logo
#

أحدث الأخبار مع #رونكاروتشي

كيف تكتشف ما لا يُقال؟ دليل القائد لقراءة التغذية الراجعة غير المباشرة
كيف تكتشف ما لا يُقال؟ دليل القائد لقراءة التغذية الراجعة غير المباشرة

الرجل

timeمنذ 10 ساعات

  • علوم
  • الرجل

كيف تكتشف ما لا يُقال؟ دليل القائد لقراءة التغذية الراجعة غير المباشرة

هناك فجوة عميقة بين نوع التغذية الراجعة التي يحتاج إليها القادة لتحسين أدائهم، وبين ما يتلقونه فعلياً، وهذه الفجوة تعد أحد أكبر العوائق أمام نجاح القيادة، لكنها في الوقت عينه أكثرها قابلية للحل. السر يكمن في تطوير مهارات بسيطة، مثل تعلم قراءة الإشارة غير المباشرة، والتلميحات التي تكشف ما لا يقال، ففي عالم الأعمال المتسارع الفرق بين القائد الجيد والقائد العظيم قد يتلخص ببساطة في مدى انتباهه لتلك الإشارات الخفية. الملاحظات الخفية: ما لا يقال قد يكون الأهم القائد الناجح يقرأ بين السطور ولا يكتفي بما يقال - المصدر: Unsplash التغذية الراجعة الخفية، تتمثل في الرسائل التي يبعثها الآخرون دون نطقها، والتي تكشف حقيقة آرائهم حول القائد وقراراته، وتتجلى في نبرة الصوت، أو لغة الجسد أو في تغييرات طفيفة في مستوى التفاعل وحتى في الصمت. وفشل القادة في التقاطها يعني ضياع فرصة ذهبية للتطوير، حسب مقال "كيف تتعرف على التغذية الراجعة"، المنشور في موقع "هارفرد بزنس ريفيو". وفي هذا الصدد، يحذر الخبير في القيادة والكاتب "رون كاروتشي"، من أن تجاهل هذه الإشارات قد يؤدي إلى قرارات غير دقيقة، أما الخبيرة في القيادة والتنمية التنظيمية الكاتبة "جنيفير جارفي بيرجر"، فترى أن هذه الإشارات قد تتحول إلى مخاوف صامتة تضعف أداء الفرق، وهذا يؤكد حقيقة ثابتة تقول إن القادة الناجحين هم الذين يقرأون بين السطور، لأن النجاح لا يُبنى على ما يقال فقط. عندما تخفي التفاصيل البسيطة تحذيرات كبرى تجاهل الرسائل الخفية له عواقب وخيمة على القادة - المصدر: Unsplash في بيئة العمل، قد تمر إشارات غير مباشرة دون أن يلاحظها القادة، لكن تجاهلها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، وإليك مثالين لحالتين مختلفتين: في شركة سلع استهلاكية، بدأ مدير "مايا'، وهي رئيسة التسويق، في طرح أسئلة غير معتادة عن جداول الحملات، وما ظننته تدخلاً هو تعبير غير مباشر عن قلقه حول قدراتها على تنفيذ المشاريع بمرونة وسرعة. أما أحمد، نائب رئيس الموارد البشرية، فقد لاحظ أن الزملاء باتوا يرسلون مندوبين عنهم لحضور اجتماعاته، وما اعتبره تقليل من احترامه هو في الواقع رسالة لاستيائهم من سوء إدارته للوقت. هذه بعض نماذج تعكس الفجوة بين الواقع والإدراك، وبين ما يراه القائد وما يشعر به الآخرون، وتجاهلها قد يؤدي إلى قرارات خاطئة وتدهور في العلاقات المهنية. لماذا تظل الملاحظات المهمة غير معلنة؟ أسباب عديدة تدفع بالآخرين لعدم الاعلان صراحة عن رأيهم - المصدر: Unsplash رغم التركيز المتكرر على أهمية الصراحة في العمل، تبقى العديد من الملاحظات الحيوية غير معبر عنها بشكل مباشر، ووفقاً للكاتب "جيف ويتزلير" في مقاله بمجلة "هارفرد بيزنس ريفيو"، فإن هناك ٣ أسباب رئيسة لهذه الظاهرة: - الخوف من العواقب: يخشى الموظفون ردود الفعل السلبية في بيئات العمل غير المشجعة على الصراحة. - وهم الوضوح: قد يعتقد المدير أنه عبر عن رأيه مثل تصحيح خطأ متكرر، بينما الطرف الآخر لم يفهم المغزى الحقيقي. - عدم إدراك أهمية الملاحظات: البعض لا يشاركون ملاحظاتهم لأنهم إما لا يدركون أنها ذات قيمة (مثلاً: يعتبرون الخطأ المتكرر جزءاً من العمل الروتيني)، أو لأنهم مشغولون بمهامهم اليومية لدرجة عدم الاكتراث، أو لأنهم يظنون أن المشكلة صغيرة ولا تستحق الإبلاغ (حتى تتفاقم). والنتيجة؟ أن قادة يفوتون تحذيرات مبكرة، ورؤى قيمة ومخاوف حقيقة، ليكتشفوا المشكلات بشكل متأخر، ويتساءلون: "لماذا لم يخبرني أحد من قبل؟". كيف تكتشف التغذية الراجعة الخفية وتستفيد منها؟ يمكن للقادة تعلم رصد الإشارات الخفية وسماع ما لا يقال - المصدر: Unsplash عوض التساؤل بعد فوات الأوان، يمكنك كقائد تعلم التقاط الإشارات الخفية وسماع ما هو هام فعلاً رغم الصمت، من خلال: - البحث عن إشارات التغذية الراجعة الخفية: يشبه الكاتب "جيف ويتزلير" الإشارات التي تتركها التغذية الراجعة الخفية بالتموجات التي تحدثها التيارات تحت سطح ماء هادئ، فهي دقيقة لكنها حقيقة، وإليك كيف تلاحظها: - اقرأ ما بين السطور: لا تستمع للكلمات فقط، بل حاول قراءة المشهد كاملًا، وانتبه للأسئلة المتكررة عن تفاصيل صغيرة، فقد تكون إشارات إلى قلق غير معلن حول الكفاءة أو الاستعداد. - راقب معدل التدخلات المفاجئة: حين يبدأ الآخرون بالتدخل في قراراتك، أو يطلب منك مراجعات غير معتادة، فقد يكون ذلك مؤشر على تراجع الثقة. - لاحظ انخفاض التفاعل: قلة المشاركة أو الصمت المفاجئ، فقد تحمل رسالة واضحة أن هناك مشكلة تحتاج إلى اهتمامك. ولا تتجاهل هذه الإشارات، بل كن فضولياً واسعَ لمحاولة فهم الرسالة الحقيقة. - توفير بيئة آمنة للآخرين ليقولوا ما يريدون قوله: الآخرون عادة ما يترددون في قول الحقيقة الكاملة، خوفاً من العواقب، ومهمتك كقائد هي إزالة هذه الحواجز وجعل تقديم الملاحظات والتغذية الراجعة عملاً طبيعياً، دون حاجة إلى "شجاعة خاصة" للقيام بذلك. - اجعلها جزءًا من التطور المستمر: البداية هي بجعلها جزءًا من التطور المستمر، وتقديمها كجزء من المهام، وابدأ بنفسك واطلب الملاحظات بصدق، فعبارات مثل: "أحاول تطوير أدائي القيادي وأقدر رأيك. ما هي نقاط الضعف التي لا أراها بنفسي؟' أو "كيف أستقبل الفريق توجيهاتي في الاجتماع اليوم؟"، فهذا الأسلوب يوضح أنك تريد السماع لتحسين الأداء، لا لمجرد السؤال. - حولها لاستشارة استراتيجية: المقاربة أعلاه قد لا تجدي نفعاً مع الجميع، وعليه فإن الخيار التالي هو تحويلها إلى "مشورة إستراتيجية"، فأطلب النصح بشكل غير مباشر، مثلاً سؤال زميل عن رأيه باستخدام عبارات مثل "بناء على خبرتك، كيف تتعامل مع هذا التحدي؟". - كن مباشراً عند الحاجة: حين لا تجدي المقاربتان أعلاه نفعاً، فإن المقاربة ستكون مباشرة، فإذا استمر الصمت اسأل بوضوح وبشكل مباشر. - الاستماع جيدًا للتعلم: نجاحك يعتمد على كيفية استماعك، والاستماع الحقيقي ليس مجرد انتظار دورك للكلام، بل هو عملية نشطة لفهم ما وراء الكلمات، وإليك كيفية تطبيقه: - امنحهم الوقت: عندما تطلب رأياً من شخص غير معتاد على التعبير، قد يصمت أو يرتبك، وهنا، تجنب ملء الفراغ بالكلام. - تتبع الخطوط الخفية: حين تمسك طرف خيط ما من فكرة أو ملاحظة لا تتركه، بل تابع الأمر، خصوصاً مع الفئة التي تتحفظ في التعبير. - التأكيد وإعادة الصياغة: كرر ما فهمته بكلماتك، واسأل: "هل هذا ما تقصده؟"، هذه الطريقة لا تضمن فهمك الدقيق فحسب، بل تظهر احترامك لرأيهم وتشجعهم على مشاركة المزيد. التعامل مع التغذية الراجعة الصامتة يمكن للقادة إستخدام الصمت لمصلحتهم - المصدر: Unsplash حسب "بيتر بريجمان"، وهو المدرب التنفيذي الأول عالميًا وفق تصنيف "ليدينج جلوبال كوتشز"، فإن "الصمت" هو أسوأ أنواع التغذية الراجعة الخفية، إذا قد يعني أشياء مختلفة، ما يدفع القادة على افتراض الأسوأ. والنصيحة الأولى التي يقدمها، هي السؤال بدل التخمين، فواجه الصمت بسؤال صريح مثل: "لاحظت أنك هادئ، هل هناك شيء ما تريد مناقشته؟'. النصيحة الثانية، هي باستخدامه لمصلحتك، فالصمت ليس سلبياً دائماً، لأنه يشجع القادة على التوقف عن الكلام والاستماع فعلياً. النصيحة الثالثة هي عدم التهرب من المواجهة، لأن عدم السؤال عن سبب صمتهم قد يجعلك تبدو ضعيفاً. والحل الأخير في حال استمر الصمت هو بمبادرته لكسره بإنذار أخير مثل: "هذه محاولتي الأخيرة، إن لم أتلقَّ رداً، سأفترض أنك غير مهتم". الصمت تحدٍّ، لكن مواجهته بذكاء تمنع سوء الفهم، وتعزز التواصل الفعال، المهم ألا تملأ الفراغات بتخمينات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store