logo
#

أحدث الأخبار مع #رجاالعتيبي

عرض معاصر يفكك الغضب العربي ويعيد تشكيل العلاقة بين الجمهور والخشبة
عرض معاصر يفكك الغضب العربي ويعيد تشكيل العلاقة بين الجمهور والخشبة

عكاظ

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • عكاظ

عرض معاصر يفكك الغضب العربي ويعيد تشكيل العلاقة بين الجمهور والخشبة

على مدى ثلاثة أيام، شهد مسرح استديو إيقاع بحي القادسية في الرياض حضوراً فاق 450 متفرجاً، اجتمعوا حول عرض مسرحي كسر الأعراف السائدة، لتسجل مسرحية «كانت غضبة» تجربة فارقة في مسار المسرح السعودي المعاصر، بوصفها مسرحية داخل مسرحية تداخل فيها الزمن بين البروفات، والعرض الرسمي. المسرحية التي ألفها وأشرف عليها الكاتب رجا العتيبي، وأخرجها جلواح الجلواح، قدمت حكاية درامية، فجّر بها ساحة للجدل الفلسفي والجمالي حول معنى الغضب، وحدود الإبداع، وعلاقة المسرح بجمهوره وزمانه، وأن «فتكة» الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم ليست سوى «جين» ثقافي متوارث ممتد حتى اليوم، يشي به القتل الرمزي الذي انتهت به المسرحية حينما قتل عمرو بن كلثوم المستشار هيثم، بينما قتل مساعد المستشار، عمرو بن كلثوم، وهو يردد ذات البيت: «ألا لا يجهلن أحد علينا... فنجهل فوق جهل الجاهلينا»، لتنتهي المسرحية بمأساة لم «تكتب في النص»، ما دعا المخرجة لأن تستدعي الشرطة لموقع المسرحية. وتبرز معها علامة سيميائية تكشف أن «الفتكة» العُمرية ليست سوى «جين» يمثل نسقاً مضمَراً وفقاً لأدبيات النقد الثقافي، جين ممتد ما زال يفعل فعله فينا حتى اليوم. وقال رجا العتيبي مؤلف النص المسرحي، لـ«عكاظ»: «حاولنا أن نقدم تجربة مسرحية معاصرة تتجاوز المألوف، وتنتمي إلى فئة المسرح المعاصر المعتمدة في برنامج ستار»، مضيفاً: «سعينا إلى تقديم نموذج فني راقٍ يُعبّر عن هذا النوع من المسرح، فكرياً وجمالياً، من خلال كسر الحواجز التقليدية بين الجمهور والممثل، وتوظيف فضاء الخشبة المفتوحة بأسلوب خشبة ترافيرس، إضافة إلى بناء سينوغرافي محمّل بالدلالات، ومقاربات سردية تستند إلى تقنيات المسرح داخل المسرح». كما أشار إلى أن العمل سعى إلى «مخاطبة المتلقي كطرف في المعادلة الدرامية، لا مجرد مشاهد»، مختتماً بالشكر لهيئة المسرح والفنون الأدائية وبرنامج «ستار» على دعمهم هذه التجربة التي أتاحت مساحة للتجريب وتقديم محتوى مسرحي معاصر يستجيب لأسئلة الحاضر. مسرح بلا جدران.. وجمهور داخل المعادلة اعتمد العرض على خشبة تسمى «ترافيرس ستيج»، أو مسرح الممر، حيث الجمهور على جانبي الخشبة المتقابلين، في مواجهة مباشرة جعلت من التوتر المسرحي طقساً حياً. لم تكن الخشبة مجرد منصة بل كانت فضاء مفتوحاً من كل الجهات، بعد أن كسر الفريق المسرحي الحواجز الأربعة دفعة واحدة. وتمثّل ديكور العرض في أطلال قصر عمرو بن هند، ملك الحيرة أيام العصر الجاهلي سواري، عبارة عن أعمدة، وأرضية مليئة بآثار مملكة الحيرة القديمة، بما يحمله من رمزية للحكم والهيبة والدماء، ليصبح بذلك عنصراً سينوغرافياً يفيض بالدلالات، ويفتح الفضاء على احتمالات متعددة للمعنى، تأكيداً على جمالية «المسرح ما بعد الدرامي»، حيث الشكل يوازي المضمون في حمولة التعبير . أخبار ذات صلة الغضب كرمز موروث.. أم إبداع متمرد؟ في قلب النص، تصطدم المخرجة الشابة «العنود» بالمستشار المسرحي «هيثم»، في صراع لا يتعلق فقط بالرؤية الإخراجية، بل ينزلق نحو أسئلة فلسفية: هل الغضب جزء من هوية متجذرة، أم عرض طارئ يمكن تجاوزه؟ هل نحن أبناء «فتكة» قديمة لا تموت؟ تتغلغل هذه الأسئلة في البنية الحوارية للنص، وتُوظف بشكل ميتا-مسرحي ضمن حبكة «مسرحية داخل مسرحية»، حيث تتداخل الأزمنة والحقائق . كان أداء الأبطال معتز العبدالله، بندر الحازمي، غيداء سلام، وغازي حمد، وفرقة شغف الاستعراضية، مشحوناً بطاقة عالية من الصدق والانفعال، مجسدين صراع الأفكار لا بوصفه نقاشاً عقلانياً، بل واقع نفسي يتجلى في الجسد والحركة والنبرة، وشاركهم هذا التميز عبدالملك العبدان، وياسر عبدالرحمن، بينما الملابس قدمتها بشكل متناسق شهد البهوش. ومدير الإنتاج عبدالعزيز النخيلان. ما بعد الغضب.. ما بعد المسرح قدّمت المسرحية فرجة سينوغرافية نابضة، وتجربة مسرحية جديدة، جمعت بين الحضور الحسي للديكور، والتمثيل الجسدي عالي التركيز، والمؤثرات السمعية والبصرية، بما يخلق تجربة شاملة تدفع المتلقي من مقعد المشاهدة إلى مركز الفعل . العرض محاولة لاستعادة المسرح بوصفه فناً حياً، متمرداً، مفتوحاً، ومتورطاً في أسئلة الثقافة والمجتمع. وقد بدا واضحاً أن العرض يطرح نفسه كجزء من تحول نوعي تشهده التجربة المسرحية السعودية، تحت مظلة دعم برنامج «ستار» الذي أطلقته هيئة المسرح والفنون الأدائية، سعياً لتحفيز الإبداع المسرحي المعاصر .

مخرج سعودي ينتقد الدراما المحلية : الإنتاج مستعجل.. وأخطاء مكررة تعيق التطور
مخرج سعودي ينتقد الدراما المحلية : الإنتاج مستعجل.. وأخطاء مكررة تعيق التطور

صحيفة سبق

time١٢-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • صحيفة سبق

مخرج سعودي ينتقد الدراما المحلية : الإنتاج مستعجل.. وأخطاء مكررة تعيق التطور

قال الكاتب والمخرج رجا العتيبي لـ"سبق":"لم تستطع مسلسلات رمضان الخروج من هيمنة الأعمال التي رسخت نفسها على مدى العقود الثلاثة الماضية، مثل "طاش ما طاش" و"العاصوف"، فقد كانت هذه السنوات كافية لتُصبغ الدراما المحلية بصبغة محددة، حتى بات التمثيل وفق هذا القالب هو "النموذج الذهني السائد" أو ما يمكن تسميته بـ Paradigm في الصناعة الدرامية السعودية". وزاد: "وعلى الرغم من أن المنتجين والكتاب والمخرجين والممثلين السعوديين يتابعون أعمالاً عالمية متنوعة، من هوليوود إلى الدراما الكورية والإسبانية، إلا أن هذا الانفتاح على التجارب المختلفة لم يُحدث تأثيرًا يُذكر في صياغة الأعمال المحلية، وكأن الدراما السعودية ما تزال تدور في فلك نموذجها التقليدي، دون أن تستفيد بشكل فعّال من التطورات التقنية والسردية التي أحدثت ثورة في صناعة المسلسلات عالميًا". وواصل :"وقد يُعزى ذلك إلى عوامل متعددة، لكن من الصعب القول إن "الثقافة المحلية" هي العامل الرئيس في هذا الجمود، خصوصًا أن المجتمع السعودي والجمهور الفني على حدٍ سواء أصبحا أكثر انفتاحًا وتقبلاً للأعمال الجديدة والمبتكرة، بل على العكس، هناك تعطش واضح لدى المشاهدين لرؤية محتوى أكثر تنوعًا وحداثة، يعكس تحولات المجتمع ويواكب الطفرة الفنية والإعلامية التي يشهدها العالم". وتابع: "إلى جانب هيمنة النمط الدرامي المستوحى من "طاش ما طاش" و"العاصوف"، هناك اتجاه آخر يفرض نفسه على الأعمال المحلية، وهو التركيز على اللهجة البدوية والعودة إلى "أيام زمان"، في محاولة لإحياء الماضي دراميًا، لكن المفارقة أن هذا التوجه غالبًا ما يأتي محملاً بأخطاء لغوية ولهجية فادحة، خصوصًا في نطق لهجة نجد، بفرعيها : البادية والحاضرة، ما جعله محل تندر وانتقاد واسع من المشاهدين". وزاد في تعليقه :"إتقان اللهجات القديمة ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب بحثًا عميقًا وتدريبًا طويلاً يمتد لشهور، سواء للممثلين أو القائمين على العمل، لضمان تقديم صورة دقيقة تحترم تفاصيل الماضي، لكن الواقع الإنتاجي الحالي يجعل هذه الدقة أمرًا شبه مستحيل". وأوضح :"فمعظم المسلسلات يتم إقرارها وتصويرها في وقت قياسي، حيث تصدر التعميدات قبل رمضان بشهر، بل إن بعض الأعمال تُصور أثناء الشهر نفسه، مما يؤدي إلى إنتاج غير ناضج يُدفع به إلى القنوات بسرعة، دون أن يحظى بفرصة للمراجعة والتدقيق". واختتم :"ومادام هناك تسرّع في الإنتاج المستعجل، ستظل الأخطاء تتكرر، وستبقى الأعمال التاريخية والبدوية مجرد محاولات شكلية تفتقر إلى العمق والتوثيق، ما لم يتم تغيير جذري في آلية التخطيط والإنتاج، بحيث تُمنح هذه الأعمال الوقت الكافي للنضوج، بدلاً من أن تكون وجبات درامية مستعجلة لمجرد ملء الخريطة الرمضانية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store