أحدث الأخبار مع #ساحلأنتلجنس


Independent عربية
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
ماذا وراء توقيع الجزائر ونواكشوط اتفاقا في مجال الدفاع؟
لا يزال توقيع الجزائر وموريتانيا اتفاقاً في مجال الدفاع يثير نقاشات، وإن كان الأمر لقي ترحيباً في البلدين لاعتبارات عدة، أولها العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، لكن يبقى التوجس سيد المشهد إقليمياً لا سيما في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها منطقة الساحل وعلاقات دولها مع الجزائر ونواكشوط. اتفاق وتساؤلات ورافق توقيع الاتفاق "الدفاعي" صمت من الجزائر وموريتانيا حول محتواه، ولم تتسرب معلومات تخص فحواه، الأمر الذي فتح الأبواب أمام قراءات وتأويلات وتساؤلات، بخاصة أن الوضع في المنطقة على صفيح ساخن بعد تصاعد التوتر بين الجزائر و"تحالف الساحل" بقيادة مالي الذي بلغ حد استدعاء السفراء وغلق المجال الجوي، والاحتقان السياسي والاهتراء الأمني في ليبيا، واستمرار غلق الحدود بين الجزائر والمغرب، إلى جانب التحديات التي تواجه نواكشوط في سياق محاربة الإرهاب وشبكات الجريمة العابرة للحدود وتحقيق التنمية، ثم "عجز" المجتمع الدولي عن حل قضية الصحراء الغربية التي تعرقل استقرار المنطقة. التحديات الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية وأوضح الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش الجزائري، السعيد شنقريحة، خلال اللقاء الذي جمعه بوزير الدفاع الموريتاني حننه ولد سيدي ولد حننه، الذي حضر إلى الجزائر على رأس وفد عسكري مهم، أن الجزائر وموريتانيا بحكم الروابط الجغرافية والتاريخية والثقافية التي تجمعهما، يتقاسمان الطموحات والتحديات ذاتها، وهو ما جعل علاقاتهما الثنائية نموذجاً يُحتذى في التعاون والتكامل بين الدول العربية والأفريقية. وشدد شنقريحة على أن الأهمية الإستراتيجية التي تكتسبها العلاقات الجزائرية - الموريتانية لا تنبع فقط من القواسم المشتركة التي تجمع البلدين، بل تتجلى أيضاً في الدور المحوري الذي يلعبه هذا التعاون في استقرار المنطقة ككل، معتبراً أن التحديات الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية التي تواجهها المنطقة تفرض اليوم أكثر من أي وقت مضى، تعزيز العمل المشترك، وفق رؤية متكاملة ومتبصرة ترتكز على الحوار والتنسيق وتبادل الخبرات والممارسات الفضلى في ميادين الاهتمام المشترك، وأشار إلى أن الجزائر تحرص على تعزيز علاقاتها الثنائية مع موريتانيا في شتى الميادين، لا سيما الأمنية منها، "لأننا نؤمن في الجزائر بأن أمن بلدينا واستقرارهما يحتاج إلى أعلى مستوى ممكن من التوافق والتنسيق والتشاور". قراءات بشقين وفي خضم الغموض الذي اكتنف توقيع اتفاق الدفاع، رجحت قراءات أن يشمل تجسيد التفاهمات التي سبق الكشف عنها في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، خلال زيارة قائد أركان الجيش الجزائري إلى موريتانيا، إذ قال حينها قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية، الفريق المختار بله شعبان، إنه يُخطط لتسيير دوريات مشتركة على طول الحدود بين الجزائر وموريتانيا، وخلق إطار دائم للتشاور وتبادل المعلومات والخبرات بين الطرفين، من خلال اجتماعات دورية مخصصة للحوار العسكري الموريتاني - الجزائري، وعبر سلسلة زيارات ولقاءات دورية بين قادة القطاعات والمناطق العسكرية. كذلك خاضت صحيفة "ساحل أنتلجنس" الفرنسية في لقاء شنقريحة ونظيره الموريتاني، وكشفت عن أنه وُقع اتفاقان، واحد في المجال العسكري، والآخر في شأن حماية المعلومات السرية، مضيفة أن مراقبين دوليين صرحوا بأن الاتفاق في شأن المعلومات السرية أثار قلق الولايات المتحدة والدول الأوروبية على وجه الخصوص. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) زيارات سابقة والهدف واحد وسبق أن حلّ رئيس أركان الجيش الجزائري السعيد شنقريحة، في نواكشوط في أكتوبر 2024، في زيارة دامت ثلاثة أيام، وانتهت بتوقيع اتفاق تعاون وتنسيق في مجال تبادل المعلومات، توج مساراً طويلاً من التعاون وتبادل الخبرات، وتكوين الكوادر العسكرية، وفق بيان لوزارة الدفاع الجزائرية. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أجرى المدير المركزي لأمن الجيش الجزائري، زيارة عمل إلى الأركان العامة للجيوش بموريتانيا، في إطار الزيارات الدورية المتبادلة بين الجانبين بهدف "تعزيز علاقات الشراكة والتعاون العسكري بين البلدين الشقيقين"، وفق ما جاء في بيان للجيش الموريتاني الذي أوضح أنه تُنوول خلال لقاء الوفدين ضرورة تنسيق الجهود في مجالات الأمن والاستخبارات والتكوين العسكري. الوضع المقلق في الساحل الأفريقي في السياق، رأى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عبدالرحيم أمغار، أن "الظروف الإقليمية التي وُقع فيها الاتفاق الدفاعي بين الجزائر وموريتانيا هي التي أثارت النقاشات والتساؤلات حول خلفياتها وأهدافها"، وقال إن "الاتفاق أضاف بعداً آخر للتعاون الوطيد بين موريتانيا والجزائر في المجالات الأمنية والعسكرية، كذلك أكد أن موريتانيا ماضية على رغم الضغوط، في مسارها الشامل للتعاون الموسع مع الجزائر"، مشدداً على أن "الأمن اليوم لم يعد وطنياً أو قُطرياً بقدر ما هو أمن إقليمي بالدرجة الأولى"، وأضاف أن البلدين يسعيان إلى مواجهة الإشكالات الأمنية الناجمة عن الوضع المقلق في الساحل الأفريقي، مثل تنامي شبكات التهريب والاتجار بالأسلحة والمخدرات والتنقيب غير الشرعي عن الذهب والأنشطة الإرهابية وخلايا دعمها. وتابع أمغار أن "عمليات تنشيط العلاقات الجزائرية - الموريتانية تندرج ضمن الدبلوماسية الأمنية الإقليمية المتعددة القطاعات، والدبلوماسية الأمنية المتعددة القطاعات للجزائر تتضمن توثيق الروابط التجارية والثقافية والتعاون الأمني لمكافحة التهديدات غير التقليدية، ودعم استقرار المناطق الحدودية والعمق الإستراتيجي للدولتين، موضحاً أن "الجزائر تعتبر موريتانيا عمقها الإستراتيجي نحو المحيط الأطلسي، في مقابل ذلك تعد الجزائر ممراً لموريتانيا نحو أوروبا"، وختم أن "الوضع الأمني الصعب، بما يحمله من تحديات تواجهها الأجهزة الأمنية في الجزائر وموريتانيا يومياً، يفرض على البلدين، تكثيف التنسيق ووضع آلية للتعاون المشترك ولتبادل المعلومات بطريقة فعالة وفي الوقت المناسب". كل طرف بوابة للطرف الثاني من جانبه، يرى الباحث الموريتاني في الشؤون الأفريقية عبدالله ولد الشنقيطي، أن "موريتانيا تعد من الدول القليلة في المنطقة، التي تربطها علاقات مميزة ومستمرة مع الجزائر، ولم تتأثر بالتجاذبات التي تعرفها المنطقة، وأتاح التقارب بين البلدين إقامة شراكة إستراتيجية يمثل فيها كل طرف بوابة للطرف الثاني، وامتداداً أمنياً وحدودياً يطمحان إلى تطويرها عبر إقامة اتفاقات عسكرية وأمنية وتطوير بنى تحتية للتبادل التجاري"، مشيراً إلى "توسع مستوى التعاون الثنائي بين الجزائر وموريتانيا في الأعوام الخمسة الأخيرة، وهو ما انعكس في الزيارة المتبادلة لرئيسَي البلدين عبدالمجيد تبون ومحمد ولد الشيخ الغزواني، وكذلك المشاريع المشتركة على غرار بناء طريق بري يربط بين تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية، على مسافة تُقدَّر بنحو 800 كيلومتر، إضافة إلى إقامة معبر حدودي ومنطقة للتجارة الحرة". واعتبر ولد الشنقيطي أن "الاتفاق العسكري والدفاعي بين البلدين يترجم حرص قيادتي المؤسستين العسكريتين في الجزائر وموريتانيا على استباق فرضيات الانزلاق الأمني في المنطقة، بخاصة في ظل وصول شرارات المواجهات العسكرية في دولة مالي المجاورة إلى تراب البلدين، إذ تتواصل ملاحقات الجيش المالي المدعوم من طرف مجموعة "فاغنر" الروسية ضد الفصائل الأزوادية المسلحة، إلى المسافة صفر مع الحدود الجزائرية، كذلك قضى مواطنون موريتانيون خلال الأشهر الأخيرة بسبب نيران الجيش المالي، في إطار الحرب على الإرهاب"، وفق ما نقلته وسائل إعلام.


الأيام
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الأيام
هل تسعى الجزائر إلى استنساخ مبادرة المغرب في منطقة 'القبايل'؟
كشفت صحيفة 'ساحل أنتلجنس' المتخصصة في تتبع أوضاع منطقة الساحل، أن الجزائر تسعى إلى استنساخ مبادرة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب كأساس وحيد لحل نزاع الصحراء المغربية، حيث تتهيأ إلى اقتراح نفس المشروع كحل للطرح الانفصالي في منطقة القبايل. وبحسب تقرير نشرته 'ساحل أنتلجنس' ، فقد بادر مسؤولون جزائريون إلى ربط اتصالات غير مباشرة مع فرحات مهني، رئيس حكومة القبائل المؤقتة وزعيم حركة 'الماك' التي تتخذ من باريس مقرا لها وتطالب بالاستقلال عن البلاد، بينما تصنفها الأخيرة 'جماعة إرهابية'. ونقلت الصحيفة على لسان مصدر قالت إنه دبلوماسي أوربي فاعل في هذا الموضوع، أن الاتصالات السرية الجارية تسعى إلى وضع أسس نظام حكم ذاتي في منطقة القبائل تحت السيادة الجزائرية. ولهذا الغرض، يضيف التقرير، تم تكليف وسطاء غير رسميين من أجل مناقشة التفاصيل مع فرحات مهني، في محاولة لحل قضية القبائل سياسيا وبشكل سلمي. من جانبه، اشترط فرحات مهني قبل أي إجراء أي مفاوضات رفع الحظر عن 'الماك' وإطلاق سراح السجناء السياسيين القبائليين، مع الاعتراف الرسمي بالهوية التعددية الأمازيغية.