#أحدث الأخبار مع #زهاFlourishالمدن١١-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالمدنمهى أبو شقرا ومعرضها "زها": العودة إلى الحقيقة الفرحةأقامت الفنانة مهى أبو شقرا معرضاَ شخصياً في "ملتقى بيروت - السفير" (الحمرا)، يحتوي على ما يقرب من 35 عملاً تشكيلياً من أحجام مختلفة، تتراوح بين الكبير والمتوسط والصغير، منفذة بتقنية الأكريليك. ضم المعرض نتاجاً حديثاً للفنانة، إضافة إلى أعمال تعود إلى فترات سابقة، إذ شاءت أن تبيّن، من خلال ذلك، الفرق الحاصل في الحالة المزاجية والنفسية بين الفترتين السابقة والحالية، وقد اتخذ المعرض عنوان "زها" Flourish، وهو من تنسيق د. طوني كرم. لا مناص من ملاحظة معرض مهى أبو شقرا، والاهتمام بما ورد ضمنه. هذا، مع العلم أننا نعرف الفنانة جيّداً، وقد رافقنا نتاجها منذ مدّة شبه بعيدة. على أن هذه المعرفة لا تقتصر فقط على فنّها، بل على شخصها أيضاً، وعلى ما تقوم به من مشاريع ومبادرات ونشاطات متواصلة، فلا تغيب عن معظم التظاهرات الفنية، وخصوصاً تلك التي يشارك فيها فنانون من مختلف الأعمار والتوجهات والمستوى الفني، يحدوها إلى ذلك شغف بالفن، على أساس كونه، بالنسبة لها، مهمة نهائية، و"رسالة" لا بد من العمل على بنودها قدر المستطاع، وحسبما تسمح الظروف. هذا الشغف ينعكس في أعمالها، على نحو سارت عليه الفنانة منذ تلك المدّة التي لاحظنا فيها ما تفعله، وأعجبنا به، إذ كانت اختطت لنفسها درباً تتناسب مع شخصيتها المنفتحة وروحها "الطفولية"، التي انعكست في اتجاهين متلازمين: مساعدة الفنانين الآخرين في تسيير أمورهم العملية، محترفين أكان هؤلاء، أم أطفالاً يخطون الخطوات الأولى في طريق الفن الطويل. تقول مهى أبو شقرا، فيما يخص معرضها، "إن لوحات "زها" Flourish إنما هي رحلة في رحاب الذات الإنسانية، باسلوب فطري طفولي، كي نفهم اكثر من نحن في الحقيقة. نحن لسنا الاسم، ولا العمر، ولا العناوين التي ترتبط بنا، نحن الذات الفطرية التي تحب من دون شروط، ومن دون احكام، بصدق، بعيداً من المثالية". من خلال ما تفيدنا به الفنانة، نلحظ شرطاً من شروط الفن الفطري، بما معناه وضع المثالية جانباً، إذ هي تسعى، من خلال تجربتها، إلى التمكن من التعبير عن أفكارها بعفوية، بعيدًا من أي سيطرة يمارسها العقل، ولو في شكل نسبي، وبتعابير تشكيلية تحمل الكثير من المجاز. من خلال هذه العفوية "اللاعقلانية"، تهدف أبو شقرا للوصول إلى مصدر الوجود الحيوي، وكأنها شاءت الدفاع عن "لوحة الحقيقة"، التي لا تدين بالشيء الكثير لللفكر الجامد، بل "للشكل الحي". إذا كان هناك ما يذكّرنا بهذه المبادىء، فهو التراث الفني الذي أرسته جماعة "كوبرا" Cobra، تلك الحركة الفنية التي تأسست في باريس، العام، 1948 على يد الشاعرين كريستيان دوترمونت وجوزيف نواريه، والرسامين كاريل آبل وكورنيل وأسجر جورن، وذلك كرد فعل على الصراع بين التجريد والتصوير التمثيلي. قال أفراد الجماعة "إن هدفهم هو الهروب من حكم العقل، الذي لم يكن، ولا يزال، سوى حكم البرجوازية المثالي، من أجل الوصول إلى حكم الحياة"، إذ يشعر الفنانون الشباب في كوبرا بالحاجة إلى إعادة بناء فن جديد يعتمد على تجربة الحرية والبيئة المتفائلة. ولكن، وعلى عكس بريتون، يقول هؤلاء أنه وراء المفاهيم الأخلاقية، أو الجمالية الميتافيزيقية الزائفة التي لا تتوافق مع المصالح الحيوية للإنسان، تكمن أخلاق حقيقية وجماليات مادية حقيقية، إحداهما غريزة احتياجاتنا، والأخرى تعبير عن رغباتنا الحسية. تفيدنا معاينة أعمال مهى أبو شقرا الأولوية للعملية الفنية على المنتج، وهي تستوحي أعمالها من مصادر عدّة تتراوح بي عناصر البدائية وأسطورية وفولكلورية، على نحو متفاوت من حيث الأثر. وإذ ترفض الفنانة القيود التي تفرضها أشكال الفن التقليدية، كما ذكرنا سلفاً، فهي تختار الاستخدام شبه الجامح للألوان، وضربات الفرشاة الحرّة المعبّرة، والأشكال البشرية المحوّرة. وكأن هذا الفن يسعى إلى دمج الوعي واللاوعي، ورفض نزع الصفة الإنسانية عن التجريد لمصلحة نهج تعبيري وعفوي، يحتضن الأشكال البدائية والصور الطفولية، من أجل الوصول إلى جمالية طفولية قائمة على العجب واللعب والخيال، وكأنها تدعو المشاهدين إلى إعادة الاتصال بإبداعهم الفطري وعفويتهم. تقول مهى أبو شقرا في حديثها عن معرضها: "إن اختيار الأسلوب الفطري الطفولي هو بمثابة رحلة العودة إلى الحقيقة الفرحة من دون مشاعر الحزن التي تلتصق بنا، نصدقها ونرافقها في رحلة الألم، إلى آن ندرك حقيقتنا. انا ذاك الطائر الذي يعشق التحليق عاليا ويحب نفسه كما هي، لا كما يريدها الآخرون. مستعينة بأدوات وعلوم تعلمتها واختبرتها، أدركت ما أريده من الخطوط والأشكال والملمس، باختلافاتها وتنوعها، بالألوان وتجاورها وتباعدها، بتناقضها، حرارتها آم برودتها، وخلقها لعوالم طرقها اخرون ولم يطرقها احد، إذ إن لكل فرادته التي تزهر تميزا معلنا شغفا يتطور ويتخذ مسارات مزدهرة".
المدن١١-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالمدنمهى أبو شقرا ومعرضها "زها": العودة إلى الحقيقة الفرحةأقامت الفنانة مهى أبو شقرا معرضاَ شخصياً في "ملتقى بيروت - السفير" (الحمرا)، يحتوي على ما يقرب من 35 عملاً تشكيلياً من أحجام مختلفة، تتراوح بين الكبير والمتوسط والصغير، منفذة بتقنية الأكريليك. ضم المعرض نتاجاً حديثاً للفنانة، إضافة إلى أعمال تعود إلى فترات سابقة، إذ شاءت أن تبيّن، من خلال ذلك، الفرق الحاصل في الحالة المزاجية والنفسية بين الفترتين السابقة والحالية، وقد اتخذ المعرض عنوان "زها" Flourish، وهو من تنسيق د. طوني كرم. لا مناص من ملاحظة معرض مهى أبو شقرا، والاهتمام بما ورد ضمنه. هذا، مع العلم أننا نعرف الفنانة جيّداً، وقد رافقنا نتاجها منذ مدّة شبه بعيدة. على أن هذه المعرفة لا تقتصر فقط على فنّها، بل على شخصها أيضاً، وعلى ما تقوم به من مشاريع ومبادرات ونشاطات متواصلة، فلا تغيب عن معظم التظاهرات الفنية، وخصوصاً تلك التي يشارك فيها فنانون من مختلف الأعمار والتوجهات والمستوى الفني، يحدوها إلى ذلك شغف بالفن، على أساس كونه، بالنسبة لها، مهمة نهائية، و"رسالة" لا بد من العمل على بنودها قدر المستطاع، وحسبما تسمح الظروف. هذا الشغف ينعكس في أعمالها، على نحو سارت عليه الفنانة منذ تلك المدّة التي لاحظنا فيها ما تفعله، وأعجبنا به، إذ كانت اختطت لنفسها درباً تتناسب مع شخصيتها المنفتحة وروحها "الطفولية"، التي انعكست في اتجاهين متلازمين: مساعدة الفنانين الآخرين في تسيير أمورهم العملية، محترفين أكان هؤلاء، أم أطفالاً يخطون الخطوات الأولى في طريق الفن الطويل. تقول مهى أبو شقرا، فيما يخص معرضها، "إن لوحات "زها" Flourish إنما هي رحلة في رحاب الذات الإنسانية، باسلوب فطري طفولي، كي نفهم اكثر من نحن في الحقيقة. نحن لسنا الاسم، ولا العمر، ولا العناوين التي ترتبط بنا، نحن الذات الفطرية التي تحب من دون شروط، ومن دون احكام، بصدق، بعيداً من المثالية". من خلال ما تفيدنا به الفنانة، نلحظ شرطاً من شروط الفن الفطري، بما معناه وضع المثالية جانباً، إذ هي تسعى، من خلال تجربتها، إلى التمكن من التعبير عن أفكارها بعفوية، بعيدًا من أي سيطرة يمارسها العقل، ولو في شكل نسبي، وبتعابير تشكيلية تحمل الكثير من المجاز. من خلال هذه العفوية "اللاعقلانية"، تهدف أبو شقرا للوصول إلى مصدر الوجود الحيوي، وكأنها شاءت الدفاع عن "لوحة الحقيقة"، التي لا تدين بالشيء الكثير لللفكر الجامد، بل "للشكل الحي". إذا كان هناك ما يذكّرنا بهذه المبادىء، فهو التراث الفني الذي أرسته جماعة "كوبرا" Cobra، تلك الحركة الفنية التي تأسست في باريس، العام، 1948 على يد الشاعرين كريستيان دوترمونت وجوزيف نواريه، والرسامين كاريل آبل وكورنيل وأسجر جورن، وذلك كرد فعل على الصراع بين التجريد والتصوير التمثيلي. قال أفراد الجماعة "إن هدفهم هو الهروب من حكم العقل، الذي لم يكن، ولا يزال، سوى حكم البرجوازية المثالي، من أجل الوصول إلى حكم الحياة"، إذ يشعر الفنانون الشباب في كوبرا بالحاجة إلى إعادة بناء فن جديد يعتمد على تجربة الحرية والبيئة المتفائلة. ولكن، وعلى عكس بريتون، يقول هؤلاء أنه وراء المفاهيم الأخلاقية، أو الجمالية الميتافيزيقية الزائفة التي لا تتوافق مع المصالح الحيوية للإنسان، تكمن أخلاق حقيقية وجماليات مادية حقيقية، إحداهما غريزة احتياجاتنا، والأخرى تعبير عن رغباتنا الحسية. تفيدنا معاينة أعمال مهى أبو شقرا الأولوية للعملية الفنية على المنتج، وهي تستوحي أعمالها من مصادر عدّة تتراوح بي عناصر البدائية وأسطورية وفولكلورية، على نحو متفاوت من حيث الأثر. وإذ ترفض الفنانة القيود التي تفرضها أشكال الفن التقليدية، كما ذكرنا سلفاً، فهي تختار الاستخدام شبه الجامح للألوان، وضربات الفرشاة الحرّة المعبّرة، والأشكال البشرية المحوّرة. وكأن هذا الفن يسعى إلى دمج الوعي واللاوعي، ورفض نزع الصفة الإنسانية عن التجريد لمصلحة نهج تعبيري وعفوي، يحتضن الأشكال البدائية والصور الطفولية، من أجل الوصول إلى جمالية طفولية قائمة على العجب واللعب والخيال، وكأنها تدعو المشاهدين إلى إعادة الاتصال بإبداعهم الفطري وعفويتهم. تقول مهى أبو شقرا في حديثها عن معرضها: "إن اختيار الأسلوب الفطري الطفولي هو بمثابة رحلة العودة إلى الحقيقة الفرحة من دون مشاعر الحزن التي تلتصق بنا، نصدقها ونرافقها في رحلة الألم، إلى آن ندرك حقيقتنا. انا ذاك الطائر الذي يعشق التحليق عاليا ويحب نفسه كما هي، لا كما يريدها الآخرون. مستعينة بأدوات وعلوم تعلمتها واختبرتها، أدركت ما أريده من الخطوط والأشكال والملمس، باختلافاتها وتنوعها، بالألوان وتجاورها وتباعدها، بتناقضها، حرارتها آم برودتها، وخلقها لعوالم طرقها اخرون ولم يطرقها احد، إذ إن لكل فرادته التي تزهر تميزا معلنا شغفا يتطور ويتخذ مسارات مزدهرة".