أحدث الأخبار مع #سميحةمحمدزكي،

الدستور

"بلا زوار".. حكاية قبر ناهد شريف الذي عاد بعد 38 عامًا من الغياب

الفنانة ناهد شريف اسمها الحقيقي سميحة محمد زكي، ولدت لأسرة ميسورة الحال، لكن لم تدم النعمة طويلًا، فسرعان ما تبدلت الأحوال وتكاثرت المحن من حولها، كانت بداية المأساة حين أصيبت هي وشقيقتها بشلل الأطفال، وحين شفيت وظنت أن الحياة ابتسمت لها من جديد، فقدت والدتها، ولم تمض أعوام قليلة حتى لحق بها والدها، لتجد نفسها يتيمة وحيدة لا سند لها. شاءت الأقدار أن تقودها صداقتها بالفنانة زبيدة ثروت إلى عالم الفن، حيث ظهرت لأول مرة في فيلم 'حبيب حياتي'، ومنه انطلقت مسيرتها الفنية حتى أصبحت واحدة من أبرز نجمات السينما في السبعينيات. تزوجت ناهد شريف ثلاث مرات، الأولى من المخرج حسين حلمي المهندس الذي كان يكبرها بخمسة وعشرين عامًا، ثم من الفنان كمال الشناوي، وأخيرًا من اللبناني إدوارد جرجيان، والد ابنتها الوحيدة 'باتريسيا'، لكن حياتها مع جرجيان كانت مليئة بالمعاناة، فقد كان مدمن قمار، يستغل مرضها بالسرطان ليجمع المال من الناس مدعيًا حاجته لعلاجها، وعندما اكتشفت الأمر، ضاقت به وقررت الطلاق. عادت ناهد إلى مصر وقد أنفقت كل ما كانت تملكه على العلاج، وحين ضاقت بها السبل، لجأت إلى طليقها كمال الشناوي الذي نجح في الحصول لها على قرار بالعلاج على نفقة الدولة، لكن الوقت كان قد فات، ورحلت ناهد شريف. توفيت ولم تكن ابنتها – المقيمة في لبنان – على علم بتفاصيل وفاتها أو مكان دفنها، إذ دفنت دون أن يعرف أحد قبرها، وكأن ذكراها قد تلاشت مع مرور الزمن. مرت 38 سنة على وفاتها، إلى أن قاد الفضول الباحث جمال درويش – المهتم بتوثيق تراث نجوم الزمن الجميل – إلى مقابر المجاورين بحثًا عن قبر الفنانة مديحة كامل، وهناك أخبره أحد 'التربية' عن قبر لممثلة تدعى ناهد، وحين زاره، وجد أن الاسم المكتوب على القبر هو 'سميحة محمد زكي'، مما يفسر سبب اختفاء القبر عن الأنظار. تذكر جمال حينها سيدة لبنانية كانت قد طلبت منه منذ سنوات البحث عن مدفن ناهد شريف، فلما تحقق الأمر، أبلغها، لتبلغ بدورها ابنة ناهد التي جاءت فورًا إلى مصر، وزارت قبر والدتها للمرة الأولى بعد 38 عامًا، وأعادت له هويته بلوحة تحمل اسمها الحقيقي واسم شهرتها: ناهد شريف. ناهد شريف