logo
#

أحدث الأخبار مع #سالينبيل

بعد حكم الإعدام لقاتل مراهق في مصر: الإنترنت المظلم أداة أم دافع للجريمة؟
بعد حكم الإعدام لقاتل مراهق في مصر: الإنترنت المظلم أداة أم دافع للجريمة؟

شفق نيوز

time٠٧-٠٣-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

بعد حكم الإعدام لقاتل مراهق في مصر: الإنترنت المظلم أداة أم دافع للجريمة؟

سالي نبيل القاهرة - بي بي سي نيوز عربي حكم بالإعدام أصدره القضاء المصري مؤخرا في قضية قتل عرفت إعلاميا بجريمة "الدارك ويب". وأثارت القضية ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الكشف عن تفاصيلها التي بدت صادمة وغير معتادة لعموم الناس في مصر، نظرا لدرجة وحشيتها ولأسلوب ارتكاب الجريمة كذلك. وصدر حكم الإعدام بحق شخص عشريني أدين باستدراج وقتل فتى مراهق ثم الإمعان في التمثيل بجثته وإخراج أحشائه. ولم يكتف المدان بذلك بل شرع في تصوير الجريمة لعرضها على أحد منصات "الدارك ويب" أو ما يعرف بالإنترنت المظلم، مقابل مبلغ كبير من المال كان سيتلقاه من مراهق مصري آخر يقيم بإحدى الدول العربية. وصدر حكم بالسجن المشدد لخمسة عشر عاما بحق المصري المقيم بالخارج بعد إدانته بالتحريض على الجريمة. الإنترنت المظلم كانت منصات الإنترنت المظلم مكانا للقاء القاتل والمحرض على القتل والاتفاق على المقابل المادي للجريمة، بحسب التقارير الإعلامية المحلية. ويلجأ المستخدمون الباحثون عن السرية أو الخصوصية إلى شبكات الإنترنت المظلم لأنها تتسم بدرجة عالية من التشفير تحمي موقع وهوية المستخدم وتجعل من الصعب تعقبه أو اقتفاء أثره إلكترونيا. ولا تدرج مواقع الإنترنت المظلم في محركات البحث العادية وتحتاج إلى متصفح خاص من أجل الوصول إليها، فهي أشبه بعالم إلكتروني سفلي بعيد عن الرقابة لحد كبير. ويلجأ الكثير من مستخدمي الإنترنت المظلم إلى أنظمة خاصة مثل متصفح "تور" TOR من أجل الوصول للمواقع المنشودة. وتشير الدراسات إلى أن نشأة نظام TOR تعود إلى منتصف التسعينيات في الولايات المتحدة، لأهداف استخباراتية، بغية الحفاظ على سرية المراسلات المختلفة. وبات الإنترنت المظلم عالما جاذبا للكثير من مرتكبي الجرائم مثل السرقات الإلكترونية وتجارة البشر وغيرها من الأنشطة غير المشروعة التي تمارس بعيدا عن أعين السلطات والأجهزة الأمنية. "جالسون في العتمة" ويقول كفاح عباد، الباحث في تقنية المعلومات، إن الوصول إلى الإنترنت المظلم يحتاج إلى قدرات تقنية متوسطة. ويوضح عباد، المقيم في ألمانيا، أن "الاجتماع بالظلام يكون جاذبا للمتورطين في الأنشطة الإجرامية بسبب صعوبة الملاحقة". لكنه يكشف عن أن هذه الشبكات المظلمة تشهد أنشطة متنوعة من نشطاء ومعارضين "وكل من يحمل توجها سياسيا أو اجتماعيا يخالف ما اتفقت عليه الأغلبية، خاصة في المجتمعات المنغلقة أو المحافظة"، بالإضافة إلى بعض الصحفيين الذين يتواصلون مع مصادر لا تريد الكشف عن هويتها خوفا من الملاحقة السياسية مثلا. ويقول عباد إن بعض أجهزة الاستخبارات قد تنجح في مراقبة تلك الشبكات المظلمة من خلال "زرع أشخاص فيها يتجسسون على تلك المجتمعات الجالسة في العتمة. فمستخدم الشبكة لن يعرف إذا كان يتحدث مع شرطي أو مواطن عادي أو حتى مجرم." ويوضح أن ملاحقة جرائم قتل مثل تلك التي صدر فيها حكم الإعدام في مصر عادة ما تكون صعبة "لا يوجد دليل، عبر الدارك ويب، يسمح بتقصي الموقع". ويضيف أن أحد المتورطين في مثل هذه الجرائم عادة ما يكون "إما مستهدفا من الأساس أو خاضعا للمراقبة أو متورطا في ارتكاب خطأ معين أرشد الأجهزة الأمنية عنه". وبزر اسم إيران الدولة الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط في قائمة أكثر عشر دول استخداما للإنترنت المظلم بحسب موقع تور. وتصدرت القائمة ألمانيا تليها الولايات المتحدة. عوامل مساعدة ويرى سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي أن شبكات الإنترنت المظلم ما هي إلا أداة تساعد الراغب في ارتكاب الجريمة لكنها ليس المحفز الرئيسي لارتكاب مثل هذه الجرائم. ويفسر صادق درجة العنف الصادمة لجريمة "الدارك ويب" في مصر بعوامل مجتمعية بالدرجة الأولى ويضيف "من نشأ في بيئة اجتماعية قائمة على العنف بين أفراد الأسرة أو الجيران والمعارف يصبح معتادا فكرة العنف. ويميل أبناء الطبقات المهمشة اقتصاديا واجتماعيا لمسألة العنف بسبب التكدس السكاني وغياب مساحة الخصوصية والضغوط اليومية." لكن صادق يشير أيضا إلى أن الإنترنت يلعب أحيانا دورا في "إعداد الشخص نفسيا لتقبل فكرة الدم والجريمة، عن طريق الإلحاح بعرض مواد تتعلق بتفاصيل ارتكاب الجرائم". وعندما يلجأ شخص تغذى على فكرة العنف إلى الشبكات المظلم تصبح احتمالات ارتكابه للجرائم مرتفعة، وفقا لصادق. لكن يؤكد مرة أخرى على أن الإنترنت ليس صاحب الدور الأكبر في الدفع نحو الجريمة. ويقول "إذا التقى قاتل بمحرض على القتل، مثلا، وجها لوجه بعيدا عن الإنترنت، سيكون من الممكن ارتكاب حتى لو لم يكن هناك وسيط إلكتروني." ويتفق كفاح عباد مع وجهة النظر ويرى في الإنترنت المظلم رادفا حديث لوسائل الاتصال القديمة. "كان الناس يلتقون في أماكن بعيد عن الأعين قبل عقود لتدبير لجريمة ما. الآن باتوا يلتقون عبر الإنترنت ".

بعد حكم الإعدام لقاتل مراهق في مصر: الإنترنت المظلم أداة أم دافع للجريمة؟
بعد حكم الإعدام لقاتل مراهق في مصر: الإنترنت المظلم أداة أم دافع للجريمة؟

BBC عربية

time٠٧-٠٣-٢٠٢٥

  • BBC عربية

بعد حكم الإعدام لقاتل مراهق في مصر: الإنترنت المظلم أداة أم دافع للجريمة؟

سالي نبيل القاهرة - بي بي سي نيوز عربي حكم بالإعدام أصدره القضاء المصري مؤخرا في قضية قتل عرفت إعلاميا بجريمة "الدارك ويب". وأثارت القضية ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الكشف عن تفاصيلها التي بدت صادمة وغير معتادة لعموم الناس في مصر، نظرا لدرجة وحشيتها ولأسلوب ارتكاب الجريمة كذلك. وصدر حكم الإعدام بحق شخص عشريني أدين باستدراج وقتل فتى مراهق ثم الإمعان في التمثيل بجثته وإخراج أحشائه. ولم يكتف المدان بذلك بل شرع في تصوير الجريمة لعرضها على أحد منصات "الدارك ويب" أو ما يعرف بالإنترنت المظلم، مقابل مبلغ كبير من المال كان سيتلقاه من مراهق مصري آخر يقيم بإحدى الدول العربية. وصدر حكم بالسجن المشدد لخمسة عشر عاما بحق المصري المقيم بالخارج بعد إدانته بالتحريض على الجريمة. الإنترنت المظلم كانت منصات الإنترنت المظلم مكانا للقاء القاتل والمحرض على القتل والاتفاق على المقابل المادي للجريمة، بحسب التقارير الإعلامية المحلية. ويلجأ المستخدمون الباحثون عن السرية أو الخصوصية إلى شبكات الإنترنت المظلم لأنها تتسم بدرجة عالية من التشفير تحمي موقع وهوية المستخدم وتجعل من الصعب تعقبه أو اقتفاء أثره إلكترونيا. ولا تدرج مواقع الإنترنت المظلم في محركات البحث العادية وتحتاج إلى متصفح خاص من أجل الوصول إليها، فهي أشبه بعالم إلكتروني سفلي بعيد عن الرقابة لحد كبير. ويلجأ الكثير من مستخدمي الإنترنت المظلم إلى أنظمة خاصة مثل متصفح "تور" TOR من أجل الوصول للمواقع المنشودة. وتشير الدراسات إلى أن نشأة نظام TOR تعود إلى منتصف التسعينيات في الولايات المتحدة، لأهداف استخباراتية، بغية الحفاظ على سرية المراسلات المختلفة. وبات الإنترنت المظلم عالما جاذبا للكثير من مرتكبي الجرائم مثل السرقات الإلكترونية وتجارة البشر وغيرها من الأنشطة غير المشروعة التي تمارس بعيدا عن أعين السلطات والأجهزة الأمنية. "جالسون في العتمة" ويقول كفاح عباد، الباحث في تقنية المعلومات، إن الوصول إلى الإنترنت المظلم يحتاج إلى قدرات تقنية متوسطة. ويوضح عباد، المقيم في ألمانيا، أن "الاجتماع بالظلام يكون جاذبا للمتورطين في الأنشطة الإجرامية بسبب صعوبة الملاحقة". لكنه يكشف عن أن هذه الشبكات المظلمة تشهد أنشطة متنوعة من نشطاء ومعارضين "وكل من يحمل توجها سياسيا أو اجتماعيا يخالف ما اتفقت عليه الأغلبية، خاصة في المجتمعات المنغلقة أو المحافظة"، بالإضافة إلى بعض الصحفيين الذين يتواصلون مع مصادر لا تريد الكشف عن هويتها خوفا من الملاحقة السياسية مثلا. ويقول عباد إن بعض أجهزة الاستخبارات قد تنجح في مراقبة تلك الشبكات المظلمة من خلال "زرع أشخاص فيها يتجسسون على تلك المجتمعات الجالسة في العتمة. فمستخدم الشبكة لن يعرف إذا كان يتحدث مع شرطي أو مواطن عادي أو حتى مجرم." ويوضح أن ملاحقة جرائم قتل مثل تلك التي صدر فيها حكم الإعدام في مصر عادة ما تكون صعبة "لا يوجد دليل، عبر الدارك ويب، يسمح بتقصي الموقع". ويضيف أن أحد المتورطين في مثل هذه الجرائم عادة ما يكون "إما مستهدفا من الأساس أو خاضعا للمراقبة أو متورطا في ارتكاب خطأ معين أرشد الأجهزة الأمنية عنه". وبزر اسم إيران الدولة الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط في قائمة أكثر عشر دول استخداما للإنترنت المظلم بحسب موقع تور. وتصدرت القائمة ألمانيا تليها الولايات المتحدة. عوامل مساعدة ويرى سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي أن شبكات الإنترنت المظلم ما هي إلا أداة تساعد الراغب في ارتكاب الجريمة لكنها ليس المحفز الرئيسي لارتكاب مثل هذه الجرائم. ويفسر صادق درجة العنف الصادمة لجريمة "الدارك ويب" في مصر بعوامل مجتمعية بالدرجة الأولى ويضيف "من نشأ في بيئة اجتماعية قائمة على العنف بين أفراد الأسرة أو الجيران والمعارف يصبح معتادا فكرة العنف. ويميل أبناء الطبقات المهمشة اقتصاديا واجتماعيا لمسألة العنف بسبب التكدس السكاني وغياب مساحة الخصوصية والضغوط اليومية." لكن صادق يشير أيضا إلى أن الإنترنت يلعب أحيانا دورا في "إعداد الشخص نفسيا لتقبل فكرة الدم والجريمة، عن طريق الإلحاح بعرض مواد تتعلق بتفاصيل ارتكاب الجرائم". وعندما يلجأ شخص تغذى على فكرة العنف إلى الشبكات المظلم تصبح احتمالات ارتكابه للجرائم مرتفعة، وفقا لصادق. لكن يؤكد مرة أخرى على أن الإنترنت ليس صاحب الدور الأكبر في الدفع نحو الجريمة. ويقول "إذا التقى قاتل بمحرض على القتل، مثلا، وجها لوجه بعيدا عن الإنترنت، سيكون من الممكن ارتكاب حتى لو لم يكن هناك وسيط إلكتروني." ويتفق كفاح عباد مع وجهة النظر ويرى في الإنترنت المظلم رادفا حديث لوسائل الاتصال القديمة. "كان الناس يلتقون في أماكن بعيد عن الأعين قبل عقود لتدبير لجريمة ما. الآن باتوا يلتقون عبر الإنترنت ".

وزير الخارجية السوداني لبي بي سي: لا حل سياسي دون استسلام الدعم السريع
وزير الخارجية السوداني لبي بي سي: لا حل سياسي دون استسلام الدعم السريع

الوسط

time٢٨-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الوسط

وزير الخارجية السوداني لبي بي سي: لا حل سياسي دون استسلام الدعم السريع

BBC سالي نبيل بي بي سي نيوز عربي - القاهرة استبعد وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف إمكانية إيجاد حلول سياسية للحرب في السودان في الوقت الراهن. وفي لقاء مع بي بي سي خلال زيارته للقاهرة، قال الشريف إن أي تسوية سياسية يجب أن تقوم على استسلام قوات الدعم السريع، شبه العسكرية، والتي تخوض قتالا ضاريا ضد الجيش منذ ما يقارب العامين. وأوضح أنه "لا يمكن التفاوض على مستقبل السودان مع ميليشيا متمردة". وأضاف الوزير، الذي تولى حقيبة الخارجية العام الماضي، أن الحل عسكري في اللحظة الراهنة. وبدت الثقة واضحة في كلمات الوزير التي استندت على تقدم عسكري ملحوظ أحرزته قوات الجيش في الآونة الأخيرة. وتوقع الشريف أن الجيش سيتمكن من "استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم قريبا،" من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل. ولاتزال العاصمة ممزقة ما بين الدعم السريع وقوات الجيش التي أعلنت إحرازها العديدة من المكاسب الميدانية في الخرطوم مؤخرا. ويسيطر الدعم السريع على الجزء الأكبر من إقليم دارفور، الواقع غربي البلاد والذي كان ساحة لحرب أهلية شرسة قبل أكثر من عشرين عاما. واتهمت حينها ميليشيا الجنجويد، وهي نواة قوات الدعم السريع، بارتكاب انتهاكات بالغة بحق المدنيين. كما وجهت المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السابق عمر البشير اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية خلال حرب إقليم دارفور. BBC "نشعر بالغضب" ويشهد السودان منذ إبريل/نيسان 2023 صراعاً عسكرياً بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي). وتقدر الأمم المتحدة أعداد النازحين جراء الحرب الحالية بأكثر من عشرة ملايين شخص. كما حذرت من أن نحو ثلاثين مليون سوداني، أي ما يقارب ثلثي عدد السكان، باتوا يحتاجون شتى سبل المساعدات. وكان المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو أوضح، العام الماضي، أن بعض التقديرات تشير إلى أن أعداد ضحايا الحرب الأهلية قد تصل إلى 150 ألف قتيل. وقبل أيام أعلنت قوات الدعم السريع عن توقيع ميثاق تأسيسي، في العاصمة الكينية نيروبي، مع مجموعة من الأحزاب السياسية والجماعات المسلحة السودانية تمهيدا لتشكيل حكومة موازية. وأعرب الوزير عن شعور الحكومة السودانية "بالغضب" إزاء تلك الخطوة التي اتخذتها نيروبي والتي خالفت كل التطمينات التي حصل عليها السودان من القيادة السياسية في كينيا. وأضاف "كنا في زيارة لكينيا قبل فترة، وأكد لنا الرئيس الكيني ويليام روتو أن بلاده لن تسمح بإعلان أي حكومة موازية لأي دولة إفريقية من على أراضيها". ويرجح الشريف أن تكون كينيا قد "تعرضت لضغوط أو تلقت رشى". وردا على سؤالي عما إذا كان يقصد الإمارات بحديثه عن "الضغوط وتقديم الرشى"، قال الوزير إن "أي متابع للشأن السوداني يعلم جيدا الدور الذي لعبته الإمارات في تسليح الدعم السريع وهو حقائق مثبتة". وخلال جلسة لمجلس الأمن العام الماضي، اتهمت البعثة السودانية الإمارات بإمداد الدعم السريع بالسلاح، وهو الاتهام الذي نفته أبو ظبي ووصفته بأنه "خاطئ ولا أساس له من الصحة". ووقعت أبوظبي ونيروبي اتفاق شراكة اقتصادية كامل الشهر الماضي. وقال الرئيس الإماراتي محمد بن زايد إن الاتفاقية تؤكد التزام الإمارات "بتعزيز الروابط الاقتصادية وتوسيع شراكتها التنموية مع القارة الإفريقية." ويحتمل ان يلجأ السودان، وفقا للشريف، إلى منع الطائرات الكينية من استخدام الأجواء السودانية أو حظر استيراد الشاي الكيني مشيرا إلى أن السودان هو ثاني أكبر مستورد للشاي الكيني. EPA خلفت الحرب في السودان عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين أوكرانيا وإيران ويخضع كل من البرهان ودقلو لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة منذ الشهر الماضي. وأفادت وزارة الخزانة الأمريكية أن فرض العقوبات على البرهان يأتي بسبب تورط الجيش في "ضرب البنى التحتية المدنية ومنع وصول المساعدات للمحتاجين واستخدام التجويع كأحد أسلحة الحرب". في المقابل، اتهمت الخارجية الأمريكية قوات الدعم السريع بارتكاب "جرائم إبادة جماعية في إقليم دارفور (غربي السودان)". وأكد وزير الخارجية الأمريكي السابق أنطوني بلينكن أن الدعم السريع تورط في "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي" ضد المدنيين العزل. لكن الوزير السوداني رفض كل الاتهامات الغربية لقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان ويصفها "بالكاذبة". ويقول إن بعض صور الدمار التي لحقت بالمدن والأحياء هي "من طبيعة الحرب". وشدد على أن كل الانتهاكات "من قتل واغتصاب وتجويع هي من ارتكاب الدعم السريع." وخلال الشهور الماضية أفادت عدة تحقيقات صحفية، منها تحقيق نشرته بي بي سي، بلجوء الجيش السوداني لشراء أسلحة ومسيرات من كل من أوكرانيا وإيران. ويقول الشريف إن الدول الغربية هي التي "فرضت حصارا على السودان" ولم تعد تسمح له بشراء السلاح. ويرى أن هذا "الحصار الغربي" يدفع السودان للجوء لأي دولة من أجل شراء السلاح. ويضيف "من حقنا أن نشتري السلاح من أي مكان ولا أقبل أن يملي أحد علينا لمن نتجه وممن نشتري." في المقابل، تحدث الوزير عن ترتيبات تتعلق بإنشاء ما "نقطة إمداد بحرية" للسفن العسكرية الروسية على الساحل السوداني المطل على البحر الأمر. ورفض توصيفي عندما سميتها قاعدة بحرية. كما رفض الانتقادات التي وصفت تأسيس "نقطة الإمداد" بأنها موطئ قدم لروسيا في البلاد. وأشار إلى أن الاتفاق النهائي بخصوص هذا الأمر سيتم عندما تستتب الأوضاع ويتم انتخاب برلمان. وأوضح أن المباحثات بخصوص هذا الأمر تعود إلى عهد الرئيس السابق عمر البشير. ولم ير تعارضا بين التقارب السوداني الروسي والانفتاح في الوقت نفسه على العلاقات مع الغرب. وشرح الوزير رؤيته لسودان ما بعد الحرب إذ تحدث عن فترة انتقالية قد تمتد لأربع او خمس سنوات تقودها كفاءات مدينة تعمل على إدارة شؤون البلاد وإصلاح الدمار الواسع الذي خلفته الحرب. وقال إن طي صفحة القتال وبدء المرحلة السياسية قد يشمل البحث في إمكانية "دمج بعض أفراد الدعم السريع في الجيش ومحاسبة المتورطين في الجرائم وإعادة المرتزقة الاجب إلى بلادهم."

وزير الخارجية السوداني لبي بي سي: لا حل سياسي دون استسلام الدعم السريع
وزير الخارجية السوداني لبي بي سي: لا حل سياسي دون استسلام الدعم السريع

سيدر نيوز

time٢٨-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • سيدر نيوز

وزير الخارجية السوداني لبي بي سي: لا حل سياسي دون استسلام الدعم السريع

Join our Telegram BBC سالي نبيل بي بي سي نيوز عربي – القاهرة استبعد وزير الخارجية السوداني على يوسف الشريف إمكانية إيجاد حلول سياسية للحرب في السودان في الوقت الراهن. وفي لقاء مع بي بي سي خلال زيارته للقاهرة، قال الشريف إن أي تسوية سياسية يجب أن تقوم على استسلام قوات الدعم السريع، شبه العسكرية، والتي تخوض قتالا ضاريا ضد الجيش منذ ما يقارب العامين. وأوضح أنه 'لا يمكن التفاوض على مستقبل السودان مع ميليشيا متمردة'. وأضاف الوزير، الذي تولى حقيبة الخارجية العام الماضي، أن الحل عسكري في اللحظة الراهنة. وبدت الثقة واضحة في كلمات الوزير التي استندت على تقدم عسكري ملحوظ أحرزته قوات الجيش في الآونة الأخيرة. وتوقع الشريف أن الجيش سيتمكن من 'استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم قريبا،' من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل. ولاتزال العاصمة ممزقة ما بين الدعم السريع وقوات الجيش التي أعلنت إحرازها العديدة من المكاسب الميدانية في الخرطوم مؤخرا. ويسيطر الدعم السريع على الجزء الأكبر من إقليم دارفور، الواقع غربي البلاد والذي كان ساحة لحرب أهلية شرسة قبل أكثر من عشرين عاما. واتهمت حينها ميليشيا الجنجويد، وهي نواة قوات الدعم السريع، بارتكاب انتهاكات بالغة بحق المدنيين. كما وجهت المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السابق عمر البشير اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية خلال حرب إقليم دارفور. BBC 'نشعر بالغضب' ويشهد السودان منذ إبريل/نيسان 2023 صراعاً عسكرياً بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي). وتقدر الأمم المتحدة أعداد النازحين جراء الحرب الحالية بأكثر من عشرة ملايين شخص. كما حذرت من أن نحو ثلاثين مليون سوداني، أي ما يقارب ثلثي عدد السكان، باتوا يحتاجون شتى سبل المساعدات. وكان المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو أوضح، العام الماضي، أن بعض التقديرات تشير إلى أن أعداد ضحايا الحرب الأهلية قد تصل إلى 150 ألف قتيل. وقبل أيام أعلنت قوات الدعم السريع عن توقيع ميثاق تأسيسي، في العاصمة الكينية نيروبي، مع مجموعة من الأحزاب السياسية والجماعات المسلحة السودانية تمهيدا لتشكيل حكومة موازية. وأعرب الوزير عن شعور الحكومة السودانية 'بالغضب' إزاء تلك الخطوة التي اتخذتها نيروبي والتي خالفت كل التطمينات التي حصل عليها السودان من القيادة السياسية في كينيا. وأضاف 'كنا في زيارة لكينيا قبل فترة، وأكد لنا الرئيس الكيني ويليام روتو أن بلاده لن تسمح بإعلان أي حكومة موازية لأي دولة إفريقية من على أراضيها'. ويرجح الشريف أن تكون كينيا قد 'تعرضت لضغوط أو تلقت رشى'. وردا على سؤالي عما إذا كان يقصد الإمارات بحديثه عن 'الضغوط وتقديم الرشى'، قال الوزير إن 'أي متابع للشأن السوداني يعلم جيدا الدور الذي لعبته الإمارات في تسليح الدعم السريع وهو حقائق مثبتة'. وخلال جلسة لمجلس الأمن العام الماضي، اتهمت البعثة السودانية الإمارات بإمداد الدعم السريع بالسلاح، وهو الاتهام الذي نفته أبو ظبي ووصفته بأنه 'خاطئ ولا أساس له من الصحة'. ووقعت أبوظبي ونيروبي اتفاق شراكة اقتصادية كامل الشهر الماضي. وقال الرئيس الإماراتي محمد بن زايد إن الاتفاقية تؤكد التزام الإمارات 'بتعزيز الروابط الاقتصادية وتوسيع شراكتها التنموية مع القارة الإفريقية.' ويحتمل ان يلجأ السودان، وفقا للشريف، إلى منع الطائرات الكينية من استخدام الأجواء السودانية أو حظر استيراد الشاي الكيني مشيرا إلى أن السودان هو ثاني أكبر مستورد للشاي الكيني. أوكرانيا وإيران ويخضع كل من البرهان ودقلو لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة منذ الشهر الماضي. وأفادت وزارة الخزانة الأمريكية أن فرض العقوبات على البرهان يأتي بسبب تورط الجيش في 'ضرب البنى التحتية المدنية ومنع وصول المساعدات للمحتاجين واستخدام التجويع كأحد أسلحة الحرب'. في المقابل، اتهمت الخارجية الأمريكية قوات الدعم السريع بارتكاب 'جرائم إبادة جماعية في إقليم دارفور (غربي السودان)'. وأكد وزير الخارجية الأمريكي السابق أنطوني بلينكن أن الدعم السريع تورط في 'جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي' ضد المدنيين العزل. لكن الوزير السوداني رفض كل الاتهامات الغربية لقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان ويصفها 'بالكاذبة'. ويقول إن بعض صور الدمار التي لحقت بالمدن والأحياء هي 'من طبيعة الحرب'. وشدد على أن كل الانتهاكات 'من قتل واغتصاب وتجويع هي من ارتكاب الدعم السريع.' وخلال الشهور الماضية أفادت عدة تحقيقات صحفية، منها تحقيق نشرته بي بي سي، بلجوء الجيش السوداني لشراء أسلحة ومسيرات من كل من أوكرانيا وإيران. ويقول الشريف إن الدول الغربية هي التي 'فرضت حصارا على السودان' ولم تعد تسمح له بشراء السلاح. ويرى أن هذا 'الحصار الغربي' يدفع السودان للجوء لأي دولة من أجل شراء السلاح. ويضيف 'من حقنا أن نشتري السلاح من أي مكان ولا أقبل أن يملي أحد علينا لمن نتجه وممن نشتري.' في المقابل، تحدث الوزير عن ترتيبات تتعلق بإنشاء ما 'نقطة إمداد بحرية' للسفن العسكرية الروسية على الساحل السوداني المطل على البحر الأمر. ورفض توصيفي عندما سميتها قاعدة بحرية. كما رفض الانتقادات التي وصفت تأسيس 'نقطة الإمداد' بأنها موطئ قدم لروسيا في البلاد. وأشار إلى أن الاتفاق النهائي بخصوص هذا الأمر سيتم عندما تستتب الأوضاع ويتم انتخاب برلمان. وأوضح أن المباحثات بخصوص هذا الأمر تعود إلى عهد الرئيس السابق عمر البشير. ولم ير تعارضا بين التقارب السوداني الروسي والانفتاح في الوقت نفسه على العلاقات مع الغرب. وشرح الوزير رؤيته لسودان ما بعد الحرب إذ تحدث عن فترة انتقالية قد تمتد لأربع او خمس سنوات تقودها كفاءات مدينة تعمل على إدارة شؤون البلاد وإصلاح الدمار الواسع الذي خلفته الحرب. وقال إن طي صفحة القتال وبدء المرحلة السياسية قد يشمل البحث في إمكانية 'دمج بعض أفراد الدعم السريع في الجيش ومحاسبة المتورطين في الجرائم وإعادة المرتزقة الاجب إلى بلادهم.' ** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store