أحدث الأخبار مع #رسولوف


خبر للأنباء
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- خبر للأنباء
بين إيفين" والحرس الثوري.. قصة هروب السينما الإيرانية إلى المنفى هربًا من القمع
يرصد المقطع رسولوف أثناء هروبه من إيران إلى تركيا بعد أن أصدرت السلطات الإيرانية بحقه حكما بالجلد والسجن ثماني سنوات بسبب أعماله السينمائية. بعد أيام من هروبه وحصوله على اللجوء في السويد، أطل رسولوف في مهرجان "كان" السينمائي، في حضور حمل رسالة قوية إلى النظام الحاكم في إيران. صفق المشاركون في المهرجان طويلا، وبحرارة، للمخرج الإيراني، بعد فوزه بجائزة "لجنة التحكيم" الخاصة، عن فيلمه "بذرة التين المقدس". واكتسبت تلك اللحظة زخما إضافيا لحقيقة أن رسولوف كان قد صور وأنتج فيلمه الفائز في "كان" داخل إيران قبل هروبه، تحت رقابة مشددة، وملاحقة أمنية، وتهديد دائم بالاعتقال. يقول كافيه عباسيان، وهو مخرج وخبير سينمائي إيراني لـ"الحرة" إن رسولوف أنجز فيلمه رغم كل العراقيل والضغوط التي تعرض لها داخل بلده. لكن الضغوط أجبرت عددا كبيرا من السينمائيين الإيرانيين على العزوف عن الإنتاج السينمائي. إضافة إلى مزاياها الفنية، تثير الأفلام الإيرانية في الخارج اهتماما كبيرا داخل المهرجانات وخارجها بسبب موضوعاتها التي غالبا ما تثير أسئلة حول الحرية والديمقراطية والاعتقال، ودور الدين في الحياة العامة. القائمة لا تنتهي يعتقد عباسيان أن هروب غالبية العاملين الإيرانيين في قطاع السينما ساهم في جذب الاهتمام بالأفلام الإيرانية في الخارج. "برويس سياد، أحد أعظم صانعي الأفلام لدينا هرب من إيران. وعاد غلام علي عرفان إلى البلاد وأنتج بعض الأفلام، مُنعت جميعها. وكذلك رضا لاميزاده، لم يتمكن أيضا من مواصلة مسيرته المهنية فهرب من إيران. وكذلك نصرات حكيمي، وسوزان تسليمي وهي ممثلة إيرانية أيضا، وكثيرون غيرهم. أعني القائمة لا تنتهي". فريدون جورك، مثل كثير من هؤلاء السينمائيين، اضطر إلى المغادرة عام 2002، بعدما لاحقته السلطات الإيرانية طوال سنوات عمله في السينما داخل إيران. يقول جورك لـ"الحرة" إنه قضى أكثر من أربعين عاما يعمل في مختلف المجالات السينمائية في إيران. أخرج حوالي 25 فيلما، لكن أجبرته الاعتقالات والملاحقة المستمرة له ولزوجته على الهروب من طهران. "فررنا خوفا من أن نُعتقل مرة أخرى، ولجأنا إلى الولايات المتحدة، نعيش اليوم في لوس أنجلوس ونحاول إظهار بعض جرائم هذا النظام للناس، وشرحها لهم من خلال الصورة. فالصورة دائما تساعد أكثر على إبراز الحقيقة". من سيئ إلى أسوأ بدأت معاناة السينمائيين الإيرانيين تتعمق مع انتقال الحكم من الشاه محمد رضا بهلوي إلى روح الله الخميني. قبل الثورة الإسلامية في إيران، كانت السينما الإيرانية تحت إشراف وزارة الثقافة والفنون، وكانت مهمتها الأولى، الإشراف والتدقيق في كل ما ينتجه السينمائيون، يقول جورك. مع تربع الخميني على سدة الحكم، أصبحت الأمور أكثر سوءا. "فعندما جاء الخميني، كان أول تعليق له عن السينما بمثابة إهانة حقيقية للمجتمع الفني. قال الخميني 'نحن لسنا ضد السينما لكنه ضد الرذيلة'. أهان العاملين في مجال السينما علنا. بعد هذا التصريح شرع أنصاره بإحراق دور السينما في جميع أنحاء البلاد. أثناء تحقق فريق "الحرة" من معلومات جورك بشأن تصريح الخميني، وجدنا أنه يعود إلى فترة وجود الخميني في المنفى في فرنسا وقتها، ووجدنا تقريرا نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية عام 1978. يبين التقرير أن أول حادث عنف ضد العاملين في السينما داخل إيران حريق أضرم في دار سينما مزدحمة في مدينة عبادان الإيرانية، وأسفر عن مقتل 377 شخصا على الأقل في واحدة من أسوأ الكوارث من نوعها في تاريخ إيران، بحسب وصف الصحيفة. قُتل رواد السينما دهسا أو اختناقا أو أُحرقوا أحياء. ويكشف التقرير أن زعماء دينيين متطرفين ألقوا كلمات في تجمعات حاشدة في جميع أنحاء إيران، حثوا فيها الإيرانيين على أداء الصلاة في المساجد بدلا من مشاهدة الأفلام في السينما أو التلفزيون. يؤكد فريدون جورك، الذي عايش تلك الأحداث في إيران، أن المحكمة كشفت أن الخميني كان مسؤولا عن الحريق. "هذا العمل الشنيع كان من عمل الجمهورية الإسلامية"، يقول. الحديث عن الإبداع "سخف" "منذ الثورة تصاعد العنف ضد العاملين في قطاع السينما،" يقول علي المقدم، وهو مخرج إيراني هرب أيضا من إيران في أواخر عام 2027، بعد اعتقاله وسجنه عدة مرات. يشير المقدم إلى أن الحديث عن الإبداع تحت حكم الجمهورية الإسلامية يصبح سخيفا، لأن السلطات لا تسمح لأحد بالاجتهاد والإبداع. "الحكومة تريد فقط فرض رأيها على كل شيء، وهذا لا يتعلق بالسينما فقط، إنما يتعداه إلى الموسيقى، الكتابة والشعر والنحت". حتى عام 2023، تجاوز عدد السينمائيين المعتقلين في إيران 150 شخصا، أودت السلطات معظمهم في سجن إيفين، سيء الصيت، الذي أصبح معروفا باسم "سجن الفنانين". رغم تضييق السلطات على السينمائيين، يعد قطاع السينما داخل إيران من أكثر الصناعات نشاطا، بإنتاج يقارب مئة فيلم سنويا، لكن الغالبية العظمى من ذلك الإنتاج تقع ضمن دائرة البروباغندا الإعلامية. يقول المخرج الإيراني كافيه عباسيان لـ"الحرة" إن الحرس الثوري الإسلامي يملك شركة إنتاج تُسمى "المعهد الثقافي"، وهي تنتج، إضافة إلى الأفلام، مسرحيات ومسلسلات تلفزيونية. "لدينا هنا ميليشيا إسلامية للإنتاج الإعلامي، تُوازي الجيش الإيراني، وهم يتفوقون على أي شركة إنتاج خاصة أخرى في إيران" يقول عباسيان، "يدفعون أجورا أعلى بكثير لمحترفي السينما والممثلين لإنتاج أفلامهم، ونتيجة لذلك تبدو أفلامهم رائعة، لكن السينما الإيرانية لها تاريخ طويل". رغم القمع، واضطرار رسولوف وجورك، وعشرات السينمائيين إلى الهروب من إيران، معهم إبداعاتهم، تتواصل في القرى والمدن الإيرانية إنتاجات السينما المستقلة، و"هذا هو الأهم، هذا هو مستقبل إيران، هذا هو المستقبل الذي يهمنا"، يقول المخرج الإيران كافيه عباسيان لـ"الحرة" من منفاه البريطاني.

المدن
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- المدن
المخرج الإيراني محمد رسولوف لـ"المدن":بدأ كل شيء في السجن...
في منتصف العام الماضي، شهد الإيراني محمد رسولوف عرضاً عالمياً أول مضطرباً لفيلمه " "بذرة التين المقدّس"، المعروض أخيراً ضمن مهرجان "شاشات الجنوب" في بيروت، سياسيٌ تشويقي شجاعٌ وناقم، يصوّر يأس وغضب جيل جديد من الشباب في إيران. مستخدماً جميع الوسائل السينمائية لمهاجمة النظام الديني بقوة سردية شرسة، يفتح رسولوف النار على النظام الإيراني معلناً ضرورة وضع حدّ لجنونه لضمان الحفاظ على استقرار وتماسك المجتمع. في الحبكة، يروي رسولوف حكاية لا يمكن تخيّلها إلا في دولة محكومة بالثيوقراطية والإذلال واستباحة النساء. إيران 2022: رُقّي إيمان (مساج زاري) إلى منصب قاضي تحقيق في المحكمة الثورية. هذا يعني حصوله على منصب قاضٍ وشقة من أربع غرف. زوجته نجمة (سهيلة جولستاني) سعيدة للغاية. في هذه الأثناء، تتصاعد الاحتجاجات في شوارع طهران عقب مقتل مهسا أميني، التي يضمّنها الفيلم في روايته كما هي. وبينما يتزايد انخراط إيمان في النظام الديني يوماً بعد يوم، تتعاطف ابنتاه المراهقتان، سناء ورضوان، مع المتظاهرين الهاتفين بـ"امرأة، حياة، حرية". يُعاني إيمان جنوناً وشكوكاً، ويضع زوجته وبناته في موقف بالغ الصعوبة حينما يشكّ في سرقتهن لسلاحه؛ فيفرض عليهن إجراءات صارمة تُعجل في انهيار حياتهم العائلية. في وقتٍ سابق، التقت " المدن " المخرج السينمائي المقيم في منفاه الاختياري ببرلين، والذي كرّس حياته، كغيره من أبناء وطنه، لمحاربة قمع النظام الإيراني. - نعلم أنك اضطررت إلى الفرار من وطنك، وأنك لن تتمكّن من العودة إليه في المدى المنظور. كيف تتخيّل سينماك بعيداً من إيران؟ * إذا أردتَ الحقيقة: آمل وأتمنى أن تحدث تغييرات مهمّة في إيران قريباً لأتمكّن من العودة. - الآن وقد مرّ بعض الوقت على رحيلك، هل تندم على اختيارك؟ * بالنسبة إلي، ارتبط الرحيل ارتباطاً وثيقاً بمفهوم المقاومة، وبالردّ على تصرفات النظام. بطبيعة الحال، سألتُ نفسي: هل الأفضل البقاء في إيران والعودة إلى السجن، أم إيجاد حلّ آخر لأُظهر معارضتي؟ بذلتُ قصارى جهدي للبقاء في إيران، وفي المرة الأخيرة صادروا جواز سفري، ولم أستطع مغادرة البلاد لمدة سبع سنوات. عندما أدركتُ أنهم سيعتقلونني وأنني سأقضي سنوات عديدة في السجن، أدركتُ أنه بصفتي صانع أفلام في السجن، لا يسعني سوى قضاء عقوبتي. لذلك فكّرتُ أن الحلّ الوحيد هو إيجاد طريقة بديلة لمواصلة عملي. بالنسبة إلي، مغادرة إيران تعني في المقام الأول مقاومة الرقابة ومعارضتها. - أفلامك ممنوعة في إيران، لكن هل من سبيل لأبناء بلدك لمشاهدتها؟ * أفلامي وجميع الأفلام الأخرى غير المعروضة في دور السينما الإيرانية، لها سوق سوداء في الإنترنت. لذا، فهي متاحة للمشاهدة لمن يرغب. باستثناء الأفلام الحكومية، لا تُعرض أي أفلام أخرى في دور السينما في إيران. لذا، فالعلاقة بين الجمهور الإيراني المُحبّ للسينما والسينما الأجنبية أو الإنتاجات الإيرانية المستقلة تنشأ بفضل هذه السوق السوداء. - في أفلامك، نرى رجالاً مثل إيمان، يواجهون عبثية النظام وظلمه، لكنهم ملزمون بالخضوع لأوامره ، فتنعكس النتائج، لدرجة أن بطل فيلم "بذرة التين المقدس" يُصرّح بأنه لم يعد يشعر بالأمان في منزله. هل هذا ما اختبرته أيضاً النساء الإيرانيات اللواتي شاهدهن أثناء وجوده في السجن؟ * تحاول الأنظمة الديكتاتورية تحديد مَن يُمكنهم دعم أجندتها، ثم استيعابهم والتلاعب بهم بطريقة ما. تجربتي مع هذه الشخصيات أن كلّاً منها تبنى مبررّاً لدورها في تلك الديناميات، وتنقطع علاقتها بإنسانيتها تدريجياً. أما بالنسبة للحركة النسائية في إيران، فهي في الواقع ظاهرة عريقة، وتظاهرات "امرأة، حياة، حرية" حلقة أخيرة في هذه السلسلة. أشعر شخصياً بتأثر كبير بهذه الحركة، في الماضي، وأكثر منه في الحاضر. في الواقع، لا تتعلّق حركة تحرير المرأة في إيران بمطالب نسوية حصراً، بل إنها، قبل كل شيء، تتعمّق في حقوق الإنسان، وهذه تضمّ النساء والرجال على حدّ سواء. في الوضع الراهن، أحدثت "امرأة، حياة، حرية" شرخاً كبيراً بين العاملين في الحكومة والشعب. هؤلاء الفتيات مصدر إلهام. - لطالما كان إنجاز الأفلام في إيران نشاطاً محفوفاً بالمخاطر وشاقاً. ما الذي دفعكِ إلى هذا المسار؟ * الحاجة إلى الحرية أمرٌ يهمّ ضمير كل إنسان. في كلّ مرة اضطررتُ فيها للتعامل مع مسألة الرقابة، أو الرقابة الذاتية، كنتُ أشعر بالضيق، وأجدها دائماً حالةً مُعيقة. هذا لا يعني أن الرقابة لا تؤثر فيك عندما تُنتج أفلاماً مستقلة، تُصوّرها سرّاً. عندما تعمل بهذه الطريقة، تواجه قيوداً أكثر بكثير مما تواجهه عند تصوير فيلم تحت سيطرة النظام. لكن هذا الشعور بالصدق مع الذات يصاحبك، ويمنحك قوةً واحتمالاً. أعتقد أنه عندما تحاول مجموعة من الأشخاص في إيران إنتاج فيلم، فكلّ فرد منهم يحمل هذا الشعور معه. لا يقتصر الأمر على المخرجين أو كتّاب السيناريو، بل يشمل كلّ من يعمل في هذا المجال. إنه فريق، وكلّ فرد فيه يسعى إلى الالتزام بمبدأ حرية الفكر. - من هنا، تبدو مجموعة المخرجين الإيرانيين متماسكة، لكن هل يتواصلون مع بعضهم البعض؟ أم أن كلّاً منهم، حتى في ظلّ الصعوبات التي يواجهها، يعمل لحسابه الخاص؟ * قضيتُ أنا و(جعفر) بناهي وقتاً طويلاً معاً، حتى في السجن [يضحك]. عشنا في الغرفة نفسها طيلة ستة أشهر، والسجن يُقرّب الناس كثيراً. لكننا كنّا أصدقاء قبل ذلك أيضاً. المخرجون الإيرانيون جزء من مجموعة كبيرة، يفكّر كلٌّ منهم بطريقة مختلفة. جزء فقط من هذا الإنتاج يصل إلى الخارج. بعضه رسمي، تديره الحكومة، ويُعرض في دور العرض. لكن هناك جزءاً مهمّاً جداً، ليس واضحاً متى سيُعرض في الشاشات العالمية، وهو يتعلّق بالسينما المستقلة التي لا تحظى باهتمامٍ كبير في عالم المهرجانات على أي حال. مجموعة من المؤلفين المقيمين في إيران، لكنهم يعملون على مشاريع أقرب إلى الأفلام الأجنبية منها إلى الأعمال الإيرانية. لا يحظون باهتمام كبير، لكنني معجب بهم. أنتظر لأرى متى سيحظى هذا النوع من الأفلام بفرصته أيضاً. - في الفيلم الأخير، هناك أيضاً مقارنة بين الأجيال داخل العائلة. هل استلهمت من جوانب حياتك؟ * بدأ كل شيء عندما كنت في السجن، وقابلت مسؤولًا رفيع المستوى ألقى عليّ خطابات أثّرت فيّ بشدة. أخبرني أنه يكره نفسه وأنه في صراعٍ دائم مع ما يفعله، لدرجة أنه فكّر في الانتحار، وكان يعاني أيضاً صراعٍاً داخلياً في المنزل مع أبنائه الذين اتهموه وسألوه عن سبب عمله مع نظامٍ ديكتاتوري. هناك انطلقت شرارة الإلهام. أتعامل مع قضاة ومحققين منذ 15 عاماً، لذا كانت لديّ صورة عن تلك الشخصية في ذهني. أما بالنسبة للفتيات، فقد دهشتُ كثيراً مما يفعلنه لمقاومة القوانين والوصايات الأبوية، ومن هنا أيضاً جاء الإلهام. بمجرد إطلاق سراحي، بدأتُ أتحدث إلى الشباب، خصوصاً الفتيات. بعضهن، إن لم يكن كثيرات، كنّ من عائلات متعاونة مع النظام، أو حتى من آباء موظفين حكوميين. رسمتُ الفتيات بدقة من خلال مقارناتي بهن. أما الأمّ، فهي الزوجة الإيرانية النموذجية في منتصف العمر، ولأكون صادقاً، فقد استلهمت شخصية عمّتي. إنها شخصية تسعى دائماً للحفاظ على التوازن داخل الأسرة، كما لو كانت تمشي على حبل مشدود. أحياناً تضطر إلى الميل نحو بناتها، وأحياناً نحو زوجها، لكن دافعها الرئيسي هو الحفاظ على وحدة الأسرة، ولا شيء آخر يهمّها. - صحيح أن الأمّ في البداية تؤخذ بالحياة الجديدة، لكنها مع مرور الوقت تقترب أكثر فأكثر من بناتها، مبتعدةً عن أذرع النظام. هل يُمكن لصرخة الحرية التي أطلقتها الأجيال الإيرانية الجديدة أن تُحدث صدعاً في عقول الآباء؟ * أعتقد أن ذلك قد حدث بالفعل. هناك شريحة كبيرة من الأمّهات الإيرانيات اللواتي يرين أنفسهن في بناتهن. هؤلاء الأمّهات لم يمتلكن في صغرهن الشجاعة ولا القدرة على الاحتجاج، والآن بعد رؤية بناتهن، يرين أنفسهن ويدعمنهن. - ما عواقب ذلك على مَن عمل في فيلم مثل فيلمك واختار البقاء؟ * هربتْ الفتيات. حتى الممثل الذي يؤدي دور الأبّ، غادر البلاد منذ بضعة أشهر. الممثلة التي تؤدي دور الأمّ تعيش في إيران، وكذلك بعض الفنيين. هناك محكمة لم تُصدر حكماً بعد في ثلاث تهم موجّهة إليهم جميعاً: التحريض على الدعارة بسبب عدم ارتداء النساء للحجاب، والدعاية ضد النظام، ومُنع بعضهم من مغادرة البلاد. الاتهام يشمل جميع المتعاونين، بعضهم غيابياً والآخر حضورياً. - هل يُعدّ استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي، إعلان استسلام لسينما لم تعد كافية، أم أنه بالأحرى إثباتٌ للتعقيد التاثيري لهذه الوسيلة المستحدثة؟ * أردتُ أن أروي قصة عائلةٍ تغيّر توازنها بفعل عاملٍ خارجي. كان السؤال: ماذا يحدث خارج المنزل؟ بما أنني كنتُ أُصوّر الفيلم سراً، ولم يكن ليُسمح لي بتصوير مشاهد كهذه، اضطررتُ لاستخدام تلك الفيديوهات. لكن بغضّ النظر عن ذلك، فكّرتُ فوراً أنه سيكون جيّداً استخدام تلك الصور، لأنني بهذه الطريقة يُمكنني إظهار تأثير ودور وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ عام في حياة الشباب. عندما بدأتُ باستخدامها، فكرتُ أنه حتى لو أتيحت لي فرصة تصوير تلك المشاهد مع ممثلين، فلن يمتلكوا قوة تلك الصور الأصلية. - في الفيلم، ثمة رمزيةٌ حول المسدس الذي بحوزة الأبّ. ما علاقتها بالسلاح في إيران؟ * يُمثل السلاح في الفيلم ذراع النظام. تجربة رؤية أصدقائهما يُقتلن بأسلحة الحكومة تُثير تمرّد البنتين. ما يحدث في العائلة قريبٌ جداً مما يحدث في المجتمع عموماً. في إيران، ليس سهلاً اقتناء سلاح. في الثقافة العامة، يُعدّ وجود سلاح في المنزل أمراً غريباً للغاية. الاستثناء الوحيد هو المدن والقرى على طول الحدود الإيرانية. هناك تجد أسلحة في المنازل، لكن قصّتي تدور أحداثها في طهران. - عند مشاهدة فيلمك "المروج البيضاء" (2009)، نشعر بتقاربٍ مع غنائيةٍ ساخرةٍ معينةٍ لأفلامٍ مثل "صقور وعصافير" (1966، بيير باولو بازوليني). بعد 50 عاماً من وفاته، هل من صلة تربطك بسينما بازوليني، وبشكلٍ عام، بالسينما الإيطالية في ذلك الوقت؟ * أنا، ليس أنا فقط، بل كلّ السينما الإيرانية، متأثرةٌ بالسينما الإيطالية القديمة. عندما نتحدث عن "الواقعية الإيرانية الجديدة"، تأتي الأفلام الإيطالية في المقام الأول. على سبيل المثال، فيلم "الطريق" (1954، فيدريكو فيلّليني) مشهور جداً في إيران، وقد شاهد الجميع "سارق الدرّاجة" (1948، فيتوريو دي سيكا). منذ طفولتي وحتى اليوم، شاهدت الفيلم الثاني 50 مرة على الأقل. لديهم بعض المشاكل مع بازوليني في إيران، لكن المخرجين الإيرانيين يعرفونه جيداً. بشكلٍ عام، أعتقد أن هناك صلة قوية جداً بين السينما الإيرانية وأفلام الواقعية الجديدة الإيطالية، لكن ليس هذا فحسب، بل حتى الأفلام الأكثر معاصرة. - في فيلمك "مخطوطات لا تحترق" ( يروي قصّة مجموعة من المثقفين الإيرانيين حاول النظام تصفيتهم أثناء نقلهم على متن حافلة، وإخفاء الموضوع تحت غطاء حادث )، تتحدّث عن مؤامرة لقتل كتّاب ومبدعين. يوجد حالياً كاتب جزائري، بوعلام صنصال، مسجون في بلده. لماذا يُخيف الفنانون الأنظمة إلى هذا الحد؟ * لأن الفنانين يطرحون أسئلة بينما الأنظمة الديكتاتورية غير قادرة على الإجابة على الأسئلة ودائماً ما تواجه مشاكل مع أي شيء يميل إلى تشجيع التفكير النقدي لدى الناس. تقليدياً، يُعبَّر عن الفكر البشري في شكلٍ مكتوب، ولهذا السبب يكون الكُتّاب أول مَن يتعرّض للاضطهاد. إذا عُدنا بضعة عقود إلى الوراء، إلى أيام الأنظمة الشيوعية، فسنرى النوع نفسه من ردّ الفعل. إنها ليست مسألة أيديولوجية، فكلّ حكومة ديكتاتورية تتصرّف بالطريقة نفسها. - في ما يتعلّق بالسياسة الدولية، كيف ترى مصير العالم في المستقبل القريب؟ وما رأيك في اعتقال بلال حمدان المخرج الفلسطيني المشارك في فيلم " "؟ * أصبحنا اليوم أكثر وعياً بأن الديموقراطية في خطرٍ دائم. حتى عندما يظنّ الجميع أن كلّ شيء يسير على ما يرام، يمكن أن يتغيّر كل شيء في أي لحظة. عملُنا للحفاظ على الديموقراطية في العالم لن ينتهي أبداً. يجب أن نعمل دائماً على إبقاء الديموقراطية حيّة. في ما يتعلق باعتقال المخرج الفلسطيني، أعتقد أنه كان فعلاً مخجلاً، وأن المجتمع الدولي تفاعل معه بشكلٍ جميل للغاية. وأنا أشير هنا إلى عالم الفنّ. - مشاريع مستقبلية؟ * أعمل حالياً على مسرحية، ستشارك فيها الممثلتان من الفيلم الأخير. سنبدأ البروفات في نهاية نيان/أبريل، وسيُعرض العمل في برلين في حزيران/يونيو. في الوقت نفسه، لديّ ثلاثة مشاريع أفلام، وعليّ اختيار أيّها سأطوّره. لكن ما أريده في أقرب وقت ممكن هو سقوط الجمهورية الإسلامية حتى أتمكّن من العودة إلى إيران. ___________________________ (*) محمد رسولوف: وُلِد في شيراز العام 1973 ودرس علم الاجتماع في طهران. فاز فيلمه الروائي الطويل الأول "الشفق" بجائزة أفضل فيلم في مهرجان طهران السينمائي العام 2002. أخرج بعد ذلك فيلمه الثاني"الجزيرة الحديدية" (2005)، الذي اختير في قسم "أسبوعي المخرجين" بمهرجان كانّ. توّجت أفلامه التالية في مهرجان كان في فئة "نظرة ما" بجائزة أفضل إخراج عن فيلم "إلى اللقاء"(2011) ، وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين عن فيلم "مخطوطات لا تحترق" (2013)، وجائزة "نظرة ما" عن "رجل نزيه" (2017). فاز فيلم "لا وجود لشرّ" (2020) بجائزة الدبّ الذهبي في مهرجان برلين. فيلمه الأخير "بذرة التين المقدس" (2024) نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين بمهرجان كانّ، كما اختير لتمثيل ألمانيا في جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي 2025. مُنع رسولوف من العمل في إيران مرات عديدة، وحُكم عليه بالسجن. نجا من حكم بالسجن لسنوات في أيار / مايو 2024 بفراره من إيران خلال مهرجان كانّ السينمائي، حيث كان فيلم "بذرة التين المقدس" ضمن المسابقة الرسمية.


اليمن الآن
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- اليمن الآن
بين "نيفين" والحرس الثوري.. قصة هروب السينما الإيرانية إلى المنفى
في ربيع عام 2024، انتشر مقطع فيديو على نطاق عالمي، يظهر فيه المخرج الإيراني المعروف، محمد رسولوف، وهو يسير، على قدميه، في مناطق وعرة. يرصد المقطع رسولوف أثناء هروبه من إيران إلى تركيا بعد أن أصدرت السلطات الإيرانية بحقه حكما بالجلد والسجن ثماني سنوات بسبب أعماله السينمائية. بعد أيام من هروبه وحصوله على اللجوء في السويد، أطل رسولوف في مهرجان "كان" السينمائي، في حضور حمل رسالة قوية إلى النظام الحاكم في إيران. صفق المشاركون في المهرجان طويلا، وبحرارة، للمخرج الإيراني، بعد فوزه بجائزة "لجنة التحكيم" الخاصة، عن فيلمه "بذرة التين المقدس". واكتسبت تلك اللحظة زخما إضافيا لحقيقة أن رسولوف كان قد صور وأنتج فيلمه الفائز في "كان" داخل إيران قبل هروبه، تحت رقابة مشددة، وملاحقة أمنية، وتهديد دائم بالاعتقال. يقول كافيه عباسيان، وهو مخرج وخبير سينمائي إيراني لـ"الحرة" إن رسولوف أنجز فيلمه رغم كل العراقيل والضغوط التي تعرض لها داخل بلده. لكن الضغوط أجبرت عددا كبيرا من السينمائيين الإيرانيين على العزوف عن الإنتاج السينمائي. إضافة إلى مزاياها الفنية، تثير الأفلام الإيرانية في الخارج اهتماما كبيرا داخل المهرجانات وخارجها بسبب موضوعاتها التي غالبا ما تثير أسئلة حول الحرية والديمقراطية والاعتقال، ودور الدين في الحياة العامة. القائمة لا تنتهي يعتقد عباسيان أن هروب غالبية العاملين الإيرانيين في قطاع السينما ساهم في جذب الاهتمام بالأفلام الإيرانية في الخارج. "برويس سياد، أحد أعظم صانعي الأفلام لدينا هرب من إيران. وعاد غلام علي عرفان إلى البلاد وأنتج بعض الأفلام، مُنعت جميعها. وكذلك رضا لاميزاده، لم يتمكن أيضا من مواصلة مسيرته المهنية فهرب من إيران. وكذلك نصرات حكيمي، وسوزان تسليمي وهي ممثلة إيرانية أيضا، وكثيرون غيرهم. أعني القائمة لا تنتهي". فريدون جورك، مثل كثير من هؤلاء السينمائيين، اضطر على المغادرة عام 2002، بعدما لاحقته السلطات الإيرانية طوال سنوات عمله في السينما داخل إيران. يقول جورك لـ"الحرة" إنه قضى أكثر من أربعين عاما يعمل في مختلف المجالات السينمائية في إيران. أخرج حوالي 25 فيلما، لكن أجبرته الاعتقالات والملاحقة المستمرة له ولزوجتهعلى الهروب من طهران. "فررنا خوفا من أن يتم القبض علينا مرة أخرى، ولجأنا إلى الولايات المتحدة، نعيش اليوم في لوس أنجلوس ونحاول إظهار بعض جرائم هذا النظام للناس، وشرحها لهم من خلال الصورة. فالصورة دائما تساعد أكثر على إبراز الحقيقة". من سيئ إلى أسوأ بدأت معاناة السينمائيين الإيرانيين تتعمق مع انتقال الحكم من الشاه محمد رضا بهلوي إلى روح الله الخميني. قبل الثورة الإسلامية في إيران، كانت السينما الإيرانية تحت إشراف وزارة الثقافة والفنون، وكانت مهمتها الأولى، الإشراف والتدقيق في كل ما ينتجه السينمائيون، يقول جورك. مع تربع الخميني على سدة الحكم، أصبح الأمور أكثر سوءا. "فعندما جاء الخميني، كان أول تعليق له عن السينما بمثابة إهانة حقيقية للمجتمع الفني. قال الخميني 'نحن لسنا ضد السينما لكنه ضد الرذيلة'. أهان العاملين في مجال السينما علنا. بعد هذا التصريح شرع أنصاره بإحراق دور السينما في جميع أنحاء البلاد. أثناء تحقق فريق "الحرة" من معلومات جورك بشأن تصريح الخميني، وجدنا أنه يعود إلى فترة وجود الخميني في المنفى في فرنسا وقتها، ووجدنا تقريرا نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية عام 1978. يبين التقرير أن أول حادث عنف ضد العاملين في السينما داخل إيران حريق أضرم في دار سينما مزدحمة في مدينة عبادان الإيرانية، وأسفر عن مقتل 377 شخصا على الأقل في واحدة من أسوأ الكوارث من نوعها في تاريخ إيران، بحسب وصف الصحيفة. قُتل رواد السينما دهسا أو اختناقا أو أُحرقوا أحياء. ويكشف التقرير أن زعماء دينيين متطرفين ألقوا كلمات في تجمعات حاشدة في جميع أنحاء إيران، حثوا فيها الإيرانيين على أداء الصلاة في المساجد بدلا من مشاهدة الأفلام في السينما أو التلفزيون. يؤكد فريدون جورك، الذي عايش تلك الأحداث في إيران، أن المحكمة كشفت أن الخميني كان مسؤولا عن الحريق. "هذا العمل الشنيع كان من عمل الجمهورية الإسلامية"، يقول. الحديث عن الإبداع "سخف" "منذ الثورة تصاعد العنف ضد العاملين في قطاع السينما،" يقول علي المقدم، وهو مخرج إيراني هرب أيضا من إيران في أواخر عام 2027، بعد اعتقاله وسجنه عدة مرات. يشير المقدم إلى أن الحديث عن الإبداع تحت حكم الجمهورية الإسلامية يصبح سخيفا، لأن السلطات لا تسمح لأحد بالاجتهاد والإبداع. "الحكومة تريد فقط فرض رأيها على كل شيء، وهذا لا يتعلق بالسينما فقط، إنما يتعداه إلى الموسيقى، الكتابة والشعر والنحت". حتى عام 2023، تجاوز عدد السينمائيين المعتقلين في إيران 150 شخصا، أودت السلطات معظمهم في سجن إيفين، سيء الصيت، الذي أصبح معروفا باسم "سجن الفنانين". رغم تضييق السلطات على السينمائيين، يعد قطاع السينما داخل إيران من أكثر الصناعات نشاطا، بإنتاج يقارب مئة فيلم سنويا، لكن الغالبية العظمى من ذلك الإنتاج تقع ضمن دائرة البروباغندا الإعلامية. يقول المخرج الإيراني كافيه عباسيان لـ"الحرة" إن الحرس الثوري الإسلامي يملك شركة إنتاج تُسمى "المعهد الثقافي"، وهي تنتج، إضافة إلى الأفلام، مسرحيات ومسلسلات تلفزيونية. "لدينا هنا ميليشيا إسلامية للإنتاج الإعلامي، تُوازي الجيش الإيراني، وهم يتفوقون على أي شركة إنتاج خاصة أخرى في إيران" يقول عباسيان، "يدفعون أجورا أعلى بكثير لمحترفي السينما والممثلين لإنتاج أفلامهم، ونتيجة لذلك تبدو أفلامهم رائعة، لكن السينما الإيرانية لها تاريخ طويل". رغم القمع، واضطرار رسولوف وجورك، وعشرات السينمائيين على الهروب من إيران، معهم إبداعاتهم، تتواصل في القرى والمدن الإيرانية إنتاجات السينما المستقلة، و"هذا هو الأهم، هذا هو مستقبل إيران، هذا هو المستقبل الذي يهمنا"، يقول المخرج الإيران كافيه عباسيان لـ"الحرة" من منفاه البريطاني.


تيار اورغ
٠٣-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- تيار اورغ
"بذرة التين المقدس": فيلم صوّرَ سرّا في إيران.. ما القصّة؟
بعد أن شهد حفل الأوسكار لعام 2025 هيمنة فيلم "أنورا" بحصده 5 جوائز، إلا أن فيلما إيرانيا بعنوان "بذرة التين المقدس" كان له حضورا قويا ونافس على جائزة أفضل فيلم روائي عالمي. والفيلم الإيراني جديد جرى تصويره سرا في إيران ويتناول الاحتجاجات التي خرجت بعد وفاة مهسا أميني. وتدور أحداث فيلم "بذرة التين المقدس" للمخرج السينمائي الإيراني المعروف محمد رسولوف، حول قاض إيراني يعمل في محكمة الثورة يواجه تمردا من قبل ابنتيه المراهقتين اللتين تنقلبن ضده مع اندلاع الاحتجاجات. ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أخرج رسولوف (52 عاما) الفيلم دون الحصول على الموافقات والتراخيص الحكومية المطلوبة، وجرى تصويره بشكل سري في عدة مناطق بإيران. وكباقي الأفلام الإيرانية الجريئة التي جرى تصويرها بسرية في السنوات الأخيرة، لم يُسمح بعرض "بذرة التين المقدس" في إيران وبدلا من ذلك جرى توزيعه دوليا، حيث نافس في جوائز الأوسكار كمرشح من ألمانيا، التي شاركت في إنتاجه. فر رسولوف (52 عاما) من إيران في مايو، قبل أيام من عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي، وبعد أن صدر حكم عليه بالسجن لمدة 8 سنوات والجلد بتهم تتعلق بنشاطه السياسي والفني. وكان الرجل قد سُجن سابقا لمدة 8 أشهر في عام 2022 لذات الأسباب. وقال رسولوف في مقابلة مع "نيويورك تايمز" إن "حركة النساء الحياة الحرية كانت نقطة محورية في السينما الإيرانية". وأضاف أن "الكثير من الناس، بما في ذلك صانعو الأفلام والفنانون في صناعة السينما، أرادوا كسر قيود الرقابة وممارسة الحرية الفنية". ووفقا للصحيفة فقد فتحت محكمة الثورة الإيرانية قضية جنائية جديدة ضد رسولوف وأعضاء فريقه وبعض أفراد طاقم العمل، متهمة الفيلم بتهديد الأمن الوطني الإيراني ونشر الفجور. لكن رسولوف يشير إلى أن جميع الذين شاركوا في الفيلم اتفقوا على أن المخاطرة كانت تستحق العناء. وذكرت الصحيفة الأميركية أن معظم أعضاء طاقم الفيلم الرئيسيين غادروا إيران الآن، باستثناء الممثلة الرئيسية، سهيلا غلستاني، الوحيدة التي لا تزال في البلاد وتواجه المحاكمة. وتقول غلستاني (44 عاما) في مقابلة من طهران: "بالنسبة لي، كان الأمر أكثر من مجرد التمثيل في فيلم. كان شيئا يشبه المسؤولية الاجتماعية. وبالطبع، كان تقديم صورة حقيقية لشخصية المرأة التي لم تتح لها الفرصة أبدا للظهور على الشاشة". واعتقلت السلطات الإيرانية عددا كبيرا من الأسماء البارزة في المجال السينمائي الإيراني، خلال السنوات الأخيرة بتهم مختلفة "الدعاية ضد النظام".


نون الإخبارية
٠٣-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- نون الإخبارية
بذرة التين المقدس هو فيلم إيراني تم تصويره بسرية تامة
تصدّر أخبار ذات صلة 8:37 صباحًا - 23 فبراير, 2025 11:03 مساءً - 20 فبراير, 2025 2:42 مساءً - 25 فبراير, 2025 12:05 مساءً - 27 فبراير, 2025 هذا الفيلم الإيراني، الذي أُنتج بسرية تامة داخل إيران، يتناول الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني، وهو من إخراج محمد رسولوف، أحد أبرز المخرجين الإيرانيين. تجري أحداث الفيلم حول قاضٍ في محكمة الثورة يواجه صراعات داخلية وخارجية عندما تتمرد عليه ابنتاه المراهقتان مع تصاعد المظاهرات. بحسب تقرير من صحيفة 'نيويورك تايمز'، لم يحصل رسولوف، البالغ من العمر 52 عاماً، على التصاريح الحكومية اللازمة لإنتاج الفيلم، ما دفعه لتصويره سراً في مواقع متفرقة داخل غادر رسولوف إيران في شهر مايو، قبل عرض فيلمه بمهرجان كان السينمائي، بعد صدور حكم قضائي بحقه بالسجن لمدة ثماني سنوات بالإضافة إلى الجلد، بسبب نشاطاته الفنية والسياسية. يُذكر أنه سبق أن قضى ثمانية أشهر في السجن عام 2022 على خلفية اتهامات مشابهة. في تصريح لصحيفة 'نيويورك تايمز'، قال رسولوف إن حركة 'النساء، الحياة، الحرية' أصبحت محوراً رئيسياً في السينما الإيرانية، مؤكداً أن العديد من الفنانين وصُنّاع الأفلام يسعون لتخطي قيود الرقابة نحو تحقيق حرية التعبير الفني. لكن تداعيات الفيلم لم تمر دون عواقب، حيث فتحت السلطات الإيرانية قضية جنائية جديدة ضد فريق العمل، متهمة الفيلم بزعزعة الأمن الوطني ونشر الفجور. وعلى الرغم من ذلك، أوضح رسولوف أن جميع المشاركين كانوا مدركين لحجم المخاطر ومستعدين لتحمّلها. وفقاً للتقرير نفسه، غادر معظم طاقم العمل الأساسي إيران باستثناء الممثلة الرئيسية سهيلا غلستاني، البالغة من العمر 44 عاماً، والتي لا تزال تواجه المحاكمة داخل إيران. في تعليق لها من طهران، قالت غلستاني إن مشاركتها في الفيلم تجاوزت حدود التمثيل إلى كونها واجباً اجتماعياً وفرصة لتقديم صورة واقعية للمرأة الإيرانية التي لم تُمنح يوماً فرصة حقيقية للتعبير على الشاشة. يُذكر أن السلطات الإيرانية كثّفت اعتقالاتها مؤخراً بين الأسماء البارزة في السينما الإيرانية، متهمةً الكثيرين منهم بممارسة 'الدعاية ضد النظام'. المصدر