أحدث الأخبار مع #رنان


برلمان
٠٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- برلمان
قناة الشروق الجزائرية قرصنت كبسولة"استهلك بلا متهلك"
الخط : A- A+ إستمع للمقال في ظل السياقات الإعلامية الحديثة، حيث يُفترض أن يكون الإبداع محميا بقوانين حقوق المؤلف والملكية الفكرية، تفاجأت بقرصنة قناة الشروق تيفي الجزائرية لكبسولة تلفزيونية مشهورة بالمملكة المغربية، وعنوانها رنان ومشهور، فمن منا كمغاربة داخل وخارج الوطن لا يتذكر كبسولة 'استهلك بلامتهلك'، التي كان يقدمها المنشط المغربي الشهير إدريس العراقي، بالقناة الأولى من سنة 2007 إلى سنة 2014. لقد قامت قناة الشروق الجزائرية – دون أدنى محاولة للتمويه – بالاستنساخ 'الكربوني' للبرنامج التلفزيوني المغربي 'استهلك بلا متهلك' منذ سنة 2020، وعرضته على العموم عبر القناة وعبر الويب بنفس العنوان والمحتوى، إذ اقترفت عملا لا يمت للمهنية بصلة، في مشهد يُشبه إلى حد كبير عمليات النسخ واللصق، التي يمارسها الطلبة الكسالى في أبحاثهم الدراسية الإجبارية. إن المادة التلفزيونية 'استهلك بلا متهلك' لم تكن مجرد برنامج توعوي عابر، بل كانت إنتاجا رائدا في مجال الثقافة الاستهلاكية، من خلال اشتغالها على توعية المستهلك المغربي بطرق الاستهلاك الرشيد، عبر كبسولات تلفزيونية قصيرة ذات محتوى دقيق ومدروس. هذا البرنامج، الذي شاركتُ في إعداد كتابة حلقاته مع الحضور أيضا لاستوديو التصوير، تميّز بمواضيع هادفة وبأسلوب مبسط ومباشر، وبطريقة تصوير تتماشى مع عصر الإنترنت وهي العناصر التي جعلته يحظى بمتابعة واسعة داخل المغرب. ما يجعل هذه القضية أكثر استفزازا ليس فقط استنساخ الفكرة، بل استنساخ العنوان والشكل والنوعية وأسلوب التقديم، وحتى النمط السردي، وهي دلائل دامغة على أن هذا الفعل لا يندرج تحت خانة 'الاقتباس' أو التخاطر الفكري، بقدر ما يدخل مباشرة في مجال 'القرصنة' المفضوحة، وهذا السلوك المنافي لقوانين حقوق التأليف وتوصيات المعاهدات الدولية في هذا الإطار منذ اتفاقية 'بيرن'، يعكس استسهالا مريعا في التعامل مع الإنتاج الفكري، وكأن الإبداع المغربي مجرد مادة متاحة لمن لا يملك القدرة على الابتكار. إن ما حدث يسلط الضوء على إشكالية أعمق تتجاوز حدود هذه السرقة الإعلامية، فالقضية تمس جوهر احترام حقوق التأليف في دولة الجزائر، حيث تتعامل القنوات التلفزيونية مع الأفكار المغربية كما لو كانت سلعا تُنهب دون أي اعتبار للجهد الفكري الكامن وراءها، فتبدو وكأنها تراهن على ضعف الذاكرة الجماعية، متناسية أن الجمهور اليوم أكثر وعيا وقدرة على رصد هذه التجاوزات بفضل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. ولا غرو في ذلك عندهم، لأن الأمر لا يتوقف عند حدود الإعلام، بل ينسحب نحو محاولات أخرى لنسب العديد من مظاهر وعناصر التراث المغربي إلى الجزائر، من الزليج إلى القفطان والعديد من الفنون المغربية، وكأن هناك مشروعا ثقافيا متكاملا يقوم على إعادة توزيع الهويات وفق منطق 'ما لدينا ليس كافيا، فلنأخذ من الجيران'. ومع ذلك، فإن هذه السرقات ليست سوى انعكاسا لغياب الرؤية الإبداعية الحقيقية، حيث يصبح النقل الحرفي هو الحل الأسهل بدلا من الاستثمار في إنتاج محتوى محلي أصيل واستخدام العقل والمنطق. إذا كان هناك درس يمكن استخلاصه من هذه الواقعة، فهو أن حماية الإنتاج المغربي الإعلامي ومظاهر التراث الحضاري للوطن، لم تعد خيارا، بل ضرورة ملحة، فلم يعد يكفي الاستنكار والتنديد، بل يجب التحرك على المستويات القانونية والإعلامية لضمان عدم تكرار هذه التجاوزات القبيحة والمرفوضة، لأن الإبداع، في نهاية المطاف، لا يُقاس بعدد من يسرقونه، بل بعدد من يحترمونه ويحافظون عليه. وعودة لكبسولة 'استهلك بلامتهلك' الأصلية، فهي أشهر كبسولة توعوية بالقنوات المغربية، وقد تم توقيف بثها بالقناة الأولى، منذ العمل بدفتر التحملات في طلبات عروض قنوات القطب العمومي، حيث اختفت من شبكة برامج القناة الأولى، لكنها ظلت ثابتة في الذاكرة الجماعية للمغاربة، كما تعرف انتشارا كبيرا بمواقع التواصل الاجتماعي إلى غاية اليوم .. وهو الأمر الذي يؤكد أن السطو عليها من طرف قناة الشروق تيفي الجزائرية، كان مكشوفا وغير ذكي كي لانقول أن السطو تم ببلادة تبعث على السخرية السوداء.


العربية
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- رياضة
- العربية
إعادة الهوية الغائبة
بعد موجة الاستياء والغضب التي سادت الشارع الرياضي بسبب حالة التراجع والتعثر التي مر بها منتخبنا في تصفيات كأس العالم 2026، جاءت إقالة المدرب البرتغالي بينتو، لتنهي فترة عصيبة من الجدل والسخط إزاء تداعيات إدارته الفنية للمنتخب، وتطاير فرصة التأهل المباشر التي قد لا تتكرر مستقبلاً بهذه الطريقة، فعندما تم التعاقد معه كان الجميع يترقب الطفرة والنقلة المنشودة على صعيد الأداء والنتائج، لكن المحصلة جاءت محبطة وعلى غير التوقعات، حيث غاب الاستقرار والحلول التكتيكية بالمستطيل، ما أضعف الحظوظ المتاحة في التأهل وأدخل منتخبنا في حسبة القراءات التي باتت مرهونة بأقدام الآخرين. ورغم الدعم الفني وتوفير الممكنات التي يحتاجها، إلا أن المدرب لم يُوفق في أغلب قراءاته ولم ينجح في إحداث الفارق والتحول الذي انتظرته الجماهير، لاسيما في استثمار المنافسة الأسهل تاريخياً للتأهل، فالإقالة وإن تأخرت، لكنها لم تكن مرتبطة بمباراة واحدة، بل كان مُهيئاً لها بعد استنفاد الشوافع والموانع التي مُنحت للمدرب. ومع ذلك، فإن تغيير الجهاز الفني لن يكون كافياً ويبقى مُسكناً ما لم تكن هناك برمجة جديدة وفق رؤية محددة الأهداف مع أهمية اختيار شخص قادر على مواءمة قدرات وفكر اللاعبين لإخراج الأفضل وقطف ثماره، كون المطلوب ليس فقط استقطاب اسم رنان وكبير بقدر ما هنالك ضرورة واجبة في إعادة الهوية الغائبة وتدعيمها بعناصر طامحة لديها الشغف والرغبة لتقديم صورة جديدة لمنتخبها وتزكيته لاسترجاع ما فقده في السنوات الماضية، فالأبيض لا يفتقر إلى الإمكانات، بل يحتاج إلى فكر منسجم مع المعطيات الحالية، إذ إن التغيير الحقيقي لا يكون بإقالة مدرب فقط، بل بإعادة بناء المنظومة بأكملها، لاسيما أننا مررنا بتجارب مريرة تعيدنا لنقطة الصفر في كل مرة. ولعل سياسة التجنيس لم تؤتِ أيضاً نتائجها المتوقعة كما يرى النقاد، الذين اتفقوا على أن يكون التجنيس مشروعاً متكاملاً وليس مجرد حل مؤقت لسد النقص في بعض المراكز، كون الاعتماد المفرط عليه سيحد من تطوير الخامات المحلية وقد يؤدي إلى تبعات عكسية على المدى الطويل. لذا فإن المرحلة القادمة تتطلب عملاً وجهداً وحظاً بالتوازي، فالجمهور لم يعد يحتمل الإخفاقات، كونه ينتظر منتخباً ينافس لا يُكافح، فهل تكون هذه الإقالة بدايةً جديدةً لإعادة بناء المنتخب، أم سنستمر مع مسلسل التغييرات وفي الدوامة نفسها، ثم ننتظر جيلاً آخر ليبني الحُلم من جديد؟


الإمارات اليوم
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- رياضة
- الإمارات اليوم
إعادة الهوية الغائبة
بعد موجة الاستياء والغضب التي سادت الشارع الرياضي بسبب حالة التراجع والتعثر التي مر بها منتخبنا في تصفيات كأس العالم 2026، جاءت إقالة المدرب البرتغالي بينتو، لتنهي فترة عصيبة من الجدل والسخط إزاء تداعيات إدارته الفنية للمنتخب، وتطاير فرصة التأهل المباشر التي قد لا تتكرر مستقبلاً بهذه الطريقة، فعندما تم التعاقد معه كان الجميع يترقب الطفرة والنقلة المنشودة على صعيد الأداء والنتائج، لكن المحصلة جاءت محبطة وعلى غير التوقعات، حيث غاب الاستقرار والحلول التكتيكية بالمستطيل، ما أضعف الحظوظ المتاحة في التأهل وأدخل منتخبنا في حسبة القراءات التي باتت مرهونة بأقدام الآخرين. ورغم الدعم الفني وتوفير الممكنات التي يحتاجها، إلا أن المدرب لم يُوفق في أغلب قراءاته ولم ينجح في إحداث الفارق والتحول الذي انتظرته الجماهير، لاسيما في استثمار المنافسة الأسهل تاريخياً للتأهل، فالإقالة وإن تأخرت، لكنها لم تكن مرتبطة بمباراة واحدة، بل كان مُهيئاً لها بعد استنفاد الشوافع والموانع التي مُنحت للمدرب. ومع ذلك، فإن تغيير الجهاز الفني لن يكون كافياً ويبقى مُسكناً ما لم تكن هناك برمجة جديدة وفق رؤية محددة الأهداف مع أهمية اختيار شخص قادر على مواءمة قدرات وفكر اللاعبين لإخراج الأفضل وقطف ثماره، كون المطلوب ليس فقط استقطاب اسم رنان وكبير بقدر ما هنالك ضرورة واجبة في إعادة الهوية الغائبة وتدعيمها بعناصر طامحة لديها الشغف والرغبة لتقديم صورة جديدة لمنتخبها وتزكيته لاسترجاع ما فقده في السنوات الماضية، فالأبيض لا يفتقر إلى الإمكانات، بل يحتاج إلى فكر منسجم مع المعطيات الحالية، إذ إن التغيير الحقيقي لا يكون بإقالة مدرب فقط، بل بإعادة بناء المنظومة بأكملها، لاسيما أننا مررنا بتجارب مريرة تعيدنا لنقطة الصفر في كل مرة. ولعل سياسة التجنيس لم تؤتِ أيضاً نتائجها المتوقعة كما يرى النقاد، الذين اتفقوا على أن يكون التجنيس مشروعاً متكاملاً وليس مجرد حل مؤقت لسد النقص في بعض المراكز، كون الاعتماد المفرط عليه سيحد من تطوير الخامات المحلية وقد يؤدي إلى تبعات عكسية على المدى الطويل. لذا فإن المرحلة القادمة تتطلب عملاً وجهداً وحظاً بالتوازي، فالجمهور لم يعد يحتمل الإخفاقات، كونه ينتظر منتخباً ينافس لا يُكافح، فهل تكون هذه الإقالة بدايةً جديدةً لإعادة بناء المنتخب، أم سنستمر مع مسلسل التغييرات وفي الدوامة نفسها، ثم ننتظر جيلاً آخر ليبني الحُلم من جديد؟ لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه