logo
#

أحدث الأخبار مع #سددوكان

تراجع «خطير» في خزين أنهر العراق وسدوده
تراجع «خطير» في خزين أنهر العراق وسدوده

الشرق الأوسط

timeمنذ 19 ساعات

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

تراجع «خطير» في خزين أنهر العراق وسدوده

ترسم بيانات ومعلومات متداولة عن واقع الخزين المائي في العراق صورة خطيرة لما يمكن أن تمر به البلاد خلال هذا العام والأعوام اللاحقة من جفاف شديد، في حال استمرت معدلات الهطول المطري بالتراجع. وفي نهاية شهر مايو (أيار) الماضي، أعلنت وزارة المواد المائية أن البلاد تواجه أدنى مستويات مخزون مياه في البلاد منذ 80 عاماً، وذلك بسبب موسم الأمطار الضعيف للغاية، إلى جانب قلة الإيرادات في نهري دجلة والفرات نتيجة السياسات المائية التي تتبعها تركيا في المقام الأول حيال العراق، إلى جانب إيران. وتشهد معظم أنهر وسدود البلاد تراجعاً كبيراً في مناسيب المياه، ويمكن للعين المجردة رصد ذلك التراجع بسهولة، حيث تصل في نهري دجلة والفرات في بعض المناطق إلى بضعة سنتيمترات، وكذلك الحال في سدوده الرئيسية المتمركزة في شمال وغرب البلاد. ويقر مدير سد دوكان، كوجر جمال، بالتراجع الكبير في الحزين المائي للسد، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كميات الخزن انخفضت إلى ربع الطاقة الاستيعابية للسد نتيجة قلة الإيرادات المائية الناجمة عن مشكلة الجفاف، حيث لم تشهد البلاد جفافاً مماثلاً منذ نحو 50 عاماً». وإلى جانب مشكلة الجفاف الرئيسية التي قللت من إيرادات المياه، والكلام لمدير السد، «تأتي مشكلة السدود الإيرانية على نهر الزاب الأسفل، وهي سدود خزنية صغيرة تكون أكثر فاعلية في سنوات الجفاف، أما في سنوات الوفرة فإنها لا تستوعب كميات المياه النازلة، وبالتالي فإن الجانب الإيراني لا يتمكن من الحيلولة دون وصولها إلى الأراضي والسدود العراقية، إنهم يعانون من مشكلة الجفاف أيضاً». وتحدث جمال عن أن «كمية المياه الحالية ستكفي لسد الحاجة إلى المياه حتى بداية فصل الخريف المقبل». وأشار إلى أن «مياه سد دوكان تنزل إلى محافظة كركوك وصولاً إلى نهر دجلة شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين». جنوباً، رسم «المدير التنفيذي لمنظمة طبيعة العراق»، جاسم الأسدي، صورة قاتمة جداً لحالة الجفاف في الأهوار الجنوبية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن « مناسيب نهر الفرات في جنوب العراق بدأت بالانخفاض في المناطق المغذية للأهوار، وخاصة هور الحّمار الغربي والأهوار الوسطى ابتداءً من أبريل (نيسان) الماضي، بعد أن وصل في مارس (آذار) منسوب الفرات تقريباً إلى متر و6 سم عن مستوى سطح البحر». ويضيف أن «منسوب الفرات انخفض إلى حدود سنتيمتر عن مستوى سطح البحر، وهو بانخفاض مستمر بحدود النص سنتيمتر يومياً تقريباً، يبدو أن هذا الانخفاض قد أثر بشكل كبير على مستويات الأغمار في الأهوار الوسطى وهور الحمار الغربي، كذلك الحال بالنسبة لهور الحويزة». يؤكد الأسدي أن هور «الحويزة يشكو اليوم من الجفاف بشكل كبير، وأصبحت مناطق كبيرة فيه عبارة عن صحراء قاحلة ومناطق لإنبات الأثل (أشجار الطرفة البرية)، وحتى إن بحيرة مثل (أم النعاج) في هور الحويزة لم يعد فيها من المياه ما هو مهم للتنوع الأحيائي ولصيد الأسماك ولتربية الجاموس». وكذلك الحال بالنسبة لهور الحمار الغربي في محافظة ذي قار، والكلام للأسدي، حيث يعتمد الهور على المصب العام من جهة وعلى الفرات من جهة أخرى. وتابع الأسدي: «هنالك كميات من المياه المالحة من المصب العام لملوح حتى تفوق 15 ألف في المائة من المليون في هذا الهور، وهناك قلة من الإطلاقات من الفرات باتجاه الهور، حيث إن المنافذ الذيلية في كرمة بني سعيد والتي تغذي الأهوار الوسطى وهور الحمار الغربي لا يزيد إطلاقها اليوم على 16 متراً مكعباً بالثانية، علماً بأننا نخسر في التبخر أكثر من هذه الكمية، حيث إن خسارة الأهوار في التبخر السنوي نحو 2.8 متر سنوياً». وذات الأمر ينطبق على الأهوار الوسطى؛ حيث أشار الأسدي إلى أن هناك انحساراً كبيراً بالمياه، وخاصة في أعماقها، ونستطيع القول إن «هناك تغييراً لأماكن مرّبي الجاموس داخل الهور نفسه، بنوع من الهجرة الداخلية، حيث ينتقل المربون من منطقة الحمارة باتجاه المنطقة العميقة في نهر أبو صوبال داخل الأهوار الوسطى نفسها». صورة من الأعلى لمرور نهر الفرات في مدينة النجف جنوب العراق (رويترز) يؤكد الأسدي تراجع المخزون السمكي بشكل كبير في مناطق الأهوار الوسطى، وذكر أن «هذا التراجع تسبب بعدم وجود الأسماك المهمة، بل يوجد في الغالب أسماك غريبة عن البيئة، مثل أسماك الشانك وغيرها، كما أننا نجد نبات الطرفة الصحراوي نجدها أينما نولّي وجوهنا في الأهوار». ويعتقد الأسدي أن «هذا الصيف سيكون ثقيلاً على الأهوار العراقية؛ لأن كميات المياه الواصلة إلى سد الموصل في انخفاض مستمر وصلت إلى غاية 130 متراً مكعباً على الثانية فقط، كما أن نهر الزاب الذي يغذي بحيرة دوكان وسدها قد انخفض كثيراً». ويخلص الأسدي إلى أن «الخزين المائي في السدود الرئيسية الثلاثة (دوكان والموصل وحديثه وكذلك بحيرة الثرثار) قد لا يتجاوز العشرة مليارات متر مكعب في هذا العام، ما أدى في النتيجة إلى تقليص الخطة الزراعية بشكل كبير لعدم وجود المياه، وبكل الأحوال وضع جفاف هذا العام لا يبشر بخير وأعتقد أن القادم أخطر».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store