logo
#

أحدث الأخبار مع #رولولوثبروك

القتل خارج القانون تراث غربى بامتياز
القتل خارج القانون تراث غربى بامتياز

بوابة الأهرام

timeمنذ 10 ساعات

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

القتل خارج القانون تراث غربى بامتياز

يذكرنا تلويح الرئيس الأمريكى بأنه على علم بمكان اختباء المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي، بتاريخ الغرب الطويل مع الاغتيالات منذ عصور الفايكنج وحتى اغتيال إسرائيل للقيادات والعلماء الإيرانيين، بالفعل الفايكنج اكتسبوا شهرتهم بمجزرة دموية مأساوية عام 793 ميلادية فى دير بشمال إنجلترا، حين قتلوا ونكلوا بالرهبان بكل فظاعة وصلبوا راهبهم الأكبر، وسحلوا أجسادهم فى الشوارع، وسعوا فى هذا النهج لقرون ويقال إن الغيرة على الدين كانت سببًا لقيامهم بقتل كل من هو على غير دينهم، لذا تعددت هجماتهم البربرية على الكنائس والأديرة، والغريب أن أسرة قائد الفايكنج رولو لوثبروك قد حكمت فرنسا من عام (911-1066) ثم حكموا إنجلترا من عام (1066-1144)، وهناك آثار لوجودهم فى أمريكا الشمالية. وفى التاريخ المعاصر، استمرت البلطجة والمجازر والقتل خارج القانون، وتحول الأمر لاغتيال زعماء حركات التحرر الذين يقاومون الاستعمار، فقد تعرض فيدل كاسترو إلى 638 محاولة اغتيال بدءا بالسيجار المسمم وصولا إلى الآيس كريم السام، وكانت هذه المحاولات برعاية وكالة المخابرات الغربية الأكبر، لكن عملاءها استطاعوا فى أكتوبر 1967، قتل تشى جيفارا، رمز العمل الثورى المسلح خلال الحرب الباردة، ثم استمرت الوتيرة وفى عام 1973، تم اغتيال رئيس تشيلى المنتخب سلفادور أليندى داخل القصر الوطنى من خلال انقلاب عسكرى مدعوم من الاستخبارات الأمريكية. مخابرات غربية أخرى تورطت فى اختطاف واغتيال، الزعيم المغربى المعارض المَهْدِى بنُ بَرَكَة، فى أكتوبر 1965، فى باريس جهاراً وامام شهود عيان وقد احدث هذا الاغتيال فضيحة كبرى أدت للحكم على قيادات جهاز الاستخبارات بالسجن، لكن هذا لم يمنع نفس الجهاز من فضيحة أخرى هى إغراق سفينة منظمة السلام الأخضر (Greenpeace) ومقتل صحفى عليها، والتى أطلق عليها رمزيًا اسم العملية الشيطانية عام 1985، عميلان سريان أغرقا السفينة فى ميناء أوكلاند، لمنعها من التدخل فى اختبار أسلحة نووية كان مخططًا لتنفيذه فى موروروا، وقد تم اعتقال العميلين ومحاكمتهم. مخابرات غربية أخرى، اغتالت المناضل الكنغولى بتريسلو مومبا الذى نقل عنه قوله «إذا مت غداً فسيكون السبب أن أبيض قد سلّح أسود»، مات لومومبا شاباً بعد إلقاء القبض عليه وتسليمه إلى عساكر الاستعمار الذين قتلوه رمياً بالرصاص. لكن نجمة الدولة التى ذرعها الغرب هى نجمة الاغتيال خارج القانون بلا منازع، بدأتها قبل ان تتأسس إسرائيل ذاتها، حين تم اغتيال اللورد موين وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط عام1944، ثم اغتيال الدبلوماسى السويدى الكونت فولك برنادوت، رئيس الصليب الأحمر السويدى على يد منظمتى شتيرن وأرغون التى يرأسها مناحيم بيجن. وفى دراسة طرحها باحثون بعنوان «عمليات القتل المستهدف من قبل هذه الدولة قبل وأثناء الانتفاضة الثانية» تشير إلى أنها ترعى فكرة تصفية المقاومين، وبحسب الصحفى سيمون برات، فقد نفذ الاحتلال فى الأراضى المحتلة 134عملية اغتيال أسفرت عن مقتل 367 شخصا خلال الفترة ما بين أكتوبر2000 ويوليو 2007.، ووصل الأمر لان تكرس قناة إخبارية فى هذه الدولة مسلسلا وثائقيا بعنوان «اغتيالات» يعرض قصص اغتيال القيادات التى تراها خطرا عليها، من أبو جهاد فى تونس عام 1988، واغتيال يحيى عياش، صانع القنابل فى حركة حماس عبر تفخيخ هاتفه المحمول بنحو 50 جراما من المتفجرات عام 1996، ومحاولة اغتيال خالد مشعل فى عمان عام1997، واغتيال مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين فى غزة عام 2004، واغتيال عماد مغنية القيادى فى حزب الله فى دمشق عام 2008، واغتيال المبحوح فى دبى عام 2010، واغتيال إسماعيل هنيه وحسن نصر الله عام 2024. هذه الاغتيالات توضح أن هناك ماكينة ضخمة تعمل بشكل مؤسسى على التخطيط والتنفيذ، تحتاج لتمويلات ضخمة، على سبيل المثال، عملية اغتيال أبو جهاد وحدها شارك فيها 3000 شخص، بين التحضير والتنسيق والتنفيذ، إضافة الى خمس سفن حربية وسفينة تحمل طائرات مروحية وتشكيلات من الكوماندوز والوحدات الخاصة فى الجيش واستخبارات هذه الدولة، الصحفى الإسرائيلى ألون بن دافيد يوضح أن هذه الدولة هى واحدة من دول قليلة فى العالم الغربى التى تنفذ عمليات الإعدام دون محاكمة ودون استشارة اى جهة قضائية، بل إن رئيس هذا الجهاز اعترف للصحافة عام 2016 بأن عناصره اغتالوا مسئولين تنفيذيين بحركة حماس فى أنحاء عدة من العالم. لقد أصبح القتل خارج القانون صناعة تحترفها أجهزة ضخمة تعمل على المستوى الدولي، فميزانية «جهاز الاستخبارات الإسرائيلى» بلغت 2.3 مليار دولار فى 2018 وهو ثانى اكبر جهاز بعد الاستخبارات الأمريكية، هذه الأجهزة أصبحت كيانات تساعد الحكومات فى غسل العقول والإطاحة بأشخاص غير مرغوبين، والسؤال الآن لمواطنى العالم الثالث، هل ما زلتم تؤمنون بالمواثيق والقانون الدولى الذى لا يطبق إلا عليكم، هل آن الأوان فى إعادة النظر فى قواعد التعامل مع هذه المواثيق والعلاقة مع الغرب الذى لا يطبقها إلا علينا، ولا ينظر إلينا بنفس الاحترام والتعامل الذى يقدمه لأقرانه الغربيين، إذا كان عصر الاستعمار قد انتهى على الأرض فعلينا أن ننهيه فى العقول والأنظمة الآن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store