أحدث الأخبار مع #سوزانشلبي،

جريدة الايام

خطاب سوزان شلبي المُفحم

"كرة القدم في فلسطين ليست مجرد لعبة، بل رواية صمود وهوية تُروى عبر الأجيال وستبقى". هذه العبارات اقتبستها من الحساب الرسمي لاتحاد الكرة الفلسطيني على "فيس بوك"، ووجدت أنها أفضل مدخل أتكئ عليه كي أصل إلى الخطاب الجامع والشامل والمُفحم والحافل، الذي ألقته، بكفاءة عالية، سوزان شلبي، نائب رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني، وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة الآسيوي، في اجتماعات كونغرس الفيفا، الذي التأم، مؤخراً، في عاصمة الباراغواي "أسونسيون"، وقوبل بعاصفة واسعة من التصفيق والترحيب في إشارة إلى دعم وتأييد ومساندة كل عبارة وردت فيه واستغرق إلقاؤه تسع دقائق. قبل الخوض في أبرز حيثيات ومفاصل الخطاب، فإنني أحيي، بحرارة، طريقة العرض المهمة، والمحاور التي تم التركيز عليها، ولغة المكاشفة والجرأة والشجاعة في الطرح، ما يؤكد على صفاء ونقاء المعدن، الذي تتمتع به كوادر الحركة الرياضية الفلسطينية. أبرز ما جاء في الخطاب أن لغة التسويف والمماطلة والإرجاء المتعمدة، أصبحت سلوكاً يمارسه "الفيفا" رداً على مطالب اتحاد الكرة الفلسطيني القاضية بضرورة اتخاذ قرار بشأن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية، وتحديداً أندية المستوطنات، غير الشرعية، المقامة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تتنامى كما الفطر السام، بدليل أنها قفزت من سبعة أندية إلى تسعة. سوزان شلبي لم تطلب من الفيفا لبن العصافير، بل طالبت بتفعيل قوانينه وأنظمته، والحيلولة دون إبقائهما، عَمْداً وقصداً، في دائرة الاجترار والمراوحة بمنأى عن لغة الحسم. خطاب سوزان شلبي تطرق، أيضاً، إلى أن بؤس وسادية سلطات الاحتلال حولتا الملاعب إلى سجون ومعتقلات يمارس فيها أبشع ألوان الفتك والتعذيب والإذلال والاعتداءات الهمجية، ولم تكتفِ بذلك بل أحالتها إلى أطلال وركام.