logo
#

أحدث الأخبار مع #ستوأنا,نًوار,طقاطيق,ربيع,ديكور

طقاطيق... أغاني الحاضر بموسيقى وإيقاع الماضي
طقاطيق... أغاني الحاضر بموسيقى وإيقاع الماضي

النهار

time٢٩-٠١-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • النهار

طقاطيق... أغاني الحاضر بموسيقى وإيقاع الماضي

عبر ديكور يستحضر أجواء بواكير سنوات القرن العشرين، يطلّ المغنيان الشابان محمد ربيع ومصطفى زاهد عبر مقاطع فيديو قصيرة على السوشيل ميديا، يشدوان بأغنيات المهرجانات الحديثة، لكن بألحان طربيّة قديمة. مشروعهما يحمل اسم "طقاطيق"، وانبثق من المؤسسة الثقافية "نًوار" التي أسّسها ربيع. قامت فرقة "طقاطيق" بتحويل الأغاني من موسيقى الراب والبوب أو المهرجانات إلى قديمة. و"الطقطوقة" هي أحد ألوان الغناء في مصر خلال القرن الماضي. ورغم أن السائد هو إعادة توزيع ألحان الأغاني القديمة إلى عصرية، لكن "طقاطيق" تجربة مختلفة تحملنا إلى عبق الماضي، فيبدو وقع نغمات الأغنيات الحديثة بإيقاع عشرينات القرن المنصرم غريباً على الأسماع، لكنه لافت وجذاب، عبر استخدام آلتَي العود والدُفّ فقط. جاءت الفكرة مصادفة عبر أغنية "ستو أنا" لأكرم حسني، خلال جلسة جمعت ربيع وخطيبته، مغنياً لها "ستو أنا" باستخدام المقام من دون عزف، فحقق الفيديو انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي في 2022. أبدى زاهد إعجابه بالفكرة مقترحاً الاستمرار فيه. ومن هنا انطلق مشروعهما رغبة في عودة الجمهور للاستماع إلى الموسيقى الشرقية، فنجحوا في الانتشار. حول الصعوبات التي تواجههما عند تحويل الأغنية الحديثة إلى قديمة، أوضح ربيع لـ "النهار": "أشكّل مع مصطفى ورشة عمل، إذ نختار العمل المستهدف، وننتقي المقام الذي نراه مناسباً، ونجرّب حتى نصل إلى الشكل النهائي. قد نستغرق نحو 3 ساعات من العمل للوصول إلى لحن سليم، نحرص في خلاله على أن يضمّ نقلات منضبطة وجملاً شرقية كثيرة، ولا نلحّن كلّ الأغنية بل مقاطع قصيرة فقط". لا شكّ في أن تحويل الأغنيات، خصوصاً الشعبية، إلى طربيّة مهمّة شاقة، لذا يختار ربيع وزاهد المقام الملائم والقادر على التعبير عن الكلمات مهما كانت ركيكة، مع الاعتماد على ما تعبّر عنه النغمة من حزن أو بهجة أو مزاح، مع مراعاة احترام المرجعية النغمية. واستطرد ربيع: "الموسيقى قادرة على فرض نفسها على أيّ نوع من الكلمات، فهناك كلمات إذا سمعتها بالموسيقى الحالية والإيقاعات الصاخبة ستسشعر بأنها مبتذلة، خصوصا بعض أغاني المهرجانات، لكنك عند سماعك إياها بالنغمة الشرقية فلن تشعر بذلك الابتذال". يرى الثنائي الشاب أن اللحن يفرض نفسه على الكلمات، فالكلمة تظلّ ثابتة، واللحن هو المتغير، إذ يمكن التلحين بطرق المختلفة، وهذا التنوع يخلق لحناً أكثر تميزا عن الآخر، والجمهور يحبّذ الاستماع إلى موسيقاهم الشرقية لاستشعارهم طريقة مختلفة. يوضح ربيع: "فرضنا أسلوب تلحيننا على الكلمة، فثمّة فارق بين ملحّن يملك رؤية في الفن والمقام والكلام والشعر وعلم العروض، وآخر يسمّى "ملحن ترابيزة" بلا رؤية؛ فالأوّل هو من يملك عناصر التميّز، وهو ما استندنا إليه". كان مفاجئاً أن يصادف هذا المحتوى رواجاً على السوشيل ميديا، لأن الشائع أن الأجيال الجديدة خصوصاً "جيل زد" في قطيعة مع الأغاني الطربية، ولا يحتمل سماعها. ويوضح ربيع لـ "النهار" هذا الأمر بقوله: "وجدنا الجمهور متعطشاً لسماع الأغاني الشرقية، فالمشكلة ليست في الكلمات لكن في التلحين، الذي أصبح مهجناً، مما أصاب الجمهور بالملل، فاتّجه لسماع الطرب الشرقي بكلمات عصرية". يؤكّد ربيع أنه وزميله لم تصادفهما أيّ تحدّيات في الوصول إلى الشباب، موضحاً: "نتلقّى تعليقات إيجابية منهم لإجادتنا مخاطبتهم، فهم مهتمون بأغاني الراب والبوب والمهرجانات، وأعجبوا بخيالنا في تحويل تلك الأغنيات إلى طرب. فالكلام يشابه العصر الحديث لكن الموسيقى تنتمي إلى الماضي". يقدّم الثنائي هذه الطقاطيق عبر السوشيل ميديا فقط، أما الأغاني التراثية فيقدّمونها عبر حفلاتهم، والقاسم المشترك أن جمهورهم في الحالتين من فئة الشباب من سنّ الـ 20- 45 عاماً، ممن يستهويهم هذا المحتوى، أو يرتادون السهرات التي يغنّي فيها زاهد وربيع كلّ ثلاثاء وخميس في مقرّ مؤسسة "نُوار". أسباب رواج الطقاطيق يستنكر ربيع أن يكون سبب هذا النجاح هو شهرة الأغاني التي يحوّلونها إلى قديمة، مما يساهم في رواج محتواهم، وإلا سيذهب الجمهور للاستماع إلى الأغنية الأصلية، إذ يرى أن نظرة الجمهور إلى الطرب الشرقي بدأت تختلف، مضيفاً :"ليس الأمر مجرّد ترند بل هو اهتمام حقيقيّ، والجمهور متعطّش لهذا الطرب، وإلا لتجاوبوا مع الفيديوات الأولى ثم انفضّوا من حولنا؛ فما زال تجاوبهم مع فيديوات الطقاطيق التي بدأناها منذ عامين مستمراً". يرفض الثنائي الغنائي تقديم "محتوى طقاطيق" ضمن حفلات وجاهية للجمهور، رغم تلقّيهم الكثير من العروض، ومبرّرهم أنه سيفقد رونقه بهذه الخطوة، إذ أرادوا صناعة تجربة عمليّة تثبت أن الأغاني الحديثة يمكن تحويلها إلى شرقية، والتأكيد أن الطرب الشرقي مهما مرّ عليه الزمن سيظلّ محلّ اهتمام، وسيفرض نفسه. لكن المهم أن نبحث عنه ونطوّره". اللافت أن أصحاب الأغنيات الأصليين لم يجدوا غضاضة في هذا التحويل، ولم يواجه فريق "طقاطيق" أي اعتراض أو ردّ فعل غاضب. على العكس من ذلك، تفاعل أولئك النجوم بإيجابية وأبدوا استحساناً، وأعادوا نشر المحتوى على صفحاتهم الرسمية، وبينهم أكرم حسني وعزيز مرقة وحميد الشاعري وتامر عاشور وويجز، وبعضهم تواصل معهم مبدياً إعجابه بفكرتهم، منهم الفنان تامر حسني. وقال ربيع في هذا السياق: "لدينا رؤيتنا الفنية التي نعرضها بهدوء ونترك الحكم للناس، ولا نستهدف من "الطقاطيق" عقد مقارنة مع المطرب الأصليّ؛ لذا فمحتوانا لا يُزعج أحداً". أغاني المهرجانات لا يحمل الثنائي الغنائي موقفاً نقدياً من أغاني المهرجانات، فهما لا يرفضانها، خصوصاً أنها تلقى رواجاً بين شريحة كبيرة من الجمهور، ويتوجب احترام ذوق هذه الشريحة حتى وإن تعارض مع ذوقهما، وإيماناً منهما بأنه ليس لزاماً على المجتمع الاستماع إلى الغناء الطربي، فهو نخبويّ على مر العصور، وليس ضرورياً أن يكون الجميع من "السمّيعة". لكنهما وجدا أن دورهما يكمن في لفت نظر المجتمع إلى هذا النوع من الفنون قبل لومه على الاستماع إلى أغاني المهرجانات، لأنّ ثمّة تقصيراً في تقديم الموسيقى الشرقية. وحول صنّاع الموسيقى المفضّلين، أكّد ربيع ميله إلى الموسيقيين أصحاب الطابع الشرقي وأولئك الذين أنتجوا الشكل الكلاسيكي وصنعوا الموشّح والدور والموّال، مثل سيد درويش وعبد الوهاب وزكريا أحمد، بينما راوغ في الإجابة عن المفضّلين من المعاصرين قائلاً ": ليس لدينا تفضيل لمطرب بعينه، ونحن منفتحون على الجميع". الذكاء الاصطناعي انتشر استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الموسيقى، ويستخدمه بعض الفنانيين لمساعدتهم في ذلك، لكن ربيع وزاهد يرفضان استخدام تقنياته لإيمانهما بأنه مهما بلغ الذكاء الاصطناعي من الدقة فسيظل آلة بلا روح. قد يبدو مبهرا لكنه لا يُطرب، فعشوائية الإنسان هي جزء من جماليات الألحان، وتمنح الموسيقى دفئاً بخروج اللحن والأصوات الطبيعية لا المصطنعة؛ وإذا لم يتوافر هذا الشرط فلن يكون محسوساً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store