logo
#

أحدث الأخبار مع #سكسشن

"طالبو لجوء مجانين": ماذا حدث لنوارس العراق؟
"طالبو لجوء مجانين": ماذا حدث لنوارس العراق؟

المدن

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • المدن

"طالبو لجوء مجانين": ماذا حدث لنوارس العراق؟

على خلاف "في سن السابعة والعشرين نجا والدي من ديكتاتوريات عديدة متعطشة للدماء، أما أنا فقد أصبت بنوبة من الهلع أثناء مشاهدة الحلقة الأخيرة من مسلسل سكسشن"... الجملة الافتتاحية للنص الترويجي للعرض، كما ترسم مفارقة مضحكة بين الأهوال التي خاضها الجيل الأول من الناجين، وهشاشة الجيل الثاني المولود في الغرب، فإنه في الوقت ذاته يحيلنا إلى تلك الصلة الخفية بين الإثنين. يعاني ليث من اضطراب، لكنه لا يستطيع إخبار أحد بالسبب، لقد أمضى سنوات كاتماً السر، متقناً فن التمويه، لكن لم يعد من الممكن له تفادي مواجهه الأمر. قبل ثلاثين عاماً، هرب والدا ليث من العراق بشكل منفصل، وهو على قناعه بأن هذا هو السبب وراء الفوضى التي تضرب حياته. يحمل بطل المسرحية اسم ليث، أي اسم المؤلف، بما يوحي بأننا أمام عمل بيوغرافي، أو على الأقل، يعتمد بشكل فضفاض على تفاصيل شخصية وعائلية. تلك الصيغة الذاتية والحميمة المعتمدة على خليط من الذكريات والتواريخ الجماعية، تعدّ قالباً رائجاً لتمثيل تجربة الهجرة بين مكانين شديدي البُعد عن بعضهما البعض، وهما متعارضان في كثير من الأحيان. لا يكف ليث عن تذكيرنا طوال العرض بأن "بريطانيا احتلت العراق.. ليس هذه المرة، ولا المرة التي قبلها ولا المرة التي قبلها". عرض الممثل الواحد، الذي يقوم ببطولته الممثل العراقي البلجيكي تومي سمعان، يعتمد بشكل كبير على الكوميديا الإثنية، أي على السخرية من الذات، اعتماداً على التنميطات المتعلّقة بالعائلات العربية. الوالد حين تصيبه نوبة قلبية، وبعد الاتصال بخدمة الطوارئ يذهب إلى غرفته لتبديل ملابسه وارتداء بدلة كاملة مع ربطة عنق، وحين يصل طاقم الإسعاف يصافحهم واحداً واحداً ويقدّم نفسه بوصفه المريض، قبل أن يعرض عليهم مشروباً ليتناولوه. والأم تقوم بتصرفات غير مفهومة، يضبطها ليث مرات عديدة وهي تلقي رقائق البطاطس المقلية على طيور النورس. وأحياناً تصرح بأمور مفاجئة لكن مبتورة بشأن ماضيها. الأمر نفسه ينسحب على والده، الذي يعرف بالصدفة ومتأخراً جداً، أنه كان في طهران حين اندلعت الثورة الإيرانية. لكن تلك الكوميديا لا تقدم ضحكاً رخيصاً من فرط المبالغات النمطية، بل تقودنا إلى فهم هذا الاضطراب الذي، بأشكال ضمنية، يكون السبب وراء معاناة ليث من الوسواس القهري. لا يستغرق عرض "طالبو لجوء مجانين" في تفاصيل الحكايات الشخصية ولا التواريخ السياسية الأوسع التي تصنعها، بل يكتفي بالتلميح والإشارات غير المكتملة وزلات اللسان. وينصح الجمهور، إن أرادوا أن يعرفوا المزيد عن الحروب الغربية التي شنت على العراق، أن يبحثوا في غوغل. ليث نفسه لا يعرف الكثير عن هذا كله، فأسرته التي لم تزر العراق منذ ثلاثة عقود تتكتم على ماضيها. لكن تلك القصص غير المحكية تترك أثرها في جيل بعد آخر، وبأكثر الطرق إثارة للاضطراب. كما في تقاليد المسرح الكلاسيكي، هناك دائماً رحلة عودة. أخيراً ترجع الوالدة إلى العراق للمرة الأولى منذ مغادرته وتصطحب معها ليث الذي بدوره يزور البلاد للمرة الأولى. لا يضمن هذا الرجوع وعداً بالتعافي ولا مصالحة، لكنه على الأقل يفسر لنا أشياء صغيرة، مثل قصة الأم مع النوارس. تلك الأمور الخارجة عن المألوف تصبح مفهومة أخيراً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store