logo
#

أحدث الأخبار مع #ستانسلافسكي

ياسينما يا غرامي.. أحمد زكي 14 والأخيرة
ياسينما يا غرامي.. أحمد زكي 14 والأخيرة

اليوم السابع

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • اليوم السابع

ياسينما يا غرامي.. أحمد زكي 14 والأخيرة

بعد وفاة أحمد زكي طاردت تهمة (التقليد) كثيرا من الممثلين اللاحقين والمعاصرين له.. وأذكر أن الصديق (عمرو سعد) كان يجيب بانفعال لا تخفي على كل من يثير من وجه هذه (التهمة) منكرا لها، ومؤكدا أنه يبحث عن شخصيته المستقلة رغم أنه لا يزعم عدم تأثره به ككل جيله والأجيال اللاحقة.. والحقيقة أن هذا الهاجس لم يبارح (زكاوة) نفسه عندما يحلو لكثير من أن يضموه (لمدرسة ما) برغبة غير بريئة في نزع حالة (التفرد) التي كانت سمة أدوائه المتميز. كنت أجيب على من يشركني في مثل هذا الحوار أن أحمد فرج بين الأداء العفوي وبين ما تعلمه في المعهد العالي التي كانت تتبنى طريقة أو مدرسة (ستان سلافسكي) في الأداء المصري، إضافة إلى تأثره بما تربي عليه من تراث السينما المصرية التقليدية.. وكان (تقليده) لأداء محمود المليجي في مسرحية (هالو شلبي) متقنا لدرجة أعجبت جمهورا اعتاد على أداء عبقري كالمليجي دون إنتباه إلى تفاصيل حركة الجسد وتنويع نغمة الصوت على النحو المميز الذي يبدو سهلاً ولكن ممتنع تماما عن ضعاف الحس والموهبة. كان أحمد يسعد حين أضعه في سلة واحده مع زكي رستم وسعاد حسني ومحمود مرسي ولا يعلق عن أضفت عليهم اسم آخر، ومع ذلك لم يكن (زكاوة) من الذين (تطهرتهم) المجاملات والمبالغات، خاصة أن رحلة حياته هي التجاهل والصراعات المستترة لإثبات وجوده عبر الموهبة (التي كانت في الحقيقة كافية في زمنه) حتى اعتلاء مكانته في عالم التمثيل في بلده والوطن العربي كله. ورغم (الأسلاك العارية) والتوتر الدائم الذي كان يحرمه من النوم ورغم (الخناقات) الشهيرة مع المخرجين.. فلم يكن أحمد يحب المواجهات المباشرة وخاصة مع أبناء مهنته وأذكر أنه لم يعترض أبداً على أي ترشيح لممثل في فيلم من بطولته ولا طالب باستبعاد زميل اختاره المنتج لأسباب فنية وكان يعتبر أن (قطع عيش) زميل جريمة لا تغتفر وليس سرا أنه كان (يساعد) زملاؤه سراً دون أن يفكر في استعادة (دينه) إلا إذا أحس أن الشخص الذي ساعده ينكر عليه جميله أو (يستعبط) حين تنصلح أحواله.. عندها كانت تستيقظ عنده عقدة الريفي الذي يحلو لأهل المدينة استكراده.. حكى لي سره عن أحدهم وهو يراه يدفع (مقدم) فيلا دون أن يفكر في سداد ديونه قبل (الفشخره) وعندما عرضت عليه التدخل بينهما غضب بشدة وحذرني من مجرد ذكر هذا الموقف لأي إنسان. أما خشية المواجهات فقد شهدت حوادث كثيرة لم يشأ أحمد دخولها رغم موقفه الواضح من طرفيها من بينها مشادة كادت أن تتطور إلى تشابك بالأيدى بين صديقي وقتها السيناريست محمد حلمي هلال ورئيس قطاع الإنتاج ممدوح الليثي الذي كان بصحبة أحمد زكي صباح أحد الأيام بفندق هادئ بضواحي القاهرة.. كان (يا دنيا يا غرامي) قد فاجأ الجميع باستمرار عرضه أكثر من 15 أسبوع رغم عدم وجود (أبطال شباك) على أفيش الفيلم وكان بقاؤنا مع زكاوه للاتفاق على فيلم جديد.. وكان أحمد ممدوح.. بسلامة نية – حو الفيلم وتميزه حين ابتدى ممدوح الليثي فجأة ليقول أن لديه الكثير من أعمال حلمي بدرج المكتب وأن )على الله ما يكونش حلمي خبر حاجة من اللي عندنا وعمل بيها الفيلم).. لم أستطع السيطرة على حلمي الذي إنفجر بكل قسوة ودون أي مراعاة لوظيفة الرجل وسنة ووجود إبنه وكال له كل أنوع (المنقي) في الألفاظ.. لم يتدخل الأبن دفاعا عن والده ولكن الأهم من أحمد نفسه لم يسع سوى إلى تهدئة الموقف دون عدم لأي من الطرفين. ولم يمنع هذا (زكاوه) نفسه من محاولة الإعتداء على نفس الشخص عندما أبلغه أنه لم يكتب حرفا في سيناريو تقاضي عربونا عنه منذ عدة أشهر ولم يمنع رغبة أحمد في تجنب المواجهات في (تفسيخ) قميص أحمد النقاد في فندق بالإسكندرية عندما علق ساخرا على أداء أحمد بشخصيتي ناصر والسادات قائلاً: انت هتصاحبني يأبن الـ. في أفلامه الأخيرة كان يخشي على (حالة) اندماجه في الشخصية بشكل مرضي فكان لا يطيق من (يحدق) فيه أثناء التمثيل حتى لو كان من العاملين بالفيلم وكان يطلب إلا تلتقي عيناه بعيني أي شخص خلف الكاميرا تشتته وتخرجه من تركيزه.. وهنا تذكرت طلب ليوسف شاهين من جميع الواقفين خلف الكاميرا ألا يرتدوا أي ملابس ذات ألوان فاقعة أو مثيرة فكان يلتزم الجميع بملابس ذات الألوان محايده وبسيطة. رحم الله أحمد زكي.. وكل من جسد الصدق والعفوية والإخلاص للمهنة المقدسة

إشكاليات البناء الدرامي في المسلسلات اليمنية الرمضانية.. قراءة في ضوء التناولات النقدية
إشكاليات البناء الدرامي في المسلسلات اليمنية الرمضانية.. قراءة في ضوء التناولات النقدية

اليمن الآن

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • اليمن الآن

إشكاليات البناء الدرامي في المسلسلات اليمنية الرمضانية.. قراءة في ضوء التناولات النقدية

شهدت الدراما اليمنية الرمضانية في السنوات الأخيرة حضورًا لافتًا، مما يستدعي تحليلًا نقديًا معمقًا لإشكالياتها الفنية، يتجاوز الوصف السطحي إلى التفكيك والتحليل في ضوء النظريات النقدية الدرامية. يهدف هذا المقال إلى تقديم قراءة نقدية تخصصية لهذه الإشكاليات، مع التركيز على علاقتها بالبناء الدرامي وعناصره المختلفة، مستندًا بشكل أساسي على ما كتبه الصديق الأديب والشاعر اليمني الدكتور هاني الصلوي، في مقاله المنشور في حلقتين تحت عنوان 'اللهم اجعله سوء فهم فعالًا.. الخ'، وأيضًا على بعض المقالات والآراء المنشورة والمتداولة، إضافة إلى مشاهدتي للدراما اليمنية رمضانية وغير رمضانية. نحو دراما يمنية واعية بذاتها تواجه الدراما اليمنية الرمضانية تحديات بنيوية عميقة تتطلب معالجة جذرية. يتطلب تجاوز هذه الإشكاليات تطوير وعي نقدي ذاتي لدى صناع الدراما اليمنيين، والانفتاح على التجارب الدرامية العربية والعالمية، والاهتمام بالبحث والتجريب. وسنقوم هنا بسردها موجزة في: 1. إشكالية النص والسيناريو: غياب الدرامية وأزمة الحبكة. يعد النص بمثابة 'اللوغوس' (Logos) الأرسطي للعمل الدرامي، أي المبدأ المنظم والجوهر الذي يمنحه وحدته ومعناه. لكن العديد من المسلسلات اليمنية الرمضانية تعاني من 'أزمة نص' تتجلى في غياب الدرامية الفاعلة، والقصور في بناء الحبكة. غياب الصراع الدرامي: تفتقر العديد من النصوص إلى صراع درامي حقيقي، وهو المحرك الأساسي للأحداث وتطور الشخصيات. الصراع الدرامي، كما يرى ستانسلافسكي في نظريته عن 'فن الممثل'، يجب أن يكون داخليًا وخارجيًا، وأن ينبع من دوافع الشخصيات ورغباتها المتضاربة. في المسلسلات اليمنية، غالبًا ما يكون الصراع سطحيًا أو مفتعلًا، ولا يرتبط بعمق بالشخصيات. ضعف الحبكة: تعاني الحبكة في كثير من الأحيان من التفكك والارتجالية، إذ تتوالى الأحداث بشكل عرضي دون منطق سببي واضح. الحبكة القوية، كما يوضح أرسطو في 'فن الشعر'، يجب أن تتسم بالوحدة والتماسك، وأن تقوم على مبدأ 'الضرورة والاحتمال'. وهو ما يحتاجه النص الدرامي أيضًا. تكرار الثيمات: يلاحظ تكرار الثيمات الدرامية، مثل ثيمة 'نهب الأراضي' التي أشار إليها هاني جازم الصلوي، مما يدل على غياب الابتكار والقدرة على استكشاف قضايا جديدة. هذا التكرار يخالف مبدأ 'الجدة' الذي يعتبره النقاد عنصرًا أساسيًا في العمل الفني. غياب النص 'الورشي': النص 'الورشي' مصطلح استخدمه الصلوي في مقاله النقدي للدراما اليمنية، للإشارة إلى نص يتم إنشاؤه بشكل تفاعلي وتعاوني بين جميع أفراد الفريق الفني، بمن في ذلك الكتاب والمخرجون والممثلون والمستشارون الفنيون والثقافيون والاجتماعيون. وتكمن أهمية النص 'الورشي' في أنه يثري النص، ويعزز التفاعل بين أفراد الفريق الفني، ويقدمه بشكل أكثر شمولية وعمقًا من زوايا مختلفة، ويخلق ديناميكية إبداعية لتبادل الأفكار والآراء وتطويرها، ويحسن جودة وصياغة الحوار بما يتناسب مع شخصياتهم وقدراتهم، ويساعد في تطوير الشخصيات، ويضف لها أبعادًا جديدة، ويسهم 'النص الورشي' في تحقيق التكامل الفني بين عناصر العمل المختلفة، مثل النص والإخراج والتمثيل والتصميم، مما يخلق عملًا فنيًا متماسكًا ومنسجمًا. وبشكل عام، غياب النص 'الورشي' في الدراما اليمنية يؤدي إلى نصوص ضعيفة وسطحية، ويحول دون تحقيق الإمكانات الإبداعية الكاملة للأعمال الدرامية، إذ إن غياب هذا النص عن الإنتاج الدرامي اليمني يؤثر سلبًا على جودة الحوار وتطور الشخصيات، ويعكس أزمة في 'آليات الإنتاج الدرامي'، ويحول دون تحقيق التكامل الفني. 2. الأداء التمثيلي: بين النمطية والتجاوز . يمثل الأداء التمثيلي وسيطًا أساسيًا في تجسيد الشخصيات وإيصال الصراع الدرامي إلى الجمهور. في المسلسلات اليمنية، يتراوح الأداء بين النمطية والتجاوز: النمطية: يقع بعض الممثلين في فخ 'النمطية' (Stereotype)، إذ يكررون أنفسهم، ويقدمون أداءً سطحيًا لا يعكس عمق الشخصية. هذا النمط من الأداء يتنافى مع مبادئ 'المدرسة الواقعية' في التمثيل التي تدعو إلى صدق الأداء والاندماج الكامل في الشخصية. التجاوز: في المقابل، يبرز بعض الممثلين قدرة على 'التجاوز' وتقديم أداء مقنع ومؤثر. يشير الدكتور الصلوي -وهو صحيح- إلى تألق بعض الوجوه الجديدة، وهو ما يمكن تفسيره على أنه محاولة لكسر الأنماط السائدة، وتقديم أنماط أداء جديدة. 3. الإخراج والتقنيات الفنية: الرؤية الإخراجية الغائبة. يمثل الإخراج الرؤية الفنية الموحدة للعمل الدرامي، وهو المسؤول عن ترجمة النص إلى لغة بصرية وسمعية. في المسلسلات اليمنية، غالبًا ما تغيب الرؤية الإخراجية الواضحة، مما يؤدي إلى: السطحية البصرية: إذ يعاني الإخراج من السطحية البصرية، إذ يغلب عليه التصوير التقليدي والاهتمام المحدود بالجماليات البصرية. هذا الضعف في 'اللغة البصرية' يقلل من قدرة العمل على التأثير في المتلقي. غياب التناغم: يغيب التناغم بين عناصر الإنتاج المختلفة، مثل التصوير والإضاءة والموسيقى، مما يدل على غياب رؤية إخراجية موحدة. هذا الغياب يؤثر على 'وحدة العمل الفني' وتماسكه. 4. اللهجة والمكان: الهوية الدرامية المفقودة. تمثل اللهجة والمكان عنصرين أساسيين في بناء هوية العمل الدرامي، لكن المسلسلات اليمنية تعاني في هذا الجانب من: الارتباك اللهجي: يلاحظ 'ارتباك لهجي' في بعض المسلسلات، إذ تستخدم لهجات متعددة دون مبرر درامي واضح. هذا الارتباك يضعف مصداقية العمل وواقعيته. التوظيف السطحي للمكان: غالبًا ما يوظف المكان بشكل سطحي، دون استثمار طاقته الدرامية، وقدرته على التأثير في الشخصيات والأحداث. هذا الضعف في 'دلالة المكان' يقلل من قدرة العمل على خلق جو درامي مميز. 5. النهايات والرسائل: الخطابية وأزمة الحل الدرامي. تتسم نهايات العديد من المسلسلات اليمنية بالخطابية المباشرة والحلول التصالحية السطحية، مما يقلل من تأثيرها الفني ورسالتها الاجتماعية. يمكن تفسير هذه النهايات في ضوء مفهوم 'الحل الدرامي' الذي يجب أن ينبع من منطق الأحداث وتطور الشخصيات، لا أن يفرض عليها بشكل خارجي. وختامًا، يمكن القول إن الدراما اليمنية، على الرغم من حضورها المتزايد، لاتزال تواجه تحديات جوهرية على صعيد البناء الدرامي وعناصره المختلفة. إن تجاوز إشكاليات النص والسيناريو، والأداء التمثيلي النمطي، وغياب الرؤية الإخراجية الواضحة، والارتباك اللهجي والتوظيف السطحي للمكان، وصولًا إلى النهايات الخطابية وأزمة الحل الدرامي، يتطلب وقفة نقدية جادة ومستمرة. إن الحاجة ملحة لتطوير وعي نقدي ذاتي لدى صناع الدراما اليمنيين، وتشجيع البحث والتجريب، والانفتاح على التجارب الدرامية المتنوعة، والأخذ بمفهوم 'النص الورشي' كآلية عمل تثري العملية الإبداعية. إن الارتقاء بالدراما اليمنية الرمضانية لتصبح تعبيرًا فنيًا عميقًا وفاعلًا في المجتمع، وقادرًا على المنافسة على الساحة العربية، يظل رهنًا بمعالجة هذه الإشكاليات بنيويًا، والتحلي برؤية فنية واضحة تسعى نحو دراما يمنية واعية بذاتها وقضاياها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store