logo
#

أحدث الأخبار مع #سيد»

رحيل الشيخ سيد سعيد.. «سلطان القراء» الذى لم تعتمده الإذاعة
رحيل الشيخ سيد سعيد.. «سلطان القراء» الذى لم تعتمده الإذاعة

الدستور

timeمنذ 10 ساعات

  • ترفيه
  • الدستور

رحيل الشيخ سيد سعيد.. «سلطان القراء» الذى لم تعتمده الإذاعة

توفى القارئ الكبير الشيخ سيد سعيد، اليوم، عن عمر ناهز ٨٢ عامًا، بعد رحلة طويلة من العطاء فى خدمة كتاب الله، ليصبح أحد أعلام تلاوة القرآن الكريم فى مصر والعالم الإسلامى. اشتهر «الشيخ سيد» بصوته الخاشع وأدائه المؤثر، ولقّبه محبوه بـ«سلطان القراء» و«صاحب سورة يوسف»، بعدما أسهمت تلاوته للسورة فى انتشاره الواسع داخل وخارج مصر، رغم أنه لم يعتمد بالإذاعة المصرية طوال حياته. ولد الشيخ سيد سعيد فى ٧ مارس ١٩٤٣، بقرية «ميت مرجا سلسيل»، التابعة لمركز الجمالية بمحافظة الدقهلية، ونشأ فى بيئة بسيطة مليئة بحب القرآن، وأتم حفظ كتاب الله كاملًا وهو فى السابعة من عمره، على يد الشيخ عبدالمحمود عثمان، وبدأ فى سن التاسعة رحلته مع التلاوة فى مساجد قريته. ورغم ظروفه المادية الصعبة وقتها، اختار القرآن طريقًا ومصدرًا للرزق، بعد أن ترك الدراسة فى المعهد، وهو فى الصف الأول الإعدادى، وتلقى علوم القراءات على يد الشيخ إبراهيم محمد غنيم، وكان أول أجر يتقاضاه من التلاوة ٢٥ قرشًا فقط، ثم بدأ صيته يعلو تدريجيًا، متنقلًا بين قرى الدقهلية، حتى أصبح مطلوبًا فى الحفلات والمناسبات الدينية. لم يصل «الشيخ سيد» إلى مكانته بسهولة، فقد شهدت حياته مواقف مؤثرة، أبرزها عندما تلقى أجرًا كبيرًا فى إحدى الليالى «٣٠ جنيهًا بدلًا من ٦»، فاعتقد والده أنه سرق المال، وضربه وربطه على عمود النور فى الشارع، لكن هذه المواقف لم تنل من عزيمته، بل زادته تصميمًا على أن يصبح واحدًا من كبار قراء مصر. ومن المواقف التى لا تنسى، تقليده الشيخ المنشاوى فى عزاء جده، حيث طلب منه الشيخ محمد صديق المنشاوى أن يقرأ بعد أن سمع عنه من والده، فاندهش من أدائه، وقال أمام الجميع: «خسارة إنكم جايبينى أنا وعندكم كنز زى الولد ده!». فى واقعة طريفة وغريبة، طُلب من «الشيخ سيد» أن ينتحل اسم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد فى عزاء، لأن الناس لم تكن تعرف شكل «الشيخ عبدالباسط» حينها، بل فقط تعرف صوته، وبعد أن قرأ، انبهر الحضور وظنوا أنهم بالفعل أمام الشيخ الكبير، ونال تكريمًا استثنائيًا وأجرًا بلغ ٣٠ جنيهًا، فى وقت كان يتقاضى فيه ٣ جنيهات فقط. شهرة «الشيخ سيد» فى الخليج جاءت عن طريق سائق فلسطينى كان يعمل لدى الشيخ زايد آل نهيان، ويعشق الاستماع إلى شرائط الشيخ المصرى، خاصة شريط سورة يوسف، وعندما سمعه «الشيخ زايد»، أعجب به بشدة، وبدأت رحلة الاتصال بـ«الشيخ سيد»، الذى لم يكن يملك حتى جواز سفر. تمت الإجراءات بسرعة، واستقبل استقبال الملوك فى الإمارات، نقل بسيارة خاصة، وأُجلس فى مقاعد كبار الزوار، حتى أنه قال عن هذا الاستقبال: «حسيت إنى وزير». ورغم شهرته الطاغية، لم يقيد الشيخ سيد سعيد فى الإذاعة المصرية، وتقدم للاختبار وهو فى سن صغيرة، لكن سوء التقدير من اللجنة، ومشادة كلامية مع الشيخ عادل عثمان، حالت دون انضمامه، وأقسم وقتها ألا يتقدم مجددًا، واكتفى بشهرته التى فاقت كثيرين من قراء الإذاعة. لقب بـ«سلطان القراء»، ليس فقط لهيبته وأدائه الرهيب، بل لأنه كان يعيش مع الآية، ويُشعر المستمع بأنه يسمعها للمرة الأولى، صوته كان خشوعًا يهزّ الوجدان، وقراءاته كانت تمتد من مساجد مصر إلى القصور الرئاسية ومجالس الملوك والأمراء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store