logo
#

أحدث الأخبار مع #سيدةأيلول»

زياد محافظة في روايته الجديدة «سيدة أيلول»
زياد محافظة في روايته الجديدة «سيدة أيلول»

الدستور

time٠٦-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

زياد محافظة في روايته الجديدة «سيدة أيلول»

د. إبراهيم خليليبدأ زياد محافظة روايته هذه (سيدة أيلول) من لحظة اختارها مفترضا أن القارئ سيستنتج ما سبق من المجريات. وهذه اللحظة هي التي اتفق فيها العسكري محمود، الذي تتطلب وظيفته العسكرية أن يكون موقع خدمته في معسكرات الجيش في الزرقاء، بعيدا عن قريته الواقعة على كثب من إربد، مع حبيبة القلب (سلوى) بنت الشيخ العارف من قرية هي الأخرى من قرى إربد - بيد أنه لم يذكر اسم القرية – اتفقا على هروبها، والقدوم إلى الزرقاء حيث هو، (ص13) وأن يتم بعد ذلك عقد قرانهما، وأن يظل زواجهما طيَّ الكتمان إلى ان يفرجها الله.لم يذكر السارد كيف، ومتى تعرّف محمود على سلوى، وكيف وقع في غرامها، وما إذا كان قد تقدم لها خاطبا أم لا. وموقف كل من شقيقيها صايل وزهير. فقد رفضا مصاهرة محمود بذرائع واهية؛ تارة لأنه جندي متنقل على وفق وظيفته، ولأنه فقير تارة؛ وراتبه لا يكفي لإعالة أسرة؛ وتارة بحجة أن أسرته ليست في مستوى أسرة الشيخ عارف، وأولاده؛ وطورًا بحجة أن أخلاقه ليست حميدة. ولكن القارئ، الذي لم يفده السارد بما كان قبيل هذا الاتفاق، سيكتشف، لاحقا، لا سيما في الفصل الثامن من الرواية، أسرار هذه العلاقة، وموقف كل من صايل، وزهير، والشيخ العارف، وما جرى بُعيد ذلك من تفاصيل(ص121).قِرانٌ شرعي:تستغرق متوالياتُ هذه الحكاية نحو أربعين عامًا. فقد حدد لنا البداية بأيلول من العام 1970 والنهاية بتفجّر الحوادث في درعا سنة 2011. وعندما تندلع الحروب لا مكان للتوقعات. فهي مناخ مناسبٌ، ومواتٍ، للمفاجآت. لذا لا يستغرب القارئ تَكرارها في « سيدة أيلول» فحين دنت ساعة الصفر التي توجب على سلوى تنفيذ ما اتفقا عليه، اندلعت الحوادث المؤسفة في الزرقاء وغيرها، وهو- هاهنا - يشير لتلك الاشتباكات التي جعلت ممن يفترض فيهم أن يكونوا إخوة في السلاح، أعداءً فيه. وتطوع جريس - احد المجندين في خدمة العلم، والصديق المحب لمحمود - أن يحضرها من بيت ذويها بسيارته الخاصة على ما في ذلك من خطر، ومغامرة، بسبب الطوارئ، والحواجز المنتشرة على الطرق، والتفتيش المتكرّر، وما يمكن التعرض له من قصف، وقذائف في الطريق. بيد أن الله كتب لهما السلامة، أو هكذا أراد الكاتب، وأحضرها إلى منزل أم جريس(ص23 – 27)، وما هي إلا أيام قليلة حتى أحضروا شاهدين، ومأذونا، وعُقد قرانهما شرعًا في منزل أم جريس على وقع الأصوات الصادرة من الأعيرة النارية، وفوّهات البنادق (ص47).وهنا قد يتساءل القارئ: كيف تأتَّى لهذا القِرانِ أن يُعقد في غياب الوكيل - وكيل الزوجة- والتأكد من هوية كل من العروسين، وتدوين ما يتعلق بهما من بيانات الأحوال الشخصية في السجل الشرعي، تجاوز المؤلف زياد محافظة هذه الثغرة، وكأنه يريد أن يقول: في مثل تلك الظروف الاستتثنائية لا جرَمَ أن كلَّ شيء استثنائي، وهذا بعضٌ منه.مصرع الجندي:مضتْ على هذا الزواج ثلاث من السنوات شهدت فيها سلوى ألوانا من المعاناة، والقلق، وتعرفت على أم انتصار، وابنتها الطفلة انتصار. ومن أم جريس علمت بحكاية ابنها فادي الذي تعرَّض لحادث مؤسف في الأزرق، وبابنها (ميلاد) الذي يتابع دراسة الطب في الجامعة الأميركية ببيروت. وكانا قد تأجرا شقة صغيرة في الحي الذي يقع فيه منزل أم جريس. وما كادت تنتهي ذيول الحوادث المؤسفة في الأردن، وما أعقبها من مآسٍ، حتى أندلعت حرب تشرين(أكتوبر) 1973 بمشاركة سوريا ومصر، وتقرّر أن يتدخل الأردن بلواء من قواته، وهو اللواء الأربعون. وفي هذه الحرب كان على محمود أن يغادر إلى الشيخ مسكين في سوريا، ولم تمض سوى أسابيع أو أشهر ثلاثة حتى تقرر سحب اللواء الأربعين من سوريا بعد أن وضعت الحرب أوزارها، لكن حادثا يصعب على القارئ قبوله أودى بحياة محمود إذ عزا المؤلف ذلك لانفجار في أحد دواليب اللاندروفر، فانقلبت السيارة، وتدحرجت، ولقي المقاتل محمود حتفه على الفور(ص55). ووجدت سلوى نفسها في هذا الوضع بين نارين: فراق أهلها أولا، وفراق الزوج الذي تركت أسرتها من أجله. وكان عليها في هذه الحال البحث عن عمل فوجدت لها أم انتصار عملا في بيت الحاج جمعة النمر. وهو صاحب سوبرماركت في الحي الذي يقع فيه منزل أم جريس.لم تتقبل سلوى ما اقترح عليها من خيارات، ولا مالت لمن مال إليها ميلا شديدًا، وهو (ميلاد) الذي قدم من بيروت(ص65). وفي الأثناء جرى شيء آخر، وهو مغادرة أم انتصار وابنتها الصغيرة إلى بيروت للحاق بزوجها الفدائي. في هذه الظروف، وجدت في بيت جمعة النمر ما يعوّضها عن فراق أم انتصار، وأم جريس.قارئة الفنجان:ومثلما اختار المؤلف تجاوُزَ ما سبق الاتفاق على هروب سلوى من بيت العائلة في إربد إلى الزرقاء، تجاوَزَ مدة تربو على السنوات العشر من سيرورة هذه الحكاية، ففاجأنا بعنوان: الزرقاء منتصف ثمانينات القرن العشرين. واعتقد أنَّ هذا العنوان من لزوم ما لا يلزم، لأن القارئ سيعرف بنفسه هذه الفجوة، وما وقع فيها من حوادث، دون أن يخبرنا بهذه المدة التي تعمّد حذفها من السياق، وإلا، فإن روايته تفتقرلأهم ما يميز الرواية عن غيرها من الفنون؛ فالمرويات فيها لا مناص لها من الدلالة على ما لم يروَ. ففي هذه المدة تعرَّفَتْ على عائلة الحاج النمر، وزوجته نائلة، وعلى عائلة العطار الشيخ بركات، وزوجته سميرة، ووصلتها علاقات اجتماعية ببعض نساء الحارة في حي الحاووز. وبطريقة فيها بعض التلفيق عالجت الطفل أحمد ابن الحاج نمر غير القادر على النطق(ص89) مما جعل نسوة الحي يعتقدن أنها مباركة، ولا تدعو دعوةً – بالخير أو بالشر- إلا ويُستجاب لها، ولا تنظر في فنجان قهوة، إلا وتكشِفُ عما يخبئه الحظ لصاحب الفنجان، أو صاحبته(ص76). وهذا أثار عليها حقد أم سلطان، وهي إحدى الجارات التي اتهمتها بممارسة السِحْر، والشعوذة (ص98). وأوقعها هذا في إشكالات كانت في غنىً عنها، ولا سيما بعد أن اقترنت بالسائق نايف.منزل الشيخ العارف:وتعطي الشيخ بركات وثيقة تطلب منه أن يوصلها لبيت الشيخ العارف، وكتبت له العنوان. وبالفعل يقوم العطار بإيصال الوثيقة التي لم يكن يعلم بما ُكتب فيها، ويسلمها لابن الشيخ عارف واسمه صايل، ويقفل عائدًا لبيته. وما هي إلا أيام تمر حتى يصل صايل للزرقاء، مستقصيًا عن الشيخ بركات، ويلتقيه بدكان العطارة. ويحاول أن يعرف عن سلوى أين هي؟ فالحاج بركات أخبره أنه قام بالمطلوب منه، ولا صلة له لا بسلوى، ولا بغيرها(ص116). وهذه شؤون عائلية خاصة، ولا يتدخل فيها، ويغادر صايل مغضبا مطرودًا، أو شبه مطرود. لكن المؤلف في هذا الفصل، أي الثامن، روى لنا حكاية سلوى من الألف إلى الياء، فيما يُظنُّ أنه ضربٌ من السرد اللاحق، أي: رواية الحدث بعد وقوعه بزمن طويل. وفي الأثناء أيضا عرّفنا بالشيخ العارف الذي توفاه الله من سنوات، وبالكرامات التي تروى عنه.هجرة جديدة:في هذه الأثناء يتذكر المؤلف طباع الشبان في الزرقاء، وتأليفهم العصابات من ضاربي الأمواس والسكاكين، والمتسلقين ممن يسطون على البيوت من النوافذ. فقد اقترنت سلوى بعد محمود بالسائق الذي يتردد على متجر الحاج جمعة، واسمه نايف كي تتخلص من إطالة اللسان، ومن تحرُّش المراهقين من الشبان(ص105).وفي الأثناء حرّضت أم سلطان أحد الأشرار(فايز دبور)للتحرش بسلوى(ص101).ففي أثناء عودة نايف ليلا، وجد هذا الشرير مع صديق له يحتسيان الخمر في مدخل بيته، فتظاهرا أنهما فوجئا بمجيئه، وكانا يعتزمان اللهو مع سلوى كما هي العادة. فانهال عليهما ركلا ولكمًا وأطاح برأس فايز دبور عندما طعنه بزجاجة الخمر التي كانت في يده، وقُتل الرجل، مما اضطر سلوى ونايف للهرب شمالا باتجاه درعا التي استقبلهما فيها الشيخ كساب (ص111). وفتح بيته لهما واعتنت بهما زوجته أم عناد إلى أن وجدا مسكنا، وباع نايف السيارة ألأميركية، واقتنى بدلا منها بيك آب.بعد الأربعين:بعد سنوات من زواجها مرتين، وبعد تجاوز الأربعين، منَّ الله عليها فأدركتها الخصوبة، واكتشفت أنها حامل، وفي هذه السنّ للحمل مشكلات صعبة، وعلاجها عويص. والمهم أنها رزقت بطفل سمته نورًا(ص158). ولم يطل بنايف الوقت كي يفرح بهذا الطفل، فقد توفاه الله بنوبة قلبية حادة. وبقي نور الذي ولد في ظروف عسيرة لا يتكلم تارة. وتارة يعاني من بطء الفهم، ورُفض قبوله في المدرسة، وقيل: إنه يعاني من نوبات تشبه الصرع. ولكن أتيح لسلوى والطفل معلم طيب القلب (شوكت) فظل يعتني بهما إلى ان انفجرت الحوادث، واشتعلت في درعا عام 2011 مما اضطرهما للهجرة مرة أخرى للأردن. وأصبحت سلوى لاجئة في بلدها الأردن(ص165).وهذا واحد من الأمثلة الكثيرة التي تعود على الناس من الحروب.هجرة أخيرة:وفي مشهدٍ، لعبت الصدفة دورًا كبيرًا فيه، تعرَّض نور لضربة بماسورة حديد نقل على إثره لمستشفى الجامعة. ولا بد من دور للصدفة - ها هنا – أيضا، فقد كان الطبيب المشرف على مراقبته وعلاجه هو ميلاد ابن أم جريس. وتعرفت عليه سلوى ثم قابلت جريس وزوجته والتقت العائلة بعد وفاة أم جريس. ولم تكن إقامة سلوى، وابنها في الزعتري مريحة، ولا شوكت وعائلته، فاضطروا للبحث عن مكان آخر؛ هولندا، أو الدانمارك، أو كندا. ولقيا من جريس، ومن أبناء أم جريس، تشجيعا ومساندة، وهاجر الجميع مرة أخرى إلى تورنتو في كندا(ص185-208). ولا بأس في تدخل المصادفة مرة أخرى، ففي دائرة الرعاية الصحية اشتبهت سلوى بالمشرفة التي ذكرتها بواحدة عرفتها، ومن تجاذب أطراف الأحاديث تبين أنها (انتصار) التي عرفتها طفلة في منزل أم جريس(ص210). ومن نتاج الحديث يتبين لنا أن انتصار التي تجاوزت الثلاثين غادرت بيروت في أثناء الحرب الأهلية لكندا. وبعد هذا العرض المكثف لأبرز الحوادث في الرواية يتضح أن العنوان الملائم لها هو سيدة الهجرات الأربع، لا سيدة أيلول. فقد هاجرت أولا للزرقاء، ثم لدرعا في سوريا، ثم للزعتري في الأردن، ثم لكندا أخيرًا.الراوي العليم:إحدى التقنيات التي اعتمدها زياد في روايته هذه السردُ مستخدمًا الراوي العليم. فالحكاية من البداية حتى آخر سطر فيها لا يتنازل الراوي العليم لغيره عن تحكمه بالمنظور السردي. فهو يتحدث عن سلوى وعن محمود وعن جريس وعن أمه وعن ميلاد وعن صايل وقلما يلجأ للحوار. أو لحوار الشخص نفسه مع ذاته. على أنه في موقف من المواقف اقترب من اتباع المونولوج- ففي تداعيات الشيخ بركات - يقول متسائلا لِـمَ أوكلت لي هذه المهمة؟ لم أرادت مني أنا أن أقوم بهذا الأمر؟ لماذا اشترطت علي القيام به بعد رحيلها؟ ما شأني أنا بهذا كله؟ ولكن ما أضعف هذا قوله بعد ذلك: حاصرته الأسئلة من كل اتجاه..يتضح في هذا المثال النادر في الرواية تجنب الكاتب لهذه الطريقة في السرد، وهي أن يترك للشخصية أن تتحدث عما تحسُّ به وتشعر.التشخيص:وفيما يتَّصل بالشخوص، ترك المؤلف لها أن تقوم بما هو مطلوب، ومن ذلك يستخلص القارئ طبائع الشخصيات. فإقدام سلوى على الهروب شيء يمنحها بعدًا هو قوة الشخصية، وإقدام جريس على استحضارها في تلك الظروف ينم على شجاعته، وصدقه، وما قام به نايف، وقتله لفايز دبور، لا ينم على شجاعته، وغيْرته، وحميَّته حسب، بل على تهوُّره أيضا. وما روته أم عناد عن الشيخ العارف على مسامع سلوى ابنته ينم عن أن له كرامات تسامع بها البعيد قبل القريب، فقد تبين أن سلوى - ابنته - لم تكن على علم بما قيل عنه.الزمن:حدَّد الكاتب بداية الحكاية، ونهايتها، وفي النسق ثمة فجواتٌ لا توقعُ المرويات في الغموض، أو الاضطراب. فحتى المدة التي جرى حذفُها تتضمَّنُها الحوادث التي لم تُحذف. والكاتب يبدو حريصا على تسريع السرد في الحكاية، وإلا لما ذكر هذا العنوان. ومن مظاهر القفز من حدث لآخر عبر فجوةٍ، ما جاءَ في ص 106 من أنَّ نائلة أقنعت سلوى بضرورة رؤية نايف لعلَّ الله يكتب لهما زواجا سعيدًا، فسألت سلوى:- وأين يمكن لي أنْ أراه؟ودون أن تجيبها نائلة، تابع الراوي « وفي مساء الخميس الذي تلا تلك الجلسة كانت سلوى تلتقي نايفا، وتجلس معه في بيت الحاج جمعة «. وفي موقع آخر تقترح على نايف المغادرة إلى الشام، ولم يجبْ نايف، فأخبرنا السارد أنهما اندفعا بسيارة نايف شمالا إلى الشام (ص 111) وهذا كثير في الرواية جدا. ولا سيما في الأجزاء الأخيرة منها، مما يوحي باقتراب الحكاية من نهايتها المفتوحة، لأنها انتهت بوصول المهاجرين لتورنتو، واستقبالهم من رعاية المهاجرين، واللاجئين.المكان:قد تكون هذه الرواية من الروايات القليلة جدا التي تجري وقائعها في الزرقاء، وكان تيسير سبول قد ذكرها في روايته (أنت منذ اليوم) باسم (هجير) وتطرق إليها يحيى القيسي في «حيوات سحيقة» فيما يشبه بحثا عن نشأة الزرقاء وتاريخها، وأكثر من الإشارة لها خالد سامح في روايتيه: الهامش، و بازار الفريسة. وهي أشاراتٌ لا تكفي لتصنيف هذه الروايات بالزرقاوية. لكن هذه الرواية (سيدة أيلول) تكاد تفتح كوّة كبيرة يطل منها القارئ والدارس على فضاء هذه المدينة؛ ابتداءً من الإشارة للمعسكرات، وسينما النصر، والأحياء: الغورية، والحاووز، وشارع السعادة، والكنائس، والمساجد، ومخيم شنلر، وجناعة، وغيرهما، والطريق إلى خوّ، وعلاقتها بالشمال، مرورًا بالطرق التي تصلها بإربد، وعجلون، وجرش. وما فيها من التنوع السكاني. فضلا عن قربها من الرصيفة، وعمَّان. وقد وردت هذه الإشارات عبر المتواليات السردية، والحوادث المحكية، لا على نسق التحقيق الصحفي. بيد أن هذا الفضاء السردي لا يعدو الإطارَ الذي تقع فيه الحوادث، وتأثيره في محتوى الرواية لا يلحظ. فلو تخيلنا موقعا آخر لهذه المرويات فلن يكون ثمة اختلاف(1).1.للمزيد راجع ما كتبناه عن روايته (نزلاء العتمة) في: اجتهادات نقدية 2017 وراجع ما كتبناه عن روايتيه (أفرهول) و(حيث يسكن الجنرال) في: روايات عربية تحت المجهر 2019.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store