logo
#

أحدث الأخبار مع #سنويتشات

عائلات تعيش على السندويتش
عائلات تعيش على السندويتش

الشروق

time٢٥-٠٢-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الشروق

عائلات تعيش على السندويتش

تشتهر الطاولة الجزائرية بالأطباق الثقيلة والمركبة، حتى أبسط الأكلات الشعبية، تستلزم طول بال وعناية في التحضير. فالطبخ على نار هادئة، عادة ما يمنح ذوقا خاصا ومختلفا، وهذا ما باتت الكثير من العائلات محرومة منه، خاصة في وجود ربة بيت عاملة، لا تملك متسعا من الوقت للطبخ، فتستبدل هذه الوظيفة بطلب سندويتشات جاهزة، أو حتى إعدادها منزليا، للتفرغ لباقي المسؤوليات المتراكمة والمتكاثرة. العمل يفسد علاقة المرأة بالمطبخ تجتهد العديد من السيدات العاملات، في تنظيم وقتهن الضيق جدا، بحيث يتم تقسيم ما يقضينه في المنزل بين ترتيب وتنظيف والاهتمام بالأطفال، دون إهمال حقوق الزوج. على رأس كل هذا، يواجه المرأة العاملة تحدي الطبخ اليومي، حيث سيكون على الكثيرات تعويض وجبة الغداء بعشاء صحي لذيذ ومتوازن. وهذا، ما قد يأخذ حيزا لا بأس به من تفكيرهن كل يوم، وحصة الأسد من الوقت. لهذا، يلجأن إلى القيام ببعض المهام الأخرى، بينما يحضرن الطعام، ما قد يمنحهن نتائج سيئة في النهاية، تؤثر على نفسيتهن. روزا، سيدة أعمال من بجاية، تشتغل طوال الأسبوع في مشروعها بالعاصمة، مع أنها أم لمراهقين، في الطور المتوسط والثانوي، تعترف بأنها لم تطبخ طبقا تقليديا، منذ أزيد من سنتين.. أما عما تأكله هذه العائلة، خلال الأسبوع، فتقول: 'سندويتشات على الدوام، لتفادي غسل الكثير من الأواني. أحيانا، نطلبها جاهزة من مختلف المحلات. وأحيانا أخرى، نحضر همبرغر أو كريب مالحا منزليا، مما توفر لدينا من مواد'. تؤكد روزا أنها عندما كانت تصل إلى المنزل منهكة من العمل ومن السياقة لساعات، لا تجد من يساعدها في إعداد الطعام، بينما يتذمر الجميع من طبخها السيئ، 'لهذا، استبدلت الأكل المنزلي، الذي يأخذ كل جهدي الذهني والبدني المتبقي، بالأكل الجاهز، وارتحت كثيرا، خاصة من الانتقادات..'. أما عبد الغفار، وهو أستاذ، يعمل مع زوجته في الثانوية ذاتها، غير أنها تتوجه بعد الدوام إلى صناعة الحلويات، وهذا في سبيل توفير المال الكافي لتسديد ديون البنك بعد شراء بيت وسيارة بالتقسيط، يقول: 'نعيش على السندويتشات، منذ سنوات، وقد اعتدنا على الأمر فعليا، بالنسبة إلينا، هذا اقتصادي، ويوفر الوقت أيضا، عندما أتسوق، أشتري شرائح دجاج، جبنا وأحيانا بطاطاس وخسا.. لائحة التسوق في عائلتنا تختلف كثيرا عن باقي الجزائريين. أما أنواع المخبوزات، فتحضرها زوجتي من المصنع الذي تعمل به'. بينما يستمر الأطباء وخبراء التغذية في التحذير من نمط الحياة غير الصحي، وعلى رأسه النظام الغذائي اللامتوازن، يتواصل الإقبال الجنوني على وجبات الأكل الخفيف، مخلفا مشاكل صحية رهيبة، من قبيل السمنة المفرطة، الكولسترول، شحوم الكبد، السكري، ومشاكل القلب.. فوق كل هذا، خلق اقتداء الجزائريين بالمجتمعات الغربية، جملة من العادات الاجتماعية السيئة، فبالنسبة إلى إيمان مثلا، حتى وإن كانت سيدة غير عاملة، فإن تناول السندويتشات أصبح إدمانا لها ولأسرتها الصغيرة، تقول: 'بما أن زوجي غائب للعمل طوال الأسبوع، أفضل عدم الطبخ، أطلب سنويتشات بطاطا أو شوارما أو أحضر الكارانتيكا منزليا لي ولبناتي الأربع، أفضل إنفاق ميزانيتي على هذا النحو، بدل الخروج لشراء الخضار والمواد الغذائية، وتضييع الوقت في الطبخ..'، تضيف إيمان، بلهجة من يؤنبه ضميره قليلا: 'قد لا يكون غذاؤنا صحيا، ويمكن أن يسبب لنا مشاكل صحية على المدى البعيد، خاصة بعد أشهر، على هذا النحو، لكنه يناسب نمط عيشنا، وبناتي يرفضن أكل غير ذلك، فقد كان والدهن يعمل في مطعم أكل سريع من قبل، وهذا غذاؤهن المعتاد منذ الصغر'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store