logo
#

أحدث الأخبار مع #سومجي

خمسة مصورين عرب يقاومون بعدساتهم الاحتلال والقمع
خمسة مصورين عرب يقاومون بعدساتهم الاحتلال والقمع

العربي الجديد

timeمنذ 4 أيام

  • ترفيه
  • العربي الجديد

خمسة مصورين عرب يقاومون بعدساتهم الاحتلال والقمع

جمعت أمسية من السرد البصري المؤثر التي تسلط الضوء على "روح المقاومة" مصورين من لبنان وفلسطين وسورية واليمن والسودان، تناولوا النضالات الجماعية والتضامن في مواجهة القمع و الاحتلال والظلم، وذلك بالتعاون بين مؤسسة غلف فوتو بلس (GPP) ومهرجان سَفَر السينمائي ومهرجان بيكهام 24 للتصوير المعاصر. هذه الأمسية أقيمت في العاصمة البريطانية لندن مساء 17 مايو/أيار الحالي، ونظمها المركز العربي البريطاني، استعداداً لانطلاق الدورة العاشرة من مهرجان سَفَر السينمائي الذي يتولاه المركز منذ عام 2012 ليكون منصة فريدة للسينما العربية المستقلة في المملكة المتحدة. يقام المهرجان هذا العام من 11 حتى 28 يونيو/حزيران، ويتوزع على عشر مدن بريطانية، كما يتضمن عروضاً عبر الإنترنت، مما يفتح آفاقاً جديدة لمشاهدة السينما العربية. خلال الأمسية التي مهدت لانطلاقة المهرجان تحت عنوان Slidefest SAFAR، عُرضت مجموعة من الصور الفوتوغرافية التقطها مصورون من خمس دول عربية، حاولوا من خلال عدساتهم نقل مشاهداتهم وتحولات أوطانهم، في أعمال تراوحت بين التوثيق والتعبير الفني. تحدث المصورون الشباب، وهم صقر خضر (فلسطين) وصادق الحراسي (اليمن) وفاطمة جمعة (لبنان) ومصعب أبو شامة (السودان) وهانا عرفة (سورية)، عن تجاربهم في التكوين البصري وأثر الصورة بوصفها أداة مقاومة، وهو ما انسجم مع رؤية المهرجان في تسليط الضوء على التجارب الناشئة التي تنبع من عمق الواقع العربي. أدار الأمسية المصور المقيم في دبي، محمد سومجي، المتخصص في التصوير المعماري والتحريري، واستهل حديثه بالإشادة بالفنانين والصحافيين في المنطقة، وبالآلاف ممن قُتلوا وتركوا وراءهم عوالم لم تتحقق وأحلاماً لم تكتمل. وتحدّث عن مبادرات "غَلف فوتو بلس" التي يديرها، لافتاً إلى معرض نظمه في دبي تكريماً للمصوّر الفلسطيني مجد فضل عرندس الذي استشهد بغارة إسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وسط حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة . قال سومجي إن أرشيف عرندس استعيد بالتعاون مع شقيقه، بعد جمع أكثر من 3 آلاف صورة التقطها ولم تعرض سابقاً، وأقيم لها معرض خاص. ومن أبرز الصور التي توقف عندها سومجي تلك التي وثقت غروب الشمس بعدسة عرندس، وقال: "لاحظنا أنه التقط الكثير من صور للغروب، ونعتقد أن تلك كانت وسيلته لتجاوز الحصار المفروض على غزة والخروج إلى العالم". وعرض واحدة من هذه الصور ضمن المعرض، مضيفاً أن ريع بيعها يعود لعائلة عرندس المقيمة حالياً بين مصر وعُمان. من جهته، شارك المصوّر اليمني صادق الحراسي في الأمسية من عمّان عبر الفيديو، وتحدّث عن مشروعه الفني "ماذا يترك الآباء خلفهم؟" الذي يستعيد فيه غياب والده الذي توفي حين كان هو في سن الحادية عشرة، قبل ساعات من سفره إلى القاهرة للعلاج. بغصة وصف تلك اللحظات التي انتظر فيها والده مرتدياً بدلته الجديدة، قبل انقلاب الفرحة إلى خسارة مفاجئة. عبر الصور وأغاني والدته وبقايا الأشياء، حاول الحراسي تشكيل ذاكرة عن أب لم يُودَّع قط. وانضمّت المصورة والمخرجة اللبنانية فاطمة صلاح جمعة إلى الأمسية عبر الفيديو أيضاً من القاهرة، حيث تُعرض أعمالها ضمن أسبوع القاهرة للصور. ويتجلّى اهتمامها العميق بموضوعات الذاكرة والحرب والأرشيف الشخصي، خصوصًا في سياق الجنوب اللبناني. أوضحت جمعة أن مشروعها انطلق من شعور تضامني مع الجنوب اللبناني، في تقاطع رمزي مع فلسطين، حيث تتلاقى الأرض والسماء في مشهد مشترك من الذاكرة والنضال. وصفت عملها بأنه محاولة لتحريك الذاكرة ومواجهة النسيان، وأنه شهادة على المساحات الشجاعة التي لا تزال تقاوم. أمّا الفنان الفلسطيني الهولندي صقر خضر، العضو في وكالة ماغنوم فوتوز، فشارك شخصياً رؤى من مشروعه "يوم الفراق" المعروض حالياً في معرض فوم (Foam) في أمستردام. خضر، الذي وُلد ونشأ في هولندا لعائلة فلسطينية لاجئة، استعرض تجربته الشخصية في مخيم جنين نهاية عام 2022، حين كان يخطط لتصوير فيلم وثائقي قوبل بالرفض من هيئة الإذاعة الهولندية. تحدث عن لحظة حاسمة حين قرر البقاء ليلة إضافية في المخيم، لتبدأ في صباحها عملية اقتحام إسرائيلية استشهد خلالها عشرة شبان. تلك اللحظة، كما قال، كانت نقطة التحول في مشروعه، حين أدرك المعنى العميق لفكرة "الفراق" اليومية التي يعيشها الفلسطينيون. أوضح أن "يوم الفراق" ليس فقط وداعاً للشهداء، بل أيضاً وداع متكرر للأمهات، وللأصدقاء، وللوطن، وللحياة كما نعرفها. كما انتقد اللغة الانتقائية التي يتناول بها الإعلام الغربي الشهداء في غزة، مشددًا على أهمية توثيق وجوه الرجال الذين لا يُمنحون وقتاً للحزن. "أنا لا أقدم حلولاً، أنا فقط أشهد"، قال خضر، معتبراً أن كل صورة يلتقطها هي أرشفة للألم والغضب، وشهادة حية على واقع لا يتغير. والمصوّر السوداني مصعب أبو شامة استعرض تجربته الشخصية عبر الفيديو من مدينة نيويورك، وتحدث عن الحرب التي أجبرته على مغادرة منزله حفاظاً على سلامة أسرته، ليدخل بعدها في دوامة من التوثيق والمشاركة المجتمعية، وسط غياب شبه تام للتغطية الإعلامية والفنية لما يحدث في بلاده. وتحدّث عن مشروعه الفوتوغرافي "تدوين"، الذي شكّل محاولة فنية وإنسانية للحفاظ على الذاكرة، إذ ركّز فيه على رصد التحولات الاجتماعية والعاطفية التي طرأت على سكان مدينته، موثقًا لحظات الحب والفقد، وحكايات الهُجران والتشبث بالكرامة. شدد أبو شامة على أنه لا يصوّر بوصفه غريبا، بل هو شاهد على التجربة؛ فقد منزله بعد أن التهمته النيران، لكنه أصرّ من خلال صوره على أن يبعث الحياة في المكان مجدداً، ليقول للعالم: "كنا هنا، كنا نعيش هنا". سعى عبر مشروعه إلى تقديم سردية إنسانية أصيلة تعكس هشاشة الحياة وقوة التحمّل في آن، مبرزاً كيف تغيّر الناس، كيف أحبّوا، وكيف ظلّوا يتشبثون بمعنى الوجود في خضمّ الانهيار. حول العالم التحديثات الحية إزالة ملصق خريطة فلسطين التاريخية من معرض فني في كاليفورنيا هانا عرفة، المصورة الفوتوغرافية التي تعمل على الأفلام، تحدّثت في مداخلتها الشخصية عن شغفها بالضوء والألوان وحياة الأطفال في سورية، في ظل التغيرات المستمرة التي تعيشها البلاد الخاضعة للعقوبات. لم تركّز حديثها هذه المرة على مشروعها الشخصي، بل على أعمال مجموعة من الأطفال السوريين الذين تعاونت معهم ضمن مشروع "الإذن للحلم". أعربت عن تأثرها العميق بإبداع الأطفال الذين لم يتجاوزوا السادسة عشرة، الذين استخدموا الكاميرات لتوثيق تفاصيل حميمة من حياتهم اليومية. تحدّثت عن كريم الذي يحلم بمستقبل خارج سورية، ومنال التي تحلم بالبقاء والمساهمة في إعادة بناء بلدها، وجاد الذي التقط صوراً للكنائس والصرافات الآلية تعبيراً عن التنوع السوري والانهيار الاقتصادي. وركّزت على أهمية دعم هذه الإبداعات، وعلى المعنى الإنساني العميق الكامن في صور بسيطة التقطها الأطفال تعكس أحلامهم وهواجسهم. كما دعت إلى دعم المشروع عبر التبرع بالكاميرات والأدوات، وقالت إن ما يصنعه هؤلاء الشباب اليوم هو بذرة أمل حقيقية وسط واقع قاسٍ. في دورة مهرجان سفر السينمائي العاشرة المرتقبة، يقدّم 35 فيلماً تتنوع بين الروائي والوثائقي والكلاسيكي، كثير منها يُعرض لأول مرة في المملكة المتحدة بعد أن حصد جوائز في مهرجانات دولية حديثة. تتناول هذه الأعمال القضايا السياسية والاجتماعية الراهنة في منطقة جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا، إضافة إلى تجارب الشتات العربي في المهجر، وتُعرض إلى جانب مجموعة مختارة من الأفلام القصيرة التي تحمل توقيع مواهب صاعدة من مختلف أنحاء العالم العربي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store