logo
#

أحدث الأخبار مع #سكوت_فيتزجيرالد

الخيول البرية العنيفة عدوها الخفاش
الخيول البرية العنيفة عدوها الخفاش

البيان

timeمنذ 2 أيام

  • منوعات
  • البيان

الخيول البرية العنيفة عدوها الخفاش

قد يشك المرء بأن ردود الفعل المبالغ فيها تجاه أمر صغير ضرره محدود قد تودي به إلى التهلكة، لكن الرجل المنغولي العجوز الذي خبر الحياة بعرضها وعمقها قال ما يؤكد صحة ذلك، كيف؟ سافرت إلى منغوليا في الثمانينيات؛ تلك الأرض (الحبيسة) المترامية، ذات المناخ المعتدل، أما أرضها فلا يطير عنها غرابها؛ لنضارة خضرتها. تحدّها من الجنوب والشرق والغرب الصين، ومن الشمال روسيا. أصدقائي الذين رافقتهم شغوفون كلهم بالصيد حد الإدمان. وأضافوا في منغوليا هواية جديدة إلى هواياتهم القديمة؛ ركوب الخيول البرية (الوحشيّة)، غير المروضة. ركوب الخيل، على متعتها، تعد مغامرة خطرة. أما كرم المنغوليين فلا يضاهى، حال وصول الضيوف تنحر لهم الخيول، ومن لحومها المختارة بعناية يُطبخ الطعام الشهي. المنغولي المسن سرد حكايته: للخيول البرية عدوان؛ الذئب والإنسان، فعندما تبصرهما تتوتر، وتتحفز للدفاع حد الهجوم للقتل، باستثناء الخيول المروضة منها، فهي أليفة، لكن هذه الخيول، القوية والعنيفة، يرهبها طائر صغير، هو الخفاش، يحط عليها ليتغذى من دمها، يمتص ما نسبته 10 %، لكن نسبة الـ90 % الأخرى هي ردود فعل الخيل المبالغ فيها؛ حيث تظل تركض في البراري هرباً من الخفاش إلى أن تتعب، ويغمى عليها، ويموت جلّها. عِبرَة المنغولي التي أرادها أن في الحياة شيئاً مشابهاً؛ فأنت قد لا يقتلك حادث بسيط ضرره محدود، بقدر ما تقتلك ردود فعلك المبالغ فيها تجاه ذاك الحادث. ثمة أمثلة مشابهة في الأدب تناولت الفكرة ذاتها؛ ردود أفعال تجاه أمور صغيرة أدت بأصحابها إلى نتائج مهلكة، كرواية «غاتسبي العظيم» لسكوت فيتزجيرالد. غاتسبي ابتنى لنفسه إمبراطورية باذخة في حياته طالت كل شيء، فقط لاستعادة حب السيدة «ديزي». أمر عاطفي بسيط. تصرفاته وردود فعله المبالغ بها، على تجاهلها ربما، أدت في النهاية إلى تدميره ومقتله. وهكذا عالجت رواية «جين أير» لـ«تشارلوت برونتي»، فردود فعل جين القوية ملأت حياتها بالصراعات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store