العمل، وحاول أن يقضي على الفقر وعدم المساواة الاقتصادية وطبق سياسات توزيع الثروة وتحقيق العدالة الاجتماعية. كما عزز الابتكار والتصنيع والتحديث بشكل شامل ومتزامن وركز على تطوير الموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى تحسين جودة التعليم والتدريب. وأولى اهتماما بالغا بتقوية الدفاع والأمن الوطنيين باعتباره أساسا من إستراتيجية حماية الوطن والشعب الفيتنامي. الهيكل التنظيمي تدير الحزب الشيوعي الفيتنامي الهياكل والمؤسسات التنظيمية التالية: المؤتمر الوطني: يعقد كل 5 سنوات ويعتبر أعلى سلطة تقريرية في الحزب، وتنتخب فيه اللجنة المركزية التي تتولى التنسيق بين المؤتمرات. اللجنة المركزية: تتألف من 180 عضوا، وهي أعلى هيئة تنفيذية في الفترة بين المؤتمر الذي انتخبت فيه والمؤتمر الموالي، وتشرف على تنفيذ السياسات وصياغة القرارات. المكتب السياسي: وهو الهيئة القيادية اليومية للحزب، ويتكون من أعضاء تنتخبهم اللجنة المركزية، كما يهتم بتوجيه السياسات العامة وتنفيذ القرارات. الأمانة العامة: وهي جهاز تنفيذي تابع للمكتب السياسي، وتشرف -برئاسة الأمين العام- على السير اليومي لأنشطة الحزب. اللجان الإشرافية: تعنى بمراقبة تنفيذ السياسات العامة والقرارات، وكذا التحقق من عدم وجود مخالفات أو تجاوزات داخل منظومة الحزب. اللجان المحلية: تشرف على تنظيم سياسات وقرارات الحزب إداريا، وتنسق الأنشطة الحزبية على مستوى المدن والمقاطعات والأحياء. الخلايا الحزبية: وهي الوحدة الأساسية للحزب وتشملها المؤسسات الحكومية والشركات والهيئات الاجتماعية. الأعلام والرموز تعاقب على الحزب الشيوعي الفيتنامي منذ تأسيسه قادة كانت لهم أدوار محورية في توجيه مسار النضال الوطني والسياسي لفيتنام ومن بينهم: تران فو ولد في 1 مايو/أيار 1904 بمحافظة ها تينه في فيتنام، تلقى تعليمه في الاتحاد السوفياتي سابقا، وتربى على الفكر الماركسي في جامعة كومنترن بموسكو وتخرج بمرتبة الشرف. إعلان أثناء دراسته عين سكرتيرا للمجموعة الفيتنامية في الجامعة، ما سمح له بالتواصل مع قادة شيوعيين من مختلف أنحاء العالم، ثم عاد إلى فيتنام في نوفمبر/تشرين الثاني 1929 وكان من بين من وضعوا الأسس الأيديولوجية والتنظيمية للحزب، وانتخب أمينا عاما له في أكتوبر/تشرين الأول 1930. وبعد فترة قصيرة من توليه المنصب اعتقلته السلطات الفرنسية في أبريل/نيسان 1931، وتوفي في سجن سايغون يوم 6 سبتمبر/أيلول 1931 عن عمر لم يتجاوز 27 عاما بعد تعرضه للتعذيب. ولد ترونغ تشينه يوم 9 فبراير/شباط 1907 في مقاطعة نام دينه، وتلقى تعليمه المبكر في مدارس استعمارية فرنسية مثل ثانه تشونغ، حيث تأثر بالفكر الفلسفي الفرنسي وخاصة أفكار الفيلسوفين جان جاك روسو و شارل مونتسكيو. انخرط في الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي في عام 1925، وشارك في تنظيم احتجاجات ضد الاحتلال في 1928، ثم انضم إلى الحركة الطلابية الثورية في تون كين. كان تشينه أحد المؤسسين البارزين للحزب الشيوعي الفيتنامي، وفي 1940 شغل منصب أمينه العام. هو شي منه وُلد يوم 19 مايو/أيار 1890، بقرية كيم ليين التابعة لبلدية نام ليين (أصبحت تُعرف بـ"كيم ليين")، بمحافظة ني آن شمالي البلاد. عُرف في طفولته باسم "نغوين سينه كونغ"، ثم اتخذ لاحقا أثناء مسيرته الدراسية اسم "نغوين تات ثانه"، قبل أن يعرف باسم "نغوين آي كووك" في سنوات نضاله الثوري. نشأ في أسرة تجمع بين عمق الثقافة الريفية والتزامها الوطني؛ فوالده عالم في الأدب الكلاسيكي الصيني، بينما كانت والدته مزارعة، وكان شقيقه وشقيقته من أوائل المنخرطين في مقاومة الاستعمار الفرنسي. تلقى تعليمه الثانوي في مدينة هوي، ثم تولى إدارة مدرسة محلية في فان ثيت، قبل أن يتابع تكوينه الفني في معهد تقني بمدينة سايغون. وفي الفترة بين عامي 1934 و1938، التحق بمعهد الأبحاث في المشاكل الوطنية والاستعمارية في موسكو (الاتحاد السوفياتي)، وهناك تلقى تكوينا أكاديميا عميقا في قضايا التحرر الوطني والثورة الاجتماعية، واستمر في متابعة الحركة الثورية الفيتنامية وتوجيهها. أقام في لندن، ثم انتقل إلى فرنسا، وتقلب بين مهن مختلفة، إذ عمل بستانيا وعامل نظافة ونادلا وطباخا. ونشط مع التيار الشيوعي والاشتراكي، وساهم في الحركة الثورية في فيتنام. وفي عام 1925 أسس جمعية الشباب الثوري الفيتنامي، وأشرف على تنظيم دورات تدريبية للكادر الثوري، وشارك في تأسيس "رابطة شعوب آسيا المضطهدة" التي هدفت إلى توحيد حركات التحرر ضد القوى الاستعمارية. في الفترة بين يوليو/تموز 1928 ونوفمبر/تشرين الثاني 1929، عمل في قيادة الحركة الوطنية الفيتنامية في الخارج. وترأس اجتماع تأسيس "الحزب الشيوعي الفيتنامي" في كولون (هونغ كونغ) في الثالث من فبراير/شباط 1930، وصاغ البرنامج السياسي والنظام الأساسي للحزب وأطلق نداء توحيد النضال الوطني. شارك في طرد الاستعمار الفرنسي وتأسيس جمهورية فيتنام الديمقراطية في أربعينيات القرن العشرين، وشغل منصب رئيس البلاد وكذا رئيس الوزراء، وتوفي في الثاني من سبتمبر/أيلول 1969 في هانوي. ولد لي دوان في 7 أبريل/نيسان 1907 في مقاطعة كوانغ تري بفيتنام، نشأ في عائلة محدودة الدخل وواجه تحديات معيشية كبيرة ما دفعه إلى العمل في محطة للسكك الحديدية، حيث تعرف على ناشطين شيوعيين. بدأ نشاطه الثوري مبكرا وأصبح عضوا في رابطة الشباب الثوري الفيتنامي عام 1928، ثم شارك في تأسيس "حزب العمال الهندوصيني" الذي أصبح لاحقا الحزب الشيوعي الفيتنامي عام 1930. اعتقل مرتين بسبب نشاطاته الثورية، وأفرج عنه بعد ثورة أغسطس 1945، وفي سبتمبر/أيلول 1960 أصبح السكرتير الأول للحزب الشيوعي الفيتنامي، ثم تولى فعليا قيادة فيتنام الشمالية في 1969، وحكم البلاد بعد هو شي منه حتى وفاته عام 1986. فام فان دونغ ولد فام فان دونغ في 1 مارس/آذار 1906 في مقاطعة كوانغ نغاي وسط فيتنام، وتلقى تعليمه في المدارس الفرنسية الاستعمارية، وتأثر بالفكر الاشتراكي والمبادئ الماركسية. إعلان انطلقت حياته السياسية مبكرا، إذ شارك في الأنشطة الثورية ضد الاستعمار الفرنسي، ثم انضم في 1930 للحزب الشيوعي الهندوصيني، وكان من المقربين لهو شي منه. بعد ثورة أغسطس 1945، أصبح عضوا في الحكومة المؤقتة، وتقلد مناصب عديدة منها رئيس وزراء فيتنام الديمقراطية من عام 1955 حتى 1976، ورئيس وزراء فيتنام الموحدة من 1976 حتى تقاعده عام 1987، توفي في هانوي عام 2000. نغوين فو ترونغ ولد في 14 أبريل/نسيان 1944 في مقاطعة نام دينه شمالي فيتنام، درس الأدب والفلسفة وحصل على الماجستير من جامعة هانوي. انضم إلى الحزب الشيوعي الفيتنامي في 1967، ثم بدأ بعد ذلك مسيرته في الإعلام وتدرج في المناصب الحزبية، إذ شغل عضوية المكتب السياسي للحزب في 1994 ثم عين أمينا عاما له في 2011، وركز في فترة قيادته على محاربة الفساد وتوفي في 21 سبتمبر/أيلول 2024. أبرز المحطات حرب الاستقلال ضد الاستعمار الفرنسي 1930ـ1945 قاد الحزب الشيوعي الفيتنامي الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي ونظم مظاهرات واحتجاجات في كبرى المدن ومن بينها هانوي. وفي أغسطس/آب 1945 اندلعت ثورة أغسطس/آب، وتجمع مئات الآلاف من الفيتناميين في الشوارع وطالبوا بالحرية والاستقلال. وأعلن قائد الحزب هو تشي منه استقلال فيتنام في 2 سبتمبر/أيلول 1945 في ساحة باودين بهانوي، وقد شكلت هذه الثورة نقطة تحول مهمة. ورغم نجاح الثورة فإن فرنسا رفضت الاعتراف بالهزيمة أمام فيتنام، مما أدى إلى نشوب حرب الاستقلال في 1946. وبعد 8 سنوات من الصراع توصل الطرفان إلى اتفاقية جنيف، التي أنهت الوجود الفرنسي وقسمت فيتنام إلى قسمين: شمال شيوعي بقيادة هو شي منه مدعوم من الاتحاد السوفياتي ، وجنوب برئاسة نغو دينه ديم مدعوم من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين. وفي 7 مايو/أيار 1954 انتهت الحرب بانتصار الحزب الشيوعي وانسحاب الجيش الفرنسي في معركة ديان بيان فو. إعلان تصاعدت التوترات بين فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبية بعد الانقسام، وشن الحزب الشيوعي حربا شاملة ضد حكومة الجنوب وتصاعد النزاع إلى أن تدخلت الولايات المتحدة عسكريا عام 1965. انتهت الحرب في 1975 بسقوط سايغون عاصمة فيتنام الجنوبية وانتصار الشيوعيين وتوحيد البلاد تحت حكم الحزب الشيوعي الفيتنامي. الحرب ضد كمبوديا ولاوس 1978ـ1989 بعد نهاية حرب فيتنام، دخل الحزب الشيوعي الفيتنامي في حرب ضد حركة الخمير الحمر في كمبوديا عام 1978، بسبب الأيديولوجية التي تبنتها الحركة بقيادة بول بوت، والتي شكلت تهديدا على أمن المنطقة. حرب الحدود مع الصين 1979 نشبت حرب قصيرة بين فيتنام والصين بسبب النزاعات الحدودية والمواقف السياسية المتباينة، واستاءت الصين من الدور الفيتنامي في الإطاحة بحركة الخمير الحمر في كمبوديا، وكذلك من علاقاتها القوية مع الاتحاد السوفياتي. انتهت الحرب بعد بضعة أسابيع، ولكنها كانت بمثابة اختبار حقيقي لمدى قوة الحزب الشيوعي الفيتنامي وقدرته على الصمود في وجه الضغوط الخارجية. موقفه من القضية الفلسطينية أبدى الحزب الشيوعي الفيتنامي منذ عقود مساندته للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بما في ذلك إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس. وتجسد ذلك في تصريحات كبار المسؤولين في الحكومة الفيتنامية ومواقفهم السياسية الثابتة ودعمهم المادي وتعاونهم مع منظمات وهيئات عالمية من بينها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). أقام الحزب الشيوعي الفيتنامي في 1968 علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية، مؤكدا دعمه لكفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال. في عام 1976 افتتحت المنظمة مكتبا في هانوي، وفي 1982 حولته فيتنام إلى سفارة لدولة فلسطين. وقدمت الحكومة الفيتنامية مساعدات لفلسطين عام 1995 بقيمة 314 ألف دولار أميركي، تمثلت في ألفي زي لأفراد الشرطة وألف طن من الأرز. إعلان وفي مارس/آذار عام 2000 استضافت فيتنام مؤتمر الأمم المتحدة الإقليمي حول فلسطين، وأعلنت الحكومة الفيتنامية في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 تبرعها بمبلغ 500 ألف دولار أميركي لأونروا. وأكد نائب وزير الخارجية الفيتنامي داو فيت ترونغ في مؤتمر وزاري بإندونيسيا يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 قدمت فيتنام مساعدات مالية سنوية بقيمة 120 ألف دولار أميركي لدولة فلسطين، وخصصت منحا دراسية لطلاب فلسطينيين لدراسة اللغة الفيتنامية. كذلك بعث الرئيس الفيتنامي لوونغ كوونغ رسالة تضامن إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمناسبة "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عبر فيها عن قلقه إزاء الوضع المتوتر في قطاع غزة.


اليمن الآن
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- اليمن الآن
المعجزة الفيتنامية من بلد مزقته الحرب لمركز صناعي عالمي
مشاهدات شكّل 30 أبريل/نيسان عام 1975 محطة فاصلة في التاريخ الحديث لفيتنام؛ إذ جرى تحرير سايغون (عاصمة فيتنام الجنوبية، اسمها الحالي "هو تشي منه")، من الاحتلال الأميركي بعد حرب مدمرة استمرت أكثر من 20 عاما، خلّفت وراءها مآسي إنسانية عميقة، وتسببت في مقتل ما لا يقل عن مليوني مدني فيتنامي، إلى جانب تدمير البنية التحتية وتشريد الملايين. وقد خسرت الولايات المتحدة نحو 58 ألف جندي في تلك الحرب، التي وصفتها صحيفة الغارديان البريطانية بأنها واحدة من أكثر الأحداث إذلالا في تاريخ أميركا الحديث. وعقب الحرب، فرّ أكثر من 1.5 مليون شخص من البلاد، مما تسبب في أزمة لاجئين خانقة إلى جانب ملايين النازحين داخل البلاد. كما خلّفت الحرب آثارا صحية طويلة الأمد نتيجة استخدام المواد الكيميائية السامة، إلى جانب بقاء كميات هائلة من الذخائر غير المنفجرة التي ما زالت تهدد أرواح السكان حتى اليوم. الفقر والجوع في كل مكان وجدت فيتنام نفسها بعد انتهاء الحرب غارقة في الفقر والانهيار الاقتصادي، حيث كان أكثر من 70% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، معتمدين على اقتصاد زراعي هش وبنية تحتية مدمّرة. وكان الناتج المحلي الإجمالي للفرد في عام 1984 لا يتجاوز 200 إلى 300 دولار سنويا، ما جعل البلاد تصنّف بين أفقر دول العالم، وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي. وزادت السياسات المركزية الصارمة، مثل إلغاء الملكية الخاصة وسوء الإدارة البيروقراطية، من تعقيد الأزمة، إلى جانب الحصار الاقتصادي الأميركي المفروض بعد الحرب. كيف تغلبت فيتنام على الفقر؟ لمواجهة التحديات الاقتصادية الطاحنة، أطلقت الحكومة الفيتنامية في عام 1986 برنامج "دوي موي" والذي يعني "التجديد"، وكان الهدف منه الانتقال من الاقتصاد المركزي إلى اقتصاد سوقي اشتراكي. شملت الإصلاحات تحرير التجارة، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، وتفكيك التعاونيات الزراعية، ومنح حقوق ملكية الأراضي للمزارعين. وقد أسهم هذا البرنامج في تحوّل جذري لاقتصاد فيتنام، فارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من أقل من 700 دولار عام 1986 إلى ما يقرب من 4500 دولار عام 2023، بينما انخفضت نسبة الفقر من نحو 60% في أوائل التسعينيات إلى أقل من 4% في 2023، وفقا للبنك الدولي. الركائز الأساسية لبرنامج "دوي موي" • تحرير الزراعة وتفكيك التعاونيات أصدرت الحكومة الفيتنامية القرار رقم 10، الذي منح الفلاحين حقوق استخدام الأراضي الزراعية لفترات طويلة، ما أتاح لهم حرية الإنتاج والتسويق، وأسفر عن زيادة كبيرة في الإنتاجية الزراعية. وفي عام 1993، تم إعادة توزيع أراضي التعاونيات على المزارعين مجانا، ما ساعد فيتنام على التحول من دولة تعاني الجوع إلى واحدة من أكبر مصدري الأغذية في العالم، بحسب مركز تكنولوجيا الأغذية والأسمدة في آسيا والمحيط الهادي. وفي عام 2008، صدّرت فيتنام 4.7 ملايين طن من الأرز، لتصبح ثاني أكبر مصدر للأرز في العالم بعد تايلند، كما ساهمت هذه الصادرات في درء أزمة غذائية عالمية في ذلك العام، حسب منصة غلوبال آسيا. • إصلاح الشركات المملوكة للدولة ومنحت الدولة استقلالية أكبر للشركات الحكومية، وركّزت على الربحية والكفاءة، في حين جرى تشجيع الشركات الخاسرة على إعادة الهيكلة أو الخصخصة. وأكد بنك التنمية الآسيوي أن هذه الإجراءات شكّلت ركيزة أساسية للتحول نحو اقتصاد السوق. • دعم القطاع الخاص وتعديلات دستورية في عام 1988، اعترفت الحكومة بالقطاع الخاص كمكوّن رئيسي في الاقتصاد الوطني، مع ضمان حقوق الملكية والميراث. وتم تعديل الدستور عام 1992 لترسيخ هذه الحقوق. • الاندماج في الاقتصاد العالمي انضمت فيتنام إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) عام 1995، ثم إلى منظمة التجارة العالمية (WTO) عام 2007، ووقّعت العديد من اتفاقيات التجارة الحرة، ما عزز اندماجها في الاقتصاد الدولي، وفقا لموقع فيتنام بلس. • فتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية أصدرت الحكومة عام 1987 قانونا للاستثمار الأجنبي المباشر، شمل إنشاء مشاريع مشتركة أو شركات مملوكة بالكامل للأجانب، مع حوافز ضريبية وضمانات ضد التأميم. أبرز الشركات الأجنبية المستثمرة في فيتنام بحسب فيتنام بريفنغ ووكالة رويترز، جذبت فيتنام استثمارات ضخمة من شركات عالمية في قطاعات التكنولوجيا والتصنيع، وأبرزها: "سامسونغ" (Samsung): • القطاع: الإلكترونيات. • حجم الاستثمار: 22.4 مليار دولار في 6 مصانع ومركز بحث وتطوير، مع استثمار إضافي بـ1.8 مليار دولار لمصنع "أوليد" في باك نينه. "إل جي ديسبلاي" (LG Display): • القطاع: الإلكترونيات. • حجم الاستثمار: 5.65 مليارات دولار. "أمكور تكنولوجي" (Amkor Technology): • القطاع: أشباه الموصلات. • حجم الاستثمار: 1.6 مليار دولار. "سبيس إكس" (SpaceX): • القطاع: الإنترنت عبر الأقمار الصناعية. • حجم الاستثمار: 1.5 مليار دولار. "فوكسكون" (Foxconn): • القطاع: تصنيع الإلكترونيات. • حجم الاستثمار: 80 مليون دولار لإنشاء مصنع دوائر متكاملة في باك جيانغ. فيتنام المركز الصناعي القادم في العالم وبفضل بيئة أعمال جاذبة، وموقع إستراتيجي، وقوى عاملة ماهرة، ودعم حكومي متواصل، باتت فيتنام تحتل موقعا متقدما كمركز صناعي إقليمي وعالمي. ويشكّل قطاع التصنيع أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقا لتقرير "فيتنام إنفستمنت ريفيو". وتُعزى هذه المكانة إلى: • الاستثمار في رأس المال البشري والتقنيات الحديثة: تدريب 50 ألف مهندس في الرقائق الإلكترونية بحلول 2030، وتطوير التعليم الفني بالشراكة مع شركات عالمية. • اتفاقيات تجارة حرة: أبرزها مع الاتحاد الأوروبي، حيث زادت الصادرات بنسبة 50%. • الاستفادة من سياسة "الصين +1": حيث تُعد فيتنام وجهة بديلة للشركات التي تسعى لتقليل اعتمادها على الصين. • قوى عاملة تنافسية: ماهرة ومنخفضة التكاليف مقارنة بجيرانها. ملامح الاقتصاد الفيتنامي في 2024 ورغم التحديات العالمية، واصل الاقتصاد الفيتنامي نموه بثبات في 2024، وفقا لـ"فيتنام بريفنغ" ومكتب الإحصاء العام: • الناتج المحلي الإجمالي: 476.3 مليار دولار أميركي، بمعدل نمو 7.09% مقارنة بعام 2023. • نصيب الفرد من الناتج المحلي: 4700 دولار (بزيادة 377 دولارا عن 2023). القطاعات الاقتصادية: • قطاع الخدمات: 49.46% من الناتج، بنمو 7.38%. • الصناعة والبناء: 45.17%، بنمو 8.24%. • الزراعة والغابات ومصائد الأسماك: 5.37%، بنمو 3.27%. التجارة حجر الزاوية في النهضة الاقتصادية وبلغ حجم التجارة الخارجية لفيتنام في 2024 أكثر من 786.29 مليار دولار، مع فائض تجاري قدره 24.77 مليار دولار: • الواردات: 380.76 مليار دولار (زيادة 16.7%) • الصادرات: 405.5 مليار دولار (زيادة 14.3%) أما الاستثمار الأجنبي المباشر، فقد بلغ 38.2 مليار دولار رغم انخفاض طفيف بنسبة 3%، بحسب وكالة الاستثمار الأجنبي. وأثبتت فيتنام أن الإرادة السياسية والإصلاحات الجذرية قادرة على تحويل مسار أمة كاملة. فمن دولة أنهكتها الحروب، ومزقتها الأزمات، استطاعت فيتنام أن تنهض من رماد التاريخ إلى قلب المستقبل، بفضل رؤية اقتصادية بعيدة المدى واستثمار ذكي في الإنسان والبنية التحتية. لم تعد فيتنام دولة نامية تبحث عن فرصة، بل أصبحت مركزا صناعيا واعدا في عالم التكنولوجيا وسلاسل الإمداد، يستقطب استثمارات بمليارات الدولارات سنويا، ويقدم نموذجا يُحتذى به في التنمية الاقتصادية المستدامة.


الجزيرة
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
المعجزة الفيتنامية من بلد مزقته الحرب لمركز صناعي عالمي
شكّل 30 أبريل/نيسان عام 1975 محطة فاصلة في التاريخ الحديث ل فيتنام ؛ إذ جرى تحرير سايغون (عاصمة فيتنام الجنوبية، اسمها الحالي "هو تشي منه")، من الاحتلال الأميركي بعد حرب مدمرة استمرت أكثر من 20 عاما، خلّفت وراءها مآسي إنسانية عميقة، وتسببت في مقتل ما لا يقل عن مليوني مدني فيتنامي، إلى جانب تدمير البنية التحتية وتشريد الملايين. وقد خسرت الولايات المتحدة نحو 58 ألف جندي في تلك الحرب، التي وصفتها صحيفة الغارديان البريطانية بأنها واحدة من أكثر الأحداث إذلالا في تاريخ أميركا الحديث. وعقب الحرب، فرّ أكثر من 1.5 مليون شخص من البلاد، مما تسبب في أزمة لاجئين خانقة إلى جانب ملايين النازحين داخل البلاد. كما خلّفت الحرب آثارا صحية طويلة الأمد نتيجة استخدام المواد الكيميائية السامة، إلى جانب بقاء كميات هائلة من الذخائر غير المنفجرة التي ما زالت تهدد أرواح السكان حتى اليوم. الفقر والجوع في كل مكان وجدت فيتنام نفسها بعد انتهاء الحرب غارقة في الفقر والانهيار الاقتصادي، حيث كان أكثر من 70% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، معتمدين على اقتصاد زراعي هش وبنية تحتية مدمّرة. وكان الناتج المحلي الإجمالي للفرد في عام 1984 لا يتجاوز 200 إلى 300 دولار سنويا، ما جعل البلاد تصنّف بين أفقر دول العالم، وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي. وزادت السياسات المركزية الصارمة، مثل إلغاء الملكية الخاصة وسوء الإدارة البيروقراطية، من تعقيد الأزمة، إلى جانب الحصار الاقتصادي الأميركي المفروض بعد الحرب. كيف تغلبت فيتنام على الفقر؟ لمواجهة التحديات الاقتصادية الطاحنة، أطلقت الحكومة الفيتنامية في عام 1986 برنامج "دوي موي" والذي يعني "التجديد"، وكان الهدف منه الانتقال من الاقتصاد المركزي إلى اقتصاد سوقي اشتراكي. شملت الإصلاحات تحرير التجارة، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، وتفكيك التعاونيات الزراعية، ومنح حقوق ملكية الأراضي للمزارعين. وقد أسهم هذا البرنامج في تحوّل جذري لاقتصاد فيتنام، فارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من أقل من 700 دولار عام 1986 إلى ما يقرب من 4500 دولار عام 2023، بينما انخفضت نسبة الفقر من نحو 60% في أوائل التسعينيات إلى أقل من 4% في 2023، وفقا للبنك الدولي. الركائز الأساسية لبرنامج "دوي موي" أصدرت الحكومة الفيتنامية القرار رقم 10، الذي منح الفلاحين حقوق استخدام الأراضي الزراعية لفترات طويلة، ما أتاح لهم حرية الإنتاج والتسويق، وأسفر عن زيادة كبيرة في الإنتاجية الزراعية. وفي عام 1993، تم إعادة توزيع أراضي التعاونيات على المزارعين مجانا، ما ساعد فيتنام على التحول من دولة تعاني الجوع إلى واحدة من أكبر مصدري الأغذية في العالم، بحسب مركز تكنولوجيا الأغذية والأسمدة في آسيا والمحيط الهادي. وفي عام 2008، صدّرت فيتنام 4.7 ملايين طن من الأرز، لتصبح ثاني أكبر مصدر للأرز في العالم بعد تايلند، كما ساهمت هذه الصادرات في درء أزمة غذائية عالمية في ذلك العام، حسب منصة غلوبال آسيا. ومنحت الدولة استقلالية أكبر للشركات الحكومية، وركّزت على الربحية والكفاءة، في حين جرى تشجيع الشركات الخاسرة على إعادة الهيكلة أو الخصخصة. وأكد بنك التنمية الآسيوي أن هذه الإجراءات شكّلت ركيزة أساسية للتحول نحو اقتصاد السوق. دعم القطاع الخاص وتعديلات دستورية في عام 1988، اعترفت الحكومة بالقطاع الخاص كمكوّن رئيسي في الاقتصاد الوطني، مع ضمان حقوق الملكية والميراث. وتم تعديل الدستور عام 1992 لترسيخ هذه الحقوق. انضمت فيتنام إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) عام 1995، ثم إلى منظمة التجارة العالمية (WTO) عام 2007، ووقّعت العديد من اتفاقيات التجارة الحرة، ما عزز اندماجها في الاقتصاد الدولي، وفقا لموقع فيتنام بلس. إعلان أصدرت الحكومة عام 1987 قانونا للاستثمار الأجنبي المباشر، شمل إنشاء مشاريع مشتركة أو شركات مملوكة بالكامل للأجانب، مع حوافز ضريبية وضمانات ضد التأميم. أبرز الشركات الأجنبية المستثمرة في فيتنام بحسب فيتنام بريفنغ ووكالة رويترز، جذبت فيتنام استثمارات ضخمة من شركات عالمية في قطاعات التكنولوجيا والتصنيع، وأبرزها: "سامسونغ" (Samsung): القطاع: الإلكترونيات. حجم الاستثمار: 22.4 مليار دولار في 6 مصانع ومركز بحث وتطوير، مع استثمار إضافي بـ1.8 مليار دولار لمصنع "أوليد" في باك نينه. "إل جي ديسبلاي" (LG Display): القطاع: الإلكترونيات. حجم الاستثمار: 5.65 مليارات دولار. "أمكور تكنولوجي" (Amkor Technology): القطاع: أشباه الموصلات. حجم الاستثمار: 1.6 مليار دولار. "سبيس إكس" (SpaceX): القطاع: الإنترنت عبر الأقمار الصناعية. حجم الاستثمار: 1.5 مليار دولار. "فوكسكون" (Foxconn): القطاع: تصنيع الإلكترونيات. حجم الاستثمار: 80 مليون دولار لإنشاء مصنع دوائر متكاملة في باك جيانغ. فيتنام المركز الصناعي القادم في العالم وبفضل بيئة أعمال جاذبة، وموقع إستراتيجي، وقوى عاملة ماهرة، ودعم حكومي متواصل، باتت فيتنام تحتل موقعا متقدما كمركز صناعي إقليمي وعالمي. ويشكّل قطاع التصنيع أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي ، وفقا لتقرير "فيتنام إنفستمنت ريفيو". وتُعزى هذه المكانة إلى: الاستثمار في رأس المال البشري والتقنيات الحديثة: تدريب 50 ألف مهندس في الرقائق الإلكترونية بحلول 2030، وتطوير التعليم الفني بالشراكة مع شركات عالمية. اتفاقيات تجارة حرة: أبرزها مع الاتحاد الأوروبي ، حيث زادت الصادرات بنسبة 50%. الاستفادة من سياسة "الصين +1": حيث تُعد فيتنام وجهة بديلة للشركات التي تسعى لتقليل اعتمادها على الصين. قوى عاملة تنافسية: ماهرة ومنخفضة التكاليف مقارنة بجيرانها. ملامح الاقتصاد الفيتنامي في 2024 ورغم التحديات العالمية، واصل الاقتصاد الفيتنامي نموه بثبات في 2024، وفقا لـ"فيتنام بريفنغ" ومكتب الإحصاء العام: إعلان الناتج المحلي الإجمالي: 476.3 مليار دولار أميركي، بمعدل نمو 7.09% مقارنة بعام 2023. نصيب الفرد من الناتج المحلي: 4700 دولار (بزيادة 377 دولارا عن 2023). القطاعات الاقتصادية: قطاع الخدمات: 49.46% من الناتج، بنمو 7.38%. الصناعة والبناء: 45.17%، بنمو 8.24%. الزراعة والغابات ومصائد الأسماك: 5.37%، بنمو 3.27%. التجارة حجر الزاوية في النهضة الاقتصادية وبلغ حجم التجارة الخارجية لفيتنام في 2024 أكثر من 786.29 مليار دولار، مع فائض تجاري قدره 24.77 مليار دولار: الواردات: 380.76 مليار دولار (زيادة 16.7%) الصادرات: 405.5 مليار دولار (زيادة 14.3%) أما الاستثمار الأجنبي المباشر، فقد بلغ 38.2 مليار دولار رغم انخفاض طفيف بنسبة 3%، بحسب وكالة الاستثمار الأجنبي. وأثبتت فيتنام أن الإرادة السياسية والإصلاحات الجذرية قادرة على تحويل مسار أمة كاملة. فمن دولة أنهكتها الحروب، ومزقتها الأزمات، استطاعت فيتنام أن تنهض من رماد التاريخ إلى قلب المستقبل، بفضل رؤية اقتصادية بعيدة المدى واستثمار ذكي في الإنسان والبنية التحتية. لم تعد فيتنام دولة نامية تبحث عن فرصة، بل أصبحت مركزا صناعيا واعدا في عالم التكنولوجيا وسلاسل الإمداد، يستقطب استثمارات بمليارات الدولارات سنويا، ويقدم نموذجا يُحتذى به في التنمية الاقتصادية المستدامة.