logo
#

أحدث الأخبار مع #سليمالخوري

يا رئيس البلدية
يا رئيس البلدية

الجمهورية

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • الجمهورية

يا رئيس البلدية

انطلقت الإنتخابات البلدية والإختيارية في مراحلها الثلاث بتعطُّشٍ محمومٍ إلى تداول السلطة بعد سنين من التمديد، وقد يكون التنافس على الزعامةِ أكثر ممّا هو على الإنماء. المهمّ، مَنْ سيكون الريّس، ومَنْ سيكون الديك الذي يتباهى على الآخرين، والديك صيّاحٌ حتى على المزابل. تنتصر الديوك، فتنطلق الزمامير صيّاحةً حتى الضجيج، وينطلق معها الرصاص فرحاً بانتصار سيّد العشيرة، وما همَّ أنْ يحزن الآخرون على ضحايا المبتهجين بالرصاص. كأنْ لا يكفي ما سقط من شهداء وضحايا نتيجة الحروب المتعاقبة على هذه الأرض، فضاقت فيها كثافة القبور مع كثافة النزوح. لا تزال لغة الرصاص هي الثقافة الرائجة عندنا، وفي العالم الذي تعَسْكرَ حولنا، فإذا الحركة اللبنانية تعاني من جَدلِّيةِ دمجها في ثقافة المحيط الصاخب بالتوتّر الأمني والمذهبي والمترنّح بين الديكتاتورية والنظام البوليسي. لم تدرك الحضارة والمدنية الحديثة أنّ رصاصتَين فقط أشعلتا الحرب العالمية الأولى، سنة 1914: رصاصتان أطلقهما شابٌ على وليّ عهد النمسا وزوجته فأرداهما قتيلَين... قتيلان فقط تسبّبا بقتل الملايين، ورصاصتان فقط غيَّرتا مسار التاريخ العالمي. ولا يزال الرصاص يتحكّم بمسار التاريخ العالمي في القرن الواحد والعشرين، ينطلق عشوائياً، منكَ إليهِ، ومنك إليكَ، وغالباً ما يكون منكَ إليك. في موازاة ثقافة الرصاص، لا تزال ثقافة الكيديّة والحزازات الشخصية بالغـةَ الأثر عندنا في شتّى المجالات السياسية والإنتخابية، نيابيةً وبلديةً على السواء. على سبيل المثال: لا تزال تتناقل الأجيال في محيطنا الجغرافي ذلك النزاع على مختارية بلدة «داريا» في إقليم الخروب، بين السلطان سليم الخوري شقيق الرئيس بشارة الخوري والرئيس رياض الصلح: السلطان يريد إسقاط المرشح لمركز المختار، والرئيس الصلح يحول دون ذلك، وقد اشتدّ الصراع بين القطبَين إلى حدّ تهديد الرئيس الصلح باستقالة الحكومة إذا تمَّ إسقاط المختار، وتهديد السلطان سليم بحلّ مجلس النواب إذا حصل العكس، وكان الله في عون المجلس النيابي فنَجا من الحلّ، على رغم من تمكُّن المختار من الفوز. في القرآن: «ويَضْرِبُ اللهُ الأمثالَ للناسِ لعلَّهُمْ يتذكَّرون». خيرُ من يعبّر عن سياسة البلدية والمخترة هم الرحابنة، في مسرحية «المحطة»: رئيس البلدية نصري شمس الدين يرسل إلى فيروز «البوليسيّة» وهي لم ترتكب ذنْباً، مثلما كانت مسرحية «بيّاع الخواتم»، تخترع من المختار شخصية وهميّة إسمها «راجح» يستخدم كلّ وسائل الشيطنة بهدف الإساءة إلى القرية. وخيرُ مَن يعبّر عن طبيعة الممارسة السياسية عندنا، هو منصور الرحباني القائل: «كلّنا دقّيقين كبيّ». المجالس البلدية في لبنان تمثّل إرادة مجموعات الشعب، والشعب مصدر السلطة في النظام الديمقراطي، والسلطة كما يقول «برناردشو»: «لا تُفسد الرجال إنما الأغبياء إذا وُضعوا في السلطة هم الذين يفسدونها». وعليه يقتضي أن يتقيّد التمثيل الشعبي بصفاتٍ أخلاقية وعقلية ووطنية عالية، لا أن يكون مجرَّدَ انتهازِ طموحٍ ومصدراً للتعيّش والجاه. حين يكون التمثيل في السلطة من أدنى إلى أعلى، ومن أعلى إلى أدنى مدفوعاً بغريزة السيطرة والجاه، فهذا مرضٌ يُعْرف بجنون العظمَة، وغالباً ما تذهب العظمة، ويبقى الجنون.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store