logo
#

أحدث الأخبار مع #روزماريبستاني

ارتفاع مقلق في معدّلات الإصابة بالتوحّد... ما الأسباب الحقيقية؟
ارتفاع مقلق في معدّلات الإصابة بالتوحّد... ما الأسباب الحقيقية؟

النهار

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • النهار

ارتفاع مقلق في معدّلات الإصابة بالتوحّد... ما الأسباب الحقيقية؟

كشفت بيانات صحّية حديثة أن نسبة الإصابة بطيف التوحّد في الولايات المتحدة الأميركية بلغت حالة من كل 31 طفلاً في عمر الثماني سنوات، أي ما يعادل نسبة 3,2 في المئة. أما على مستوى العالم، فتفيد منظمة الصحة العالمية بأن النسبة بلغت 1 في المئة بعدما كانت 0,62 في المئة عام 2012، مع الإشارة إلى أن العديد من الدول تفتقر إلى الموارد التي تسمح لها بالتشخيص والإعلان عن الحالات لديها. وتُطرح تساؤلات حول الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالتوحد حول العالم في السنوات الأخيرة. وفي حديث إلى "النهار" تشرح الاختصاصية في طبّ الأعصاب والأمراض الوراثية عند الأطفال في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة روز ماري بستاني السبب الرئيسي الذي قد يكون وراء ارتفاع هذه المعدلات. الأسباب المعروفة للإصابة بالتوحد في السنوات العشر الأخيرة، تم التوصل إلى معرفة العوامل الوراثية الأساسية التي تسهم بالإصابة بالتوحد بوجود 1500جينة تم اكتشافها وهي تسهم بذلك. وكشفت ثلاثة جينات في الشعب اللبناني مسؤولة عن الإصابة بالتوحد. من العوامل المهمة التي تؤخذ في الاعتبار، بحسب بستاني، زواج القربى الذي يُعد من العوامل التي لا يمكن تجاهلها. لكن هذا لا يعني حصراً الزواج بين أفراد هم من عائلة واحدة، بل تبيّن أنه حتى في حال إتمام زواج من ديانات مختلفة، هناك روابط معينة لو عدنا إلى أصول هذه العائلات من عقود أو قرون مضت، ومن الممكن أن تكون هناك ديانات عدة في عائلة واحدة، وفق ما توضحه بستاني. بالتالي هناك صلة قربى معينة حتى إن لم يكن الأفراد عائلة واحدة عند الزواج كما أظهرت الدراسات. والمسألة قد ترتبط هنا بالتاريخ والجغرافيا، وهي عوامل مهمة يجب التركيز عليها. وهذا ما يفسّر ارتفاع معدلات التوحد مقارنة بدول أخرى. من جهة أخرى، تبين أن الولادة المبكرة من عوامل الخطر أيضاً. الاشتراكات في الحمل والولادة والتعرض لصعوبات والتهابات ونزف من العوامل التي تسهم أيضاً في زيادة احتمال إصابة الطفل بالتوحد كما أظهرت الدراسات. أسباب الزيادة في معدلات التوحد لا ترى بستاني أن ثمة زيادة مقلقة في أرقام التوحد في لبنان كما قد يتصوّر البعض، إلا أن ثمة زيادة في درجات الوعي، وهناك حرص على نشر الوعي في هذا المجال. فبفضل الوعي أصبح الأهل حتى يلاحظون علامات التوحّد لدى أطفالهم في مرحلة مبكرة مقارنة بما كان يحصل في الماضي. انطلاقاً من ذلك، يمكن القول إن ثمة زيادة في معدلات التشخيص ما يفسّر الأرقام المرتفعة مقارنة بما كانت عليه قبل عقود. وإضافة إلى الوعي الذي زاد لدى الأهل، زاد الوعي بين المعلمين والأطباء مع التركيز على التوعية على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. حالياً، أصبح الناس أكثر حرصاً على الاطلاع على كل ما يتعلق بالأمراض ومنها التوحّد. وتشير بستاني أيضاً إلى أن الزيادة في اعداد الأطباء المتخصصين في علم الجينات من العوامل الإيجابية أيضاً في هذا المجال، فبوجودهم، زادت سهولة كشف هذه الأمراض المرتبطة بالعوامل الجينية. وهذا ما يفسر أيضاً انه مع ارتفاع أعداد الأطباء المتخصصين في علم الجينات في الولايات المتحدة ترتفع معدلات تشخيص حالات التوحد مقارنة بباقي دول العالم. فبقدر ما تزيد معدلات التشخيص، تزيد الأرقام. وتلفت بستاني إلى أن الرعاية الصحية التي تقدم للحوامل اليوم أفضل منها في الماضي في حال تعرّضهن لمضاعفات في الحمل. لذلك، يتم إنقاذ المزيد من الأطفال فيولدون ويواجهون خطراً أكبر بالإصابة بالتوحد، فيما كان من الممكن أن يفارقوا الحياة في السابق. هل صحيح أن اللقاحات تزيد خطر الإصابة بالتوحّد؟ كل ما يقال عن اللقاحات لا أساس له من الصحة، إذ أجريت دراسة موسعة في الولايات المتحدة على 35 ألف حالة بين من تلقوا اللقاح، ولم يثبت أبداً أن للقاح علاقة بذلك. في المقابل، تبيّن أنه في بريطانيا ارتفعت معدلات الوفيات بسبب الحصبة إلى حد كبير نتيجة الامتناع عن تلقي اللقاحات. ثبت أنه لا علاقة للمحيط ولنمط الحياة بالإصابة بالتوحد. لكن ما اكتُشف أن الصبيان يصابون بالتوحد أكثر بكثير من الفتيات. ففي مقابل كل 4 صبيان يصابون بالتوحّد تصاب فتاة واحدة. لكن قد يكون السبب أن سلوكيات الفتيات في اللعب وأسلوب اللعب لديهن قد لا تكشف للأهل بوضوح علامات تدل إلى الإصابة بالتوحد. وعموماً، هناك علامات معيّنة ترتبط بأسلوب اللعب وقد تدلّ إلى الإصابة بالتوحّد ويُستند إليها حتى في التشخيص. هي تكون واضحة لدى الصبيان وليست كذلك لدى الفتيات اللواتي يلعبن بشكل أساسي بالدمى. انطلاقاً من ذلك، قد لا يسهل كشف التوحّد لدى الفتيات في مرحلة مبكرة كما يحصل مع الصبيان. كذلك يمكن أن يكون للهرمونات دور أيضاً في حماية الفتيات من التوحّد، بحسب بستاني. فما الإجراءات التي على الأهل أن يقوموا بها عند ملاحظة علامات معينة لدى أطفالهم؟ تقول بستاني إنه عند ملاحظة أي مشكلة لدى الطفل على المستوى اللغوي أو البصري أو في الحركات، كما في حال ملاحظة حركات متكررة أو عناد مفرط في مواقف معينة، تجب استشارة الطبيب مباشرة لأن العلاج المبكر يسمح بالتوصّل إلى نتيجة فضلى. أما العلاج فيكون مع طبيب أطفال متخصّص في الجهاز العصبي. ويعتمد أيضاً على علاج النطق والعلاج الحسّي الحركي. ولوحظ أن التحسّن يكون بمستويات أعلى عند بدء العلاج في مراحل مبكرة. وتنصح بستاني أيضاً بإدخال الطفل إلى حضانة في مرحلة مبكرة لأن الاختلاط مع الأطفال له أثر إيجابي عليه. لكن لا بد من التوضيح أنه رغم التدخل المبكر، لا يستجيب بعض الأطفال للعلاج بالدرجة ذاتها. فبعضهم يستفيد بدرجات مرتفعة فيما تكون الاستجابة متدنية لدى آخرين. وقد يكون السبب أحياناً انخفاض مؤشر الذكاء، مع الإشارة إلى أن بعض المصابين بالتوحّد يتمتعون بدرجات مرتفعة جداً من الذكاء. قد يكون من الأسهل كشف التوحد بين الصبيان بسبب طريقة اللعب (غيتي) ما المؤشرات الأوضح الخاصّة بالتوحّد؟ - إذا بدأ الطفل بالنطق ثم امتنع عن ذلك. - وجود مشكلة في التواصل مع الآخرين. - عدم وجود تعلق زائد بالأم في حال التواجد في مكان للعب أو دخول حضانة. - وجود حركات متكررة مثل رفرفة اليدين أو الذهاب والإياب أو الضرب على الرأس. مع التذكير بأن اللغة ليست وحدها معياراً للإصابة بالتوحّد ويجب عدم التركيز عليها بشكل أساسي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store