logo
#

أحدث الأخبار مع #ديانيت

تركيا ـ"ديانيت" تحتكر تفسير القرآن وتفرض إسلاما تمليه الدولة – DW – 2025/6/13
تركيا ـ"ديانيت" تحتكر تفسير القرآن وتفرض إسلاما تمليه الدولة – DW – 2025/6/13

DW

timeمنذ يوم واحد

  • سياسة
  • DW

تركيا ـ"ديانيت" تحتكر تفسير القرآن وتفرض إسلاما تمليه الدولة – DW – 2025/6/13

الهيئة الدينية التركية "ديانيت" باتت قادرة الآن على حظر ترجمات القرآن، التي ترى أنها لا تتوافق مع مبادئ الإسلام. هذا الأمر يثير انتقادات ويزيد من المخاوف بشأن حرية الدين والمعتقد والبعض يتحدث عن "إسلام تمليه الدولة". تُعتبر الهيئة الدينية التركية "ديانيت" من بين أكثر الهيئات نفوذاً في تركيا. وحسب ما تعلنه توظف الهيئة أكثر من 140 ألف موظف وتقدّم خدماتها الدينية في حوالي 150 دولة حول العالم. تأسست هذه الهيئة عام 1924 ومنذ عام 2018 أصبحت خاضعة مباشرة لرئيس الجمهورية التركية ذي التوجه الإسلامي المحافظ، رجب طيب أردوغان . بميزانية سنوية تبلغ حوالي 3 مليارات يورو تتجاوز ميزانيتها ميزانيات عدة وزارات، بما في ذلك وزارة الداخلية التركية. تشرف ديانيت على حوالي 90 ألأف مسجد في جميع أنحاء البلاد، وتنظم رحلات الحج السنوية وتنسق عمليات الذبح في عيد الأضحى وتقدم دورات لتعليم القرآن الكريم وتنظم فعاليات ثقافية. كما تقوم بتأهيل الأئمة وإيفادهم للعمل داخل تركيا وخارجها. وتمتلك مؤسستها الخيرية نشاطات في 150 دولة، وتصل خدماتها إلى ملايين الأشخاص عبر برامج تعليمية ومنح دراسية من أقصى الشرق إلى أمريكا اللاتينية. القرآن كتاب المسلمين المقدس نزل باللغة العربية. وتُعد الترجمات ضرورية لإيصال نصوصه إلى ملايين الناس. صورة من: Godong/Imago Images الصلاحية الجديدة: احتكار تفسير ترجمات القرآن تم توسيع صلاحيات هيئة الشؤون الدينية التركية ديانيت بشكل مستمر خلال السنوات الأخيرة. ومؤخرا مُنحت الهيئة أيضا حق الهيمنة على تفسير ترجمات القرآن. فقد منحها قانون جديد تم إقراره صلاحية مراجعة ترجمات القرآن، وفي حال رأت أنها "لا تتوافق مع الخصائص الأساسية للإسلام"، فإنه يُسمح بحظرها. ويمكن أيضا سحب وإتلاف النسخ "الإشكالية" التي تم نشرها سابقا ويشمل ذلك المحتوى الرقمي مثل النصوص والتسجيلات الصوتية والمرئية على الإنترنت. وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد منح ديانيت هذه الصلاحية سابقا من خلال مرسوم رئاسي، ما دفع الهيئة إلى تصنيف بعض الترجمات بأنها "غير صحيحة". إلا أن المحكمة الدستورية لم تقرّ بشرعية ذلك آنذاك. أما الآن ومع القانون الجديد فقد أصبحت هذه الصلاحية محمية قانونيا ولم تعد مخالفة للدستور. "إسلام تمليه الدولة إعلان إفلاس" يتحدث علماء لاهوت ينتقدون الحكومة عن رقابة وعن "إسلام تمليه الدولة"، مما يعرّض حرية العقيدة للخطر. وبالنسبة لعالِم اللاهوت البروفيسور الدكتور سونماز كوتلو فإن هذه الخطوة تُعدّ إعلان إفلاس من قبل الدولة. ويرى أنه كان ينبغي على دولة تضم أكثر من 100,000 موظف في هيئة ديانيت وأكثر من 100 كلية للدين أن تكون قادرة على حماية القرآن من ما يُسمى بالترجمات الإشكالية ليس من خلال الحظر، بل من خلال الأساليب الفكرية والعلمية. كما يحذّر من أن المنشورات التي تحتوي على آيات قرآنية مترجمة وتُعتبر مخالفة لـ"الخصائص الأساسية للإسلام" قد تؤدي أيضا إلى فتح تحقيقات وملاحقات قانونية. تم تصنيف ترجمة القرآن لإحسان إلياجك سابقا على أنها "إشكالية" وتم حظرها. يُعتبر إلياجك من علماء اللاهوت الذين ينتقدون هيئة ديانيت. صورة من: ANKA أما العالِم الديني إحسان إلياجك فيرى في الصلاحية الجديدة الممنوحة لـديانيت انتهاكا جوهريا لفهم الإسلام. ويقول إلياجك: "في الإسلام لا يجوز لأي مؤسسة أن تقف بين الإنسان والله. ولكن فحص القرآن من قبل ديانيت بحثاً عن مدى مطابقته للحقيقة يفعل تماما ذلك". وكانت ترجمة القرآن الخاصة بإلياجك قد اعتُبرت سابقا "إشكالية" من قبل ديانيت وتم حظرها. فرفع دعوى أمام المحكمة الدستورية وكسبها. إلا أن تثبيت الصلاحية الجديدة قانونيا يجعل الطعن على ذلك غير ممكن بعد الآن. وأصبح إلياجك وكوتلو وعدد من علماء اللاهوت المنتقدين للحكومة هدفا لحملات تشويه مستمرة خلال السنوات الأخيرة من قبل جماعات دينية وطرق صوفية قريبة من الحكومة. تزايد نفوذ الجماعات الدينية ويعتقد أومر أوزسوي، أستاذ علم اللاهوت في جامعة غوته في فرانكفورت بأن القانون الجديد ناتج عن تزايد نفوذ هذه الجماعات على الحكومة. ويقول: "هذه الدوائر تعارض منذ حوالي عقد من الزمن بشكل علني اللاهوت الإسلامي الأكاديمي والنقدي والتعددي الذي يُدرّس في الكليات التركية." ويلاحظ أوزسوي أن هذه الجماعات "تنفذ منذ فترة حملات منهجية ضد علماء لاهوت بارزين." تشير أحدث الدراسات التي أجراها معهد الأبحاث الاستطلاعية "كوندا" إلى أن نسبة الأشخاص الذين يصفون أنفسهم بأنهم متدينون انخفضت من 55% في عام 2018 إلى 46% حاليا. صورة من: Shady Al-Assar/ZUMA/picture alliance ويخشى أوزسوي من أن يُستخدم القانون الجديد "في تطبيق قمعي وذو دوافع سياسية على نطاق واسع". ويضيف: "أبلغني عدد من زملاء المترجمين أن هيئة ديانيت قد بدأت بالفعل التحضير لمصادرة اثنتي عشرة ترجمة للقرآن، من بينها ترجمات لمصطفى أوزتورك وأديب يوكس". ترجمات القرآن ـ "موضوع حساس" القرآن كتاب المسلمين المقدس نزل باللغة العربية. وتُعد الترجمات ضرورية لإتاحة النصوص لملايين الأشخاص الناطقين بغير العربية. ومع ذلك فإن هذه الترجمات تتضمن أيضا تفسيرات، خاصة في المواضع التي تحتوي على كلمات أو عبارات متعددة المعاني ولهذا يُعد الموضوع حساسا للغاية. لقد ازدادت أهمية ترجمات القرآن في البلدان غير الناطقة بالعربية مثل تركيا خلال السنوات الأخيرة. ويوضح أوزسوي أن المجتمعات الإسلامية التقليدية في السابق لم تكن تعرف تديّناً قائما على التفاعل الفردي المباشر مع نص القرآن. ويقول: "كان التعامل مع القرآن من اختصاص الأئمة". أما اليوم فالوضع مختلف، بحسب قوله: "اليوم يقرأ المؤمنون من غير المتخصصين القرآن بأنفسهم ويقومون بتفسيره بشكل مستقل". إشكالية ترجمات القرآن غير المتخصصة ويرصد أومر أوزسوي ازديادا ملحوظا في عدد ترجمات القرآن إلى اللغة التركية خلال العقود الأخيرة من بينها العديد من الترجمات التي أعدّها أشخاص لا يمتلكون المؤهلات العلمية اللازمة. وقد نوقشت هذه المشكلة على نطاق واسع في الأوساط الأكاديمية، وتوجد حولها مؤلفات علمية عديدة. اللافت في الأمر بحسب أوزسوي أن الأوساط الأكاديمية الرصينة لم تتقدّم مطلقا باقتراح إلى هيئة ديانيت لإنشاء هيئة رسمية لسحب ما يسمى بالترجمات "الإشكالية" من التداول عن طريق المصادرة. يفترض كثير من المراقبين أن وراء القانون الجديد في تركيا تأثير الجماعات الإسلامية القريبة من الحكومة التركية صورة من: ANKA وأصبحت مسألة الدين تحتل موقعا متزايدا في صلب النقاش المجتمعي في تركيا. ويُلاحظ أن فئة الشباب على وجه الخصوص تقرأ النصوص الدينية المقدسة وتناقش مفاهيم الإسلام، كما تُشكك في العديد من الأطروحات، الأمر الذي يثير قلق الحكومة. فالرئيس رجب طيب أردوغان يكرّر منذ فترة طويلة رغبته في "تربية جيل تقي". غير أن الدراسات الحديثة التي أجراها معهد استطلاعات الرأي "كوندا" تُظهر عكس ذلك: فقد انخفضت نسبة الأشخاص الذين يصفون أنفسهم بأنهم متدينون من 55% في عام 2018 إلى 46% حاليا في حين ارتفعت نسبة الملحدين أو غير المؤمنين خلال الفترة نفسها من 2% إلى 8%. أعده للعربية: م.أ.م

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store