أحدث الأخبار مع #سلامةالغذاء


اليوم السابع
١٢-٠٧-٢٠٢٥
- علوم
- اليوم السابع
مستقبل الغذاء.. كيف يعيد الذكاء الاصطناعى تشكيل الإنتاج و الجودة والتغذية؟
قدم الدكتور خالد محمد عطية محمد، الباحث بقسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية بـ معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية ، رؤية متعمقة حول الدور التحولي للذكاء الاصطناعي (AI) في تكنولوجيا الأغذية. يوضح التقرير كيف أن الذكاء الاصطناعي، بتقنياته المتقدمة، لا يعزز الكفاءة والإنتاجية فحسب، بل يلعب دوراً محورياً في تحسين جودة وسلامة الغذاء وتقليل الهدر، وصولاً إلى تخصيص التغذية للمستهلكين. الذكاء الاصطناعي: تعريف ودور محوري في الإنتاجية يُعرف الدكتور خالد الذكاء الاصطناعي بأنه تقنية تحاكي القدرات البشرية في حل المشكلات، معتمداً على تحليل البيانات لتعزيز العمليات التجارية. ويشدد على ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة للإنسان لا بديلاً عنه. يساهم الذكاء الاصطناعي في زيادة الإنتاجية من خلال عدة جوانب رئيسية: إنجاز المهام بكفاءة: يعمل الذكاء الاصطناعي على أتمتة المهام المتكررة، مما يتيح للموارد البشرية التركيز على أدوار أكثر استراتيجية. تحسين تجربة العملاء: يقدم الذكاء الاصطناعي توصيات ذكية ويحسن التفاعل بناءً على تحليل دقيق للبيانات. تقليل الأخطاء: تساهم الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تقليل الأخطاء البشرية بشكل كبير، مما يعزز الدقة والفعالية. تعزيز عمليات الشركات: يوفر الذكاء الاصطناعي رؤى قيمة تدعم اتخاذ القرارات وتحسن من سلاسل العمليات. مرونة التكيف: يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على التعلم والتكيف السريع مع المتغيرات، مقدماً حلولاً ديناميكية لمختلف التحديات. تطورات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في صناعة الأغذية شهد قطاع الأغذية قفزات نوعية بفضل دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في مجالات حيوية: تسمح أنظمة الرؤية الحاسوبية بتقييم دقيق لخصائص المنتجات الغذائية، مثل الحجم والشكل واللون، وتحديد العيوب تلقائياً لضمان مطابقة المنتج للمواصفات. يحلل الذكاء الاصطناعي العوامل المؤثرة على صلاحية المنتج لتقديم توقعات دقيقة، مما يسهم في تقليل الهدر. بناءً على تفضيلات المستهلك وأنماط الشراء، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم اقتراحات منتجات مصممة خصيصاً. تلعب أجهزة الاستشعار المتقدمة والرؤية الحاسوبية دوراً حاسماً في اكتشاف الأجسام الغريبة والملوثات. يوفر الذكاء الاصطناعي تحليلاً سريعاً ودقيقاً للمكونات والخصائص الغذائية. يساعد الذكاء الاصطناعي في تحديد حالات الغش والتلاعب من خلال تحليل الأنماط المشبوهة. يساهم الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف الاستدامة عن طريق تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل الهدر. يمكن للشركات استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير منتجات تلبي الاحتياجات الغذائية والتفضيلات الفردية للمستهلكين. دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الغذاء وتقليل الهدر أكدت دراسة مصرية أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً محورياً في تحسين صناعة الأغذية، حيث يساهم في تقليل الفاقد عبر مراحل سلسلة التوريد المتنوعة. هذا يقلل من التأثيرات البيئية السلبية ويعزز الأمن الغذائي. مع توقعات بتضاعف عدد السكان بحلول عام 2050 وزيادة الحاجة إلى إنتاج الغذاء بنسبة 70%، يصبح دور الذكاء الاصطناعي حاسماً في مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالجوع والهدر. الذكاء الاصطناعي يعزز الجودة والسلامة في تكنولوجيا الغذاء تُمكن أنظمة الرؤية الحاسوبية من تحليل دقيق لخصائص الأغذية مثل الحجم، الشكل، اللون، والملمس، مما يتيح تحديد العيوب وفرز المنتجات تلقائياً، وبالتالي ضمان مطابقتها لمعايير الجودة وتقليل الفاقد. مثال عملي: في صناعة المخبوزات، تستطيع أنظمة الرؤية المدعومة بتقنيات التصوير الحراري أو تحليل الألوان مراقبة مستوى تحمير المخبوزات وتحديد القطع غير المطابقة للمواصفات. تلعب الرؤية الحاسوبية دوراً حيوياً في سلامة الأغذية، فباستخدام أجهزة الاستشعار المتقدمة مثل التصوير الطيفي أو الأشعة السينية، يمكن اكتشاف الأجسام الغريبة في المنتجات الغذائية من خلال تحليل الحجم، الشكل، الكثافة، أو مكونات المواد. تقنيات الذكاء الاصطناعي والمستشعرات البصرية في صناعة الأغذية تساعد تكنولوجيا الرؤية الحاسوبية في تحسين كفاءة عمليات التقشير بالبخار عن طريق تحليل البيانات وتقييم جودة المنتج النهائي باستخدام تقنيات تصوير متقدمة. كما يساهم الذكاء الاصطناعي والمستشعرات البصرية في تجفيف الأغذية بتقنية "التجفيف الذكي" الذي يراقب العملية باستمرار لتحسين الدقة والكفاءة. مراقبة النظافة في المصانع بالرؤية الحاسوبية يمكن استخدام الرؤية الحاسوبية للمراقبة المستمرة لعمليات تجهيز الأغذية، مما يضمن نظافة البيئة وتلبية المعايير الصحية. أنظمة الكاميرات المدمجة مع نماذج الرؤية الحاسوبية، مثل YOLO11، تدعم اكتشاف الأشياء وتحليل كل خطوة في عملية إعداد الطعام. الذكاء الاصطناعي في تصنيع الغذاء وإدارة الجودة يتيح الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي فرز الطعام بشكل أوتوماتيكي، مما يقلل الحاجة للعمالة اليدوية ويوفر التكاليف. تستخدم الآلات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ماسحات ضوئية وأشعة ليزر وروبوتات لتحليل وفرز الطعام. تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي شبكات عصبية اصطناعية لمراقبة شحنات الطعام، لضمان استيفائها لمعايير السلامة، مما يقلل من الهدر وتكاليف الشحن. يمكن للكاميرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مراقبة العمال وتنبيه المديرين في حال انتهاك القواعد، مما يسهم في تحديد مشكلات السلامة بسرعة. يساعد الذكاء الاصطناعي شركات الأغذية في تحديد مجموعات النكهات الشائعة وتطوير منتجات جديدة بسرعة وبتكلفة أقل. تستخدم أنظمة التنظيف الذاتي التحسين تقنيات متقدمة مثل التصوير الفلوري وأجهزة الاستشعار بالموجات فوق الصوتية لإزالة أصغر جزيئات الطعام والميكروبات، مع تقليل استهلاك الطاقة والمياه. يستخدم المزارعون الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار وأنظمة المراقبة المتقدمة لتتبع العوامل البيئية وتحسين عائدات المحاصيل. الذكاء الاصطناعي يعزز وضوح الملصقات الغذائية وتخصيص الحميات يستعد الذكاء الاصطناعي لمواجهة تحديات الملصقات الغذائية بتوفير تجارب أكثر سهولة وتخصيصاً. يمكنه تحليل كميات هائلة من البيانات لإنشاء ملصقات أوضح وأكثر سهولة تلبي الاحتياجات والتفضيلات الغذائية الفردية. إحصائيات واعدة: يتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي في الأغذية والمشروبات إلى 29.94 مليار دولار بحلول عام 2026. أظهرت استطلاعات المستهلكين أن أكثر من 60% منهم يطالبون بمعلومات أكثر تفصيلاً على ملصقات المنتجات الغذائية. تخصيص الحميات الغذائية: يبرز تطبيق "مقدار - Mekdar" كنموذج لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التغذية الشخصية. يقدم التطبيق حميات غذائية مخصصة بناءً على بيانات المستخدم، مع تحديثات مستمرة بناءً على استجابة الجسم. كما يوفر تقارير تحليلية للميزان، وتقديرات لكميات الطعام باستخدام الواقع المعزز (Augmented Reality)، وإمكانية البحث عن السعرات الحرارية، وتذكيرات شخصية. لقد أحدث الذكاء الاصطناعي بالفعل تحولاً كبيراً في صناعة الأغذية، ولا تزال آفاق تطوره تتسع لتشمل جوانب أكثر ابتكاراً في المستقبل.


الأنباء
٠٥-٠٦-٢٠٢٥
- أعمال
- الأنباء
الجلال لـ"الأنباء": المسالخ على أتم الاستعداد لاستقبال الأضاحي
خدمة ذبحها وفحصها تتم وفق أعلى معايير الجودة للتأكد من سلامتها حنان عبد المعبود أعلن نائب المدير العام لشؤون التفتيش والرقابة بالتكليف بالهيئة العامة للغذاء والتغذية د. سعود الجلال، عن استعداد المسالخ بالبلاد لموسم عيد الأضحى المبارك، مبيناً أن المسالخ على استعداد دائم لاستقبال الذبائح، والتأكد من تطبيقها لكافة الاشتراطات الصحية المطلوبة لسلامة المادة الغذائية، وتوفير العمالة الكافية والمرخصة لمزاولة المهنة. وقال د. الجلال في تصريح خاص ل"الأنباء": إن الكميات التي سيتم ذبحها قد تصل إلى أكثر من 30,000 وفق كميات الأضاحي المتاحة في السوق المحلي. لافتاً إلى أن ساعات العمل ستكون من أول يوم بعد صلاة العيد، وحتى الزوال، وتستمر إلى الثلاث أيام التالية من بعد الفجر وحتى المغرب. وأوضح أنه لا يوجد حجز للمواعيد وإنما يجب التوجه للمسلخ، وأن التقطيع للذبيحة يكون 6 قطع ومن ثم تسليمها للمضحين، ناصحاً باختيار الأضحية بعناية على أن تكون مطابقة للمواصفات الشرعية للأضحية. وأشار إلى أن خدمة الذبح وفحص الأضاحي تتم وفق أعلى معايير الجودة للتأكد من سلامتها، والعمالة الكافية والمختصة المرخصة لمزاولة مهنة الذبح والسلخ، وكذلك الكادر الفني للهيئة من أطباء ومفتشين لإتمام عملية الكشف والفحص على الذبائح وكذلك مرافق المسلخ التي تسهل عملية الانتظار للمضحين. وأفاد الجلال أن عملية الذبح عادة لا تتجاوز العشرة دقائق إذا كانت الأمور تسير بشكل سلس، مالم يحدث طارئ يعرقل تلك العملية، منوهاً أن جميع القصابين والجزارين والعمال مرخصين، وأن مستثمري المسالخ لهم الأفضلية بتوفير الخدمات وفق امكانياته بحيث ان الهيئة بالنهاية تقوم بفحص جميع تلك الأضاحي والتأكد من سلامتها. وحذر من المسالخ غير المرخصة والتي تنعدم فيها الاشتراطات الصحية شكلا ومضمونا وكذلك العمالة قد تفتقر من الناحية الفنية والشرعية سواء من تذكية أو من فحصها للحوم مما يعرض المستهلك للخطر.


جريدة المال
٢٦-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- جريدة المال
رئيس القابضة للصناعات الغذائية: نتعاون مع هيئة سلامة الغذاء لضبط الأسواق
أكد الدكتور علاء ناجي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية أن الشركة تلعب دورا أساسيا في ضبط السوق بالتعاون مع العارضين استعدادا لموسم عيد الأضحى المبارك. وقال ناجي، خلال المؤتمر الصحفي المنعقد الآن في العاصمة الإدارية الجديدة، إن أسعار بعض السلع تم خفضها من 135 جنيها إلى 110 جنيهات، في إطار سياسة تدخل الدولة لضبط الأسواق وتحقيق التوازن. وأضاف ناجي "نحن لاعب في السوق ونقيس السوق، ونقترب من موسم العيد ونلعب مع العارضين"، في إشارة إلى تدخلات الشركة لتحفيز المنافسة وخفض الأسعار. وفيما يخص ملف الدواجن البرازيلية، أكد ناجي أن هناك تنسيقاً كاملاً مع الهيئة القومية لسلامة الغذاء لضمان جودة المنتجات المطروحة، مشيراً إلى أن الشركة قامت بتعدد مصادر التوريد، مما ساعد في تحقيق استقرار بالأسواق. وأشار إلى أن الفترة ما بعد العيد ستشهد طرح أجزاء جديدة من الدواجن المجمدة للمرة الأولى، أبرزها "نصف فرخة" مجمدة، في خطوة تهدف لتوسيع الخيارات أمام المستهلك وتسهيل الشراء بحسب احتياجات الأسر.


سكاي نيوز عربية
١٩-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- سكاي نيوز عربية
هل يكون "اللحم الأميركي" سببا في انهيار المفاوضات مع أوروبا؟
ففي الوقت الذي يُبدي فيه الاتحاد الأوروبي مرونة غير مسبوقة لتجنّب مواجهة تجارية مؤلمة مع واشنطن من خلال القبول بخفض الرسوم الجمركية على السيارات الأميركية، وزيادة واردات الوقود وفول الصويا، وتعزيز المشتريات العسكرية، إلا أن المفاوضات تصطدم بملف قد يبدو بسيطاً في الظاهر، ولكنه في الحقيقة يثير خلافاً حاداً بين الجانبين، وهو ملف صادرات لحوم البقر والدجاج الأميركية. سبب رفض اللحوم والدجاج الأميركي يرفض الاتحاد الأوروبي بحزم فتح أبوابه أمام واردات لحوم البقر الأميركية ، إذ ينظر المسؤولون الأوروبيون بعين الريبة، إلى طريقة تربية المواشي في الولايات المتحدة، التي تعتمد على أنظمة تسمين صناعية باستخدام الهرمونات. وقد خلصت الهيئات الأوروبية المعنية بالسلامة الغذائية ، إلى أنه لا يمكن استبعاد وجود مخاطر صحية على البشر نتيجة استهلاك هذا النوع من اللحوم. وانطلاقاً من ذلك، تفرض التشريعات الأوروبية على المزارعين المحليين، الالتزام بتربية الماشية على العشب فقط، ما يضمن إنتاج لحوم طبيعية خالية من الهرمونات. ولا يقف الحذر الأوروبي عند حدود لحوم البقر ، بل يمتد ليشمل أيضاً الدجاج الأميركي ، الذي يُعالج عبر غسله بالأحماض، وهي تقنية تعتبرها السلطات الأوروبية مضرّة بصحة الإنسان وغير مقبولة بموجب معاييرها. وفي ظل هذا الخلاف، يؤكد الدبلوماسيون الأوروبيون تمسّكهم التام بمعايير الاتحاد الصارمة، ويعتبرونها غير قابلة للتفاوض أو التراجع، إذ قال أولوف جيل، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية ، في مؤتمر صحفي مؤخراً، إن معايير الاتحاد الأوروبي ، لا سيما تلك المتعلقة بالغذاء والصحة والسلامة، مُقدّسة مشيراً إلى أنها "خط أحمر" وليست جزءاً من المفاوضات، ولن تكون كذلك أبداً. واشنطن ترفض سردية أوروبا من جانبها، تُصر إدارة ترامب على تميّز اللحوم الأميركية، وتضغط في اتجاه توسيع صادراتها إلى السوق الأوروبية ، وفي مقابلة تلفزيونية أُجريت الشهر الماضي، قال وزير التجارة الأميركي ، هوارد لوتنيك، إن السلطات الأوروبية "تكره اللحوم الأميركية لأنها ببساطة ألذّ"، معتبراً أن موقف الاتحاد الأوروبي في هذا الملف ضعيف. وتنتقد واشنطن باستمرار معايير الصحة الأوروبية ، معتبرةً إياها انتقائية وتعتمد على "تفضيل شخصي" بدلاً من أن تستند إلى تقييم علمي محايد، حيث يؤكد باحثون أميركيون أن المخاطر الصحية الناجمة عن استخدام الهرمونات في تسمين الأبقار ضئيلة جداً. أما فيما يتعلق بملف الدجاج الأميركي ، فترى الولايات المتحدة أن اتهامات أوروبا بشأن غسل الدجاج الأميركي بالأحماض هي "صيحات قديمة ومضلِّلة"، إذ يُشدّد مسؤولو قطاع الزراعة الأميركي، على أن ما يُستخدم في عملية تنظيف الدواجن هو حمض شبيه بالخل يُساعد في القضاء على البكتيريا، وليس الكلور أو الأحماض الكيميائية القاسية. وفي هذا السياق، تقول ديانا بوراسا، عالمة الأحياء الدقيقة في جامعة أوبورن والمتخصصة في سلامة لحوم الدواجن، إن الدراسات العلمية والمراجعات الميكروبيولوجية، لم تُظهر أي آثار صحية ضارة نتيجة معالجة الدجاج في أميركا، مؤكدةً أن العملية فعّالة وآمنة للاستهلاك البشري. وبحسب تقرير أعدته "نيويورك تايمز" واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإنه بغض النظر عن مسألة جودة ونكهة اللحم الأميركي، فإن الإدارة الأميركية مُحقة في أمر واحد، وهو أن صُنّاع القرار الأوروبيين لا يرغبون بالسماح لدخول المزيد من شرائح اللحم الأميركية، ففي حين تميل أميركا إلى امتلاك شركات زراعية ضخمة، حافظ الأوروبيون على شبكة من الشركات الزراعية العائلية الصغيرة والمتوسطة الحجم. فالاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، يملك حوالي تسعة ملايين مزرعة، مقارنة بحوالي مليوني مزرعة في الولايات المتحدة. ويُخصّص الاتحاد جزءاً كبيراً من ميزانيته لدعم المزارعين من خلال الإعانات، كما يعمد إلى فرض تعريفات للحد من عمليات استيراد المنتجات الزراعية إلى أراضيه، حيث يبلغ متوسط تعريفات الاتحاد الأوروبي على المنتجات الزراعية حوالي 11 في المئة، وذلك بناءً على تقديرات منظمة التجارة العالمية. وترى أوروبا أن استخدام هذه الأساليب يُسهم في حماية المزارعين المحليين من الواردات الأرخص ثمناً، والتي قد تُهدّد مصدر رزقهم وتتسبب في فقدانهم لأعمالهم. ولا يزال من غير الواضح بعد مدى جدية واشنطن، أو إلى أي حدّ يمكن أن تمضي في ممارسة الضغط على أوروبا لفتح أسواقها أمام لحوم البقر والدجاج الأميركية. عقبة شديدة التعقيد ويقول أخصائي صناعة وتسويق المواد الغذائية وليد جبارة، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن ملف اللحوم الأميركية يمثل بالفعل عائقاً حقيقياً أمام إبرام اتفاق تجاري شامل بين الولايات المتحدة وأوروبا، والسبب في ذلك هو أن الاتحاد الأوروبي لا يتعامل مع هذه القضية باعتبارها اقتصادية فقط، بل بوصفها مسألة تتعلق بالصحة العامة والسيادة التنظيمية، فأوروبا ترى أن نظامها الغذائي يستند إلى مبدأ "الحيطة"، ولذلك فهي ترفض اللحوم المعالجة بهرمونات النمو أو المُطهّرة بالأحماض، في حين تعتبر واشنطن أن هذا الرفض غير علمي ويضر بمصالح مزارعيها الكبار، وهذا ما يجعل الملف عقبة حقيقية قد لا يمكن تجاوزها بسهولة. وشدد جبارة على أنه بالنسبة لأميركا فإن ما تفعلة أوروبا، هو جزء من خطاب أوسع هدفه التمييز ضد المنتجات الأميركية في السوق الأوروبية، ولهذا السبب فإن الملف يحمل أبعاداً رمزية أكبر من حجمه التجاري الحقيقي، وهذا ما يعقّد الوصول إلى تسوية، مشيراً إلى أن أي تسوية مستقبلية بشأن هذه الموضوع ستتطلب مرونة سياسية عالية، وطمأنة للرأي العام الأوروبي، بالإضافة إلى توافق علمي مشترك، وهو ما لم يتحقق حتى الآن وقد لا يتحقق أبداً، حيث أن حلّ هذا الموضوع سيكون شديد التعقيد، كونه يؤثر بشكل سلبي جداً على المزارعين الأوروبيين. 20 في المئة أرخص ويُوضح جبارة أن الزراعة في الولايات المتحدة تقودها شركات عملاقة تستفيد من وفورات في الحجم، وتقنيات الإنتاج المكثّف، ما يتيح لها خفض الكلفة وتحقيق كفاءة عالية، في المقابل يقوم النموذج الزراعي الأوروبي على نحو 9 ملايين مزرعة عائلية صغيرة، ما يرفع من كلفة الإنتاج ويُفرض أسعاراً أعلى، ومن هنا، فإن فتح السوق الأوروبية أمام لحوم أميركية أرخص ثمناً، سيشكّل ضغطاً تنافسياً كبيراً على المنتجين الأوروبيين. وبحسب جبارة، فإن التقديرات تُظهر أن اللحوم الأميركية قد تكون أرخص بنسبة تتراوح بين 15 و20 في المئة مقارنةً بنظيرتها الأوروبية، وهذا ما يُضعف القدرة التنافسية للمنتجين الأوروبيين داخل أسواقهم الوطنية، ويعرّضهم لخسائر كبيرة قد تصل إلى حدّ الخروج من السوق، وهذا الواقع يضع صُنّاع القرار في أوروبا أمام معادلة صعبة، خصوصاً في ظل ما قد يترتب عليه من غضب اجتماعي في المناطق الريفية، ومن هنا فإن أي تراجع في هذا القطاع ستكون له تداعيات أوسع من الجانب الاقتصادي، تمتد لتطال البيئة والنسيج الثقافي والاجتماعي الأوروبي. من جهته يقول المهندس الزراعي أحمد القاسم، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن التقارير العلمية بشأن المخاوف المرتبطة باللحوم المعالجة بالهرمونات، توصلت إلى نتائج متضاربة، فالوكالة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) تُشير إلى وجود شكوك بشأن سلامة بعض الهرمونات، بينما تُؤكد إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO) ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، أن مستويات الهرمونات المستخدمة في الولايات المتحدة لا تُشكّل خطراً عند الالتزام بالجرعات المسموح بها، أما بالنسبة لغسل الدجاج بالأحماض، فلا توجد أدلة دامغة على أن هذه الممارسة ضارة بصحة الإنسان، بل تُظهر مراجعات علمية أنها فعالة في تقليل البكتيريا، ولكن الاعتراض الأوروبي يتركّز على أن المعالجة الكيميائية قد تخفي سوء ممارسات النظافة خلال عملية الإنتاج. وبحسب القاسم فإن الاتحاد الأوروبي يتبنّى ما يُعرف بـ"مبدأ الحذر"، أي أنه لا يسمح باستخدام مادة أو طريقة، إلا إذا ثبت بشكل قاطع أنها آمنة على المدى الطويل، حتى في حال غياب أدلة قاطعة على الضرر، أما في الولايات المتحدة، فالمبدأ السائد هو "الترخيص المشروط"، حيث يُسمح بالاستخدام ما لم تثبت الأدلة أنه ضار، مشدداً على أن القلق الأوروبي من اللحوم الأميركية لا يتعلق فقط بالسلامة، بل أيضاً بالحفاظ على النموذج الزراعي الأوروبي نفسه، خصوصاً في فرنسا وألمانيا، التي تسعى لحماية ملايين المزارع الصغيرة من المنافسة الأميركية، التي يمكن أن تُغرق السوق بلحوم ذات كلفة أقل.