logo
#

أحدث الأخبار مع #سعيدذيابسليم

في زمن الذكاءِ الاصطناعيِّ والجندرِ الحُرِّ: لماذا يعودُ العشقُ الإلهيُّ إلى الواجهة؟
في زمن الذكاءِ الاصطناعيِّ والجندرِ الحُرِّ: لماذا يعودُ العشقُ الإلهيُّ إلى الواجهة؟

سواليف احمد الزعبي

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • سواليف احمد الزعبي

في زمن الذكاءِ الاصطناعيِّ والجندرِ الحُرِّ: لماذا يعودُ العشقُ الإلهيُّ إلى الواجهة؟

سعيد ذياب سليم مقدِّمة: يَشهدُ العصرُ الحديثُ مظاهرَ جديدةً: صراعاتٌ عسكريَّةٌ خرجتْ عن ميادينِها المعتادةِ — إفريقيا، والشرقُ الأوسطُ، وأمريكا اللاتينيَّةُ — لتُصيبَ قلبَ أوروبا بالاضطرابِ، وتلسَعَ النارُ أصابعَها الممشوقةَ. وانتشرتِ الثقافةُ والحريَّةُ الجندريَّةُ، التي تَضمنُ للأفرادِ الحقَّ في التعبيرِ عن هويَّتِهم الجندريَّةِ والجنسانيةِ كما يشعرونَ بها، بعيدًا عن المعاييرِ الاجتماعيَّةِ التقليديَّةِ. كما يشهدُ تسارعًا تكنولوجيًّا في مجالاتِ الاتصالِ والإنترنتِ والذكاءِ الاصطناعيِّ، ساهمَ في انتشارِ الثقافةِ الجنسيَّةِ، والوصولِ السهلِ إلى المواقعِ الإباحيَّةِ، والتعرُّفِ على الممارساتِ الجنسيَّةِ الشاذَّةِ، ممَّا أعادَ تشكيلَ تصوُّرِ الأفرادِ للعلاقاتِ والحميميَّةِ. أضِفْ إلى ذلك الضغوطَ الحياتيَّةَ وسرعةَ الإيقاعِ، التي دفعتْ الكثيرينَ إلى البحثِ عن معنىً أعمقَ يتجاوزُ المادِّيَّاتِ. في هذا السياقِ، يَبرزُ التَّصوُّفُ، بتركيزِه على البُعدِ الرُّوحيِّ والفناءِ في المحبَّةِ الإلهيَّةِ، كملاذٍ ممكنٍ، وكإجابةٍ لأزمةِ المعنى في العصرِ الحديثِ. فهل يُعَدُّ هذا التوجُّهُ نحوَ التَّصوُّفِ والعشقِ الإلهيِّ هروبًا من عالمٍ موحشٍ؟ أمْ شكلًا من أشكالِ المقاومةِ الناعمةِ؟ أمْ بحثًا صادقًا عن المعنى في زمنٍ يَتسارعُ نحوَ الفراغِ؟ ١. الإنسانُ في زمنِ ما بعدَ الحداثةِ: في زمنِ ما بعدَ الحداثةِ postmodernism يترافقُ تراجُعُ الأديانِ المؤسَّسيَّةِ وضعفُ الروابطِ الأسريَّةِ مع أزمةِ هويَّةٍ عميقةٍ يعيشُها الأفرادُ؛ أزمةٌ تتجلَّى في شعورٍ متكرِّرٍ بالتيه، وغيابِ المعاييرِ المشتركةِ. في ظلِّ هيمنةِ التكنولوجيا والتسطيحِ الرقميِّ، أصبحتِ التجاربُ الإنسانيَّةُ تُختزلُ في نقراتٍ سريعةٍ، كما في تصفُّحِ المقاطعِ القصيرةِ على 'تيك توك' أو 'ريلز'، حيث تُستهلكُ الصورُ والأفكارُ دونَ تأمُّلٍ أو عمقٍ. ومع حرِّيَّةٍ فرديَّةٍ تفتقرُ إلى مرجعيَّةٍ روحيَّةٍ أو أخلاقيَّةٍ، يجدُ الإنسانُ نفسَه في مواجهةِ قلقٍ وجوديٍّ، وعزلةٍ داخليَّةٍ، وشعورٍ مُتنامٍ بفقدانِ المعنى — كما يتجلَّى في عباراتٍ متكرِّرةٍ مثل: 'أنا لا أعرفُ مَن أكون'، أو 'كلٌّ يصنعُ حقيقتَه الخاصَّةَ'. بل لعلَّ كلماتِ الشاعرِ إيليا أبو ماضي، التي غنَّاها عبدُ الحليمِ حافظ، تُعبِّرُ عن هذه الحيرةِ أصدقَ تعبيرٍ: جئتُ لا أعلمُ مِن أينَ ولكنِّي أتيتُ ولقد أبصرتُ قدّامي طريقًا فمَشيتُ وسأبقى ماشيًا إنْ شئتُ هذا أمْ أبيتُ كيفَ جئتُ؟ كيف أبصرتُ طريقي؟ لستُ أدري! تَعكسُ هذه الديناميكيَّاتُ تحوُّلًا جذريًّا في فَهمِ الذاتِ والعالَمِ، حيث يعيشُ الإنسانُ اليومَ توتُّرًا دائمًا بينَ رغبتِه في التحرُّرِ، وحاجتِه إلى المعنى. ويبدو أنَّ هذا التيهَ ليسَ حكرًا على الثقافةِ العربيَّةِ، بل نجدهُ حاضرًا أيضًا في الأغنيةِ الشهيرةِ Dust in the Wind لفرقة Kansas، حيث تتكرَّرُ العبارةُ: 'All we are is dust in the wind' 'لسنا سوى غبارٍ في مهبِّ الريحِ' في تعبيرٍ شاعريٍّ عن هشاشةِ الوجودِ وفناءِ الإنسانِ، في موازاةِ الوعي العميقِ بأنَّنا لا نَملكُ سوى لحظاتٍ عابرةٍ. ٢. التَّصوُّفُ والعشقُ الإلهيُّ: لغةٌ قديمةٌ لاحتياجاتٍ جديدةٍ ظلَّ التَّصوُّفُ موضعَ جدلٍ بين مَن يراه ظاهرةً إسلاميَّةً أصيلةً، متجذِّرةً في الكتابِ والسُّنَّةِ ومسلكِ الزُّهدِ، وبين مَن يَعتبرُه لغةً روحيَّةً عابرةً للأديانِ، عرفَها العالَمُ في المسيحيَّةِ والهندوسيَّةِ والزرادشتيَّةِ والفلسفةِ اليونانيَّةِ. ويرى بعضُهم أنَّه انقلابٌ على المفاهيمِ الإسلاميَّةِ كما حدَّدَها الفقهاءُ والمتكلِّمونَ، بينما يراهُ آخرونَ نقطةَ التقاءٍ بينَ الدِّياناتِ الكبرى، حينَ يعلو صوتُ القلبِ على صوتِ العقيدةِ. وسطَ هذا الجدلِ، يَبرزُ صوتُ النبوَّةِ حاسمًا في ضبطِ العملِ الدينيِّ بميزانِ الوحيِ، كما في قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَن عملَ عملًا ليسَ عليه أمرُنا فهو ردٌّ»، أيْ أنَّ ما لا أصلَ له في الشَّرعِ مردودٌ، مهما حسُنَ القصدُ. ولم يكنِ التَّصوُّفُ بمنأى عن هذا الانضباطِ، بل عبَّرَ كبارُ رموزِه عن ضرورةِ التقيُّدِ بالكتابِ والسُّنَّةِ؛ فقالَ الإمامُ الجُنيدُ، أحدُ أعلامِ التَّصوُّفِ الأوائلِ: «كلُّ طريقٍ لا يشهدُ له الكتابُ والسُّنَّةُ فهو باطلٌ»، ووافقَه حجَّةُ الإسلامِ الغزاليُّ، الذي مزجَ بين التَّصوُّفِ والفِقهِ، بقولِه: «مَن لم يكنْ له في الظاهرِ شريعةٌ، لم يكنْ له في الباطنِ حقيقةٌ.» وهي أقوالٌ ترسمُ حدودًا واضحةً للتجربةِ الصُّوفيَّةِ، وتمنعُ انفلاتَها منَ النصِّ. وعلى الجانبِ الآخرِ، يُصوِّرُ شمسُ التَّبريزيُّ التَّصوُّفَ بوصفٍ وجوديٍّ عميقٍ، لا يَقِفُ عند الظاهرِ والطُّقوسِ، بل يَراهُ رحلةً داخليَّةً نحوَ الحبِّ الإلهيِّ والفناءِ في الله. ومن أشهرِ أقوالِه: «ليسَ التَّصوُّفُ أنْ تلبسَ خرقًا، بل أنْ تحترقَ.» وفي السياقِ المعاصرِ، لا تأتي العودةُ إلى التَّصوُّفِ من حنينٍ إلى الماضي فحسب، بل من رغبةٍ في استعادةِ وجهٍ روحيٍّ للإسلامِ، يُواجهُ صُوَرَ التطرُّفِ والانغلاقِ بصورةٍ تنبضُ بالمحبَّةِ والاتِّساعِ، وتدعو إلى رحمةٍ شاملةٍ. وقد ظهرتْ هذه الرغبةُ في حلقاتِ الذِّكرِ، ورقصاتِ الدَّراويشِ، وفي لغةٍ تُعلي قيمةَ الذَّوقِ والاختبارِ فوقَ الجدلِ العقائديِّ. التَّصوُّفُ اليومَ لا يقولُ لك: 'آمنْ فقطْ'، بل يهمِسُ: 'ذُقْ، وجرِّبْ، وأحِبَّ، وتحوَّلْ.' إنَّهُ مسارٌ يسلكُه القلبُ قبلَ العقلِ، حيث يُصبحُ الإيمانُ تجربةً وجدانيَّةً، لا مجرَّدَ التزامٍ ظاهريٍّ. وفي هذا السياقِ، يَفتحُ التَّصوُّفُ بابَ التأويلِ الباطنيِّ، كما في روايةِ قواعد العشق الأربعون لأليف شافاق، التي قدَّمتِ التَّصوُّفَ بوصفِه دعوةً إلى المحبَّةِ تتجاوزُ العُرفَ أحيانًا، وتُعلي من شأنِ التجربةِ الفرديَّةِ كمصدرٍ للمعرفةِ. لكن من المهمِّ التنبيهُ إلى أنَّ الأقوالَ المنسوبةَ إلى شمسِ التبريزيِّ في الروايةِ تعبِّرُ عن رؤيةِ الكاتبةِ الأدبيَّةِ، لا عن مصادرَ تاريخيَّةٍ موثَّقةٍ، رغم أنَّها تستبطنُ جوهرًا صوفيًّا ألهمَ كثيرين. ومن أقوالِه في الروايةِ: 'إنَّ الدِّينَ لا يتعلَّقُ بالذَّهابِ إلى المسجدِ أو الكنيسةِ أو الكنيسِ، بل بأنْ تكونَ إنسانًا بكلِّ ما تحملهُ الكلمةُ من معنى.' هذا الطَّرحُ يمنحُ التَّصوُّفَ أفقًا رحبًا، لكنَّه يُثيرُ في المقابلِ تساؤلاتٍ مشروعةً حولَ حدودِ الانضباطِ الشَّرعيِّ ومدى توافقِه مع أصولِ الدِّينِ كما فهِمَها جمهورُ العلماءِ. وتُجسِّدُ علاقةُ شمسِ التَّبريزيِّ بجلالِ الدينِ الرُّوميِّ — كما صوَّرتْها الأدبيَّاتُ — حالةً منَ التَّلاقي الرُّوحيِّ العابِرِ للجندرِ والحدودِ، تنصهرُ فيه الأشكالُ في نورِ العشقِ الإلهيِّ، حيث تُغلقُ العيونُ وتبدأُ الرؤيةُ القلبيَّةُ. وهكذا يبدو التَّصوُّفُ كأنشودةٍ قديمةٍ تُعادُ بلحنٍ جديدٍ، تهمسُ في أذنِ الإنسانِ المعاصرِ: 'دَعْ قلبكَ يقودْكَ… فاللهُ لا يُرى إلَّا بعينٍ تُحبُّ.' ٣. التَّصوُّفُ كحَرَكَةٍ مُقَاوَمَةٍ نَاعِمَةٍ: كانَ إذا مَسَّهُ الطَّرَبُ و'اصْطَهَجَ'، رَفَعَ يَدَيْهِ وَدَارَ نَشْوَانًا عَلَى المَسْرَحِ فِي رَقْصَةِ السُّنْبُلَةِ. يَقِفُ صَبَاحُ فَخْرِي قَلِيلًا، يُرَدِّدُ مَقْطَعًا مِنَ الإِنْشَادِ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى الدَّوَرَانِ، كَمَا يَرْقُصُ الدَّرَاوِيشُ، مُتَأَثِّرًا بِرَقَصَاتِ السَّمَاحِ الَّتِي اشْتُهِرَتْ فِي مَنْبِجَ وَقُرَى حَلَبَ. وَفِي التُّرَاثِ التُّرْكِيِّ، تُعْرَفُ هذِهِ الرَّقْصَةُ بِاسْمِ 'السَّمَا' أَوِ 'المَوْلَوِيَّةِ'، وَتُسْتَمَدُّ صُورَتُهَا الرَّمْزِيَّةُ مِنْ جَلَالِ الدِّينِ الرُّومِيِّ، الَّذِي جَعَلَ مِنَ الدَّوَرَانِ وَسِيلَةً لِلاتِّصَالِ الرُّوحِيِّ وَالذَّوَبَانِ فِي الحَضْرَةِ الإِلٰهِيَّةِ. عِنْدَمَا تَرَى الدَّرَاوِيشَ يَدُورُونَ، قَدْ تَبْدُو لَكَ رَقْصَةً فُلْكْلُورِيَّةً هَادِئَةً، لَكِنْ خَلْفَ هذَا الدَّوَرَانِ يَكْمُنُ طَقْسٌ مُهَابٌ، تَتَجَاوَبُ فِيهِ الأَجْسَادُ مَعَ الذِّكْرِ وَالمُوسِيقَى، فَتَدُورُ بِعَكْسِ عَقَارِبِ السَّاعَةِ كَمَا الأَجْرَامُ فِي السَّمَاءِ. تَرْتَفِعُ الذِّرَاعُ اليُمْنَى نَحْوَ السَّمَاءِ، بَيْنَمَا تُشِيرُ اليُسْرَى إِلَى الأَرْضِ، فِي رَمْزٍ لِلاتِّصَالِ بَيْنَ العَالَمَيْنِ. وَيَغْدُو النَّايُ نَفْخَةَ رُوحٍ، وَالطَّبْلُ خَفْقَةَ قَلْبٍ، وَالثَّوْبُ الأَبْيَضُ كَفَنًا لِلْجَسَدِ الفَانِي. يَدُورُ الدَّرْوِيشُ حَتَّى يَبْلُغَ الوَجْدَ، فَيَفْنَى عَنْ ذَاتِهِ، وَيَسْتَسْلِمَ لِلْفَنَاءِ فِي اللهِ، ثُمَّ يَؤُوبُ إِلَى خَلْوَتِهِ لِلتَّأَمُّلِ. تُشْبِهُ الرَّقْصَةُ المَوْلَوِيَّةُ فَنًّا تَأَمُّلِيًّا مُنْضَبِطًا، بَيْنَمَا تَخْتَلِفُ الرَّقَصَاتُ الصُّوفِيَّةُ فِي بِلَادٍ مِثْلَ مِصْرَ وَالمَغْرِبِ وَشِمَالِ أَفْرِيقْيَا، إِذْ تَمِيلُ إِلَى التَّلْقَائِيَّةِ الجَمَاعِيَّةِ وَالتَّعْبِيرِ الجَسَدِيِّ الشَّعْبِيِّ، كَالتَّمَايُلِ وَالطَّوَافِ وَالقَفْزِ. وَقَدْ تَمْتَزِجُ أَحْيَانًا بِالفُلْكْلُورِ أَوِ الطُّقُوسِ العِلَاجِيَّةِ، لَكِنَّهَا تَظَلُّ تَحْمِلُ فِي جَوْهَرِهَا حَنِينًا إِلَى مَا هُوَ أَعْمَقُ مِنَ الجَسَدِ، وَرَغْبَةً فِي لَمْسَةٍ رُوحِيَّةٍ تَشْفِي وَتُطَهِّرُ. أَمَّا فِي العِرَاقِ، فَتَتَجَلَّى الرَّقْصَةُ الصُّوفِيَّةُ بِطَابِعٍ خَاصٍّ، حَيْثُ تَتَدَاخَلُ الحَرَكَةُ الإِيقَاعِيَّةُ مَعَ تِلَاوَةِ الأَذْكَارِ وَالمَدَائِحِ النَّبَوِيَّةِ، وَيَغْدُو التَّمَايُلُ الجَمَاعِيُّ بَطِيئًا وَمُمْتَدًّا، كَأَنَّمَا يُسْتَدْرَجُ الجَسَدُ نَحْوَ حَالَةِ وَجْدٍ صَامِتٍ، يُشَارِكُ فِيهَا الإِيقَاعُ مَعَ النَّفَسِ، وَالسَّكِينَةُ مَعَ النَّشْوَةِ، فَتَتَشَكَّلَ رَقْصَةٌ شَفِيفَةٌ، أَقْرَبُ إِلَى المُنَاجَاةِ مِنْهَا إِلَى الاسْتِعْرَاضِ. وَهَكَذَا يَبْدُو التَّصَوُّفُ كَحَرَكَةِ مُقَاوَمَةٍ نَاعِمَةٍ فِي وَجْهِ عَالَمٍ يَغْلِبُ عَلَيْهِ الجَفَافُ المَادِّيُّ؛ فَفِي زَمَنٍ تَتَعَدَّدُ فِيهِ تَصَوُّرَاتُ الهُوِيَّةِ وَتَتَغَيَّرُ مَعَايِيرُ التَّعَاطِي مَعَ الجَسَدِ، يُقَدِّمُ العِشْقُ الصُّوفِيُّ بَدِيلًا يُسَامِي الجَسَدَ وَلَا يُهِينُهُ، وَيَحْتَفِي بِالرُّوحِ دُونَ أَنْ يُخْتَزَلَ الإِنْسَانُ فِي مَعَادَلَاتٍ بَيُولُوجِيَّةٍ أَوْ رَقْمِيَّةٍ. إِنَّهُ بَحْثٌ دَائِمٌ عَنِ المَعْنَى، عَنِ اللهِ فِي دَاخِلِ الإِنْسَانِ لَا فِي فَلَكٍ بَعِيدٍ، وَعَنْ تَجْرِبَةٍ تَتَجَاوَزُ الفِكْرَةَ، وَشَوْقٍ يَتَعَدَّى حُدُودَ العَقِيدَةِ. 'العَاشِقُ الحَقِيقِيُّ للهِ لَا يَرْضَى بَدِيلًا، لَا بِجَنَّةٍ وَلَا بِحُورٍ عِينٍ، هُوَ يُرِيدُ وَجْهَ الحَبِيبِ فَقَطْ.' — جَلَالُ الدِّينِ الرُّومِيُّ ٤. إساءةُ الفَهمِ المُعاصِرِ: 'الطريقُ إلى الحقيقةِ هو طريقُ القلبِ لا طريقُ العقلِ' — هكذا تقولُ إحدى قواعدِ العشقِ الأربعين المنسوبةِ إلى شمسِ التبريزي في روايةِ إليف شافاق. وهي مقولةٌ تُذكِّرُنا بما قاله الحلاجُ قديمًا: 'عجبتُ من قلبٍ يُدركُ الحقيقةَ دونَ عقلٍ.' وربما يبكي أرسطو وأفلاطون الآن، وقد رأيا جُهدَهما العقليَّ الطويلَ يتلاشى أمامَ دمعةٍ صوفيةٍ، تُدرِكُ بالمحبّةِ ما عجزَ عنهُ المنطقُ. فالعشقُ الصوفيُّ لا يعترفُ بالبرهانِ، ولا يحتاجُ إلى مقدّماتٍ، بل يُومِضُ في القلبِ، ويكشفُ الحقيقةَ كذَوقٍ لا كتعريفٍ. حتى علماءُ الكلامِ، الذين اجتهدوا في التوفيقِ بين النصِّ والعقلِ، لم يَبلغوا مقامَ العارفين، أولئك الذين سلكوا طريقَ الحبِّ، فاكتشفوا بنورِ القلبِ ما لم يبلغهُ العقلُ المُجتهِدُ. روايةُ قواعد العشق الأربعون تروي قصّتَين متوازيتَين، تُوظّف فيهما إليف شافاق التصوّفَ كأداةٍ لتحريرِ الفردِ من القيودِ الدينيةِ والاجتماعيةِ. شخصية 'إيلا' – التي يحملُ اسمُها صوتيًّا صدى 'إيل' (اسم الله في العبريةِ) – تُمثّل الإنسانَ الحديثَ في رحلتِه نحو 'معنى' خارجَ الأطرِ التقليديةِ، وتنتهي بالقطيعةِ مع حياتِها الزوجيةِ المستقرةِ. أمّا روايةُ 'الكفرِ الحُلوِ' التي تقرؤُها، فتُعيدُ تأويلَ مفاهيمَ مثل 'الكفرِ' و'العشقِ' لتُصبحَ رموزًا للتحرّرِ الداخليِّ، لا من الجهلِ، بل من الالتزامِ الدينيِّ ذاته. وتُقدَّمُ علاقةُ الرومي بشمسِ التبريزي كنموذجٍ للتجاوزِ: تجاوزِ الأسرةِ، والدينِ، وحتى مؤسسةِ الزواجِ. فالروميُّ يَهجرُ أسرتهُ وينخرطُ في علاقةٍ روحيةٍ مزدوجةِ الأبعادِ مع شمسٍ، الذي لا يتورّعُ عن شربِ الخمرِ ومصاحبةِ البغايا، في سرديّةٍ تُعيدُ تعريفَ القداسةِ خارجَ الدينِ، وتحوّلُ إمامَ المسجدِ إلى صورةٍ باهتةٍ لا روحَ فيها. بهذا، لا تكتفي الروايةُ بإعادةِ تقديمِ التصوّفِ، بل تُعيدُ تأطيرَه كخطابٍ حداثيٍّ يُناهضُ الدينَ من داخلِه، في ما يُعرَفُ بـ'العلمانيةِ الروحيةِ'. ويَتجلّى هذا الاتجاهُ أيضًا في الثقافةِ الغربيةِ المعاصرةِ، حيث تُترجمُ نصوصُ الرومي وتُجتزأُ من سياقِها الإسلاميِّ، ويُقدَّم كشاعرِ حُبٍّ كونيٍّ لا كمتصوّفٍ مسلمٍ، فتُمحى البنيةُ العقديّةُ التي وُلد فيها النصُّ، ويُعاد تشكيلُه بمنطقٍ فرديٍّ حداثيٍّ. لذا، يُصبحُ من المُهمِّ التمييزُ بين التجربةِ الصوفيةِ كمَسارٍ إيمانيٍّ داخليٍّ، وبين إعادةِ توظيفِها كأداةٍ للخلاصِ من الدينِ نفسِه، لا كتجديدٍ روحيٍّ داخلَ حدودِه. خاتمة: بين العشقِ والفراغِ في عالمٍ تتسارعُ فيه التقنيةُ وتُعادُ فيه صياغةُ الهوياتِ، يعودُ التصوّفُ لا كحنينٍ إلى الماضي، بل كحاجةٍ روحيةٍ معاصرةٍ. فالعشقُ الإلهيُّ ليس هروبًا من الواقعِ، بل مقاومةً ناعمةً لسطحيّتِه، وتذكيرًا بأنّ الإنسانَ ليس فقط ما يملكُ أو يفعلُ، بل ما يهفو إليه قلبُه. وفي زمنِ الذكاءِ الصناعيِّ، قد يكونُ العشقُ أعمقَ أشكالِ الذكاءِ. والتصوّفُ الحقيقيُّ، رغمَ تنوّعِ تفسيراتهِ، يظلُّ دعوةً للعودةِ إلى صفاءِ العقيدةِ وحُسنِ الخلقِ، ومُجاهدةِ النفسِ لاجتلاءِ القربِ من الله، بتوازنٍ يجمعُ بين الروحِ والجسدِ، والعبادةِ والمعنى.

سعيد ذياب سليم يكتب: الحساب الأمريكي
سعيد ذياب سليم يكتب: الحساب الأمريكي

سرايا الإخبارية

time٠٤-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • سرايا الإخبارية

سعيد ذياب سليم يكتب: الحساب الأمريكي

بقلم : سعيد ذياب سليم منذ أن وطأت أقدام المستعمرين الأوروبيين أراضي أمريكا في القرن السادس عشر، شهدت القارة عمليات اضطهاد ممنهجة بحق السكان الأصليين.: تعرضوا لمذابح وأعمال عنف قاسية، و"السود" تم استعبادهم وبيعهم في أسواق العبيد. اليوم، بينما ترفع أمريكا شعارات الحرية، و تُدين انتهاكات حقوق الإنسان عالميا. تعيد قصائد المهمشين – مثل 'الحساب الأمريكي' و'لتكن أمريكا أمريكا مرة أخرى' – فتح جراح الماضي، لتكشف أن النهضة الأمريكية ترافقت مع تهميش واضطهاد لفئات عديدة. ليست العنصرية حبيسة الداخل، بل تمتد إلى ازدواجية في السياسات الخارجية، حيث تقدم دعمًا سياسيًا وعسكريًا لإسرائيل، بينما تنتقد انتهاكات حقوق الإنسان في أماكن أخرى، هذه الازدواجية تُجسّدها قصيدة "لتكن أمريكا أمريكا مرة أخرى" لهيوز، التي تُذكّر بأن "الحلم الأمريكي" لم يتحقق للسود والفقراء. في هذا المقال، نقرأ أمريكا عبر قصائد المهمشين، ونربطها بسياساتٍ تُحوّل "أرض الأحرار" إلى ساحة للتمييز... فهل تُصلح أمريكا ماضيها، أم ستظل تُكرّس تاريخًا من الإقصاء؟ قصيدة الحساب الأمريكي (American Arithmetic) (2018) لناتالي دياز، تعكس تجربة الأمريكيين الأصليين بلغة شعرية تمتزج بالحساب والإحصاء، لتفضح مفارقات الهوية والتمييز، والعنف المؤسسي. الأفكار الرئيسية في القصيدة: 1. الإقصاء والتهميش o "يشكّل الأمريكيون الأصليون أقل من واحد بالمئة من سكان أمريكا. 0.8 بالمئة من 100 بالمئة." هذا المقطع يوضح كيف يشعر الأمريكيون الأصليون بأنهم أقلية شبه معدومة في وطنهم، حيث تحوّلوا إلى مجرد رقم صغير في الإحصائيات. 2. العنف المؤسسي والقتل على يد الشرطة o "تقتل الشرطة الأمريكيين الأصليين أكثر من أي عرقٍ آخر." هذه العبارات تؤكد أن العنف ضد الأمريكيين الأصليين يتجاوز حتى مجرد الإقصاء. 3. مفارقة الهوية والانتماء o "نحن أمريكيون، لكننا أقل من 1 بالمئة من الأمريكيين." تشير هذه الجملة إلى التناقض في كونهم أمريكيين وفقًا للجنسية، لكنهم في الواقع يُعاملون وكأنهم غرباء أو غير موجودين. 4. استخدام الرياضيات كأداة رمزية o "في الحساب، كما في أمريكا، للقسمة قواعد—قسمة بلا بقايا." تستخدم الشاعرة لغة الرياضيات كرمز لطريقة التعامل مع الأمريكيين الأصليين، حيث يتم 'تقسيمهم' وإقصاؤهم دون أن يُترك لهم أثر. 5. الخوف من التحول إلى مجرد أثر أو متحف o "في المتحف الوطني للأمريكيين الأصليين، 68 بالمئة من المقتنيات من الولايات المتحدة." o "أبذل جهدي كي لا أصبح متحفًا لنفسي." تعبر الشاعرة عن قلقها من أن يُنظر إليها وإلى شعبها على أنهم مجرد تراث من الماضي، بينما هم في الحقيقة أحياء. 6. الرغبة في الوجود والاعتراف o "أتوسل: دعوني أكون وحيدًا، لكن لا تجعلوني غير مرئي." يعكس هذا المقطع شعور الأمريكيين الأصليين بعدم الظهور في المشهد العام وكأنهم مجرد أشباح. تقدم القصيدة شهادة مؤثرة على واقع الأمريكيين الأصليين، حيث يمتزج العنف بالتهميش، ويتحول التاريخ إلى متحف، فيما لا يزال أصحاب الأرض الأصليون يكافحون لإثبات وجودهم في وطنهم. وتكشف عن التناقض العميق بين الهوية والانتماء في أمريكا الحديثة. لتكن أمريكا أمريكا مرة أخرى إذا كانت قصيدة دياز تسلط الضوء على معاناة الأمريكيين الأصليين من خلال لغة الحساب والإحصاء، فإن لانغستون هيوز في " Let America Be America Again (1935)" يتناول الظلم الاجتماعي والتمييز العنصري بنبرة احتجاجية تفضح التناقض بين الحلم الأمريكي وواقع الفئات المهمشة. ورغم اختلاف الزمن والخلفية التاريخية، إلا أن القصيدتين تلتقيان في نقدهما العميق لسياسات الإقصاء والتمييز. قصيدة 'لتكن أمريكا أمريكا مرة أخرى 'للشاعر لانغستون هيوز هي نقد للوضع السياسي والاجتماعي في أمريكا خلال فترة الكساد الكبير (1929-1939)، من القرن الماضي، وهي أفكار لا تزال ملموسة حتى اليوم. الأفكار الرئيسية في القصيدة: 1. الفقدان والحنين إلى الحلم الأمريكي o "لتكن أمريكا أمريكا مرة أخرى، لتكن الحلم الذي كانت عليه في الماضي." يعبر هيوز عن رغبة أمريكا في العودة إلى "أمريكا الحقيقية" كما تم تصورها في الحلم الأمريكي – أرض الحرية والمساواة والفرص، لكنه يسلط الضوء على أن هذا الحلم لم يتحقق للجميع. 2. التفاوت الاجتماعي والعنصري o "أنا الرجل الأبيض الفقير، المخدوع والمُهمّش، أنا الرجل الأسود، الذي يحمل ندوب العبودية." تُظهر القصيدة كيف تم تجاهل الوعود الأمريكية للمساواة والحرية، خاصة من خلال تجربة الأقليات مثل السود والفقراء. 3. انتقاد الواقع الأمريكي o "أمريكا لم تكن أمريكا بالنسبة لي أبدًا." يعبر هيوز عن إحباطه من الواقع الذي يعيشه الأمريكيون، وخاصة أولئك الذين تم تهميشهم. 4. دعوة للإصلاح والتحرر o "لتكن أمريكا الحلم الذي حلم به الحالمون، لتكن تلك الأرض القوية العظيمة المليئة بالحب." تطلب القصيدة من أمريكا أن تكون وفية لوعودها وأن تنقلب على النظام القائم لتصبح دولة تعكس القيم الحقيقية للحرية والمساواة. في النهاية: تسعى القصيدة إلى كشف التناقض بين المبادئ الأمريكية من جهة والواقع القاسي الذي يعيشه البعض من جهة أخرى، وتدعو إلى تغيير جذري لتحقيق العدالة والمساواة الحقيقية. لكن التحيز العنصري في أمريكا لا يقتصر على تاريخ اضطهاد السكان الأصليين فحسب، بل يمتد ليشمل جماعات أخرى، أبرزها الأمريكيون من أصول أفريقية، الذين لا يزالون يواجهون أنظمة تمييزية تضعهم في الهامش، حتى في الموت. يظهر هذا التحيز في كيفية تعامل الإعلام والسلطات مع قضايا العنف ضد النساء السوداوات، حيث يتم تجاهلهن أو إهمالهن إلى مجرد أرقام غير معروفة، وكأن حياتهن أقل قيمة من غيرهن. في هذا السياق، تأتي قصيدة 'Turning Up the Unidentified Black Female Corpses'(2019) ا (لعثور على جثث نساء سوداوات مجهولات الهوية) لتكشف عن فداحة هذا التجاهل المستمر، ولتطرح تساؤلًا جوهريًا: من يُحسب ومن يُنسى في أمريكا؟ في قصيدتها، تسلط الشاعرة توي ديريكوت الضوء على الإهمال والتهميش الذي تتعرض له السيدات السود في المجتمع الأمريكي، خاصةً فيما يتعلق بالعنف الموجه ضدهن والتجاهل الإعلامي والمؤسسي لقضاياهن. تستخدم ديريكوت في قصيدتها صورًا قوية ومؤثرة لتبرز هذه القضايا. الأفكار الرئيسية في القصيدة: 1. اكتشاف الجثث والتعامل اللاإنساني معها: o "أثناء جزه لمساحته الزراعية بثلاثة أفدنة باستخدام الجرار، لاحظ رجل شيئًا أمامه - دمية - ظنَّ أنها أُلقيت من سيارة. وعندما اقترب، اكتشف أنها جثة امرأة سوداء. وصل المسعفون واستخدموا شوكاً لقلب الجثة. كان نظرها يتجاوزه إلى العدم." تبدأ القصيدة بوصف هذا التصور الأولي والذي يعكس كيف يتم تقليل قيمة حياة النساء الأفرو-أمريكيات إلى مجرد أشياء مهملة. ويتعامل المسعفون بأدوات كالشوك يشير إلى انعدام الاحترام والإنسانية في التعامل مع ضحايا العنف منهن. 2. التكرار المأساوي للعنف ضد النساء ذوات البشرة السوداء: o "كم من النساء السوداوات تم العثور عليهن ليحدقن فينا ببرود، في الحقول الشوكية، على جوانب الطرق السريعة، مرميات في أكياس بلاستيكية، مصابات بالرصاص، أو الطعنات، عاريات جزئيًا، مغتصبات، وجروحهن مختومة بقشرة مسحوقية" هذا التساؤل يبرز النمط المتكرر والمأساوي للعنف ضد النساء ذات البشرة السمراء. 3. تجاهل الإعلام والمجتمع لقضاياهن: o "في الأسبوع الماضي على التلفزيون، ظهر وجه مشوه، عيون منتفخة مغلقة. لن يقول أحد: "يبدو أنها نائمة"، والندوب الزرقاء والسوداء على فمها. هل يعرف أحد هذه المرأة؟ هل سيظهر أحد؟" هذا يسلط الضوء على الصمت والتجاهل المجتمعي والإعلامي لقضايا العنف ضد النساء السود. 4. المقارنة بالاستجابة لحالات مشابهة تخص نساء بيض: o "هل أنا مخطئة في التفكير أنه لو كانت خمس نساء بيض قد تم تجريدهن وتحطيمهن، لكانت صفارات الإنذار تعوي حتى يتم تحديد الجاني؟" هذا يبرز التفاوت في الاستجابة المجتمعية والإعلامية بين قضايا العنف ضد النساء البيض والنساء السوداوات. 5. الصراع الداخلي والشعور بالتهديد المستمر: o "كيف يمكنني حماية نفسي؟ حتى لو أقفلت أبوابي، وسرت فقط في الضوء، هناك من يريد قتلي." تعبر الشاعرة عن خوفها وقلقها من كونها امرأة سوداء في مجتمع لا يوفر لها الحماية الكافية، مشيرة إلى الشعور المستمر بالتهديد. 6. الرغبة في الاختفاء مقابل الحاجة إلى التعبير: o "جزء مني يريد أن يختفي، أن أسحب الأرض فوقي. لكن هناك هذا الجزء الذي يخرجني بهذا القلم ويعرض وجهي الأسود الحزين على الضوء." تختتم القصيدة بتعبير الشاعرة عن رغبتها في الاختفاء ، لكنها تدرك في الوقت نفسه أهمية استخدام قلمها لكشف الحقيقة وتوجيه الانتباه إلى معاناة النساء السوداوات. تقدم قصيدة ديريكوت شهادة مؤلمة على الواقع القاسي الذي تواجهه النساء السوداوات في أمريكا، حيث يتقاطع العنف مع التجاهل والتهميش من خلال استخدام صور حية ولغة مباشرة، تدعو القصيدة إلى الاعتراف بمعاناة هؤلاء النساء وتسليط الضوء على الظلم المستمر الذي يتعرضن له. لا تقف القصائد عند كشف التناقضات، بل تربطها بسياسات عنصرية مُعاصرة: - دعم إسرائيل::تمويل أمريكا للاحتلال (3.8 مليار دولار سنويًّا) بينما تُدين فلسطينييها بـ"الإرهاب". -سياسات صارمة تجاه المهاجرين، شملت فصل الأطفال عن عائلاتهم لأسباب أمنية". (أكثر من 4,600 طفل سنة 2018 ) تحت ذرائع أمنية. في خضم الحديث عن التحيز العنصري في السياسات الأمريكية، تبرز تساؤلات حول الرموز والتصرفات التي قد تعكس مواقف المسؤولين الأمريكيين فمثلاً بعض المسؤولين الحكوميين المعروفين بآرائهم المحافظة يحملون وشومًا على أجسادهم، مثل صليب القدس وعبارة Deus Vult" (الله يريد ذلك)، مما أثار جدلاً حول دلالاتها التاريخية وربطها بالحروب الصليبية ، هل تحمل هذه الرموز دلالات تاريخية تتصل بالإرث الاستعماري؟. يُذكّر بحروب الاستيلاء على الأراضي التي شردت السكان الأصليين. ما هي الرسائل التي يريد المسؤولون الأمريكيون إيصالها للمواطنين والعالم، خاصة في ظل التحديات والتوترات الدولية الحالية. هل هي رسائل مطمئنة أم لإذكاء نار الاختلاف؟ أم اختلاق خرافة جديدة؟ سعيد ذياب سليم

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store