logo
#

أحدث الأخبار مع #سنانأنطون

الترحيل من أمريكا: أداة لترسيخ حدود الهوية
الترحيل من أمريكا: أداة لترسيخ حدود الهوية

إيطاليا تلغراف

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • إيطاليا تلغراف

الترحيل من أمريكا: أداة لترسيخ حدود الهوية

إيطاليا تلغراف نشر في 19 أبريل 2025 الساعة 14 و 54 دقيقة إيطاليا تلغراف سنان أنطون كاتب عراقي كان محسن مهداوي طالب الدراسات العليا في جامعة كولومبيا، ذو الأصل الفلسطيني، المقيم قانونياً والحاصل على الإقامة في الولايات المتحدة، في طريقه إلى موعد للحصول على الجنسية الأمريكية في ولاية فيرمونت، حين اعتقلته سلطة الهجرة والجمارك سيئة الصيت. هذه السلطة التي يحوم منتسبوها حول الجامعات ومساكن الطلاب، في الأسابيع الأخيرة، لاختطاف الناشطين لتنفيذ أوامر ترحيلهم خارج البلاد. والسبب وراء اعتقال مهداوي بالطبع هو نشاطه في الحراك الطلابي الداعم لفلسطين، والمطالب بوقف الإبادة في غزة. وورود اسمه على موقع Canary Mission الصهيوني الذي يشهّر منذ سنوات بالناشطين الداعمين لفلسطين والمعارضين للسياسات الصهيونية، من أساتذة وطلاب بنشر معلومات عنهم. كما ظهر اسم مهداوي على قائمة تروج لها منظمة «بيتار» الصهيونية الإرهابية في نسختها الأمريكية. وكان زئيف جابوتنسكي قد أسس بيتار في 1923 في لاتفيا وانتشرت فروعها في أوروبا والولايات المتحدة وفلسطين، حيث أسس المستوطنون الصهاينة فرعاً في بتاح تكفا. واشترك أعضاؤها في نشاطات إرهابية صهيونية في الثلاثينيات، وحظرتها سلطة الانتداب البريطاني في 1947. أما فرعها الأمريكي فقد تأسس في 1929 وأعاد إحياءه في 2023 رجل أعمال أمريكي إسرائيلي هو من كبار المتبرعين لحملة ترامب. وبعد تهديدها للطلاب والأساتذة وتنمرها أثناء المظاهرات بدأت مؤخراً تهدد اليهود المعادين للصهيونية في الولايات المتحدة بملاحقتهم. لا شك أن ترحيل قادة المظاهرات والناشطين، وتواصل الهجوم الفاشي على الجامعات يستدعي الغضب، كما يؤكد ضرورة التعبئة وتنظيم الصفوف لمقاومة هذه الحملة الفاشية الشرسة، وهو ما يقوم به المحامون والناشطون. وحسناً فعل رفاق مهداوي ومحاموه، الذين توقعوا الحدث واستبقوه باستحصال أمر من المحكمة بمنع ترحيله خارج ولاية فيرمونت، إلى ولاية لويزيانا، في أقصى الجنوب، كما حدث مع زميله في جامعة كولومبيا محمود خليل. لكن المفارقة في ردود أفعال معظم الليبراليين، في الولايات المتحدة، وخارجها، هي اعتبار حملة الترحيل هذه سابقة لا نظير لها، تقع في بلاد «كانت دوماً تحتضن المهاجرين وترحّب بهم». ويغيب عن هؤلاء أو يغيَّب، بوعي أو من دونه، تاريخ طويل للترحيل، لأسباب سياسية وعنصرية، لم يتوقف يوماً في أي عهد، ولا حتى في عهود أكثر الرؤساء ليبرالية (باراك أوباما مثلاً) الذي ضرب رقماً قياسياً في التهجير. وهجّر أعداداً تفوق تلك التي سجلت في عهد سلفه اليميني الجمهوري جورج بوش. قد يفاجأ الكثيرون أن مجموع الذين رحلوا من الولايات المتحدة منذ نهايات القرن التاسع عشر إلى اليوم يصل إلى 55 مليوناً، ومعظمهم ( 48 مليون) رحلوا بعد 1965. يستعاد هذه الأيام تاريخ الحملة المكارثية ضد اليساريين والشيوعيين، وما سمي آنذاك بالخطر الأحمر، الحملة التي وصلت ذروتها في الخمسينيات، وطالت كتاباً وفنانين اتهموا بالتخريب والخيانة والولاء لجهات أجنبية لشبهة انتمائهم للحزب الشيوعي، ووضعوا على القوائم السوداء وحرموا من العمل. لكن تلك كانت المرحلة الثانية، فجذور الخطر الأحمر تعود إلى بدايات القرن العشرين، حين شكّل انتشار الأفكار الاشتراكية والشيوعية والآناركية في الولايات المتحدة تحدياً حقيقياً، بالذات حين انعكس تأثير هذه التيارات الفكرية والسياسية بين الطبقات العاملة والنقابات، وبدأت موجة إضرابات عارمة في كبرى المدن الأمريكية للمطالبة بحقوق وأجور أفضل. على سبيل المثال إضراب عمال ميناء مدينة سياتل في يناير 1919 الذي انضمت إليه 100 نقابة واتحاد بعد أسابيع ووصل عدد المضربين إلى 60 ألفاً، مما شل حركة المدينة. واستغلت الدولة القوانين التي شرّعت أثناء الحرب العالمية الأولى، والتي تجرّم انتقاد الحكومة ووسّعت تفسيرها ليشمل المناهضين للحرب ودعاة السلم والراديكاليين. في 1919 و1920 شن وزير العدل ميتشل بالمر، حملات مداهمة واعتقال ضد المنتمين إلى حركات راديكالية طالت عشرة آلاف رجل وامرأة، وأدت إلى ترحيل 248 شخصاً إلى الاتحاد السوفييتي. ولعل من أشهر الشخصيات التي رحلت آنذاك هي الأناركية المعروفة إيما غولدمان (1869- 1940).. ولدت غولدمان في ليتوانيا وهاجرت إلى الولايات المتحدة في 1885. وتأثرت بالاشتراكيين والأناركيين الذين التقت بهم في مدينة نيويورك. واشتهرت كخطيبة مفوهة وكاتبة كان لها دور في نشر للأفكار الأناركية ونشطت في دعم حقوق العمال والنساء ومناهضة الحرب. واعتقلت عدة مرّات بتهمة إثارة الشغب، وعرقلة التعبئة العسكرية، وتوزيع معلومات عن تحديد النسل على النساء. كانت غولدمان، التي ولدت في عائلة يهودية معادية للصهيونية، وضد تأسيس دولة يهودية على أرض فلسطين. رحّلت غولدمان في 1919 إلى الاتحاد السوفييتي لكنها تركته في 1923 وعبّرت عن خيبة أملها في كتاب نشرته عن تجربتها هناك. تنقلت بين فرنسا وإنكلترا وذهبت إلى إسبانيا لدعم الأناركيين في الحرب الأهلية الإسبانية. ضغط جي إدغار هوفر، الذي كان مديرا لقسم المخابرات في وزارة العدل، والذي سيصبح لاحقاً مدير «إف بي أي»، ضغط على المحكمة وأقنعها بعدم الاعتراف بمواطنة غولدمان واعتبارها أجنبية لكي يمكن ترحيلها. والمفارقة أنها رحّلت من جزيرة إيلس، التي كانت لسنوات طويلة المحطة الأولي لدخول المهاجرين. في المرحلة الثانية من الخطر الأحمر في الخمسينيات سنّ «قانون مكارن» في 1952، الذي عرف لاحقاً بقانون الهجرة والجنسية، والذي سمح للحكومة بترحيل من يشك بولائهم، أو يعتبرون مصدر خطر. واستغل القانون لتجريد الناشطين السود بالذات من جوازات سفرهم، إذا ما رفضوا التوقيع على إقرار عدم الانتماء إلى الحزب الشيوعي. ومن أشهر الشخصيات التي استهدفها القانون الموسيقي والممثل والناشط الشيوعي بول روبيسون (1898- 1976) الذي منع من السفر خارج البلاد وخبا نجمه وتأثيره بعد ذلك. لن يكتفي ترامب ومؤيدوه بملاحقة الناشطين والمعارضين المقيمين قانونياً، فقد صرح بأن الحملة «لجعل أمريكا عظيمة من جديد» ستشمل «مسببي المشاكل» من المواطنين. ينتمي المرحّلون في عهد ترامب الثاني إلى فئتين: ناشطون في الحراك الطلابي، معظمهم من خلفيات عربية، أو من جنوب العالم، ومهاجرون من أمريكا الوسطى والجنوبية. التهمة الموجهة للفئة الأولى هي دعم الإرهاب ومعاداة السامية وهي تهم باطلة. أما الفئة الثانية فتتهم بالإجرام جزافاً أيضا. يربط ترامب ومؤيدوه الذين يؤيدون الترحيل بين المهاجرين (من خلفيات معينة) والجريمة. لكن الأبحاث والتقارير تثبت أن نسب الجرائم في أوساط المهاجرين، وبضمنهم أولئك الذين لا يمتلكون الأوراق الثبوتية، هي الأقل مقارنة بالمواطنين وبكل الشرائح الأخرى. الترحيل والنفي والإقصاء أداة تستخدمها الدولة لقمع المعارضة السياسية وتضييق حيزها بالطبع، والتهديد الذي شكله الحراك الطلابي هو أن شعاراته ومطالبه لم تقتصر على وقف حرب الإبادة، بل ربطت بينها وبين المنظومة الاقتصادية السياسية ومصالحها وارتباطاتها المؤسساتية. لكن الترحيل هو أيضاً أداة لترسيخ وتحديد مفهوم المواطن الصالح، الذي لا يعترض على سياسات الحكومة الخارجية أو الداخلية ولا يشكك بها. تهدف سياسة ترامب وخطابه الفاشي إلى إعادة ترسيخ التراتبية العرقية والأسطورة القومية المؤسسة. الترحيل من أمريكا: أداة لترسيخ حدود الهوية

رواية فلسطينية في القائمة الطويلة لـ«البوكر الدولية»
رواية فلسطينية في القائمة الطويلة لـ«البوكر الدولية»

الدستور

time٠٤-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

رواية فلسطينية في القائمة الطويلة لـ«البوكر الدولية»

عمان - أعلنت لجنة تحكيم «جائزة البوكر الدولية» القائمةَ الطويلة لسنة 2025، والتي ضمّت 13 عملاً من بينها رواية «سفر الاختفاء» للروائية والصحافية الفلسطينية ابتسام عازم، والتي صدرت عن «منشورات الجمل» في 2014 وترجمها إلى الإنكليزية الروائي والشاعر العراقي سنان أنطون.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store